• Sunrise At: 5:01 AM
  • Sunset At: 6:42 PM

Sermon Details

4 نوفمبر 2021

فقه الشهادتين_شهادة أن لا إله إلا الله

ABOUT SERMON:

شارك الموضوع لمن تحب

بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ:

الحمد لله الذي أشرق بنور الحمد على قلوبنا ووفقنا لحمده وجعلنا من أهل زيادة نُعماه.

والصلاة والسلام على حامل لواء الحمد في الدنيا والآخرة يوم الدين سيد الأولين والآخرين، وإمام الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وآله المباركين وأصحابه الغُر الميامين، وورثته الذين أظهروا نوره المكنون في عصورهم للحاضرين، واجعلنا منهم ومعهم أجمعين آمين آمين يا رب العالمين.

أيها الأحبة:

ونحن في ليالي ذكرى ميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلَّم وقد تتبعنا في هذا الشهر الأغر المبارك الميمون بعض الدرر المصونة للحبيب صلى الله عليه وسلَّم صاحب النور المكنون والسر المصون والعلم المخزون.

وكان لابد لنا قبل ذلك كله أن نتعرف على فقه الشهادتين، شهادة أن لا إله إلا الله، وشهادة أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله.

وفقه الشهادتين غير النُطق بكلمة التوحيد، فالنطق بكلمة التوحيد هي:

{لا إله إلا الله محمدٌ رسول الله} لكن الله عز وجل أمر حبيبه صلى الله عليه وسلَّم أن يُخبرنا أن نقول في كل تشهدٍ في الصلاة:

أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله.

لم يأمرنا أن نقول: أعلم من العلم، لكن كلمة أشهد من الشهادة، والشاهد لابد أن يكون قد رأى ما يشهد به عليه رأي العين، فالشهادة هي رؤية عينية، أو رؤية قلبية يقينية لله تبارك وتعالى ولخير البرية صلى الله عليه وسلَّم.

ونأخذ في حلقة اليوم {فقه شهادة أن لا إله إلا الله} وهي بحسب النُطق السديد لها أولاً فإن كلمة {أشهد أن} لا تُكتب نونٌ وتُنطق لام، أن لا إله إلا الله، وينبغي أن يعرف الأحباب جميعاً ذلك إن كان في الآذان للصلاة، أو في إقامة الصلاة، أو في التشهد أو في غيرها، فإن النون تكون ساكنة تُكتب ولا تُنطق، لكن النطق الصحيح أشهد ألاَّ إله إلا الله.

فلا يجوز أن تقول: أشهد أن لا إله إلا الله، بإظهار أن فهذا خطأٌ لغوي ونحوي، لكن النُطق الصحيح أن تقول أشهد ألاَّ إله إلا الله وذلك بإضغام النون مع اللام.

وبعض السادة الصالحين يجعل للمريدين من جمله أورادهم بل ومن أوائلها أن يذكر بـــ {لا إله إلا الله} بعضهم يحددها بسبعين ألف مرة، وبعضهم يحددها بألفٍ كل يوم، على حسب مشاربهم ومشاهدهم.

ومن الأشياء التي حدثت لي مع إمامنا رضي الله عنه مولانا الشيخ محمد علي سلامة، كنت في زيارته في مدينة بورسعيد، وكنت عنده يوم الخميس وأصبح يوم الجمعة فذهبنا لصلاة الجمعة في مسجد قريبٍ من منزله المبارك، وأصَّر رضي الله عنه إصراراً شديداً أن أقوم بإلقاء خطبة الجمعة وهو موجود في صفوف المصلين، وكان ذلك أمر ثقيلٌ عليَّ حاولت أن أتنصَّل منه فلم أستطع.

وكانت خطبة الجمعة عن فضل لا إله إلا الله، والذكر بها والشيخ رضي الله عنه كان لا يصنع شيئاً إلا بإذنٍ من الله، لأنه يريد توجيه سديدٌ لنا بطريقة حكيمة غير مباشرة، وقدمته للصلاة وبعد إنتهاء الصلاة وعودتنا إلى المنزل، قال: لا إله إلا الله علم وليست ذكر:

﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللهَ (19محمد).

فهي علم أما الذكر فهو {الله}

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41الأحزاب).

ويقول الله تبارك وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلَّم:

﴿ قُلِ الله ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ (91الأنعام).

إذاً الذكر على حسب ما ورد في كلام حضرة الرحمن يكون بلفظ الجلالة الله، ولفظ الجلالة حتى لو إنتقص حرفٌ منه فإنه يدل دلالةً مباشرةً على حضرة الله، لأنه لو حذفنا الألف كان لله:

﴿ لله مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الارْضِ (284البقرة).

ولو خذفنا اللام الأولى كانت له:

﴿ وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (13الأنعام).

ولو حذفنا اللام الثانية كانت هو:

﴿ هُوَ الاوَّلُ وَالاخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (3الحديد).

وكثيرٌ من الصالحين يعتمدون لفظ {هو} ذكراً لله تبارك وتعالى ويسمونه ذكر الصبر أو ذكر الخفا أو ذكر السر، الذكر لله يكون بلفظ الجلالة {الله}.

أما لا إله إلا الله فهي علمٌ وشهادة، إما أنني أعلم بمعلوماتٍ كسبية وبحجج عقلية منطقية، أنه {لا إله إلا الله} وهذا يحتاج إلى باب التفكر والتدبر.

ولذلك كان أول بابٍ في العبادة يسلكه الأنبياء والمرسلين والصالحون هو عبادة التفكر، وعبادة التفكر يقول فيها صلى الله عليه وسلَّم:

(تفكروا في آلاء الله ـ يعني في نعم الله، أو مخلوقات الله، أو المصنوعات التي صنعها الله ـ تفكروا في آلاء الله، ولا تفكروا في ذات الله فتلكوا).

إذاً أول بابٍ لفقه الشهادة أن لا إله إلا الله، أن يُعمل الإنسان المؤمن فكره بعقله فيما حوله من الكائنات ليهتدي بها إلى مبدعها وخالقها وبارئها وصانعها مكوِّن الكائنات سبحانه وتعالى.

وهذا بابٌ طويل ولو نظرنا في قرآننا الكريم، وجدنا أن الله تبارك وتعالى ذكر الآيات التشريعية التي تتعلق بالشريعة والتي منها الصلاة والصيام والحج، ومنها في باب المعاملات في البيع والشراء، ومنها في باب الأمور الأسرية كالزواج والطلاق وغيرها وباب الميراث، كل هذه الآيات التشريعية لا تزيد عن ثلاثمائة آية في كتاب الله.

أما الآيات الكونية:

التي تخاطب العقول والأفكار ليهتدوا إلى معرفة وعلم الله الواحد القهار فهي ما يزيد عن ألفٍ وثلاثمائة آية في كتاب الله:

منها ما تتحدث عن الأرض وما عليها، ومنها ما تتحدث عن الجبال وألوانها وسر صنعتها، ومنها ما تتكلم عن البحار والأنهار، ومنها ما تتكلم عن الأفلاك والنجوم، ومنها ما تتكلم عن الحيوانات وأنواعها، ومنها ما تتكلم عن الطيور.

كل هذه نماذج يذكرها لنا الله سبحانه وتعالى لننظر فيها ونتدبر ونتفكر فنهتدي بها إلى معرفة صانعها وبارئها وخالقها تبارك وتعالى.

ومن ذلك قول الله لنا معاتباً:

﴿ أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الابِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17العاشية).

إذا ينبغي أن قف عند هذه الآية ونتدبر بما وصلنا إليه في العلم الحديث إلى خلق الإبل وتكوينها، وهداية الله تبارك وتعالى لها:

﴿ أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الابِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الارْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20) (الغاشية).

أبوابٌ تدل على معرفة الصانع سبحانه وتعالى لهذه الكائنات.

فلو قيل لنا إن إنساناً يطير في الهواء بدون شيئٌ يحمله، فهل نصدق بذلك؟

ولو قيل لنا: إن إنساناً كتب على موبايله كتابةً عشوائية، وإذا به يجدها قصيدة عصماء مثلاً في مدح سيد الرسل والأنبياء، فهل يصدق أحدنا ذلك؟

إذا لابد من القصد والحكمة عند أي عمل، ولذلك علينا أن نتدبر في صُنع الصانع لنرى حكمته تبارك وتعالى التي من أجلها خلق هذه المصنوعات على تنوعها واختلافها، قال الله تعالى:

﴿ سَنُرِيهِمْ ـ وكلمة {سنريهم} السين للمستقبل، لأنه كلما زاد إنفتاحنا العلمي زاد علمنا لخلق ربنا تبارك وتعالى ـ

﴿ سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ (53فصلت).

فإذا تدبرنا في الكائنات، ولا حظنا إعجاز الله تبارك وتعالى في هذه المصنوعات، نجد أن كتاب الله تبارك وتعالى هو كلام الله عز وجل لأنه أتى بحقائق لم يصل إليها العلماء إلا في العصر الحديث.

ولا يوجد حقيقة علمية ذكرها القرآن ولم يُدَّعِمها ويؤيدها العلم الحديث بخلاف الكتب السماوية الأخرى.

وإذا تدبرنا وتفكرنا وهذه عبادةٌ يقول فيها صلى الله عليه وسلَّم:

(لا عبادة كالتفكر).

أي لا عبادة في النوافل والسنن تضارع أو تشابه أو تماثل عبادة التفكر، ويحدد أجرها وثوابها صلى الله عليه وسلَّم فيقول:

(تفكر ساعة ـ والساعة في لفظه المبارك صلى الله عليه وسلَّم يعني اللحظة ـ تفكر ساعة يعدل عبادة سنة).

[بحار الأنوار وإحياء علوم الدين]

يعني تساوي عبادة سنة من النوافل العبادية كالصلاة والصيام وغيرها.

فعبادة الأنبياء والمرسلين وكمل الصالحين هي التفكر.

وكان سيدنا أبو الدرداء رضي الله عنه يجلس يتفكر، وعندما ذهب نفرٌ من المجتهدين في العبادات البدنية إلى زوجته وسألوها عن عبادة أبي الدراداء، وكأنهم قد تقالوها ـ يعني إستقلوها ـ فقالت لهم: إن عبادة أبي الدرداء ليست كهيئتكم إن يجلس يتفكر في خلق الله تبارك وتعالى .

ولما وصل إلى مسامعه رضي الله عنه هذا الخبر قال:

[عجبت للحمقى كيف يعيبون على الأكياس ـ يعني العقلاء ـ نومهم وفطرهم، ولذرة من تقوى من عمل القلوب، أفضل من أمثال الجبال عبادةً من المغترين].

فعبادة القلوب بدايتها هي التفكر، والتفكر في البداية يكون بالعقل السديد والفكر الرشيد، فإذا صفا القلب من الوهم والشبهات وإمتلأ بأنوار ذكر مكون الكائنات، إذا صفا الفكر بعد الرياضة بالذكر، يبدأ الإنسان يشهد في نفسه أسرار خالقه وباريه التي فيه، وقد قيل:

[تبصرك فيما فيك يكفيك].

فينظر إلى نفسه كما أمر الله، مرةً يقول سبحانه وتعالى:

﴿ فَلْيَنْظُرِ الانْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ (24) أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا (25) ثُمَّ شَقَقْنَا الارْضَ شَقًّا (26) فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (27) وَعِنَبًا وَقَضْبًا (28) وَزَيْتُونًا وَنَخْلا (29) وَحَدَائِقَ غُلْبًا (30) وَفَاكِهَةً وَأَبًّا (31) مَتَاعًا لَكُمْ وَلانْعَامِكُمْ (32) (عبس).

ومرةً يقول للإنسان:

﴿ فَلْيَنْظُرِ الانْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7) (الطارق).

فإذا فكَّر الإنسان بعد الصفاء والنقاء ولذة ذكر الله تبارك وتعالى القلبية، ينظر إلى حقيقته فيرى أنه كان منياً أو كان قبلها طيناً أو كان قبلها تراباً فيتساءل في نفسه، ويقول لنفسه:

سُموٌّ بعد أسفل سافلين     عجيبٌ سرُّ رب العالمين

ويقول لنفسه مخاطباً:

أيا أيها الإنسان من طين فخار      تكونت كي ترأى مظاهر أسراري

أكنت سميعاً أو بصيراً وعالمــــــــــــــاً       ولكنني أنعمتُ بالمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدرار

نسيت جمال الله فيك تيقَّظـــــــــــاً        فمن ينسَهُ يلقى سعير النــــــــــــــــــــار

فيرى أن أصله من عناصر الأرض، وعناصر الأرض إن كانت ماءً مهيناً أو تراباً أو طيناً لا ترى، ولا تسمع ولا تُبصر، وعناصر الجسم التي تكون منها الجسم يقول فيها الإمام عليٍّ رضي الله عنه وكرم الله وجهه:

[يا ابن آدم تُبصر بشحمة، وتسمع بعظمة، وتنطق بلحمة، ثم بعد ذلك تواجه القوي عز وجل بالمعصية؟].

فهذه الأعضاء التي صُنع منها جسد الإنسان أين تكون حقائقها عند خروج الروح ولقائها لحضرة الرحمن؟

نجد الإنسان كما هو عينه كما هي لم يُنتقص منها شيئٌ ولكنها لا تستطيع الإبصار، إذاً كيف كان يبصر؟ بتجلي سر إسمه تبارك وتعالى البصير على عينه.

وترى الأُذنان كما هما ولم يُنتقص منهما شيئاً ونناديه فلا يسمعنا، إذاً كيف كان يسمع؟ بتجلي إسم الله تبارك وتعالى السميع على عظام أُذنه.

وترى اللسان صحيحاً في فمه ولم يذهب إلى مكانٍ بعيدٍ أو قريبٍ غير الفم، ولكنه لا ينطق، إذاً كيف كان ينطق؟ بتجلي إسمه تبارك وتعالى المتكلم عليه.

ونجد الجسم كله بيننا ولكنه لا يتحرك، ولا يقف ولا يجلس ولا يمشي، إذا كيف كان يتحرك ويمشي ويروح ويجيئ؟ بسر تجلي إسم الله تبارك وتعالى الحيُّ عليه.

إذا تجلى الحي عليه أحياه، وإذا تجلى المميت عليه أفناه، فهي تجليات الحق فأنت سدرة أوصاف تجليات أسماء الله عليك، وهذه آمانات الله تبارك وتعالى فيك.

من أنا عدمٌ الله جملني ـ بأسمائه وصفاته ـ فصرتُ صورته العليا بلا نيل

إذا ما تتباهى به وتفتخر به زينة الرحمن التي وضعها على هذه الطينة وتجلى عليها بها، فصرت خليفة للرحمن في هذه الأكوان، فإذا أخذ الرحمن زينته رجعت الطينة إلى هيئتها، وقمنا بتكريمها لتكريم الله لها، ولكننا نردها إلى أصل نشأنها:

﴿ مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى (55طه).

فيقول لنفسه دائماً مخاطباً حقيقة النفس إذا أرادت أن تتباهى أو تفتخر بما ليس لها، لأن هذه آمانات الله فيك، أنت طين وما زاد على الطين فهو جمالات أسماء رب العالمين، فيقول لها الإنسان:

يا أيها الماء المهين من الذي سواك      ومن الذي في ظلمة الأحشاء قد أنشاك

تدبر فأنت الطين والماء فاشــــــهدن     جمالي وإحســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاني وسري وأنواري

فيتدبر الإنسان وهذا تدبر الصالحين فيقف في مقام العبودية أمام أكرم الأكرمين، وأمام رب العالمين فيشهد شهادة بعين اليقين.

يشهد أن الله عز وجل هو الموفق وهو القوي وهو صاحب الحول والطول، وهو الكفيل والمعين، ولولا حول الله وطوله، ما استطاع أن يفعل قليلاً ولا كثيرا فيعترف في هذا الوقت بما شهده بعين اليقين لأن الله عز وجل وحده هو الفعال لما يريد.

ونحن لا نملك إلا أن نقول لحضرته:

نحن العبيد لحضرتك فزينا في الدنيا بأنوار طاعتك، وزين أجسامنا في الآخرة بجنتك، وزين قلوبنا بالنظر إلى جمال حضرتك، وزين أرواحنا وأسرارنا بمصاحبة سيد خليقتك، فنُعطي لكل ذي حقٍ حقه.

ونكتفي بهذا لالقدر الليلة.

وصلى الله وسلَّم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم

بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ:

الحمد لله الذي أشرق بنور الحمد على قلوبنا ووفقنا لحمده وجعلنا من أهل زيادة نُعماه.

والصلاة والسلام على حامل لواء الحمد في الدنيا والآخرة يوم الدين سيد الأولين والآخرين، وإمام الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وآله المباركين وأصحابه الغُر الميامين، وورثته الذين أظهروا نوره المكنون في عصورهم للحاضرين، واجعلنا منهم ومعهم أجمعين آمين آمين يا رب العالمين.

أيها الأحبة:

ونحن في ليالي ذكرى ميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلَّم وقد تتبعنا في هذا الشهر الأغر المبارك الميمون بعض الدرر المصونة للحبيب صلى الله عليه وسلَّم صاحب النور المكنون والسر المصون والعلم المخزون.

وكان لابد لنا قبل ذلك كله أن نتعرف على فقه الشهادتين، شهادة أن لا إله إلا الله، وشهادة أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله.

وفقه الشهادتين غير النُطق بكلمة التوحيد، فالنطق بكلمة التوحيد هي:

{لا إله إلا الله محمدٌ رسول الله} لكن الله عز وجل أمر حبيبه صلى الله عليه وسلَّم أن يُخبرنا أن نقول في كل تشهدٍ في الصلاة:

أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله.

لم يأمرنا أن نقول: أعلم من العلم، لكن كلمة أشهد من الشهادة، والشاهد لابد أن يكون قد رأى ما يشهد به عليه رأي العين، فالشهادة هي رؤية عينية، أو رؤية قلبية يقينية لله تبارك وتعالى ولخير البرية صلى الله عليه وسلَّم.

ونأخذ في حلقة اليوم {فقه شهادة أن لا إله إلا الله} وهي بحسب النُطق السديد لها أولاً فإن كلمة {أشهد أن} لا تُكتب نونٌ وتُنطق لام، أن لا إله إلا الله، وينبغي أن يعرف الأحباب جميعاً ذلك إن كان في الآذان للصلاة، أو في إقامة الصلاة، أو في التشهد أو في غيرها، فإن النون تكون ساكنة تُكتب ولا تُنطق، لكن النطق الصحيح أشهد ألاَّ إله إلا الله.

فلا يجوز أن تقول: أشهد أن لا إله إلا الله، بإظهار أن فهذا خطأٌ لغوي ونحوي، لكن النُطق الصحيح أن تقول أشهد ألاَّ إله إلا الله وذلك بإضغام النون مع اللام.

وبعض السادة الصالحين يجعل للمريدين من جمله أورادهم بل ومن أوائلها أن يذكر بـــ {لا إله إلا الله} بعضهم يحددها بسبعين ألف مرة، وبعضهم يحددها بألفٍ كل يوم، على حسب مشاربهم ومشاهدهم.

ومن الأشياء التي حدثت لي مع إمامنا رضي الله عنه مولانا الشيخ محمد علي سلامة، كنت في زيارته في مدينة بورسعيد، وكنت عنده يوم الخميس وأصبح يوم الجمعة فذهبنا لصلاة الجمعة في مسجد قريبٍ من منزله المبارك، وأصَّر رضي الله عنه إصراراً شديداً أن أقوم بإلقاء خطبة الجمعة وهو موجود في صفوف المصلين، وكان ذلك أمر ثقيلٌ عليَّ حاولت أن أتنصَّل منه فلم أستطع.

وكانت خطبة الجمعة عن فضل لا إله إلا الله، والذكر بها والشيخ رضي الله عنه كان لا يصنع شيئاً إلا بإذنٍ من الله، لأنه يريد توجيه سديدٌ لنا بطريقة حكيمة غير مباشرة، وقدمته للصلاة وبعد إنتهاء الصلاة وعودتنا إلى المنزل، قال: لا إله إلا الله علم وليست ذكر:

﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللهَ (19محمد).

فهي علم أما الذكر فهو {الله}

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41الأحزاب).

ويقول الله تبارك وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلَّم:

﴿ قُلِ الله ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ (91الأنعام).

إذاً الذكر على حسب ما ورد في كلام حضرة الرحمن يكون بلفظ الجلالة الله، ولفظ الجلالة حتى لو إنتقص حرفٌ منه فإنه يدل دلالةً مباشرةً على حضرة الله، لأنه لو حذفنا الألف كان لله:

﴿ لله مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الارْضِ (284البقرة).

ولو خذفنا اللام الأولى كانت له:

﴿ وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (13الأنعام).

ولو حذفنا اللام الثانية كانت هو:

﴿ هُوَ الاوَّلُ وَالاخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (3الحديد).

وكثيرٌ من الصالحين يعتمدون لفظ {هو} ذكراً لله تبارك وتعالى ويسمونه ذكر الصبر أو ذكر الخفا أو ذكر السر، الذكر لله يكون بلفظ الجلالة {الله}.

أما لا إله إلا الله فهي علمٌ وشهادة، إما أنني أعلم بمعلوماتٍ كسبية وبحجج عقلية منطقية، أنه {لا إله إلا الله} وهذا يحتاج إلى باب التفكر والتدبر.

ولذلك كان أول بابٍ في العبادة يسلكه الأنبياء والمرسلين والصالحون هو عبادة التفكر، وعبادة التفكر يقول فيها صلى الله عليه وسلَّم:

(تفكروا في آلاء الله ـ يعني في نعم الله، أو مخلوقات الله، أو المصنوعات التي صنعها الله ـ تفكروا في آلاء الله، ولا تفكروا في ذات الله فتلكوا).

إذاً أول بابٍ لفقه الشهادة أن لا إله إلا الله، أن يُعمل الإنسان المؤمن فكره بعقله فيما حوله من الكائنات ليهتدي بها إلى مبدعها وخالقها وبارئها وصانعها مكوِّن الكائنات سبحانه وتعالى.

وهذا بابٌ طويل ولو نظرنا في قرآننا الكريم، وجدنا أن الله تبارك وتعالى ذكر الآيات التشريعية التي تتعلق بالشريعة والتي منها الصلاة والصيام والحج، ومنها في باب المعاملات في البيع والشراء، ومنها في باب الأمور الأسرية كالزواج والطلاق وغيرها وباب الميراث، كل هذه الآيات التشريعية لا تزيد عن ثلاثمائة آية في كتاب الله.

أما الآيات الكونية:

التي تخاطب العقول والأفكار ليهتدوا إلى معرفة وعلم الله الواحد القهار فهي ما يزيد عن ألفٍ وثلاثمائة آية في كتاب الله:

منها ما تتحدث عن الأرض وما عليها، ومنها ما تتحدث عن الجبال وألوانها وسر صنعتها، ومنها ما تتكلم عن البحار والأنهار، ومنها ما تتكلم عن الأفلاك والنجوم، ومنها ما تتكلم عن الحيوانات وأنواعها، ومنها ما تتكلم عن الطيور.

كل هذه نماذج يذكرها لنا الله سبحانه وتعالى لننظر فيها ونتدبر ونتفكر فنهتدي بها إلى معرفة صانعها وبارئها وخالقها تبارك وتعالى.

ومن ذلك قول الله لنا معاتباً:

﴿ أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الابِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17العاشية).

إذا ينبغي أن قف عند هذه الآية ونتدبر بما وصلنا إليه في العلم الحديث إلى خلق الإبل وتكوينها، وهداية الله تبارك وتعالى لها:

﴿ أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الابِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الارْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20) (الغاشية).

أبوابٌ تدل على معرفة الصانع سبحانه وتعالى لهذه الكائنات.

فلو قيل لنا إن إنساناً يطير في الهواء بدون شيئٌ يحمله، فهل نصدق بذلك؟

ولو قيل لنا: إن إنساناً كتب على موبايله كتابةً عشوائية، وإذا به يجدها قصيدة عصماء مثلاً في مدح سيد الرسل والأنبياء، فهل يصدق أحدنا ذلك؟

إذا لابد من القصد والحكمة عند أي عمل، ولذلك علينا أن نتدبر في صُنع الصانع لنرى حكمته تبارك وتعالى التي من أجلها خلق هذه المصنوعات على تنوعها واختلافها، قال الله تعالى:

﴿ سَنُرِيهِمْ ـ وكلمة {سنريهم} السين للمستقبل، لأنه كلما زاد إنفتاحنا العلمي زاد علمنا لخلق ربنا تبارك وتعالى ـ

﴿ سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ (53فصلت).

فإذا تدبرنا في الكائنات، ولا حظنا إعجاز الله تبارك وتعالى في هذه المصنوعات، نجد أن كتاب الله تبارك وتعالى هو كلام الله عز وجل لأنه أتى بحقائق لم يصل إليها العلماء إلا في العصر الحديث.

ولا يوجد حقيقة علمية ذكرها القرآن ولم يُدَّعِمها ويؤيدها العلم الحديث بخلاف الكتب السماوية الأخرى.

وإذا تدبرنا وتفكرنا وهذه عبادةٌ يقول فيها صلى الله عليه وسلَّم:

(لا عبادة كالتفكر).

أي لا عبادة في النوافل والسنن تضارع أو تشابه أو تماثل عبادة التفكر، ويحدد أجرها وثوابها صلى الله عليه وسلَّم فيقول:

(تفكر ساعة ـ والساعة في لفظه المبارك صلى الله عليه وسلَّم يعني اللحظة ـ تفكر ساعة يعدل عبادة سنة).

[بحار الأنوار وإحياء علوم الدين]

يعني تساوي عبادة سنة من النوافل العبادية كالصلاة والصيام وغيرها.

فعبادة الأنبياء والمرسلين وكمل الصالحين هي التفكر.

وكان سيدنا أبو الدرداء رضي الله عنه يجلس يتفكر، وعندما ذهب نفرٌ من المجتهدين في العبادات البدنية إلى زوجته وسألوها عن عبادة أبي الدراداء، وكأنهم قد تقالوها ـ يعني إستقلوها ـ فقالت لهم: إن عبادة أبي الدرداء ليست كهيئتكم إن يجلس يتفكر في خلق الله تبارك وتعالى .

ولما وصل إلى مسامعه رضي الله عنه هذا الخبر قال:

[عجبت للحمقى كيف يعيبون على الأكياس ـ يعني العقلاء ـ نومهم وفطرهم، ولذرة من تقوى من عمل القلوب، أفضل من أمثال الجبال عبادةً من المغترين].

فعبادة القلوب بدايتها هي التفكر، والتفكر في البداية يكون بالعقل السديد والفكر الرشيد، فإذا صفا القلب من الوهم والشبهات وإمتلأ بأنوار ذكر مكون الكائنات، إذا صفا الفكر بعد الرياضة بالذكر، يبدأ الإنسان يشهد في نفسه أسرار خالقه وباريه التي فيه، وقد قيل:

[تبصرك فيما فيك يكفيك].

فينظر إلى نفسه كما أمر الله، مرةً يقول سبحانه وتعالى:

﴿ فَلْيَنْظُرِ الانْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ (24) أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا (25) ثُمَّ شَقَقْنَا الارْضَ شَقًّا (26) فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (27) وَعِنَبًا وَقَضْبًا (28) وَزَيْتُونًا وَنَخْلا (29) وَحَدَائِقَ غُلْبًا (30) وَفَاكِهَةً وَأَبًّا (31) مَتَاعًا لَكُمْ وَلانْعَامِكُمْ (32) (عبس).

ومرةً يقول للإنسان:

﴿ فَلْيَنْظُرِ الانْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7) (الطارق).

فإذا فكَّر الإنسان بعد الصفاء والنقاء ولذة ذكر الله تبارك وتعالى القلبية، ينظر إلى حقيقته فيرى أنه كان منياً أو كان قبلها طيناً أو كان قبلها تراباً فيتساءل في نفسه، ويقول لنفسه:

سُموٌّ بعد أسفل سافلين     عجيبٌ سرُّ رب العالمين

ويقول لنفسه مخاطباً:

أيا أيها الإنسان من طين فخار      تكونت كي ترأى مظاهر أسراري

أكنت سميعاً أو بصيراً وعالمــــــــــــــاً       ولكنني أنعمتُ بالمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدرار

نسيت جمال الله فيك تيقَّظـــــــــــاً        فمن ينسَهُ يلقى سعير النــــــــــــــــــــار

فيرى أن أصله من عناصر الأرض، وعناصر الأرض إن كانت ماءً مهيناً أو تراباً أو طيناً لا ترى، ولا تسمع ولا تُبصر، وعناصر الجسم التي تكون منها الجسم يقول فيها الإمام عليٍّ رضي الله عنه وكرم الله وجهه:

[يا ابن آدم تُبصر بشحمة، وتسمع بعظمة، وتنطق بلحمة، ثم بعد ذلك تواجه القوي عز وجل بالمعصية؟].

فهذه الأعضاء التي صُنع منها جسد الإنسان أين تكون حقائقها عند خروج الروح ولقائها لحضرة الرحمن؟

نجد الإنسان كما هو عينه كما هي لم يُنتقص منها شيئٌ ولكنها لا تستطيع الإبصار، إذاً كيف كان يبصر؟ بتجلي سر إسمه تبارك وتعالى البصير على عينه.

وترى الأُذنان كما هما ولم يُنتقص منهما شيئاً ونناديه فلا يسمعنا، إذاً كيف كان يسمع؟ بتجلي إسم الله تبارك وتعالى السميع على عظام أُذنه.

وترى اللسان صحيحاً في فمه ولم يذهب إلى مكانٍ بعيدٍ أو قريبٍ غير الفم، ولكنه لا ينطق، إذاً كيف كان ينطق؟ بتجلي إسمه تبارك وتعالى المتكلم عليه.

ونجد الجسم كله بيننا ولكنه لا يتحرك، ولا يقف ولا يجلس ولا يمشي، إذا كيف كان يتحرك ويمشي ويروح ويجيئ؟ بسر تجلي إسم الله تبارك وتعالى الحيُّ عليه.

إذا تجلى الحي عليه أحياه، وإذا تجلى المميت عليه أفناه، فهي تجليات الحق فأنت سدرة أوصاف تجليات أسماء الله عليك، وهذه آمانات الله تبارك وتعالى فيك.

من أنا عدمٌ الله جملني ـ بأسمائه وصفاته ـ فصرتُ صورته العليا بلا نيل

إذا ما تتباهى به وتفتخر به زينة الرحمن التي وضعها على هذه الطينة وتجلى عليها بها، فصرت خليفة للرحمن في هذه الأكوان، فإذا أخذ الرحمن زينته رجعت الطينة إلى هيئتها، وقمنا بتكريمها لتكريم الله لها، ولكننا نردها إلى أصل نشأنها:

﴿ مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى (55طه).

فيقول لنفسه دائماً مخاطباً حقيقة النفس إذا أرادت أن تتباهى أو تفتخر بما ليس لها، لأن هذه آمانات الله فيك، أنت طين وما زاد على الطين فهو جمالات أسماء رب العالمين، فيقول لها الإنسان:

يا أيها الماء المهين من الذي سواك      ومن الذي في ظلمة الأحشاء قد أنشاك

تدبر فأنت الطين والماء فاشــــــهدن     جمالي وإحســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاني وسري وأنواري

فيتدبر الإنسان وهذا تدبر الصالحين فيقف في مقام العبودية أمام أكرم الأكرمين، وأمام رب العالمين فيشهد شهادة بعين اليقين.

يشهد أن الله عز وجل هو الموفق وهو القوي وهو صاحب الحول والطول، وهو الكفيل والمعين، ولولا حول الله وطوله، ما استطاع أن يفعل قليلاً ولا كثيرا فيعترف في هذا الوقت بما شهده بعين اليقين لأن الله عز وجل وحده هو الفعال لما يريد.

ونحن لا نملك إلا أن نقول لحضرته:

نحن العبيد لحضرتك فزينا في الدنيا بأنوار طاعتك، وزين أجسامنا في الآخرة بجنتك، وزين قلوبنا بالنظر إلى جمال حضرتك، وزين أرواحنا وأسرارنا بمصاحبة سيد خليقتك، فنُعطي لكل ذي حقٍ حقه.

ونكتفي بهذا لالقدر الليلة.

وصلى الله وسلَّم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم

الخميس: 4/11/2021 موافق 29 ربيع الأول 1443 هـ – مجمع الفائزين بالمقطم

Fawzyabuzeid - Copyright 2023. Designed by Fawzyabuzeid