بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ذو الفضل العظيم والكرم العميم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي وصفه ربه في القرآن العظيم بالرؤوف الرحيم فقال فيه e:

( لَقَدۡ جَآءَكُمۡ رَسُولٞ مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ عَزِيزٌ عَلَيۡهِ مَا عَنِتُّمۡ حَرِيصٌ عَلَيۡكُم بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ رَءُوفٞ رَّحِيمٞ ) (١٢٨التوبة) صلى الله عليه وعلى آله أهل التعظيم،
وأصحابه ورثة مقامه الكريم، وأتباعه إلى يوم الدين أجمعين آمين يارب العالمين.

وبعد،

تعودنا من جود الحضرة المحمدية أن تهب على قلوبنا نسائم ألطافه الربانية وبواعث الشوق إلى حضرته الأكملية، وتحمل معها غيث العلوم الوهبية اللدنية لتروي ظمأ عطشى الحب لذاته الأحمدية، فنحيي أيام ذكرى مولده بما يتفضل الله f به علينا من عطاءاته السرمدية، وفي هذا العام 1444هـ 2022ميلادياً كانت هذه القطرات التي وافت قلوبنا فانطلقت بها ألسنتنا لتعبر لأحبابنا عن بعض ذرة مما علَّمنا الله من مكاناته العلية.

وقد جمعناها في هذا الكتاب المبارك وسميناها بحسب التوجهات الإلهية التي لاحت لنا فيها باسم (صاحب الجاه العظيم) لأنها في مجموعها من دروس عامة وحلقات خاصة وحلقات تلفزيونية تدور كلها حول جاهه العظيم الذي رفعه إليه مولاه، وبفيض فضله وعطاءه ونواله تولاه، فهو e صاحب الشفاعة العظمى يوم الدين، وصاحب لواء الحمد، وصاحب الحوض المورود والكوثر المشهود والمقام المحمود، إلى غير ذلك من المقامات
 التي تعجز الألسن والأوراق والصفحات عن الحديث عنها، والتي أشار إليها الإمام
أبو العزائم في قوله:

وقوله أيضا رضي الله عنه:

هذا وقد ألمحنا إلى شيء يسير من مقامات حضرته العلية في كتبنا التي أصدرناها من قبل مثل: حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق – الكمالات المحمدية – واجب المسلمين المعاصرين نحو رسول الله e – الرحمة المهداة – السراج المنير – خصائص النبي الخاتم -الجمال المحمدي وغيرها[1].

نسأل الله  أن ينفعنا بما علَّمنا، وأن يُعلِّمنا ما ينفعنا، وأن يرزقنا في الدنيا رؤيته وزيارة روضته، وفي الآخرة شفاعته، وفي الجنة جوار حضرته.

وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه، وكل من اهتدى بهديه وتخلق بخُلُقه واقتدى بسيرته إلى يوم الدين .. آمين.

الجميزة – غربية

الجمعة 4 من نوفمبر 2022م، الموافق 10 من ربيع الآخر 1444هـ

[1] بلغ عدد كتبنا فى سلسلة “الحقيقة المحمدية” ستة عشر كتاباً، بالإضافة إلى كتابين فى الموضوع من سلسلة “التفسير الموضوعى للقرآن الكريم” وتجد العناوين بقائمة المؤلفات ص 218، وصورها على الغلاف الخلفى للكتاب.