Sermon Details
القلب والفؤاد واللب
السؤال الرابع: سؤال: ما حقيقة القلب والفؤاد واللب؟
قلب الشيء يعني حقيقته، القلب الذي فيه الإيمان والذي فيه النور والهداية، والذي فيه الشفقة والعطف والحنان ليس هو القلب الجسماني الذي يضخ الدم، هذا القلب موجود مع الكافر وموجود مع الحيوانات، ووظيفتة يستقبل الدم وينقيه ويضخه ليسير في الأعضاء، بمعنى هو المركز الرئيسي الذي يُسير جهاز الإتصال وهو الدم الذى يوصل كل شئ إلى حقائق الإنسان، لكن القلب الثاني هو حقيقة غيبية إلهية، مثلها مثل الروح والعقل والنفس، لِمَ خص الله عزوجل الإنسان بالخلافة؟ لأن الإنسان المخلوق الوحيد في الكون عاليه ودانيه الذي به الكونين، به الملك والملكوت، الجسم من عالم الملك، وهو العالم الظاهر، والملكوت يعني العالم غير الظاهر، أو العالم الباطن الذي هو الروح والقلب والخفى والأخفى والسر والنفس، وكل هذه حقائق غيبية في النسخة الباطنية لك أيها الإنسان، لك نسخة ظاهرة ونسخة باطنة، وبيَّن الله الأفضلية بينهم، بالنسبة للمُلك الخاص بالدنيا كلها فقال: ) تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ ( (1الملك) وبالنسبة للملكوت وهو العالم العلوي قال: ) بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْء( (88المؤمنون) هذا بيد وهذا بيد، قال تعالى: ) مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ( (75ص) الإثنان، يوجد فيك الملك والملكوت ؟ فيك كل ما في عالم الملك وعالم الملكوت، وقال فيه سيدنا علي رضى الله عنه:
دواؤك فيك وما تبصر |
وداؤك منك وما تشعر |
أتزعم أنك جرم صغير |
وفيك انطوى العالم الأكبر |