• Sunrise At: 5:02 AM
  • Sunset At: 6:42 PM

Sermon Details

9 سبتمبر 2021

ميثاق النبين 6-8 الأحزاب

ABOUT SERMON:

شارك الموضوع لمن تحب

بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

﴿ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الارْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا (6) وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا (7) لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا (8) (الأحزاب).

بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ:

الحمد لله الذي جعل الأرض كلها تشهد لنا يوم القيامة عند الله إن شاء الله، والشكر لله أن جعل الأرض تشهد لنا بمجالس الخير، ومجالس القرآن، ومجالس البر، ومجالس المعروف، ومجالس ذكر الرحمن تبارك وتعالى.

والصلاة والسلام على الحبيب الأعظم والمصطفى الأكرم، سيدنا محمد الذي بفضله وبكماله جعل لنا في الأرض ونحن فيها جناتٍ نرتع فيها، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وكل من مشى على دربه إلى يوم الدين، واجعلنا منهم ومعهم في الدنيا ويوم الدين، آمين آمين يا رب العالمين.

أيها الأحبة:

مجلسنا هذا المبارك يقول فيه صلى الله عليه وسلَّم:

(ما اجتمع قومٌ في بيتٍ من بيوت الله ـ وقد قال في الحديث الآخر:

(وجُعلت الأرض كلها لي مسجداً).

[أحمد وأبو داود عن جابر رضي الله عنه].

فالأرض كلها مسجد للمؤمنين ـ ما اجتمع قومٌ في بيتٍ من بيوت الله، يتلون كتاب الله ـ كما إستمعنا الآن ـ ويتدارسونه فيما بينهم ـ بحسب الفتح من ربهم ـ إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفَّتهم الملائكة بأجنحتها من الأرض إلى عنان السماء، وذكرهم الله تعالى فيمن عنده).

فهنيئاً لنا ولكم هذه المجالس المباركة ـ نسأل الله تبارك وتعالى أن يديمها علينا إلى يوم أن نلقاه أجمعين آمين آمين يا رب العالمين.

والآيات التي عندنا الليلة تُذكرنا يحال المؤمنين والمسلمين في هذه الأيام، وهي آيات من سورة الأحزاب، لما وجد اليهود الذين يسكنون المدينة مع حضرة النبي صلى الله عليه وسلَّم، وقريش التي تحاربه، أنهم عاجزون عن محاربته صلى الله عليه وسلَّم والتغلب عليه، وظنوا أن الأمر أمر عددٍ وعُددٍ، رجالٌ وعتاد، ونسوا أن الحبيب ينصره الله بنصره، وبملائكةٍ من عنده، وبأسلحة ذكرها في كتاب الله، لا توجد إلا للمتقين من عباد الله.

من الذي يملك سلاح الرعب في هذه الأيام وما قبلها وما بعدها؟

لا يوجد إلا رب العزة تبارك وتعالى: ﴿ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ (26الأحزاب).

من الذي يملك سلاح النصر بالملائكة الكرام؟

إلا الذين إستعانوا بالله تبارك وتعالى على الدوام، وكأن الله يُذكرنا في هذه الآيات.

فلنرجع إلى  ما كان عليه الحبيب صلى الله عليه وسلَّم وصحبه الكرام، لعل الله ينصرنا على القوم اللئام كما نصرهم، فقد تحزَّب الكفر والشرك بأجمعه على المسلمين الآن، وأنتم ترون ذلك.

من الذين تركوا بلادهم وتشتتوا في كل بقاع الأرض غير المسلمين؟ إن كان في أوروبا أو أفريقيا أو في آسيا، سواء من العرب المسلمين، أو المسلمين غير العرب.

من الذين تُجرَّب فيهم كل الأسلحة العصرية الحديثة الآن في الكون كله غير الضعفاء والمساكين من المسلمين؟

تألَّبوا ـ وصدق فينا قول الرسول صلى الله عليه وسلَّم:

(يُوشك أن تتداعى عليكم الأمم ـ تتداعى يعني يشدوا بعض ويجلبوا بعض ـ كما تتداعى الأكلة على قصعتها ـ كما يجلس جماعة للأكل ويقول: هيا يا فلان تعال وكل معنا، هيا فلان تعال كل ـ فهم يدعون أنفسهم ليأكلوا خيرات المسلمين التي خصَّنا الله بها في بلاد المسلمين، لأن خيرات الأرض كلها موجودة في بلاد الإسلام.

﴿ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ (61البقرة).

كل ما تريدونه في مصر، وقال سيدنا يوسف:

﴿ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الارْضِ (55يوسف).

وأين خزائن الأرض كلها؟ في بلدنا هذه في مصر، ولم يقُل خزائن مصر، بل قال: خزائن الأرض كلها، من كل الأنواع والأصناف، كلها موجودة في بلادنا وبلاد الإسلام، وهم لا يجدون شيئاً من ذلك في بلادهم، فتهافتوا وتجمعوا ليأكلوا ثروات المسلمين، ويحرموننا من الخيرات التي جعلها الله لنا رب العالمين تبارك وتعالى.

(يُوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها، قالوا: أمن قلة نحن يومئذٍ يا رسول الله؟ قال: لا أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غُثاء كغثاء السيل ـ يعني رغاوي كالرغاوي التي على سطح ماء البحر، لا فيها منفعة ولا الإنسان يستطيع أن يستخدمها في أي أمر، فسألوا عن السبب ـ فقال صلى الله عليه وسلَّم: قُذف في قلوبكم الوهن ـ قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت).

[أبو داود عن ثوبان رضي الله عنه].

هذه هي الآفات التي عرَّضت المسلمين لما نحن فيه الآن، نسأل الله تبارك وتعالى أن يرفع عنا وعن المسلمين أجمعين كل عنءٍ وبلاء، وأن ينصرنا بفضله ومنه وكرمه على جميع الأعداء، إنه سميعٌ قريبٌ مجيب الدعاء.

فالأحزاب هم الأحزاب، أليس كذلك؟ نحن في هذه الأيام مع من؟ مع الأحزاب كلهم، فمنهم من يريد أن يقطع عنا المياه، ومنهم من يريدوا أن يقطعوا بلادنا ويسلموها لليهود ومن شاكلهم وعاونهم، ومنهم من يُريدوا أن يأخذوا ثرواتنا وينهبوها بدون أن يدفعوا فيها شيئ، ومنهم من عنده رغبة صليبية ويريد أن يذلِّ المسلمين، ويجعلهم مستعضفين، وهذه النعرة موجودة في الصليبيين لعنة الله عليهم أجمعين، ويريدون أن يستأصلونا من الأرض، أليس كذلك؟ فربنا يذكرنا في سورة الأحزاب.

فلما وجد اليهود وأهل مكة أنهم عاجزون عن حرب حضرة النبي، طافوا على القبائل العربية المجاورة غطفان وأسد وغيرها وغيها، وجمعوا عشرة آلاف جندي غير اليهود، وكل من كان مع حضرة النبي ثلاثة آلاف جندي، فكل جنود المسلمين الذين كانوا في المدينة المنورة ثلاثة آلاف جندي.

وحاصروا المدينة وجايين وهمُّهم أن يستأصلوا شأفة المسلمين، وماذا يعني ذلك؟ ينهون على الإسلام والمسلمين بالكلية فلا يكون في الأرض مسلم، ونفس الحكاية التي تحدث مع الأحزاب المعاصرين الذين يحيطون بنا من كل فجٍّ، حتى يقضوا على أصحاب هذا الدين، فهي نفس الحكاية.

مالذي حدث؟

سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلَّم كما علمه مولاه، ومع أنه على بصيرة من ربه ونور الوحي أتيه دوماً من عند الله، إلا أنه كان يُعلم أصحابه فلا يفعل شيئاً إلا بعد الإستشارة:

﴿ وَشَاوِرْهُمْ فِي الامْرِ (159آل عمران).

فكان يشاورهم في هذه الأمور.

فاجتمعوا وبعد المشاورة، قالوا: إن جهات المدينة المختلفة فيها جبل لا يستطيعون أن يأتونا من جهاته، وفيها جهات فيها بساتين وأشجار لن يعرفوا أن يأتتونا من بينها، وفيها جهة واحدة من جهة جبل أُحد فهذه جهةٌ مفتوحة، ويستطيعوا أن يدخلوا منها إلى المدينة، فماذا نفعل؟

فأشار سيدنا سلمان الفارسي رضي الله عنه وقال: نصنع خندقاً في هذا المكان الذي  يمكنهم الدخول منه ونقف نحرسه، وخندق يعني ترعة كبيرة ولكن ليس فيها ماء، ونبقى حولها نحرسها، ومعنا نبال ومعنا السهام ومعنا السيوف والرماح، وكل من يحاول أن يعدي نضربه بالسهام أو بالرماح، وإن عدَّى نضربه بالسيوف.

فقسَّموا أنفسهم في حفر هذا الخندق، وأعطانا النبي صلى الله عليه وسلَّم اللمحة التي ينبغي أن يعيَها الصالحون والأبرار، كان يشاركهم في كل عملٍ يقومون به، يحفر معهم، ويحمل التراب معهم، وكلما وجدوا صخرة شديدة عجزوا عن تحطيمها استغاثوا به، فيأتي صلى الله عليه وسلَّم فيضربها بمعوله صلى الله عليه وسلَّم فتتفتَّت، لأنه كان أقواهم وأشدهم بمدد من عند مولاه تبارك وتعالى.

وقاسمهم الجوع فلم يكن معهم مئونة، وكانوا كلهم يعانون من مرارة الجوع مع شدة الحفر وعناء العمل، وكان من بينهم صلى الله عليه وسلَّم.

فلما إنتهوا من حفر الخندق حاول الأعداء أن يخترقوه، فكان كلما أراد فئة منهم أن يعبروه ضربوهم بالسهام وردوهم بالرماح، إلا أن بعضهم نظر إلى موضعٍ في الخندق غير كبير، فعبروه فقابلهم المسلمون، ومنهم من كان فارس الجزيرة العربية كلها ويُسمى عمرو بن وُد، مرَّ بفرسه وطاف حول المسلمين وقال: من يبارزني؟

والمبارزة واحد لواحد كما في المصارعة الحرة الآن، فلم يقُم أحد، فقام عليٌّ وكان شاباً فتياً صغيراً في السن، لم يبلغ الثامنة عشرة بعد، فقال: أنا يا رسول الله، فيقول صلى الله عليه وسلَّم: إجلس فأنت صغير السن، يريد واحد من الشباب الفرسان الأشداء يقوم.

فيدور عمرو فلا أحد يقوم، بعد المرة الثالثة وكل مرة يقول الإمام علي أنا يا رسول الله، قال: قم له يا عليّ، فاشتبك الفارسان وضربه عليٌّ ضربة قاتلة قضى عليه، فكبَّر رسول الله وكبَّر المسلمون.

وعلَّم الله عز وجل كيف يكون المؤمن الفطن الكيِّس خدوماً لدينه، فليس شرط الخدمة بحمل السلاح أو القتال، بل كما قال صلى الله عليه وسلَّم:

(الحرب خُدعة).

[صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه].

وممكن أن تكون الحرب خداع، فجاء رجلٌ إسمه نعيم بن مسعود وكان من قبيلة غطفان، وهي قبيلة عربية كبيرة من القبائل المشتركة في القتال، وقال: يا رسول الله إني أسلمت، ولم يعلم قومي بإسلامي بعد، فما الذي تأمرني به؟ ـ يعني كلفني بعمل يناسبني ـ قال: خذِّل القوم عنا.

وكان صديقاً لليهود، وصديقاً لقريش وهو من غطفان، فذهب إلى اليهود الذين إنقلبوا على رسول الله رغم العهد الذي تعاهدوا عليه مع رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، فقال: يا معشر اليهود ما تعرفونني؟ قالوا: نعرف أنك لنا ناصحٌ أمين، قال: إن قريشاً وغطفان وأسد وغيرهم ملُّوا من طول الإنتظار، ويريدون الرجوع إلى بلادهم ويتركوكم لمحمد ـ صلى الله عليه وسلَّم ولا تستطيعون قتالهم، قالوا: فماذا نصنع؟ قال: أطلبوا منهم أن يعطوكم عشرة من زعمائهم، يكونون رهائن عندكم، فإن تركوكم ومشوا، سلمتموهم إلى محمد يقتلهم وبذلك تحموا أنفسكم من غضبه ـ صلوات ربي وتسليماته عليه.

وذهب إلى قريش وذهب إلى غطفان وقال لهم قولة واحدة: ماذا تعلمون عن أمري فيكم؟ قالوا: إنك خيرنا وإنك وفيٌّ لنا، قال: إن معشر اليهود ندموا على ما فعلوا، وذهبوا إلى محمد واتفقوا معه على أن ياخذوا عشرةً من زعامائكم ويسلموهم إليه ليقتلهم حتى يعفو عنهم.

أرسلت قريش ومن معها من القائل من اليهود: إلى متى هذا الإنتظار؟ نريد أن نهجم على المسلمين مرةً واحدة، لأننا قد مللنا الإنتظار ـ فالإنسان عندما يريد أن يفعل أمراً من أمور الله، يعينه الله وهذه إعانة الله، فقالوا لهم: تذهبون وتتركوننا؟ أعطونا عشرة من زعمائكم يكونون رهينة عندنا حتى لا تتركونا إلى محمدٍ يفترسنا.

فقالت قريش ومن معها: صدق نعيم بن مسعود، والله لن نعطيكم رجلاً واحداً، فقالت اليهود: صدق نعيم بن مسعود، أرادوا أن يمشوا ويتركونا فريسة لمحمد ـ صلى الله عليه وسلَّم.

فالخدعة تعمل أكثر مما تعمله الجيوش، هل يوجد جيش يستطيع أن يفعل ما فعله نعيم وحده؟ حتى يعرفنا رسول الله صلى الله عليه وسلَّم أن أي مؤمن يستطيع أن يقدم للإسلام خدمةً أكثر من خدمات الجيوش لنفع الإسلام والمسلمين.

وأكمل الله عز وجل النصر عندما خرج النبي صلى الله عليه وسلَّم في يوم الأربعاء، وصلى بهم صلاة العصر في مسجد الفتح، ومسجد الفتح كان من المساجد السبعة التي كنا نزورها عندما نذهب للمدينة، وهم هدموها حالياً، مع أنها أثر من آثار الإسلام، كان لكل مجموعة من الصحابة كان لهم مسجداً وهم في الخندق وحول الخندق يصلون فيه.

فمسجد الفتح حضرة النبي صلى العصر فيه ودعا الله، وقال:

(اللهم مُنزل الكتاب مُصرف السحاب إهزمهم وانصرنا عليهم).

[صحيح البخاري عن أبي أوفى رضي الله عنه].

فاستجاب الله تعالى له، ولذلك نجد كثيراً من الصالحين يلتمسون الدعاء بعد صلاة العصر يوم الأربعاء، ويقولون: إنه وقتٌ مجابٌ فيه الدعاء لأن الله استجاب فيه لخاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلَّم.

وأرسل الله عليهم ريحاً في ليلة شديدة الظلام، فقلعت الخيام وجعلت الإبل والخيول تتحرك بشدة حتى قطعت حبالها، وتمشي تدوس على كل من قابلها، ومن يقابلها؟ فظنوا هم أن المسلمين هجموا عليهم، فلا يرون شيئاً والظلام دامس والريح شديدة، من نصر الله سبحانه وتعالى.

فقال أبو سفيان: يا معشر قريش لا بقاء لنا أنا ذاهبٌ إلى مكة، وتبعه قومه وقالت غطفان كذلك، وقالت بقية القبائل العربية كذلك، وهُزموا بأمر الله وكانت نهايتهم بهذه الريح الشديدة التي أرسلها عليهم سبحانه وتعالى.

حتى قيل في وصفهم أنهم لما ظنوا أن المسلمين هجموا عليهم حملوا سيوفهم وكانوا يقتلون بعضهم، لأنه لا يرى من يهجم عليه، وظن من يهجم عليه مسلم فيضربه بسيفه، والآخر يظن أن من يهجم عليه كذلك مسلم فيضربه بسيفه.

فجاءنا الله سبحانه وتعالى بسورة الأحزاب لتكون عبرةً لأولي الألباب، أننا نعلم علم اليقين أنه مهما تجمع علينا الأحزاب ومهما كثُر عددهم، ومهما تحدَّثت وقويت أسلحتهم، ومهما كان عددهم، ومهما كان تآلفهم وإجتماعهم وشأنهم، نعلم علم اليقين أن النصر لله ولدين الله وللدين جاء به سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، فنثق في ذلك ولا نتحول عن ذلك.

﴿ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ﴾ (6الأحزاب).

كان النبي صلى الله عليه وسلَّم إذا أراد الخروج إلى الجهاد، ويقولون له: أتركنا حتى نستأذن من آبائنا وأمهاتنا ـ فإذا أمرك الرسول بأمرٍ فهل تستأذن من أبيك وأمك؟

فعاتبهم الله وقال لهم الله:

النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فكيف لك أن تترك أمر النبي وتريد أن تذهب لأبيك وأمك تستأذن منهم لأمرٍ آخر غير أمر النبي فهل يجوز؟

لكن ما دام كان الأمر من النبي، فإن الله عز وجل أمرنا أن نكون جميعاً طوع أمر النبي، وخاضعين لشريعة وسنة النبي صلى الله عليه وسلَّم في كل وقتٍ وحين.

وبالنسبة لنا؟

قال صلى الله عليه وسلَّم لنا وللمسلمين أجمعين:

(والله لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ماله وولده ونفسه والناس أجمعين).

[صحيح البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه].

إذا كان أحد من هؤلاء الثلاث أغلى عندك من رسول الله، فأنت لست على درجة الإيمان الحق الذي يطالبنا به الله سبحانه وتعالى.

لابد أن يكون حضرة النبي أولى بنا من أنفسنا ومن أزواجنا ومن أولادنا ومن آبائنا وأمهاتنا ومن أموالنا، ومن كل شيئٍ نحوزه ونملكه في هذه الحياة الدنيا، لأنه هو المنقذ لنا من الظلمات إلى النور صلى الله عليه وسلَّم.

قال سيدنا عبد الله بن عباس، وسيدنا عبد الله بن مسعود، وسيدنا أبي بن كعب، وهؤلاء أصحاب قراءات، والقرآن نزل على سبع قراءات، قال صلى الله عليه وسلَّم:

(أُنزل القرآن على سبع فاقرأوا ما تيسر منه).

[الصحيحين عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه].

قالوا في هذه الآية:

﴿ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وهو أبوهم، وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ﴾ ـ وهذا بنص كلام الله:

﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ (10الحجرات).

فنحن كلنا إخوة، وأبونا كلنا من؟

سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلَّم في الدين والشرع والروحانية والحياة الإيمانية التي إرتضاها لنا رب البرية تبارك وتعالى.

﴿ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ (6الأحزاب).

أزواج النبي أمهات لنا، وهذا يعني أنه لا يجوز لمؤمن أن يتزوج إحدى زوجات الرسول بعد إنتقاله إلى الرفيق الأعلى، ولا يجوز أن يعاملها إلا على أنها كأمه، لكن لا ترثه ولا يرثها، فهذا الموضوع خاص بالنكاح فقط حتى يحرم علينا أن نتزوج زوجات النبي لأنهن أمهاتنا رضوان الله تبارك وتعالى عليهم أجمعين.

النبي صلى الله عليه وسلَّم عندما هاجر بأصحابه من مكة ومن حولها إلى المدينة كان يُوآخي بينهم كل رجلٍ يأخذ واحداً ويكونا أخوه، ويقتسم معه داره وماله وأرضه وتجارته، ولما أحدهما يموت أخوه كان يرثه، وهذا الكلام كان في بداية الهجرة إلى المدينة المنورة:

﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ (71التوبة).

وبعد أن ثبت الإسلام وإستقرت الأمور للمصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم السلام، نسخ الله تعالى هذا الحكم وقال:

﴿ وَأُولُو الارْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللهِ ـ ممن؟ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ (6الأحزاب).

يعني إنتهى توريث الأخ في الله الميراث الشرعي، وإنما التوريث يكون عن طريق الرحم التي بينهم، إن كان إبن أو إبنة أو أخ أو أخت أو غيره على حسب درجته في أولي الأرحام، وهذه الآية التي نسخت ذلك في كتاب الله.

﴿ إِلا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا ﴾ (6الأحزاب).

كان ربنا يعرف أن المؤمنين يحبون عمل الخير، وكل واحد يريد قبل أن يخرج من الدنيا يكون له عمل صالح ينفعه عند لقاء الله، ولأنهم يريدون أن يكون لهم عمل صالح يبقى لهم بعد لقاء الله، قال الله تعالى:

﴿ إِلا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا ﴾ (6الأحزاب).

إذا كنت تريد أن تُعطي لواحد صدقة، أو وصية، والوصية لا تزيد عن الثُلث إلا بإقرار الورثة، فإذا وافق الورثة على الوصية التي تجاوزت الثُلث تمشي.

لكن كل واحد عند موته له أن يتصدق بثُلث تركته في أي وجه من وجوه الخير لتبقى له صدقةً جاريةً عند الله تبارك وتعالى، وليس معنى عند موته يعني عندما تأتيه سكرات الموت، لأن عند سكرات الموت لا تنفع هذه الأمور، ولكن قبل أن يموت بفترة يستعد لها من الآن.

فيُوصي بوصية لمعهد ديني، أو وصية لمكتب تحفيظ قرآن، أو وصية لصبية أيتام، أو وصية لبنات ليس لهم من يزوجهم فيزوجهم بهذا المال، وينال به رضا الملك العلام، وهذه الوصية موجودة في الإسلام:

﴿ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ (11النساء).

والوصية تخرج من التركة قبل الدين، فالواحد عندما يموت فالمُورثين أو الورثة ماذا يفعلون؟

يُخرجوا من أمواله:

أولاً: الكفن والغُسل والدفن، كل هذا يخرج من التركة، لأن أفضل للإنسان المؤمن أن يُكفن من ماله، لا من مال إبنه ولا إبنته ولا وريثه، بل من ماله هو، فالكفن بالذات من ماله الخاص.

لكن بالنسبة للعزاء:

العزاء تختلف أموره، إذا كان الأولاد كبار وأغنياء هم يعملوا العزاء، وإذا كان الأولاد صغار ولم يبلغوا السن، فحرامٌ أن نأخذ من نصيبهم ما نصنع به عزاء، لأنهم صغار السن وهم أولى بهذا المال، وليس لهم شأنٌ بموضوع العزاء.

فماذا نأخذ منه؟

كما قلت حالياً: الكفن والغُسل والدفن وما شابه ذلك وهي خارجته، وبعد ذلك نُخرج الوصية التي أوصى بها، وبعد ذلك ننظر في الديْن، أي الدين الذي عليه لخلق الله، وبعد ذلك نورث باقي التركة للورثة الشرعيين كما بين الله في كتاب الله تبارك وتعالى.

﴿ كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا (6الأحزاب).

وهذا الكلام موجود في الكتاب يعني في اللوح المحفوظ، أو في الكتاب يعني في علم الله، أو في الكتاب يعني في شرع الله الذي أنزله الله على حبيبه الله ومصطفاه، ومسطوراً يعني مكتوباً، ربنا كتب ذلك ولا يجوز تغيير ما كتبه العزيز الحميد سبحانه وتعالى.

وهذا الجزء الأول من الآيات التي عندنا، بعد ذلك تحدث الله سبحانه وتعالى عن الأنبياء والمرسلين المقربين والمسمون بأولي العزم.

فالأنبياء والمرسلين هؤلاء طبقات منهم الأنبياء والمرسلين بصفةٍ عامة، وهؤلاء سيدنا أبو ذر يقول: يا رسول الله كم عدد الأنبياء والمرسلين؟ فقال صلى الله عليه وسلَّم:

(مائةً وأربعةً وعشرين ألف نبي).

[إبن حبان عن أبي ذر رضي الله عنه].

عددهم كم؟ 124 ألف، الأنبياء أهل الخصوصية المذكورين في القرآن، وهؤلاء كم عددهم؟ خمسة وعشرين، ولكن الله قال:

﴿ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ (78غافر).

الأنبياء المبجلين والمكرمين سماهم الله أُولي العزم وقال له صلى الله عليه وسلَّم:

﴿ فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ (35الأحقاف).

أُولي العزم من؟ هم الذين عدَّهم ربنا في هذه الآية التي عندنا:

﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ ﴾ (7الأحزاب).

والميثاق هو العهد، وربنا أخذ على النبيين العهد في يوم ميثاق النبيين:

﴿ وَإِذْ أَخَذَ الله مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آَتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (81آل عمران).

وعاد وأخذ معهم العهد مرة ثانية، العهد الذي كان مع كل بني آدم:

﴿ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ ـ وكانوا أيضاً حاضرين ـ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172الأعراف).

وأخذ العهد قبل ذلك على أُولي العزم من النبيين والمرسلين:

﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ ﴾ (7الأحزاب).

وأراد الله عز وجل أن يبين لنا وللأمة أجمعين مكانة خير النبيين، فأتى به في الأول، وقال لهم: أنت الأول، وبعدها أتى بهم بترتيب الزمن، وعلى حسب خروجهم في الزمن:

﴿ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ ـ لأنه الذي أتى في الأول ـ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ﴾ (7الأحزاب).

فأُولي العزم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى، وإمامهم وقائدهم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، ولم أتى به ربنا في الأول؟ لنعرف مكانته ونحافظ عليها، ونعرف درجته ونُحيطه بها، ونعرف تشريف وتكريم الله له.

فنسأل الله له زيادة تشريف وزيادة تكريم صلوات ربي وتسليماته عليه.

﴿ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا (7الأحزاب).

يعني ميثاق شديد، والميثاق على ماذا؟ على أنهم يحبون الله ولا يحبون أحداً سواه، ولا يكون في قلوبهم غير الله تبارك وتعالى.

ولذلك كان أي نبيٍّ يميل ميلةً ولو صغيرةً إلى غير الله، فوراً يحاسبه مولاه.

أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم السلام عاش ثمانين عاماً لم يُنجب، ورزقه الله بإسماعيل، فلما رُزق بإسماعيل مالت شُعبة صغيرة في قلبه إلى ولده، فماذا كانت محاسبة الله تبارك وتعالى له؟

قال له: خُذه وأُمه إلى موضع البيت الحرام، إلى مكانٍ لا مأوى فيه، ولا طعام فيه، ولا ماء فيه، ولا بشر فيه، ولا أنيس فيه، لماذا؟ لأن الله يريد من قلبه أن لا يميل إلى سواه طرفة عينٍ ولا أقل.

فكان يذهب إليه ليزوره، وكان يزوره راكباً ظهر البراق مركب الأنبياء، فلا يسافر هذا السفر الطويل في الصحراء، ولكن في طرفة عينٍ يكون هناك، فرآه شاباً فتياً فأُعجب به، فقال: إذبحه، وأراه في المنام أنه يذبحه:

﴿ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى (102الصافات).

قال الغلام المـُـعلَّم ـ وهو يعلم أن رؤيا الأنبياء وحيٌ:

﴿ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ الله مِنَ الصَّابِرِينَ (102) فَلَمَّا أَسْلَمَا ـ يعني أصبحت قلوبهما سليمة لله ليس فيها سواه ـ وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103الصافات) ـ مع أنه أنامه وأوشك أن يذبحه ـ وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) (الصافات).

كل ما نريده أن لا يكون في قلبك غيرنا،

[إن الله يغار أن يرى في قلوب أنبيائه شيئاً سواه].

لأن الله سبحانه وتعالى يعلم أنهم يعرفون الله، والذي يعرف لا يكون كمن لا يعرف، يعرف الله لا يميل إلى غير الله طرفة عينٍ ولا أقل.

وأخذ عليهم الميثاق أن يبلغوا رسالات الله التي كلفهم بها الله، لأن كل منهم له رسالة، فلابد أن يُبلغ هذه الرسالة، فأخذ عليهم العهد الشديد أن يبلغوا رسالات الله إلى أقوامهم.

سيجدون في إبلاغ رسالاتهم معاناة شديدة، وصعوبات جمَّة، وأنتم تعلمون ما تعرض له الأنبياء وسيد الرسل والأنبياء من الصعوبات في سبيل دعوة الله، ولكنهم لم يتغيروا ولم يتبدلوا.

حتى قال لعمه عندما حدثه في ذلك الأمر:

(والله يا عمِ لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يُظهره الله، أو أهلك دونه).

[سيرة إبن هشام يعقوب بن عتبة إبن المغيرة ـ صححه الألباني].

وكل الأنبياء والمرسلين كانوا على هذه الشاكلة، لأن من يتعرض لدعوة الله حتى من أولياء الله ومن العلماء بالله، لابد أن يتعرض لصعوبات لا تُعد ومشاكل لا تُحد، إذا إستصغر نفسه وسلَّم نفسه لهذه المشاكل، إنتهت الدعوة وماتت الرسالة التي أُمر بإبلاغها، لأن الرسل أُمروا بإبلاغ رسالات الله، والعلماء العاملين والأولياء الصالحين يقول فيهم الله:

﴿ الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلا اللهَ (39الأحزاب).

هم في نفس المنظومة أنهم خلفاء وورثة عن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم.

﴿ لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ ﴾ (8الأحزاب).

يسأل الأنبياء وهم الصادقين عن إبلاغ دعوتهم للخلق، ويسأل الصادقين من أممهم عن إبلاغ رسلهم لهم، قال صلى الله عليه وسلَّم:

(يُدعى يوم القيامة النبي وقومه، فيقول الله تعالى له: ألم تبلغ رسالاتي؟ فيقول: بلى يا رب بلغت رسالاتك، فيقول الله تعالى لهم: ألم يبلغكم رسولي؟ فيقولون: لم يبلغنا بشيئ، ويكذبون في حضرة الواحد القهار، فيقول الله تعالى: من الذي يشهد لك؟ فيقول: أمة محمد صلى الله عليه وسلَّم).

[إبن حبان في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه].

وهذا في قول الله:

﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا (143البقرة).

﴿ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ ـ والجاحدين والمشركين ـ عَذَابًا أَلِيمًا (8الأحزاب).

لأنه عز وجل جعل لهم عذاباً في الدنيا، وعذاباً أليم في الآخرة، العذاب الأليم في الدنيا من الأمراض والأسقام والبلاءات الي لا عد لها ولا حد لها، والتي لا يستطيعون دفعها، والعذاب الشديد في الآخرة في نار جهنم خالدين فيها أبداً.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن ينصرنا على أنفسنا نصراً عزيزاً، وأن ينصرنا على جميع أعدائنا وأعداء الإسلام، وأن يُهلك الكافرين بالكافرين والظالمين بالظالمين، وأن يُخرج المسلمين من بينهم سالمين غانمين، وأن يجعل كلمة الله هي العليا، وكلمة الذين كفروا هي السُفلى، وأن يجعل المجد والعظمة والنصر في النهاية للإسلام والمسلمين.

وصلى الله وسلَّم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم

 

             الخميس: 9/9/2021 موافق 2 صفر 1443 سرابيوم بعد العشاء

Fawzyabuzeid - Copyright 2023. Designed by Fawzyabuzeid