Sermon Details

18 نوفمير 2014
أسئلة حائرة وإجابات شافية _ مجلس السهرة مركز شباب المحاميد قبلى 18/ 11 / 2014م
ABOUT SERMON:
مشايخ التربية وأوصافهم
الحي القائم
أوصاف الشيخ المربي
بين المجذوب والمعتوه
أين الله؟
القلب والفؤاد واللب
حول بناء الأضرحة
قراءة سورة المسد في الصلاة
تأييد الله لرسوله
طلاق الغضبان
تغسيل الأم لابنها والزوجة لزوجها
البلاء ودعاء الصالحين
المجلس الحادي عشر: أسئلة[1]
بسم الله الرحمن الرحيم، قال سيدنا عبد الله بن مسعود رضى الله عنه: ((ما تزالون بخيرٍ ما إن وُجد فى صدر أحدكم شيئاً وجد من يُخبره عنه)) إذا وُجد من يُخبر الناس بما يحيك فى صدورهم من مسائل الدين أو الطريق إلى الله فيكون والحمد لله، الخير مازال موجوداّ وفى الأثر المؤيد بالحديث: { الْخَيْرُ فِيَّ وَفِي أُمَّتِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ }[2]
السؤال الحادي عشر: ابتُلى المسلمون ابتلاءاً شديداً في هذه الأيام، ابتلاء فى مصر وإبتلاء فى سوريا وإبتلاء فى العراق، والصالحون كما قلت فضيلتكم ملأى منهم الأرض، فأين دعوات الصالحين من هذا البلاء؟ أليس فيها دعاءٌ مُستجاب؟
الدعاء مُجاب ويُستجاب والحمد لله، ونحن فى مصر لولا دعاء الصالحين هل كنا وصلنا إلى هذا الحال؟ فلولاه لوصلنا إلى ما وصلوا إليه فى ليبيا والصومال والعراق، فالذي حفظ مصر وأهل مصر دعاء الصالحين.
لكن هذه الفتن اسمها فتن القيامة، سيدنا رسول الله ذكرها بالتفصيل وأكتفى بحديث واحد منها وهو حديثٌ صحيح، قال فيه صلى الله عليه وسلم:
{ سَيَخْرُجُ قَوْمٌ فِي آخِرِ الزَّمَانِ أَحْدَاثُ الأَسْنَانِ، سُفَهَاءُ الأَحْلامِ، يَقُولُونَ: مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ، لا يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ، فَإِنَّ فِي قَتْلِهِمْ أَجْرًا لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ }[3]
يكون فى آخر الزمان شبابٌ صغار – كما ترونهم الآن – كلهم عقولهم غير سوية يقولون بقول خير البرية، يقرأون القرآن لا يتجاوز حناجرهم، يقتلون أهل الإسلام ويتركون أهل الأوثان، وهذا ما يحدث الآن.
فعندما ظهر الشذوذ الفكري وبعدنا عن الوسطية ظهرت كل المشاكل التى نعاني منها الآن، فلو عُدنا للستينيات كان كل المنتشر فى بلادنا هم رجال الأزهر، وكل الناس يذهبون إليهم ليستفتونهم ويسألونهم، فرجال الأزهر ليس لهم شأنٌ بالسياسة ولا بحزب سياسي ولا يريدون زعامة ولا يريدون كرسي ولا مناصب، فكانت البلاد كلها مستريحة.
فلما ظهر الفكر الشاذ، وهذا الفكر شاذٌ لأنهم أتخذوا الإسلام شعاراً لمآرب أخرى، فمنهم من جعل الإسلام شعاراً لينجح فى إنتخابات وعمل حزب سياسي، ومنهم من جعل الإسلام شعاراً لأن عندهم طموحاً شديداً فى أنهم يحكمون المسلمين تحت زعم الخلافة الإسلامية، أليس هذا ما يحدث الآن؟ ماذا يفعلون؟ جاءوا بأفكارهم وكفّروا باقي المسلمين، وهذه هي المصيبة التى نزلت بنا حالياً.
ذهب فريق للعراق وسوريا ليصلحوا بينهم وقالوا لهم: إن أمريكا وحزبها يحاربونكم، فاتحدوا مع بعضكم بدلاً من محاربة بعضكم، فداعش تحارب النُصرة وتحارب أنصار الشريعة وغيرهم وكلهم يضربون بعضهم، فجلسوا هناك عشرة أيام، وبعد ذلك قالوا: فشلنا، فسألوهم لماذا فشلتم؟ فقالوا: كلما أردنا أن نجلس مع جماعة منهم يقولون: كيف نجلس من هؤلاء الكفرة؟! فهؤلاء يكفرون المسلمين حالياً، وهؤلاء هم أتباع الخوارج الذين خرجوا على الإمام علي رضى الله عنه.
وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيَّن أحوالهم، والفتنة لكى تشيع ملَّكهم الله بعض الأموال، وأمسكوا ببعض السلاح فيغُرون الشباب:
فمنهم من يغرونهم بالمال، ومن يغرونهم بالجنس ويقولون لهم: تعالى إلى سوريا والعراق وها هنا النساء الأوروبيات وبناتهم الجميلات لتتزوج منهن، أو أهل الشام الجميلات ونعطيك فى اليوم الكثير من الدولارات.
وهم يطلبون مهندسين بترول، لماذا؟ لأن عندهم بترول، وعندما حدثت المعارك فالمهندسون المتعاقدون فى شركات البترول هربوا وتركوهم، فاحتاجوا لتشغيل الناس فعملوا إعلانات بأنهم محتاجين لمهندسين وسيعطونهم فى الشهر مائة ألف دولاراً، أنظر إلى الراتب وقدره؟! وأنا لا أقول هذا الكلام فيكون أحد الحاضرين متخصص فى البترول فيذهب إلى هناك؟ لا، فهم محتاجين لمهندسين بترول وهذه هى المصيبة، حتى لو أن أحدٌ أراد أن يرجع فلا يتركوه حتى يقتلوه.
فهذه هي الفتنة التى عمَّت الأمة الإسلامية، فكيف النجاة منها؟
نرجع مرةً أخرى إلى الوسطية:
] وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا [ (143البقرة)
نعود للوسطية الإسلامية ونترك هذه الأفكار الشاذة كلها، وأنا أقول أنها الأفكار الشاذة فى دين الله، لأننا نسمع كل يوم فتاوي شاذة فى الدين مثل: أن المرأة التى تنزل البحر تكون زانية، لأن كلمة البحر ذكر وهي أنثى فتكون زانية!!.
فيجب أن نرجع للوسطية فى الفتاوى الدينية، كما كانت دولة الخلفاء الراشدين وما كانوا عليه من شريعة سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
******************
أين الله؟
السؤال الثالث: أين الله؟
الذي يقول أين الله؟ أسأله سؤالاً واحداً وأقول له أتؤمن بالعقل؟ الكل يؤمن بالعقل، فأين العقل؟! كلنا نؤمن بوجود الروح، فأين الروح؟! كلنا نعلم علم اليقين بوجود النفس، فأين النفس؟! فإذا كان العقل لا يعقل العقل! ولا يعلم أين هو، فكيف يعقل من خلق العقل؟!.
أنا ليس معي الأجهزه التي أستطيع بها إدراك الله، كلنا هنا ونعلم أن المكان الذي نحن فيه وأي مكان آخر به عوالم أخرى من عوالم الله، ونوقن بها، مثل عالم الجن، من منا يرى عالم الجن؟ قال تعالى: ) إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ( (27الأعراف) نحن لا نراهم لكن هم يروننا، لماذا؟ لأنه ليس معنا الأجهزة التي أرى بها عالم الجن.
إذاً إذا كنت لا أستطيع أن أرى الجن ولا أرى الملائكة التي معي من الكرام الكاتبين، فكيف أرى خالق كل الكائنات المنزة عن المكان والزمان والحيطات وهو الله عزوجل؟!!.
نحن نحب بعض، أنا أحبكم وأنتم تحبوني، من منكم يستطيع أن يُرني هذا الحب؟ أين هو؟ لا يُرى لكن تُرى أثاره، والأثار هي أن نرى بعضنا ونجالس بعضنا ونسلم على بعضنا ونسأل عن بعضنا البعض، وكذلك الكره.
من منا يرى التيار الكهربائي؟ هل أحد يستطيع أن يرى شكل الكهرباء ؟ لا، لكن نرى أثاره في لمبة، أو في مروحة أو في مكبر صوت، فالله عزوجل لايُرى في ذاته لكن يُرى في مظاهر قدرته ودلائل إبداعه في جميع الكائنات.
***************
القلب والفؤاد واللب
السؤال الرابع: سؤال: ما حقيقة القلب والفؤاد واللب؟
قلب الشيء يعني حقيقته، القلب الذي فيه الإيمان والذي فيه النور والهداية، والذي فيه الشفقة والعطف والحنان ليس هو القلب الجسماني الذي يضخ الدم، هذا القلب موجود مع الكافر وموجود مع الحيوانات، ووظيفتة يستقبل الدم وينقيه ويضخه ليسير في الأعضاء، بمعنى هو المركز الرئيسي الذي يُسير جهاز الإتصال وهو الدم الذى يوصل كل شئ إلى حقائق الإنسان، لكن القلب الثاني هو حقيقة غيبية إلهية، مثلها مثل الروح والعقل والنفس، لِمَ خص الله عزوجل الإنسان بالخلافة؟ لأن الإنسان المخلوق الوحيد في الكون عاليه ودانيه الذي به الكونين، به الملك والملكوت، الجسم من عالم الملك، وهو العالم الظاهر، والملكوت يعني العالم غير الظاهر، أو العالم الباطن الذي هو الروح والقلب والخفى والأخفى والسر والنفس، وكل هذه حقائق غيبية في النسخة الباطنية لك أيها الإنسان، لك نسخة ظاهرة ونسخة باطنة، وبيَّن الله الأفضلية بينهم، بالنسبة للمُلك الخاص بالدنيا كلها فقال: ) تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ ( (1الملك) وبالنسبة للملكوت وهو العالم العلوي قال: ) بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْء( (88المؤمنون) هذا بيد وهذا بيد، قال تعالى: ) مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ( (75ص) الإثنان، يوجد فيك الملك والملكوت ؟ فيك كل ما في عالم الملك وعالم الملكوت، وقال فيه سيدنا علي رضى الله عنه:
دواؤك فيك وما تبصر |
وداؤك منك وما تشعر |
أتزعم أنك جرم صغير |
وفيك انطوى العالم الأكبر |
العالم كلة منطوي في الإنسان لكن لا يدركة الإنسان.
إذاً القلب الحقيقي عالم من النسخة الباطنة للإنسان، فيه حقائق الإيمان وفيه النور والهدى وفيه الحب والبغض وفيه كل الحقائق الإلهية التي يدير بها الإنسان حياتة الكونية، إن كانت مع الخلق أو مع شريعة الملك الحق عزوجل.
واللُّب باطن الشيء، ولُب الإنسان كل الحقائق الباطنة التي ذكرناها والتى منها القلب، أما الفؤاد فهو العين القلبية التي ترى الغيوب العلية الإلهية، عين الفؤاد هي العين التي في القلب التي تحظى برؤية عالم الملكوت وأنوار الحي الذي لا يموت عزوجل.
***************** 4
حول بناء الأضرحة
السؤال الخامس: بعض الناس عندنا وفى القُرى بالذات، يموت الميت فيقولون: قبره نوَّر فابنوا له مقام، فيبنون له مقام ولا يزوره أحد ولا يذهب إليه أحد،فما رأى فضيلتكم؟
عندنا في بلادنا كثير من المقامات التي نسميها مقامات الرؤية، وبعض البلاد الصغيرة تسميها علامة، يأتي رجل من الصالحين في المنام لأحد ويقول له علم لي علامة، فيُعلم له علامة صغيرة على وسع طاقتة أو يبنى له ضريحاً أو يبني له مسجداً
به ضريح، ولذلك تجد الأضرحة متعددة!!
كم ضريح للسيدة زينب؟ كثير جداً، وهذه منامات الرؤية، لكن شرط الصالح الذى نبني له ضريح أن يكون جسمه موجود ولم يتغير ولم يبلى، فإذا وجدنا جسمه قد تغير فهذا يكون من أهل اليمين وليس من أهل المقربين ويدفن في مقابر المسلمين.
لكن شرط أهل الخصوصية قدر من ميراث النبوة وقال صلى الله عليه وسلم:
{ إِنَّ اللَّهَ عزوجل قَدْ حَرَّمَ عَلَى الأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ السَّلام }[4]
وورثة الأنبياء تحت هذا الحكم.
شهداء غزوة أُحد بعدما تم دفنهم بإثنين وأربعين عاماً:
قام معاوية بن أبى سفيان بحفر عين ماء قريبة منهم، فجاء كل رجل منهم إلى قريب له في المنام، وقال له أغيثونا من الماء، فحفروا لهم، سيدنا جابر بن عبد الله كان أبوه من ضمنهم فوجد أبوه كما هو واللحية كما هي والشعر كما هو!!!
وكان مصاباً في بطنه فعندما دفنوه وضعوا يده على بطنه حتى لا ينزل الدم، فرفعوا يده من على بطنه فنزل الدم، فوضعوا القطن فلم يتوقف الدم فوضعوا يده مرة أخرى فتوقف الدم، وهذا بعد إثنين وأربعين عاماً!
وأثناء الحفر جاءت الفأس في رجل سيدنا حمزة فنزف الدم منها، لماذا؟
لأنهم أحياء عند ربهم يرزقون، فهذا هو شرط الولي الذي نصنع له ضريح.
وهذا ليس معناه أن نهدم الأضرحة القديمة، لكن تذكير ونصيحة للقادم أن لا نصنع ضريح إلا من به هذه المواصفات!!
لكن إن كان جاءه ويريد أن يصنع يحفر مكان العلامة وإن وجد الجسد يصنع الضريح وإن لم يجد الجسد يقوم ببناء مصلى صغير بإسمه ولا يصنع ضريح.
********** 5
تأييد الله لرسوله صلى الله عليه وسلم
السؤال الثامن: يقول تعالى: } وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً (74) إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا } (الإسراء) كيف يكون هذا لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟ |