• Sunrise At: 4:54 AM
  • Sunset At: 6:59 PM

Sermon Details

22 سبتمبر 2021

أسئلة حائرة وإجابات شافية_ مجلس المقطم الأربعاء 22-9-2021

ABOUT SERMON:

شارك الموضوع لمن تحب

{الإقبال على الله}

سؤال: ﴿ إِلا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا ﴾ (70الفرقان).

فما العمل الصالح؟

الجواب:

العمل الصالح في اتباع الرجل الصالح، كلمة جامعة والآية التي سمعناها:

﴿ يَمْشُونَ عَلَى الارْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64الفرقان).

﴿ يَمْشُونَ عَلَى الارْضِ هَوْنًا ـ وهذا أول شيئ في التواضع.

﴿ وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا (63الفرقان).

فهنا المتابعة في الأخلاق المحمدية، بعد ذلك:

﴿ وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64الفرقان).

وهذه الأعمال بعد هذه، لكن واحد عنده داء الكبر ويُصلي ليل نهار، هل يتقبل الله منه عملا؟ لا ينفع:

﴿ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ (206الأعراف).

لا ينفع أن الإنسان يتكبر بعبادة الله سبحانه وتعالى، كما يحدث من الجماعة المتشددين يدلوا على الناس ويفتخروا على الناس أنهم عُباد، فمن أين تضمن أن كل عباداتك قد قُبلت؟

لكن أرني تواضعك، وأرني أخلاقك الطيبة التي هي على أخلاق النبوة، فهذه ما أريدها، والعبادة بينك وبين ربك، ومحلها القلب، وأغلبها بالنسبة للصالحين نوايا:

(إنما الأعمال بالنيات).

لا أحد يراها نوايا بينه وبين الله، والعبادة الظاهرة ليست المقياس، النوايا هي التي بها المرء يُقاس عند رب الناس تبارك وتعالى.

سؤال آخر:

ما آداب التعامل للسالك في طريق الله تعالى؟

الجواب:

الإمام أبو العزائم لخصها في كلمتين، قال رضي الله عنه وأرضاه ما معناه ـ وهذا في كتابه “دستور السالكين” وله كتاب آخر إسمه “آداب السلوك إلى ملك الملوك” والمفروض أننا نقرأ هذه الكتب، أنا كان أهم شيئ أبحث عنه في كتب الصوفية الكلام عن الآداب.

مع أن الآداب في النهاية الشيخ قال لي: هذه الآداب يا بني أذواق، في واحد تجده مؤدب منذ ولادته، حتى الناس يقرأون عن صفات الصالحين تجدها بغير اجتهاد ولا تعمُّل، ذوقياً.

فكان أهم شيئ أبحث عنه ما هو؟ الآداب فقال الإمام أبو العزائم رضي الله عنه وأرضاه:

[الشيخ إما أبٌ للإنسان، وإما أخٌ أكبر للإنسان].

فعليه أن يقوم له بما يقوم لأبيه أو لأخيه الأكبر، باختصار والموضوع مختصر خالص، وتفصيلها طبعاً موجود في قصة موسى مع العبد:

﴿ هَلْ أَتَّبِعُكَ ـ وليس أستمع إليك؟ لا ـ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66الكهف).

وليس علمه، ولكن علم رشد الحقائق العالية.

﴿ قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67)الكهف).

أنت حالياً لو زجرته لخطأ يتركك ويمشي، إمشي فأنت حُر، فقد تعاهدنا مع الله على النصيحة، والدين النصيحة، إذا كنت لا تريد سماع النصيحة، فلم جئتني؟ من يذهب للطبيب شرطه أن يكون عارف أنه مريض، ويستسلم للطبيب وينفذ ما أمر به وطلبه منه الطبيب ليُشفى من الداء، فلو كان ذاهباً للطبيب وقال لهم لماذا أتيتم بي للطبيب وأنا ليس عندي شيئ؟ هل يستفيد من الطبيب؟ ولو ذهب للطبيب وقال: يا جماعة ما سيقول الطبيب أنا قرأته في كتب العلم وكتب الطب، فما سيقوله أنا أعرفه، فلماذا تذهب للطبيب؟ ووفر أجرة الكشف والمشوار ولا تذهب.

الطبيب يقول له: عندك كذا، يقول: لا أنا ليس عندي شيئ، فلم أتيت؟ ولم دفعت الكشف؟ لأنك غير واثق فيه، والأساس هنا الثقة.

حتى مع العوام عندما يكون تأخذ واحد للطبيب وتسأله من تحب من الأطباء؟ يقول لك: فلان، فتذهب لفلان هذا الذي يثق فيه، فيسمع كلامه ويمشي عليه ويشفى.

أنت ترى أن فلان هذا أحسن ولكنه لا يعتقد فيه، فهل يُشفى؟ لا لابد من الثقة فهي الأساس.

كشف عليه الطبيب وشخَّص الداء وكتب الدواء، وأخذ الورقة وركنها أو ألقى بها أو قطعها، فمن أين يُشفى؟

فهي نفس الحكاية يا إخونا الطب البشري كطب القلوب وكطب الأرواح وهي نفس الحكاية، إذا كنت ذاهب للطبيب فأُسلم نفسي له.

لا ينفع أنني كما يقول الإمام أبو العزائ:م أن يكون عندي مرض أو داء في موضع حسَّاس وأخفيه عن الطبيب ولا أكشفه، أليس كذلك؟

حتى لو عندي داء في موضع حساس، هل أكشفه للطبيب أو أقول له وأكتفي؟ لابد أن يراه ويطلع عليه، كذلك لا ينفع أن تُخفي شيئاً عن شيخك، حتى ولو كان ذنباً.

واحد من تلاميذ الإمام الجنيد رضي الله عنه وأرضاه، كان يُصلي فأثناء الصلاة ضحكت عليه نفسه وأتت له بشريط جنسي، فاستحضر الحالة الجنسية وهو في الصلاة وأنزل، بعد الصلاة فوجئ أن وجهه قد إسود في الحال لأنه بين يدي الله تبارك وتعالى.

ذهب للشيخ فقال له: أنا سألت الله تبارك وتعالى فك سبعين مرة ليبيض وجهك ويعفو عنك في هذا الذنب، هو بنفسه يستطيع أن يزيل هذا الداء؟ لكن الطبيب موجود، وخاصة إذا كان الطبيب معه إذن من الحبيب ويكون مؤيد على الفور.

فلابد للإنسان أن يعرض على الطبيب ولا يُخفي شيئاً مطلقاً، فإذا أخفى يُخفي على نفسه، ويغش نفسه ويخدع نفسه، جائز بعضهم يقول كما أسمع أليس الشيخ عنده بصيرة، فالمفروض عنده بصيرة فيعرف ماذا عندي؟

عنده بصيرة لكنه مأمور باتباع الشريعة، هل يجوز للقاضي أن يحكم على المتهمين ببصيرته؟ أم بالأدلة الموجودة؟ لابد للأدلة الموجودة، والأدلة ما أساسها؟ أن الإنسان يعترف، كل الموضوع في الإعتراف، كون أنني أقول أن الشيخ عنده بصيرة والمفروض أن يعرف، فيكون عندي كبرياء أني أعترف أنني إرتكبت وزر أو ذنب، فكيف يغفره الله تبارك وتعالى لي؟

لكن كوني أذهب وأنا ذليل وخاضع وأحكي للشيخ أنني فعلت كذا وكذا، نفس هذه الذلة وهذا الخضوع وهذا الخنوع والخشوع يستدعي أن الله عز وجل يغفر الذنب على الفور، لأنني إعترفت:

﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ماذا يفعلون؟ هل يقولون له: أنت تعرف ما في نفوسنا؟ أم يقولون له: عملنا كذا وكذا وكذا؟ ـ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا الله وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا الله تَوَّابًا رَحِيمًا ﴾ (64النساء).

كان حتى الشاب قال: أتأذن لي يا رسول الله في الزنا؟ ذاهب يستأذن حتى في الزنا؟  قال:

(أترضى هذا لأمك؟ قال: لا، قال: كذلك الناس لا يرضونه لأمهاتهم، أترضى هذا لأختك؟ قال: لا قال: كذلك الناس لا يرضونه لأخواتهم، أترضى هذا لكذا وكذا وكذا؟ وذكر أقاربه).

وبعد ذلك وضع يده عل صدره وقال:

(اللهم صُن فرجه وطهر قلبه).

[رواه أحمد بإسناد صحيح].

الشاب يقول: فذهب عني هذا الهم بالكلية، من أين؟ من الجلسة النبوية ـ وهي إسمها جلسة ـ الجلسة النبوية لما سلَّطت أشعتها النبوية وظاهرها في صورة اليد طهَّرت ما بالداخل على الفور.

لكنني لما أكابر أنني أقول: أنني عملت كذا أو أستأذن في كذا، أو أقول: أنني أرى الشيخ مشغول ولا أريد أن أشغله، يا مغفل هذه وظيفته، هل أنت تشغله؟ فهو غير مشغول إلا بالله، فإذا شكوت إليه فإن الذي يسمع هو الله:

﴿ قَدْ سَمِعَ الله قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا (1المجادلة).

فأنت عندما تشتكي له كأنك تُسمع حضرة الله سبحانه وتعالى، وهو يحكم بما أراه الله:

﴿ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ الله (105النساء).

لكن هذه تكون والعياذ بالله من غفلة النفس وسهم البُعد الذي رُمي به هذا البعيد، وإن كان يظن كثيرٌ ممن حوله أنه قريب.

لأن البُعد هو البعد القلبي، وليس البعد الجسماني، والقرب القرب القلبي وليس القرب الجسماني.

فالآداب ها هي موجودة في الكتاب، في كتاب الله، وفي أحوال أصحاب رسول الله مع نبي الله ومصطفاه، وفيه كتب الصالحين وأحوال الصالحين مع مريديهم الصادقين.

ونحن يمكن هذا الباب تحدثنا عنه في كثير من كُتبنا، وموجود حتى عملنا كتاب مخصوص سميناه “آداب المحبين” وهؤلاء المحبين أي المبتدئين في طريق الله عز وجل، والمحبين يعني لا يزال محب، لكن آداب المحبوبين فهذه تكون إلهام من رب العالمين تبارك وتعالى.

فأهم شيئ أن الإنسان لا يُخفي شيئاً صغيراً ولا كبيراً عن شيخه، حتى في أخصِّ الأمور، ولا أستطيع أن أُبيح بأكثر من ذلك، أخص الأمور.

كان لابد الإنسان أن يستشير فيها الشيخ، حتى يتأكد أنه ماشي على المنهج القويم، ويظل محبوباً لهذا الرجل، لأن بسر حبه رفعنا الله وأيدنا الله ونصرنا الله، ويُجري الله تبارك وتعالى كل ما نراه بسر محبة هذا الرجل لنا رضي الله عنه وأرضاه.

وهذه يا إخواني الحكاية.

سؤال:

قوله تعالى: ” وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ” (51القصص).

هل معناها أن يتذكر يوم ألست بربكم؟ أم بماذا؟

الجواب:

لا أفلا يتذكرون فيها كل شيئ، أفلا يتذكرون يوم ألست بربكم فهذه لخاصة الخاصة، الذين يعيشون هنا ويرون ألست عياناً، فهؤلاء الذين يتذكرونه.

لكن بالنسبة لنا: أفلا يتذكرون ما في كتاب الله؟ مما قصَّه الله علينا فيه عن أنبياء الله ورسلهم وأممهم؟

أفلا يتذكرون ماحدث لنبي الله وصفيِّ الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلَّم من تأييد الله له، ونصره على أعدائه وغيرها؟

أفلا يتذكرون ما حدث للصحابة الأجلاء وكانوا أذلاء فأصبحوا أعزة، وكانوا فقراء فأصبحوا أغنياء، وكانوا فقراء فأصبحوا أمراء بحُسن أتباعهم لحبيب الله ومصطفاه؟

أفلا يتذكرون بما يحدث لمن يكذب لآيات الله وحادد الله ورسوله والصالحين من عباد الله، ماذا يحدث له في الدنيا؟ ناهيك عما يحدث له يوم لقاء الله؟

كل هذه تذكيرات وموجودة، وليست ذكرى واحدة، ذكر كثير.

وصلى الله وسلَّم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم

 

الأربعاء: 22/9/2021 موافق 16 صفر 1443 المقطم ـ دار مناسبات مجمع الفائزين بعد صلاة العشاء

Fawzyabuzeid - Copyright 2023. Designed by Fawzyabuzeid