• Sunrise At: 6:06 AM
  • Sunset At: 6:03 PM

معلومات عن الكتاب

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي أنعم على خاصة عباده بنعمة إقامتهم في تبليغ رسالة الله ، ودعوة الخلق إلى الله .

والصلاة والسلام على حبيب الله ومصطفاه ، وشمس الحق المشرقة بنور هداه ، سيدنا محمد وآله وصحبه ومن والاه .

وبعد

فإن أجلّ رسالة يؤديها المرء في الحياة ، وأعظم عمل يقوم به ليرضي الله ، ويكتسب المنزلة الكريمة عند خلق الله ؛ هو دعوة الخلق إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ، والقدوة الطيبة ، والخلق الكريم ، وذلك لقول الله عزَّ شأنه :

( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون )

وتلكم هي أعظم رسالة يقوم بها الصالحون ، نيابة عن الأنبياء والمرسلين ؛ سر قوله  صلى الله عليه و سلم  :

{ العلماءُ ورثةُ الأنبياء }

وبيّن   صلى الله عليه و سلم    حقيقة هذا الإرث فقال :

{ نحنُ معاشرُ الأنبياء لا نوَرِّثُ درهماً ولا ديناراً ، وإنما نوَرِّثُ علماً ونورا }

والقائمون بهذا الأمر ، والحاملون لواء هذا العمل الجليل في كل زمان ومكان ، يقول فيهم رسول الله   صلى الله عليه و سلم    :

{ قال الله إن أوليائي من عبادي ، وأحبائي من خلقي ؛ الذين يُذْكَرُون بذكري ، وأُذْكَرُ بذكرهم}.

وقد نعتهم رسول الله   صلى الله عليه و سلم    ، لأنهم أولياء الله وذلك حين سئل   صلى الله عليه و سلم    :

من أولياء الله ؟ فقال :

الذين إذا رءوا ؛ ذُكِرَ الله

وأخبر  صلى الله عليه و سلم   أنهم خيار هذه الأمة ؛ وذلك حين قال :

{ ألا أخبركم بخياركم ؟

قالوا : بلى يارسول الله ! ، قال :

خياركم الذين إذا رُءوا ؛ ذُكِرَ الله }

وذكر  صلى الله عليه و سلم   حال هؤلاء القوم ، وموقفهم من الفتن التي تتعرض لها الأمة ، وأنهم المحفوظون من الفتن الموقون ؛ فقال:

” إن لله  عز و جل  ضنائنَ من عباده يغذوهم في رحمته ، ويحييهم في عافيته ، وإذا توفَّاهم توفَّاهم إلى جنته ، أولئك الذين تمر عليهم الفتن كقطع الليل المظلم ، وهم منها في عافية “.

وقد وصف ذو النون المصري رضى الله عنه هؤلاء القوم ، ومنزلتهم عند الله ، ومهامهم التي يقومون بها لخلق الله ؛ طلباً لمرضاة الله ؛ وذلك إجابة لسؤال أحد مريديه حيث يقول : قلت لذى النون المصري – رحمه الله – :

صف لي الأبدال ؟   ....   فقال :   

 {  إنك لتسألني عن دياجي الظلم !! ؛ لأكشفنها لك يا عبدالباري ….:

هم قوم ذكروا الله  عز و جل  بقلوبهم ؛ تعظيماً لربهم لمعرفتهم بجلاله ؛ فهم حجج الله على خلقه .

ألبسهم النور الساطع من محبته ، ورفع لهم أعلام الهداية إلى مواصلته ، وأقامهم مقام الأبطال لإرادته ، وأفرغ لهم الصبر عن مخالفته ، وطهَّر أبدانهم بمراقبته ، وطيَّبهم بطيب أهل مجاملته، وكساهم حللا من نسج مودته ، ووضع على رؤسهم تيجان مسرته ،ثم أودع القلوب من ذخائر الغيوب ؛ فهي معـــلقة بمواصلته ، فهمومهم إليه ثائرة ، وأعينهم إليه بالغيب ناظرة.

قد أقامهم على باب النظر من قربه ، وأجلسهم على كراسي أطباء أهل معرفته .

ثم قال :

إن أتاكم عليلٌ من فقري فداووه ، أو مريضٌ من فراقي فعالجوه ، أو خائفٌ مني فأمِّنوه ، أو آمنٌ مني فحذِّروه ، أو راغبٌ في مواصلتي فهنِّئوه، أو راحلٌ نحوي فزوِّدوه ، أو جبانٌ في متاجرتي فشجِّعوه ، أو آيسٌ من فضلي فعدوه ، أو راجٍ لإحساني فبشِّروه ، أو حسنُ الظن بي فباسطوه، أو محبٌ لي فواظبوه ، أو معظمٌ لقدري فعظِّموه ، أو مستوصفكم نحوي فارشدوه ، أو مسيءٌ بعد إحسان فعاتبوه .

ومن واصلكم فيَّ فواصلوه ، ومن غاب عنكم فافتقدوه ، ومن ألزمكم جناية فاحتملوه ، ومن قصرَّ في واجب حقي فاتركوه ، ومن أخطأ خطيئة فناصحوه .

ومن مرض من أوليائي فعودوه ، ومن حزن فبشِّروه ، وإن استجار بكم ملهوف فأجيروه .

يا أوليائي !..:

لكم عاتبت ، وفيّ إياكم رغَّبت ، ومنكم الوفاء طلبت ،

ولكم اصطفيت وانتخبت ، ولكم استخدمت واختصصت ؛ لأني لا أحب استخدام الجبارين ، ولا مواصلة المتكبرين ، ولا مصافاة المخلِّطين ، ولا مجاوبة المخادعين ، ولا قرب المعجبين ، ولا مجالسة البطَّالين ، ولا موالاة الشرهين .

يا أوليائي !..:

جزائي لكم أفضل الجزاء ، وعطائي لكم أجزل العطاء ، وبذلى لكم أفضل البذل ، وفضلي عليكم أكثر الفضل ، ومعاملتي لكم أوفى المعاملة ، ومطالبتي لكم أشد المطالبة .

أنا مجتبي القلوب ، وانا علام الغيوب ، وأنا مراقب الحركات ، وأنا ملاحظ اللحظات ، أنا المشرف على الخواطر ، أنا العالم بمجال الفكر ؛ فكونوا دعاةً إلي ، لا يفزعكم ذو سلطان سوائي .

فمن عاداكم عاديته ، ومن والاكم واليته ، ومن آذاكم أهلكته ، ومن أحسن إليكم جازيته ، ومن هجركم قليته . i.

وإلى جانب الدعوة إلى الله ، فللصالحين رسالة اجتماعية عظيمة ، يقوم أساسها على :

نشر المحبة والمودة بين الناس ، واقتلاع جذور الأحقاد والشحناء والإحن من النفوس ، والسعي للإصلاح بين المتخاصمين ، ونشر التكافل الإجتماعي ، وإحياء القيم الإسلامية بالقدوة الطيبة والأخلاق الكريمة ، ومقاومة التيارات المادية والإلحادية كالوجودية والعلمانية .

وأعظم ما في رسالة الصالحين أنها تربِّي الفرد تربية أخلاقية مثالية ، وعن طريق تربية الأفراد الفاضلة نصل إلى مجتمع متكامل متكافل.

وقد تحدثنا عن هذه الصور من أنشطة الصالحين بشيء من التفصيل في كتابنا ” الصوفية والحياة المعاصرة “[5].

فليتنا معشر المسلمين والمؤمنين في هذا الزمان …!!

A نطرح الخلافات السطحية والشخصية جانباً ………

A ونتخلى عن العصبيات المذهبية والطائفية …….

A ونتكاتف ،………ونتعاون ………….

A ونضع أيدينا في أيدي بعض………

لنعلي شأن دين الله ، ونعمل على تطبيق شرع الله ، وتنفيذ سنة حبيبه ومصطفاه ، لا طمعاً في زخارف فانية ، أو مناصب دانية ، وإنما طمعاً في رضاء الله جلَّ في علاه .

ونردد قول الإمام أبو العزائم رضى الله عنه وأرضاه :

 

هيــَّـا لله    يا رجـــــال الله        نســعى لرضاه بشريعتـــه

لمحة يا إخـــوان   تحيي الإيمـــــان 

بحقيقتــــه

نظرة ياكــرام   تعلى الإســـــلام

بهدايتــــه

منحة يا أبــدال تقــوى الأحــوال

بعنايتــــه

ألفة بيقـــــين       يا أهــل التمـكين

بمحبتــــه

نهضـة بعـــزم      همــــة بحــزم

لمودتــــه

عمــل لا قــول جِـدَّوا الوصـــول

لمعــــيته

أحيــوا السنَّــة    وامحــوا المحنـــة

لمعونتـــه

الدين يا قـــوم    حتّــام النـــوم

عن حكمتـــه

يقظـة يا نــاس             امحـوا الوســواس

لصيانتــــه

صـافوا واصـفوا        وافــوا وأوفـــوا

في نصرتـــه

لا تفترقــــوا     أو تحترقــــــوا

في رفعتــــه

صفُّـوا الأقــدام أحيـوا الإســـلام

بصداقتـــه

وعــد الرحمــن    نــص القـــرآن

عن نصرتــه

لبـّوا بيقــــين    سر التعيـــين

لشريعتــه

إن المختـــار    يدعــوا الأخيـار           ردوا الكفــار

عن سنتـــه

لبيك مــولاي في ذاك منـــاي     قلـبي وعيناي

في خدمتــه

مــولاي اشرح  صـدري وافتـح قلـبي واسـمح

بشهادتـــه

وانظـر بصفـا   إخوان صفـــا   وأدم عطفـــاً

بصداقتــه

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

مقـدمة....................................................
5
الفصل الأول.................................
15
رسالة الصالحين
 
·               النبى القدوة.......................................
18
·               حياة الأنبيـاء.....................................
19
·               سر معجزات النبى..................................
21
·               ورَّاث النبـــوة................................
22
·               العمــل للـــه...............................
25
·               رســالة المرســلين............................
26
·               إكرام الله لأوليائـــه...........................
30
·               منهج الصالحين فى الدعوة..........................
37
·               الإخـلاص و الصدق.............................
40
·               وعـــدُ الله....................................
44
الفصل الثاني.................................
47
صفات الصادقين
 
·               رجال الصدق.......................................
49
·               نعيم الصالحين.......................................
53
·               طريق النعيم........................................
56
·               جنــد الله........................................
60
·               إخــلاص الخواص................................
63
الفصل الثالث................................
67
روحانيـــة الصالحين
 
·               خلق  الملائكة......................................
69
·               الصور الروحانية....................................
72
·               المكاشــــفة ..................................
78
·               أحوال المشــايخ الصادقين........................
81
الفصل الرابع.................................
87
أدب الدعوة و الدعـاة
 
·               سرُّ خيرية الأمة المحمدية..............................
92
·               صفات الدعاة الصادقين.............................
96
·               جهاد الدعاة إلى الله.................................
102
·               من إشارات شق الصَّـدر...........................
106
·               أدب الرجال مع أهل الكمـال......................
110
·               بدايــــة الفتــج............................
118
·               صدق الداعى مع نفسه..............................
121
·               صاحب العناية......................................
122
الفصل الخامس
131
·              تساؤلات السالكين
 
·              استشارة المريد للشيخ...............................
133
·              كفالة الله لحملة رسالته..............................
140
·              مقام الصَّديقية.......................................
146
·              العبادة الخاصـــة................................
148
·              صفات المسكين.....................................
156
·              حقيقة التسليم للصالحين.............................
157
·              المؤلف فى سطور : فوزى محمد أبوزيد................
161
·              فهرست............................................
163

Fawzyabuzeid - Copyright 2023. Designed by Fawzyabuzeid