Sermon Details
المجلس الرابع
كيفية الإقبال على الله
المقام في الجنة
منازل الجنة
منازل المقربين في الجنة
زاد الأتقياء
المجلس الرابع: كيفية الإقبال على الله[1]
قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم، نحمد الله بفضله على فضله، ونسأله عزوجل المزيد من فضله بمنه وجوده وكرمه، والصلاة والسلام على باب الله الذي ترد منه المواهب لأهل القرب من الله، والذي يأخذ بأيدي المنكسرين والبؤساء والمساكين ليوصلهم إلى مراد الله، والذي وحده بيده لواء الشفاعة ولا ينفع شفاعة إلا بعد إذنه يوم لقاء الله؛ سيدنا محمد وآله وصحبه ومن والاه.
نحن نُذكِّر بعض أننا جميعًا في الدنيا إلى الله مسافرين، وبعد السفر إلى الله مقبلون، وكل واحد منا يختار الحال الذي يقبل به على الله من كتاب الله جل في علاه، والذي لم يدرك هذه الحقيقة ولا يختار لنفسه صورة تقية نقية من كتاب الله يأتي في ساعة خروج الروح وفى هذه اللحظات تظهر له الحقائق:
} فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ{ (22ق)،
يُكشف عنه الغطاء فيرى ما له عند الله، الذي أعده في الجنة يراه، ويطلع على المنزلة الكريمة التي أعد نفسه لها، ويجد نفسه مكتوب في لوحة الشرف الإلهية الخاصة بهذه المنزلة عند الله جل في علاه، وإذا نظر في الجنة ولم يجد له شيئاً ونظر في الآخرة ولم يجد له منزلة فيها يقول:
} يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ { (56الزمر)
هل تنفع الحسرة في هذه اللحظة؟! وينادي يارب أمهلني ارجعني وأخرني يومين أو أسبوع أو شهر حتى أتوب وأرجع عن الذنوب وأعمل عملاً صالحاً يكون لي به منزلة عند علام الغيوب:
} رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100) {(المؤمنون)
يأتيه النداء (كلا) لماذا؟ لأننا أنذرناك وحذرناك قبل ذلك مراراً، يقولون له ألم يأتك النذير بعد النذير، من هو النذير؟ يقولون المرض والشيب والهرم والمشاكل والهموم، كل هذا حتى يرجع إلى الله عزوجل، لكن نفسه تخدعه، والشياطين يعاونونها حتى يصدوه عن سبيل الله، ويبعدوه عن سبيل الله وطريق الله جل في علاه، والشباب والصحة تجعله مخدوعاً لايهمه شيء ويظن أنها تدوم، فهي لمن تدوم؟!.
ولو أنا إذا متنا تُركنا |
لكانَ المَوْتُ راحَة كُلِّ حَيِّ |
ولكنا إذا متنا بُعثنا |
ونُسأل بعد ذا عن كل شي |