هل رقي المريد في شيخه بأن يقربه الله فيكشف له حقيقة شيخه؟ أم يرقيه في نفسه بأن يكشف له الله حقيقة نفسه؟
الجواب:
الحقيقة أن هذا السؤال متشابك، فإن المريد يمر بكل هذه الأطوار، فإذا أحب الله عبداً كما قال بن عطاء الله السكندري رضي الله عنه:
[إذا أحب الله عبداً دلَّه على أوليائه، وكشف له عن خصوصيتهم، وحجبه عن بشريتهم] فيكاشفه الله تبارك وتعالى على قدره بما يتحمل من أحوال هؤلاء الأولياء الصالحين، ويُبين لهم بعض منازلهم عند سيد الأنبياء والمرسلين، وبعض درجاتهم عند أهل الله في عالين وعليين، ليلجأوا إليهم، ويسألوهم أن يدلوهم بالله على الله تبارك وتعالى عملاً بقول الله:
فإذا ترقَّى المريد وعرف الشيخ المربي، وإلتزم به ولازم مجالسه، ولازم تعاليمه ووصاياه ونصائحه، عرَّفه الله تبارك وتعالى بنفسه.
إذاً لا معرفة للنفس إلا بعد معرفة الإمام المرشد المربي الروحاني المعرفة الحقية، وليست قاصرة على المعرفة البيانية، أو المعرفة الحسية أو المعرفة العقلية.
لا يستطيع الإنسان أن يزكي نفسه، فالإنسان ولو كان من كبار الأطباء والحكماء لا لايستطيع أن يُشخِّص داءه، ويصف لنفسه دواءه، ولكن لابد أن يعرض نفسه على طبيبٍ إختصاصي مثله، يُشخص له الداء، ويكتب له ويصف له الدواء الذي به يتم الشفاء.
إذاً لا يستطيع الإنسان تزكية نفسه، لأن التزكية وظيفة أمير الأنبياء والمرسلين، في قول الله تبارك وتعالى: