بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على النبي المصطفى … سيدنا محمد وآله وصحبه وكل من به اقتفى، وبعد، …

لما كان ينبغي على كل مسلم أن يحافظ على الصلاة …
عملًا بقول الله:

) حَٰفِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ وَٱلصَّلَوٰةِ ٱلۡوُسۡطَىٰ
وَقُومُواْ لِلَّهِ قَٰنِتِينَ ٢٣٨ ( (البقرة)

وكان لزامًا عليه أن يقرأ في كل ركعة من ركعات الصلاة حالة الوقوف سورة فاتحة الكتاب لقول النبي صلى الله عليه و سلم:

{ كُلُّ صَلاةٍ لا يُقْرَأُ بِهَا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ فَهِيَ خِدَاجٌ }

أي ناقصة غير تامة.

فأردنا أن يفهم كل مسلم ما ينبغي عليه فهمه ومعرفته من معاني آيات سورة الفاتحة ليقرأها بتدبر وتمعن فقد قال صلى الله عليه و سلم:

{ لاَ خَيْرَ فِي قِرَاءَةٍ إِلاَّ بِتَدَبُّرٍ وَلاَ عِبَادَةَ إِلاَّ بِفِقْهٍ }

ولما كثرت مشاكل المسلمين فرديه وجماعية في هذا الزمان !!

ورأينا فيما ورد عن النبي r وصحبه الكرام وخيار التابعين والعلماء العاملين فضائل كثيرة في سورة الفاتحة تحل هذه المشاكل، بل وتقضى عليها ذكرناها ليعم الانتفاع بها في الدنيا، كما يعم النفع بها في الآخرة لقوله صلى الله عليه و سلم:

{ فَاتِحَةُ الْكِتَابِ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ }

وكذلك لاحظنا أن كثيرًا من المسلمين يتلون آية الكرسي عقب كل صلاة بيقين جازم في فضلها والمنافع التي تعود عليهم بقراءتها وإن كانوا على غير علم بها …

فدعانا ذلك إلى تفسيرها وإظهار الفوائد المكنونة الموجودة بها لينتفع بها المسلمون أجمعون ويكتفون بها …

لأنها يكفي فيها قول النبي صلى الله عليه و سلم:

{ سَيِّدَةُ آيِ الْقُرْآنِ هِيَ آيَةُ الْكُرْسِيِّ }

أسأل الله العظيم أن يجعل القرآن العظيم شفاء قلوبنا … وربيع صدورنا، وجلاء حزننا، وذهاب غمنا … وأنيسًا لنا في قبورنا، وشفيعًا لنا يوم العرض على ربنا … وأن يجعلنا من الذين يقال لهم في جنة النعيم:

{ اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا،
فَإِنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَأُ بِهَا }

وصلى الله وسلم وبارك على من كان خُلُقه القرآن …

وحاله بالقرآن؛ …

سيدنا محمد وآله أهل القرآن وخاصته …

والقائمين بالقرآن الكريم حفظًا وترتيلًا وتفسيرًا ودعوة وبيانًا إلى يوم الدين .. آمين.