الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على تاج الأولياء ومعراج الصالحين سيدنا محمد وصحبه وآله أجمعين، .. وبعد،

إن خير ما يشوق المريدين والسالكين وعامة المؤمنين إلى الطريق المستقيم والمنهج القويم الموصل إلى رضوان رب العالمين هي قراءة أو سماع أخبار الصالحين المشهود لهم بالصلاح والتقوى والاستقامة والكرامة من الله عز و جل ورسوله صلى الله عليه و سلم، والمؤمنين الصادقين أجمعين،

ولذلك لا يخلو درس لنا أو حديث من ذكر أحد الصالحين والإشارة إلى صدقه في إقباله على مولاه وحسن إتباعه لسيدنا رسول الله أو نذكر حكاية من حكاياتهم تعين السالكين الصادقين على السير بصدق ويقين والتذرع بالصبر والعزيمة الماضية وتعين على الأعمال الصالحة المقربة لربِّ العالمين.

وقد رأينا أن نتتبع بعض أكابر الصالحين منذ ولادتهم إلى وفاتهم مركزين على كيفية شغفهم بطلب العلم الشرعي والديني فضلا عن علوم المعرفة وجهاده لتهذيب نفسه وتصفيتها وتخليصها من رعونتها وكذلك تصفية قلبه من كل الأغيار التي تحجب عن الأنوار ثم كيف فتح الله عز و جل  عليه وجعله إماما لمن حوله يقتدون بهديه ويتبعون منهجه في الوصول إلى الله.

وكذلك نتحدث عن الطريقة السديدة الرشيدة التي بها يربون أتباعهم حتى يصلوا المقامات العليا في القرب من الله وتتوارد عليهم الفتوحات التي يهبها الله عز و جل لمن والاه.

وقد صدر لنا بهذا الشأن:

كتاب الإمام أبو العزائم المجدد الصوفي، وكتاب الشيخ محمد علي سلامة (سيرة وسريرة)، وكتاب المربي الرباني السيد أحمد البدوي، وكتاب شيخ الإسلام السيد إبراهيم الدسوقي، وكتاب الولي الكامل السيد أبوالحسن الشاذلي، وكتاب السيد عبد الرحيم القنائي ومدرسته الروحية، وكتاب الإمام أبو العزائم (سيرة حياة).

ثم بدأنا بالحديث عن قطبى أهل العراق السيد عبد القادر الجيلاني والسيد أحمد الرفاعي رضي الله عنهما لأنهما من أوائل من مهدا طريق الوصول إلى الله عز و جل  بعلمهما وقالهما وحالهما وتهذيبهما لأتباعهما.

أسأل الله عز و جل أن ينفع بهذا الكتاب كل من قرأه ويجعله نبراسا للهدى وطريقا للرشاد وبابا لنيل القرب والوداد.

﴿لَقَدۡ كَانَ فِي قَصَصِهِمۡ عِبۡرَةٞ لِّأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِۗ﴾ (111يوسف)

وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم