• Sunrise At: 5:36 AM
  • Sunset At: 6:09 PM

Sermon Details

22 يوليو 1999

آداب العبودية والتمسك بالشريعة

إقرأ الموضوع

شارك الموضوع لمن تحب

****************************

لا يستطيع المرء أن يلتزم بها إلا إذا رزقه الله الأحوال القلبية المحمدية الخشية ، والخوف ،

 الخشوع ، التواضع ، الخضوع ، هذا فضلاً من الله تفضل به الله على من أحبه الله من عباده ببركة رسول الله  وإذا تفضل الله عليه بالأحوال القلبية التزم بآداب العبودية يرى نفسه فى هذا الوقت جاهل علمه ، لا حول له ولا طول له إلا بالله فقير

أغناه الله سقيم شفاه واحياه الله يرى أنه كل الذى يملكه الصفات التى ينبغى أن تكون للعبيد وهى ضدد صفات الربوبية مثل سيدنا إبراهيم عليه السلام عندما جمله الله بالقلب السليم ، إننى عبد الله ، فقال ( الذى يطعمنى ويسقين وإذا مرضت فهو يشفين ) نسب المرض لنفسه لانها صفة نقص ولم ينسبها للكمال الأعلى لله جل جلاله 

 

فالعبد أول آداب العبودية أن ينسب الإنسان لنفسه كل عجز ونقص وينسب لله كل جمال وكمال وهى لا تظهر إلى فى أهل الخشية ومن جملهم الله بالأحوال المحمدية القلبية لا تغتروا على أحد ولا ينسب لنفسه علم ولا حكمة ولا حول ولا طول فيرى صفات الله يرى جمال الله كمل به عباد الله عز وجل ، أما الذى رأى صفات الله وهم الذين كشف الله لهم الحجاب فشاهدوا نور الله منبلج فى الأكوان مثل أن يتحققوا بشريعة على هذا الكيان فإنهم يقعوا فى المحظور وقد يفعلون ما قد تنهى عنه الشريعة الغراء فيحرمون من الوصول إلى رضاء الله عز وجل لأن شرط المجذوب هو أن لا يتخلى عن الشريعة طرفة عين .

 

الجذب حالة قلبية تنتاب المرء ، وتجعله لا يشعر بما حوله ، ويغيب بما ظهر فيه من نور الله أو علوم الله عما حوله لكن إذا كان هذا الجذب بعد التحقق بشرع الله فإن الله يوقظه عند كل أذان ليؤدى فرض الله ، وفى شهر رمضان ليصوم حتى لا يقع فى محظور أمام عباد الله وهذه علامة الجذب الصحيح ، و ألا يفعل المجذوب شيئا يخالف شرع الله ، وهذا الوصول إلى الله عز وجل ، لكن من ادعى الجذب وخالف الشريعة الغراء فهذا حال شيطانى وتغلب عليه

 

فعندما كان سيدى عبد القادر الجيلانى فى خلوته يذكر الله ورأى نور من الأرض إلى السماء فسمع نداء وقال ( عبدى عبد القادر فقال لبيك سيدى ظن أنه نور الله فقال إنى ابحت لك المحرمات فقال اخسأ يا ملعون فتحول النور إلى ظلام ، وقال كيف عرفتنى يا عبد القادر قال : إن الله لم يحرم شيئا على لسان نبى ثم يبحيه لولى قال نجوت منى يا عبد القادر بعلمك وفقهك

 

قال : قد أخرجت سبعين رجلاً بهذه الطريقة لكن هناك نقطة جوهرية غلبت على بلادنا فى العصور الماضية أن الناس خلطوا بين المجذوب والمعتوه راى الذى عنده نقص فى عقله أى واحد ولد وفيه نقص عقلى يقولون عليه مجذوب أو شيخ ، ولا تقتربوا منه ويجعلوا له كرامات ويمكن عندما يموت يعملوا له مقام ( إذا اخذ ما وهب سقط عنه ما وجب ) ليس لديه عقل كيف يكون ولى من أولياء الله ؟

الذى قال فيهم ( قالوا ربنا الله ثم استقاموا ) ( الذين آمنوا وكانوا يتقون ) ، وهذا صنيع المفاهيم عندنا ، وبالتالى اصبح فى بلادنا كثير وينسبون إلى الجذب ، ولا يحتاج إلى الشريعة الغراء والالتزام بالعبودية  على منهج حضرة رسول الله  أحوال الآخرة كلها احوال عينية والأمثلة التى ضربها القرآن للآخرة وللجنة والعذاب وعذابها أمثلة تقريبية لا تأخذها على ظاهرها لأن الله قال فى شأنها على لسان سيدنا رسول الله  مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر

( كالمهل يغلى فى البطون  كغلى الحميم ) مثل الزيت المغلى عندما ينزل فى البطون وهو مثل تقريبى ، ولكن الحقيقة كما قال  ﷺ ( لو قطرة من الزقوم نزلت على أهل الدنيا لكذرت معيشتهم ) قطره واحدة ، فكيف بالذى يشرب منها ؟ ، ماذا يكون شكل بطنه ؟ نحن سنكون غير هذا وأهل الجنة سيكونوا فى غير هذه الصورة سنكون مثل ما قال النبى   على هيئة آدم عليه السلام بطول سبعة وستون ذراع ، فى سن ثلاثة وثلاثون أى فى سن الشباب لا يبلى شبابهم بدن هرم ولا عجز وسيكون الواحد منا فى هذا الحال لا يتبولون ، ولا يتغوطون ، ولا يتمخطون الفضلات ، رشحات عرق كرشحات المسك واعطى لنا المثال فى الدنيا لان عرقه كان كرائحة المسك وكان يذهب ليقضى حاجته ويبعد ويذهب الصحابة بعده ولا يجدون شيئا ، ويقولون اين يا رسول الله فيقول    إن الأرض ابتلعتها أى أنه كان    فيه صفات الجنة وهو فى الدنيا

أما العذاب لمن ؟ كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب ، العذاب فى الجلد فقط قال ﷺ ما بين جلد الكافر وعظمه مسيرة ثلاثة أيام ، ضردس الكافر كجبل أحد ، مقعدة الكافر ما بين صنعاء وبلاد الشام ، فالموضوع كله أمور غيبية ضرب الله لها أمثلة تقريبية ولذلك قال فى شأنها وما يعقلها إلا العاملون

فاصحاب رسول الله    لو خرجوا  فى زماننا ورأى التقدم المادى الذى نعيش فيه هل كان يتمنى أن الجنة بهذه الصورة فكان القرآن يعطيهم على قدر عقولهم ، فالجنة كلها والآخرة كلها لا تدركها العقول ، فارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير

 

 

فالعقل لا يدرك العبودية وليس للإشراف على حضرة الربوبية الذى يريد أن يقترب منها يجاهد فى العين الداخلية حتى يريه الله  مثل الرجل الذى كان فى عصر رسول الله    كيف أصبحت يا حارثة ، قال أصبحت مؤمنا حقا فقال لكل قول حقيقة فما حقيقة إيمانك قال عزفت عن الدنيا فى ماذا ؟ هل فى سهرت ليلى واظمائت نهارى إنما قال : أصبحت مؤمنا حقا وكأنى أرى أهلى الجنة فى الجنة وهم يتزاورون فيها وكأنى أرى أهل النار فى النار وهم يصطرخون فيها وكأنى أرى عرش ربى بارزاً فقال    عرفت فالزم }

 

كانت روحانيتهم عالية وهم قاعدين كانوا يرون سيدنا جبريل وهو نازل فيقولون : من هذا يا رسول الله فيقول لهم هذا جبريل آتاكم يعلمكم أمور دينكم ) كلهم رأوه فى صورة أعرابى كانوا يسمعون الذى يحدث فى جهنم جلس معهم فى يوم وسمعوا صوت قنبلة قال لهم سمعتم هذه الوجبة قالوا نعم ، قال لهم هذا حجر ألقى فى جهنم من سبعين سنة ووصل الآن فى قعرها كان الواحد منهم يقرأ القرآن ويرى الملائكة وهم يسمعون له اثناء تلاوته للقرآن رأو الملائكة وهم يحمسونهم فى غزوة بدر ويقولون فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان ، كان لديهم شفافية روحانية نحن محتاجين بتزويد الشفافية بالإكثار من ذكر الله وقرأة القرآن لقوله  ﷺ إن القلوب لتصدأ كم يصدأ الحديد قيل وما جلائها قال  ﷺ ذكر الله تعالى قيل دوام الحال من المحال هذا أمثلة الحال الربانى ، وهذا حال شيطانى ، وهناك حال نفسانى ، وهو حال صاحب الظهور فتكون أعضاء هذا المرء تصطنع له ما يشبه الحال وليس الحال حتى تقبل الناس عليه

 

الحال الشيطانى هو الذى يعترض أصحاب الأغراض الفانية لتخضع الناس لينال مبتغاه منهم

 

لكن الحال الربانى يأتى فجاه بدون ترقب ولا تأمل ، الإنسان يكون وسط الإخوان وفجأه يقبضه الرحمن ولا يطيق أن ينظر فى وجه إنسان من شدة الحال فيقوم من المجلس ويلزم خلوته حتى يخفف عنه الله من هذا الحال وهو يأتى بغته تاره فى حال قبض وتارة فى حال بسط وتارة يشعر بالأنس بالله وتارة شعور بأنه قريب من سيدنا رسول الله  ﷺ وهو فى حال خفى لا يطلع عليه إلا صفى أو ولي وقد قال سيدى الإمام أبو العزائم رضى الله عنه ( ليس الرجل من ملكه حاله وإنما الرجل الذى يملك حاله ) الإنسان الذى تسيره الأحوال يعرض نفسه للمخاطر والأهوال لكن كمل الرجال لا يظهر عليهم حال 

سئل الإمام الجنيد رضى الله عنه : نرى الفقراء عند سماع القرآن أو سماع المواجيد منهم من يصرخ ومنهم من يبكى وأنت لا نرى عليك شئ فقال رضى الله عنه وترى الجبال تحسبها جامـدة وهى تمر مـر السـحـاب

             ويسألوا الشيخ ابن عطاء الله السكندرى رضى الله عنه يقولون له : أهل الجذب تظهر عليهم الأحوال وأهل الكمال لا نرى عليهم شيئ من أحوال الرجال ، فقال اضرب لكم مثلاً ، أهل الجذب أوعيتهم صغيرة وضيقة مثل الكوب الصغير إذا ما امتلأ بالماء فاض الماء على جوانبه ، وأهل الكمال كالبحار الواسعة تنزل عليهم الامطار ليل لنهار ولا يفيض على شاطئه شئ ( فهذه سعة إلهية من الله عز وجل ) فأهل العزائم أنتم أهل الكمال من كمل الرجال لا يغلبهم حال ولا يسبق لسانهم رغما عنهم فقال ولا يظهرون بأحوال تخالف كمل الرجال لأنهم ملكوا حالهم وأصبحوا يتعرفون فى كل أحوالهم الظاهرة والباطنة ولا يظهرون منها إلا ما أذن لهم الله عز وجل فى ذلك  .

 

           فقد اختارنا على أن نعمل لنشر كلمة الله والأخلاق الطيبة والمعاملات الحسنة التى كان عليها سيدنا رسول الله وكل واحد انضم لنا واصبح جندى متطوع ليعمل ويعاون إخوانه على البر والتقوى والمتطوع كما قال فى شأنه  المتطوع أمير نفسه لا ينتظر أى تعليمات أو إقرارات نحن كلنا فى تنافس للوصول إلى المناصب والدرجات الراقية  ، واصبح له معاملات خاصة مع عالم الملكوت الأعلى فأنت دعوة الله والله يجعل كل الأكوان فى خدمتك ورهن إشارتك ، والذى حدث أن كثير من الأخوان إنشغلوا بالمصالح وعلى المكاسب فكانت أن النتيجـة أنهم كانـوا يكدحـوا فى الدنيـا ولـم ينـالـوا فيها شئ

 

فنحن رسالتنا أنت مع الله وهو يتولى إصلاح جميع شأنك و لا ترجوا من وراء ذلك منصب ولا وزارة ولا إمارة ولا سفارة ولا عضوا مجلس شعب ، لكن ترجوا الله عز وجل ، بالتالى كل رجل من رجال آل العزائم حركاته وسكناته فى خدمة الدعوة إلى الله ، وحتى تأتى الدعوة كلها يجب أن تكون يداً واحده تتعاون على البر والتقوى ، وعندما تتحد هموممنا سيهأ لنا السبل ويصلح لنا القلوب التى حولنا ويجعل كل الأكوان فى خدمتنا وفى هذا الوقت يلهمنا الله عز وجل بما نسعى لرضاء الله وتبليغ رسالته عز وجل وأصحاب الرسالات أنتم كلكم يقول فيهم الله ( الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحد إلا الله وكفى بالله حسيباً ) فكل واحد منهم يسعى لتبليغ الرسالة سواء باللسان أو ببيانه أو بطبع ما كتب أو يبلغها بشريط أو بأخلاق أو بمعاملاته بالكيفية الإلهية التى صاغها له الله وإقامه عليها.

فسيدنا رسول الله ألهم كل جندى فى ميدان الله من حكمة الله عز وجل أن جعل المسلمين جماعات تسعى لتحقيق رسالة السماء الكل يشترك فى هذه المهمة وهى الدعوة إلى الله وأمرها فى كل زمان ومكان ليست بها مكاسب فانية ولا مناصب دانية لكن فيها بشريات وإشراقات وإلهامات وفيها بشارات من الله أو من حبيب الله ومصطفاه ، فقد يتعرض المرء لشدة ، وهذا وارد كلما كثرت الأعداء سر قول الله عز وجل

﴿الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النّاسُ إنَّ النّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكم فاخْشَوْهم فَزادَهم إيمانًا وقالُوا حَسْبُنا اللَّهُ ونِعْمَ الوَكِيلُ﴾ ( آل عمران 173)

كلما زاد الإيمان أنت تنوى العمل ، وهنا نحن مثل طلاب الدراسات العليا تبحث عن الابحاث العالمية والوصول إلى حق اليقين وتريد أن تمنح مشاهدات وأحوال وكرامات عاليات ، ويفوز منهم بالصفاء ويوالى الغنيمة فى كتاب الله للمحاربين وليست للقاعدين الفتح والوهب ، والكشف للذى يشارك فى الجهاد ويشاركنا فى هذا الميدان كرجل واحد ( وأعلموا أنما غنمتم من شئ فإن لله خمسه وللرسول )  فالغنائم على قدر العزائم

هذه رسالة الله عز وجل وأن أمر الله لا بد من ظهوره ودين الله لا بد من سطوع نوره الذى يكرم يكرم نفسه فاصحاب رسول الله  لما لازموه فى القتال ونصرهم الله ( فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم )  

الإمام ابو العزائم رضى الله عنه كان إخوانه الصادقين منهم من يكتب كل كلمة يتحدث فيها فى الحال لأن الله يريد ان ينشر هذا الكلام وإذا هجم عليه الحال يأتى برجل ويقول له اكتب فيكتب بأمر الله إلى ما شاء الله ، وكثير من الرجال ونساء الإخوان برغم عدم قدرتهم على الكتابة يكتبوا فوراً

قال الجماعة المخلصين رأوا أنفسهم بان لهم عمل وكانوا يجلسون تحت سريره قال لهم رضى الله عنه

أنا لــو أغنى فى الخفـــــا                   لتكلمت أحجار هذا البيت عن كلماتى

فكان منهم من يكتب القصائد ، ومنهم من ينقحهها ومنهم من ينشرها ، ومنهم من يأخذ كتب الإمام ويعطيها للناس ليكونوا جند متفرغ لدعوة الله ، فكل هذا منح وعطاءات الله الذى خص آل العزائم هم الذين فى الميدان ونحن محتاجين لمزيد من العزيمة والأخلاق فى العمل ومتابعة حضرة رسول الله فى ( إصلاح ما بينك وبين الله يصلح لك كل شئ ) المرأة الأمية الذى ذهب إليها زوجها حيث رأها فى المنام لتكون زوجته فى الجنة واسمها ميمونه والناس تقول عليها المجنونه فذهب إليها فى بلاد البصرة ذهب ليسأل عليها فوجدها تصلى والذئاب تحرس الغنم فأنتظر حتى انتهت من صلاتها فقالت له ( لما جئت يا ربيع الزواج فى الجنة وليس هنا ) فقال لها كيف عرفتنى ؟ قالت عرفت روحى روحك هناك فلما رأيتك عرفتك هنا فقالت اصلحت بينى وبين الله .. فاصلح ما بينك وبين الله يصلح له الله كل شئ .

 

فإياك أن تحمل أى هم من الأمور فى دعوة الله فأنت مكلف وأى مهمة يكلف بها الجيش سريه من سراياه لابد أن يجهز لها كل ما تحتاج إليه  من معدات ، فيه عطاء اسمه عطاء المنع

مثال : قدر الله لك عملية جراحية تتكلف خمسة آلاف جنيها واحسنت ما بينك وبين الله من عمل يمنع الله عنك هذه العملية  ، لكنه لو استمر فى رسالته فإن الله يجعله فى الدنيا والآخرة مشمول برعايته عز وجل ، فنحن مكلفين فى هذا الزمان فى إعانة الصالحين فى تبليغ دعوة الله قال نضَر الله وجه امرؤ سمع مقالتى فوعاها ثم أداها فرب مُبَلغ أوعى له من سامع ) الحديث فيه أمرين الأمر الأول فى الدنيا أن اشتغل بالحديث الشريف إكراما للنبىوبدعوته بنقله أو جمعه أو نشره أو إذاعته أو شرحه وتوضيحه لا يصاب فى الدنيا بالهرم أو بالشيخوخة

الشيخ الشعرواوى رحمه الله توفى فى سن كبير ، والشيخ عطيه صقر توفى فى سن التسعين ومع ذلك كان شباب فمن منا رأى الشيخ قطب توفى وعنده التسعين والشيخ محمد شحاته كانوا شباب ويكون أجرهم عند الله 

وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة   لأنهم كانوا مشغولين بحديث رسول الله ، والصالحين الموجودين معنا فيهم المحبين وفيهم المعيين ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها فكل غنيمه لهم فيها نصيب ونصيبهم محفوظ ببركة سيد العباد  ، يقول فى شأنهم  ( ما صب فى صدرى شئ إلا وصببته فى صدر أبو بكر ) لأنه رفيقه أى معه فى الغنيمة كل الهام يلهمه به الله يفيضه على سيدنا ابو بكر وكل فضل يتفضل به عليه الله من المشاهدات والمؤانسات واللطائف فله نصيب منه رضى الله عنه وأرضاه وهكذا كل أصحاب رسول الله  الذين يشاركون فى تبليغ دعـوة الله عز وجل فى قوله عز وجل 

{ الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً }الأحزاب39

الدعوة لها رجال يصطفيهم ويستخلصهم الله ، فيا هناه من جعله الله داعى الله ، فالله يكفيه ويصلح له جميع أموره نسأل الله عز وجل أن نكون من رجال الله

{ الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ }

فأنت تختار لنفسك الورد الذى يلائم جسمك وحسك وقلبك والذى يكافئ الكل هو الله ومعنى رعاية الله وستره ومعونته الذى يراك تقوم وتعمل هو الله عز وجل فأجعل نفسك عاملاً لله وهذه دعوة الحق فى كل زمان ومكان

  *****************

آداب العبودية                          كفر الشيخ 22/7/1999                 الأستاذ فوزي محمد أبوزيد

Fawzyabuzeid - Copyright 2023. Designed by Fawzyabuzeid