• Sunrise At: 5:28 AM
  • Sunset At: 6:22 PM

Sermon Details

2 سبتمبر 2021

كيف يكون رقى المريد عند شيخه؟

ABOUT SERMON:

شارك الموضوع لمن تحب

السؤال الثاني:

هل رقي المريد في شيخه بأن يقربه الله فيكشف له حقيقة شيخه؟ أم يرقيه في نفسه بأن يكشف له الله حقيقة نفسه؟

الجواب:

الحقيقة أن هذا السؤال متشابك، فإن المريد يمر بكل هذه الأطوار، فإذا أحب الله عبداً كما قال بن عطاء الله السكندري رضي الله عنه:

[إذا أحب الله عبداً دلَّه على أوليائه، وكشف له عن خصوصيتهم، وحجبه عن بشريتهم] فيكاشفه الله تبارك وتعالى على قدره بما يتحمل من أحوال هؤلاء الأولياء الصالحين، ويُبين لهم بعض منازلهم عند سيد الأنبياء والمرسلين، وبعض درجاتهم عند أهل الله في عالين وعليين،  ليلجأوا إليهم، ويسألوهم أن يدلوهم بالله على الله تبارك وتعالى عملاً بقول الله:

﴿ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا (59الفرقان).

فإذا ترقَّى المريد وعرف الشيخ المربي، وإلتزم به ولازم مجالسه، ولازم تعاليمه ووصاياه ونصائحه، عرَّفه الله تبارك وتعالى بنفسه.

إذاً لا معرفة للنفس إلا بعد معرفة الإمام المرشد المربي الروحاني المعرفة الحقية، وليست قاصرة على المعرفة البيانية، أو المعرفة الحسية أو المعرفة العقلية.

ولذلك قال الله تبارك وتعالى لنا أجمعين:

﴿ فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى (32النجم).

لا يستطيع الإنسان أن يزكي نفسه، فالإنسان ولو كان من كبار الأطباء والحكماء لا لايستطيع أن يُشخِّص داءه، ويصف لنفسه دواءه، ولكن لابد أن يعرض نفسه على طبيبٍ إختصاصي مثله، يُشخص له الداء، ويكتب له ويصف له الدواء الذي به يتم الشفاء.

إذاً لا يستطيع الإنسان تزكية نفسه، لأن التزكية وظيفة أمير الأنبياء والمرسلين، في قول الله تبارك وتعالى:

﴿ كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (151البقرة).

والتزكية هذه كانت دعوة أبو الأنبياء إبراهيم لنبينا لشدة حاجة المؤمنين الصادقين إليها:

﴿ رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ (129البقرة).

إذاً التزكية لا تكون إلا من حضرة النبي، أو وارثٍ زكَّاه النبي وأعطاه الإذن بأن يُزكي غيره من المؤمنين والمؤمنات.

بعد هذه التزكية يعرفه نفسه، لذلك قال بعض الصالحين:

[إن الوقوف بين يدي العبد الصالح، كالوقوف على جبل عرفات، لأن الإنسان عندما يجلس بين يديه متأدباً خاشعاً يعرف نفسه].

ولا يعرف الإنسان حقيقة نفسه إلا بمعاشرة ومجالسة الصالحين، فيكشف الله له عن حقيقة نفسه، وكما قيل في الأثر:

(من عرف نفسه فقد عرف ربه].

نسأل الله تبارك وتعالى أن يعرفنا المعرفة الحقية الربانية أجمعين.

وصلى الله وسلَّم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم

الخميس: 2/9/2021 موافق 25 المحرم 1443 هـ  – دار الصفا الجميزه

لقاء الأحبة على برنامج التواصل الإجتماعي زووم ـ على الإنترنت

Fawzyabuzeid - Copyright 2023. Designed by Fawzyabuzeid