• Sunrise At: 6:06 AM
  • Sunset At: 6:03 PM

معلومات عن الكتاب

الحمد لله على خالص نعمه وصافى عطاياه، التى أفرغها فى قلوب عباده المصطفين الأخيار من أولياء الله، والصلاة والسلام على نور الأسرار، ومصباح قلوب الأخيار سيدنا محمد المختار وآله الأطهار وصحابته الأبرار والداعين بدعوته والمتمسكين بهديه وسيرته إلى يوم القرار آمين

وبعد، … فهذه سيرة رجل من كمل العارفين، وصفوة الوارثين الذين أشار إليهم الحق فى كتابه المبين بقوله:

( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ) (32فاطر)

اشتغل بالعلوم الشرعية حتى أتقنها، وصار يناظر عليها، ثم سلك منهاج التصوف، وجدّ واجتهد حتى ظهر صلاحه وخيره، وطار فى فضاء الفضائل طيره، وحمد فى طريق القوم سُراه وسيره.

يقول عنه ابن عطاء الله في (لطائف المنن):-“له السياحات الكثيرة، والمنازلات الجليلة، والعلوم الغزيرة، لم يدخل فى طريق الله حتى كان يعدّ للمناظرة فى العلوم الظاهرة، ذا علوم جمة.

لم يختلف فى قطبانيته ذو قلب مستنير، ولا عارف بصير، جاء فى هذه الطريق بالعجب العجاب، وشرع من علم الحقيقة الأطناب، ووسّع للسالكين الرحاب، حتى لقد سمعت الشيخ الإمام مفتى الإسلام تقى الدين القشيري يقول: ما رأيت أعرف بالله من الشيخ أبى الحسن الشاذلي رضي الله عنه”(1)

والشيخ العارف مكين الدين الأسمر رضي الله عنه قال: مكثت أربعين سنة يشكل علي الأمر في طريق القوم، فلا أجد من يتكلم عليه، ويزيل عني إشكاله، حتى ورد الشيخ أبو الحسن رضي الله عنه، فأزال كل شيء أشكل علي.

ويوضح صاحب كتاب (المفاخر العلية) بعض خصائصه العلمية فيقول: “وهو المتكلم بنور البصيرة على السرائر، وكان عالماً عارفاً بالعلوم الظاهرة جامعاً لدقائق فنونها، ومفتضا لأبكار المعاني وعيونها، من حديث وتفسير وفقه وأصول ونحو وتصريف، ولغة ومعقول، وحكمة وآداب، وأما علوم المعارف فقطب رحاها، وشمس ضحاها؛ ثم جاءه بعد ذلك العطاء الكبير، والفضل الغزير، وقصد بالزيارات من جميع الجهات.

وهو صاحب الإشارات العليّة، والعبارات السنية، جاء في طريق القوم بالإسلوب العجيب، والمنهج الغريب، الذي جمع بين العلم والحال، والهمة والمقال، وتخرج بصحبته جماعة من الأكابر”.

وقال الشيخ أبوعبدالله الشاطبى: “كنت أترضى عن الشيخ فى كل ليلة كذا كذا مرة وأسأل الله به فى جميع حوائجي فأجد القبول فى ذلك معجلاً، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت له: يا سيدي يا رسول الله إني أترضى عن الشيخ أبي الحسن فى كل ليلة بعد صلاتى عليك، وأسأل الله تعالى به فى حوائجي .. أفترى علي في ذلك شيئاً إذا تعديت؟ … فقال لي: أبو الحسن ولدي حسّاً ومعنى، والولد جزءٌ من الوالد، فمن تمسك بالجزء فقد تمسّك بالكلِّ، وإذا سألت الله بأبي الحسن؛ فقد سألته بي صلى الله عليه وسلم”.

وفي رواية ساقها الحافظ بن كثير قال: ” وكان الشيخ عزالدين بن عبدالسلام يحضر مجلس الأستاذ أبى الحسن فيسمع تقريره في الحقائق، ويشاهد حسن إفصاحه عن العلم اللدني، فعند ذلك يحصل له وارد من جانب الحق ويركض على قدميه طربا مع المريدين، ويقول:

تأملوا هذا التقرير فإنه قريب من ربه”.

ونقل صاحب (المفاخر العلية) عن العارف بالله تعالى ابن الميلق قوله:

“تكلم القطب الغوث سيدي أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه يوماً فى دمنهور الوحـش بالبحيرة بكلام غريب لم يُسمع من أحد قبله، وصار يقول فى تقرير كلامه: قال جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم!!

وكان في المجلس رجل مغربي من أكابر الأولياء المتمكنين، فأنكر ذلك فى نفسه !؛ وقال: أين الشيخ!!، وأين أجده في هذا الوقت؟!

فقام من ذلك المجلس إلى زاوية الشيخ مجاهد، فلما دخل الليل نام فرأى النبى صلى الله عليه وسلم يقول له: يا فلان! ما صدَّقت ولدى أبا الحسن!، نعم كل ما قاله قلته له، فانتبه من نومه، وقال للشيخ مجاهد اذهب بنا إلى الشيخ أبى الحسن الشاذلى، فقال له: ما حاجتك بالشيخ أبى الحسن فى هذا الوقت؟

فقال: لا بد لي من ذلك!، فلما حضر ميعاده قال الشيخ أبو الحسن له: … يا فلان ما صدقت حتى سمعت بأذنك؟”

ويروي أيضاً أن الشيخ مسلم المسلمى رضي الله عنه دخل على الإمام الشاذلى وهو بقلعة الإسكندرية فقال: “يا سيدي دلوني عليك أنك تدل الخلق على الله”، فقال رضي الله عنه: “ذلك لعامة الأولياء، وإنما الرجل الكامل الذي يقول ها أنت وربك”… رضى الله تعالى عنهم أجمعين.

وما أصدق البوصيري حين مدحه فقال:

أما الإمام الشاذلي طريقه

فى الفضل واضحة لعين المهتدى

فانقل ولو قدما على آثاره

فإذا فعلت فذاك أخذٌ باليد

أفدى عليَّاً بالوجود وكلنا

بوجوده من كل سوء نفتدى

قطب الزمان وغوثه وإمامه

عين الوجود لسان سر الموجدِ

ساد الرجال فقصرت عن
شأوه
همم المآرب للعلى والسؤدد

فتلقى ما يلقى إليك فنطقه

نطقٌ بروح القدس نعم مؤيدِ

جزى الله الإمام أبا الحسن الشاذلي عنا خير الجزاء …

والله أسأل أن ينفع بهذا الكتاب كما نفع به، وأن يهدي به كما هدى به، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

كان ذلك مساء الجمعة السادس والعشرون من المحرم 1430 هـ

الموافق للثالث والعشرين من يناير 2009م

فوزى محمد أبوزيد

 

(1) كتاب (لطائف المنن) صفحة رقم 75

3 المقدمة
7 الباب الأول: أطوار حياته رضي الله عنه
8 الفصل الأول :حياته الأولى
9 نسبه ومولده وبدايته
9 سياحته في طلب العلم
11 الرحلة إلى الشرق
12 البحث عن القطب
14 في صحبة شيخه ابن مشيش
16 الشيخ عبدالسلام بن بشيش
22 في شاذلة
27 الفصل الثانى :فى رياض الحضرة
29 فى حضرة الله
34 مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
39 نسمات الأصفياء 
45 الفصل الثالث: الإذن بالدعوة
46 الميراث النورانى
50 الإذن بالدعوة
57 أحقاد ودسائس
60 مع سلطان مصر
62 أسرار العودة إلى تونس
77 الباب الثانى: دعوته رضي الله عنه
79 الفصل الأول :منهجه t فى السلوك إلى الله
87 الفصل الثانى :أسس دعوته رضي الله عنه
99 الفصل الثالث: طريق الترقى
106 الفصل الرابع :أذكاره وأوراده
114 أحزابه رضى الله عنه
117 أولاً: حزب البر، أو الحزب الكبير
127 ثانياً: حزب البحر
133 ثالثاً: حزب اللطف
138 الفصل الخامس: من وصاياه رضى الله عنه
149 الفصل السادس: رسالة أصول الطريق للشيخ زرروق
156 رسالة فى أمهات ما يبنى عليه المريد فى هذه الأزمنة وغيرها
169 المراجع
170 نبذة عن المؤلف فضيلة الأستاذ فوزى محمد أبوزيد
171 قائمة مؤلفاته
174 فهرست
175 مفتاح إختصار أسماء كتب الحديث فى التخريج
175 حاشية تخريج الآيات الواردة بأحزاب الشيخ

Fawzyabuzeid - Copyright 2023. Designed by Fawzyabuzeid