نسأل الله عز وجل أن يعيننا أجمعين على الصيام والقيام
وأن يتقبل منا العمل الصالح الذي نقدمه لحضرته كما يقول صلى الله عليه وسلَّم:
⚘(إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل أمرئٍ ما نوى)⚘.
لابد من النية في الصيام، والنية وقتها من بعد صلاة المغرب إلى آذان الفجر، أنوي في أي وقتٍ من هذه الأوقات، فأنا لن أصوم إلا بعد الفجر
لكنني أنوي الصيام، فالصيام معلومٌ أن وقته يبدأ من آذان الفجر إلى غروب الشمس، قال صلى الله عليه وسلَّم:
)من لم يُجمع النية قبل الفجر فلا صيام له).
فمن يصُم بدون أن ينوي فالصيام باطل لا يقبله الله تبارك وتعالى.
النية لنُيسر الأمور:
الإمام الشافعي رضي الله عنه وأرضاه: قال:
(إن لكل يومٍ عملٌ مخصوص) ـ فيكون لكل يوم نية فلابد أن أعيدها كل ليلة.
وتيسيراً لنا قال الإمام مالك:
(الشهر كله عمل على بعضه، والملائكة ترفع الصيام مرةً واحدة).
فينفع أن اليوم أنوي صيام الشهر كله ـ آخر يوم في شهر شعبان ـ وهذا الذي نفعله مع أبنائنا لأنهم سينُسوا في هذا اليوم فنقول لهم: قل ورائي يا بني: نويتُ صيام شهر رمضان ثلاثين يوماً إبتغاء وجه الله تعالى، فيكون قد نوى الشهر كله، ويستحب أن أُجدد كل ليلة، لكن لو أنني لم أُجدد فأصبح صيامي فيه الركن الأساسي وهو النية.
فالنية محلها القلب، المهم أنني إذا عملت أي عمل يتعلق بالصيام ونيتي أنني أعمل هذا العمل للصيام، فهذا يكفي مكان النية، وماذا يعني ذلك؟
أنا سأتسحَّر، لماذا أتسحَّر؟ لأصوم غداً، ما دام أنني أتسحَّر لأنني سأصوم غداً فتُعتبر هذه بالنسبة لي نية.
نفرض أنني لن أتسحَّر وسأشرب شوية مياه، أيضاً هذا بنية أنني سأصوم غداً، فتعتبر نية.
فأي عمل يعمله الصائم في الفترة التي بين المغرب وآذان الفجر بنية صيام غداّ فتنفع نية.
وهذا بالنسبة للفريضة.
نفرض أنني سأصوم بعد رمضان الستة من شوال أو أي يوم من أيام النوافل
الحبيب صلى الله عليه وسلَّم من رحمته أباح لي أن أصوم في الصباح حتى ولو أنني لم أنوي الصيام، ولكن أنوي في الصباح إلى الظهر.
كان صلى الله عليه وسلَّم ـ كما تُخبر السيدة عائشة يُصبح فيسألهم:
(ماذا عندكم لأُفطر؟ فيقولون: ليس عندنا شيئ، فيقول: نويتُ الصيام(.
فالنية في النوافل متى تجوز؟ في النهار حتى صلاة الظهر مالم يأكل الإنسان أو يشرب، لكن الفريضة التي هي شهر رمضان لابد للنية أن تكون قبل آذان الفجر.
وطبعاً النية كما قلت محلها القلب، لكن الأفضل أنني أقول ألفاظ النية باللسان، لأن هذا تأكيد لي، لأن الإنسان لو قال: أنا قلت بقلبي ربما بعد شوية يشك هل قلت أم لا، فللخروج من هذا ننطق النية باللسان على الفور، فنقول جميعاً:
(نويتُ صيام شهر رمضان ثلاثين يوماً لله تعالى، اللهم أعنا على صيامه وقيامه).
وصلى الله وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم