• Sunrise At: 4:54 AM
  • Sunset At: 6:59 PM

Sermon Details

18 نوفمبر 2014

أين الصالحين ودعاؤهم مما يحدث من فتنة بين المسلمين؟

ABOUT SERMON:

شارك الموضوع لمن تحب

[1]

بسم الله الرحمن الرحيم، قال سيدنا عبد الله بن مسعود رضى الله عنه: ((ما تزالون بخيرٍ ما إن وُجد فى صدر أحدكم شيئاً وجد من يُخبره عنه)) إذا وُجد من يُخبر الناس بما يحيك فى صدورهم من مسائل الدين أو الطريق إلى الله فيكون والحمد لله، الخير مازال موجوداّ وفى الأثر المؤيد بالحديث: { الْخَيْرُ فِيَّ وَفِي أُمَّتِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ }[2]

: ابتُلى المسلمون ابتلاءاً شديداً في هذه الأيام، ابتلاء فى مصر وإبتلاء فى سوريا وإبتلاء فى العراق، والصالحون كما قلت فضيلتكم ملأى منهم الأرض، فأين دعوات الصالحين من هذا البلاء؟ أليس فيها دعاءٌ مُستجاب؟

الدعاء مُجاب ويُستجاب والحمد لله، ونحن فى مصر لولا دعاء الصالحين هل كنا وصلنا إلى هذا الحال؟ فلولاه لوصلنا إلى ما وصلوا إليه فى ليبيا والصومال والعراق، فالذي حفظ مصر وأهل مصر دعاء الصالحين.

لكن هذه الفتن اسمها فتن القيامة، سيدنا رسول الله ذكرها بالتفصيل وأكتفى بحديث واحد منها وهو حديثٌ صحيح، قال فيه صلى الله عليه وسلم:

{ سَيَخْرُجُ قَوْمٌ فِي آخِرِ الزَّمَانِ أَحْدَاثُ الأَسْنَانِ، سُفَهَاءُ الأَحْلامِ، يَقُولُونَ: مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ، لا يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ، فَإِنَّ فِي قَتْلِهِمْ أَجْرًا لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ }[3]

يكون فى آخر الزمان شبابٌ صغار – كما ترونهم الآن – كلهم عقولهم غير سوية يقولون بقول خير البرية، يقرأون القرآن لا يتجاوز حناجرهم، يقتلون أهل الإسلام ويتركون أهل الأوثان، وهذا ما يحدث الآن.

فعندما ظهر الشذوذ الفكري وبعدنا عن الوسطية ظهرت كل المشاكل التى نعاني منها الآن، فلو عُدنا للستينيات كان كل المنتشر فى بلادنا هم رجال الأزهر، وكل الناس يذهبون إليهم ليستفتونهم ويسألونهم، فرجال الأزهر ليس لهم شأنٌ بالسياسة ولا بحزب سياسي ولا يريدون زعامة ولا يريدون كرسي ولا مناصب، فكانت البلاد كلها مستريحة.

فلما ظهر الفكر الشاذ، وهذا الفكر شاذٌ لأنهم أتخذوا الإسلام شعاراً لمآرب أخرى، فمنهم من جعل الإسلام شعاراً لينجح فى إنتخابات وعمل حزب سياسي، ومنهم من جعل الإسلام شعاراً لأن عندهم طموحاً شديداً فى أنهم يحكمون المسلمين تحت زعم الخلافة الإسلامية، أليس هذا ما يحدث الآن؟ ماذا يفعلون؟ جاءوا بأفكارهم وكفّروا باقي المسلمين، وهذه هي المصيبة التى نزلت بنا حالياً.

ذهب فريق للعراق وسوريا ليصلحوا بينهم وقالوا لهم: إن أمريكا وحزبها يحاربونكم، فاتحدوا مع بعضكم بدلاً من محاربة بعضكم، فداعش تحارب النُصرة وتحارب أنصار الشريعة وغيرهم وكلهم يضربون بعضهم، فجلسوا هناك عشرة أيام، وبعد ذلك قالوا: فشلنا، فسألوهم لماذا فشلتم؟ فقالوا: كلما أردنا أن نجلس مع جماعة منهم يقولون: كيف نجلس من هؤلاء الكفرة؟! فهؤلاء يكفرون المسلمين حالياً، وهؤلاء هم أتباع الخوارج الذين خرجوا على الإمام علي رضى الله عنه.

وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيَّن أحوالهم، والفتنة لكى تشيع ملَّكهم الله بعض الأموال، وأمسكوا ببعض السلاح فيغُرون الشباب:

فمنهم من يغرونهم بالمال، ومن يغرونهم بالجنس ويقولون لهم: تعالى إلى سوريا والعراق وها هنا النساء الأوروبيات وبناتهم الجميلات لتتزوج منهن، أو أهل الشام الجميلات ونعطيك فى اليوم الكثير من الدولارات.

وهم يطلبون مهندسين بترول، لماذا؟ لأن عندهم بترول، وعندما حدثت المعارك فالمهندسون المتعاقدون فى شركات البترول هربوا وتركوهم، فاحتاجوا لتشغيل الناس فعملوا إعلانات بأنهم محتاجين لمهندسين وسيعطونهم فى الشهر مائة ألف دولاراً، أنظر إلى الراتب وقدره؟! وأنا لا أقول هذا الكلام فيكون أحد الحاضرين متخصص فى البترول فيذهب إلى هناك؟ لا، فهم محتاجين لمهندسين بترول وهذه هى المصيبة، حتى لو أن أحدٌ أراد أن يرجع فلا يتركوه حتى يقتلوه.

فهذه هي الفتنة التى عمَّت الأمة الإسلامية، فكيف النجاة منها؟

نرجع مرةً أخرى إلى الوسطية:

 ] وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا [ (143البقرة)

نعود للوسطية الإسلامية ونترك هذه الأفكار الشاذة كلها، وأنا أقول أنها الأفكار الشاذة فى دين الله، لأننا نسمع كل يوم فتاوي شاذة فى الدين مثل: أن المرأة التى تنزل البحر تكون زانية، لأن كلمة البحر ذكر وهي أنثى فتكون زانية!!.

فيجب أن نرجع للوسطية فى الفتاوى الدينية، كما كانت دولة الخلفاء الراشدين وما كانوا عليه من شريعة سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه  وسلم

[1] الأقصر- مركز شباب حاجر المحاميد قبلي  26 من محرم 1436 هـ 18/11/2014م

[2] الجد الحثيث فى بيان ما ليس بحديث للعامرى، قال ابن حجر لا أعرفه ومعناه صحيح، وكذا فى الدرر المنتثرة فى الأحاديث المشتهرة، وفى المقاصد الحسنة للسخاوى، قال لا أعرفه ولكن معناه صحيح يعني في حديث (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة).

[3] الصحيحين البخاري ومسلم عن علي بن أبي طالب رضى الله عنه

[1] الأقصر- مركز شباب حاجر المحاميد قبلي  26 من محرم 1436 هـ 18/11/2014م

Fawzyabuzeid - Copyright 2023. Designed by Fawzyabuzeid