سألوا عنها حضرة النبي صلى الله عليه وسلَّم، فقال صلى الله عليه وسلَّم:
(سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم).
وهنا مع أن النبي صلى الله عليه وسلَّم أجاب، إلا السادة العلماء الأجلَّاء استنبطوا من الأحاديث الأخرى لحضرة النبي باقيات صالحات غير هؤلاء، أين؟ قال فيها صلى الله عليه وسلَّم:
(إذا مات بن آدم إنقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم يُنتفع به، أو ولدٌ صالح يدعو له).
فهذه أيضاً أصبحت باقيات صالحات، لأنه حتى لو قلت سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، فسأقولها طالما أنا أعيش، لكن عندما أنتقل إلى جوار الله ستتوقف عن العمل، لكن هذه لم لا تتوقف؟ لأنني عملتُ صدقة جارية، كيف؟
يعني شاركت في مشروع كهذا الذي عمله الأحباب، مشروع لتحفيظ القرآن، أو مشروع لعلاج الفقراء والمساكين وغير ذوي القدرة على العلاج الطبي الغالي، أو أي مشروع خيري من هذه المشاريع فقد أصبحت لي صدقة جارية يجرى لي أجرها إلى يوم القيامة.
أو تركت علماً يُنتفع به إن كان في كتب أو في سيديهات أو في شرائط أو فضائيات، فطالما هذا العلم شغَّال فأجري شغَّال عند الواحد المتعال عز وجل.
أو ولد ـ وهذا الحديث يقول: الولد صالح، نحن نريده طبيب أو صيدلي أو مهندس ـ ما المانع، لكن أريده مع هذه يكون أيضاً صالحاً، لماذا؟ لأنه دائماً سيقول: ربي اغفر ولوالدي، رب ارحمهما كما ربياني صغيرا، سيذكرهم بالدعاء.
ولذلك واحد يسأل رجلاً من الصالحين فيقول له: كيف أعرف أنني من الصالحين، فقال له: إذا كنت تدعو لوالديك كل يوم فأنت إذن من الصالحين لأن حضرة النبي قال ذلك:
(أو ولد صالحٌ يدعو له) ـ وما هي علامة الصلاح؟
أن يدعو له، فإذا كنت قد نسيت أباك وأمك ولا تتذكرهم إلا في كل سنة مرةً، فأين الصلاح؟ فدليل الصلاح أنه دائماً على البال ذكراً أباه وأمه، وهي ميزة صحبة الصالحين والمحافظة على مجالس الصالحين، مجالسنا التي نعملها أو المجالس التي يعملها الأحباب في البلاد، في آخر المجلس ماذا يقولون؟
الفاتحة لوالدينا وللمسلمين والمسلمات وللمؤمنين والمؤمنات، فندخلك في الدائرة ـ قصدت أو لم تقصد، فندخلك في الصالحين والصالحات لأنك تتذكرهم بالدعوة الصالحة ولو كل أسبوع مرة، فلا مانع ولذلك نقول: إياك أن تقطع المجلس، وهذا شيئٌ بسيط من الأشياء التي تأخذها من المجلس، فتُوضع مع الصالحين لأنك تحضر الفواتح ومن ضمنها الفاتحة لأموات المؤمنين والمؤمنات ووالديك.
لكن المفروض أن يتذكر الواحد منا يومياً والديه وأمواته وأموات المسلمين ويدعو لهم بالمغفرة والعفو ويقرأ لهم ما تيسر من كتاب الله.
حتى أن الأئمة الفقهاء كالإمام الشافعي رضي الله عنه عنده في مذهبه من أركان خطبة الجمعة ـ وهذه الأركان لو ترك الخطيب منها ركناً فخطبة الجمعة تكون باطلة وبطلت معها الصلاة فتُصلَّى ظهراً، ولا تصلح جمعة، والأركان هي:
الركن الأول: الشهادتين: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.
الركن الثاني: الصلاة على حضرة النبي صلى الله عليه وسلَّم.
الركن الثالث: تلاوة ولو آية من كتاب الله، ولذلك قالوا لكي لا ينسى الخطيب فيأتي في آخر الخطبة ويتلو قوله تعالى:
الركن الرابع والمهم: أن يدعو للمؤمنين والمؤمنات، لماذا؟ قال صلى الله عليه وسلَّم:
(من دعا للمؤمنين والمؤمنات أعطاه الله بعدد في المقابر من الأموات حسنات).
ولذلك دائماً عند خطبة الجمعة يقول الخطيب ونؤمن معه: اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات وهم يقولون ذلك، ولكن شيخنا علمنا أن نقول:
اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمؤمنين والمؤمنات ـ وذلك لنخُصُّ والدينا معهم ـ فبذلك نكون قد دعونا لأنفسنا وللوالدين ـ وهذه خصوصية ـ وبعدها وللمؤمنين والمؤمنات.
فهذه الباقيات الصالحات، وهناك رواية في الأحاديث النبوية في هذا المجال توصِّل هذه الأشياء إلى سبعة أشياء على الأقل، فهناك حديث منهم يقول:
(سبعٌ يجري للمسلم أجرهن بعد الموت إلى يوم اليقامة: من أجرى نهراً أو حفر بئراً أو غرس غرساً أو ورَّث مصحفاً).
بعض الأشياء ذكرها رسول الله التي تدخل في الباقيات الصالحات.
سؤال:
مشكلة النت الحالية والتي نحذِّر منه إخواننا أنك عملت شغلاً على النت، ويمكن للكفرة السفلة المتحكمين في النت أن يلغوه كله في الصباح، فلابد وأن تحفظه في مكان آخر، فإذا لم تحفظه ـ وهذا وارد لأنهم يتربصون بنا الدوائر ـ فيترك الشر وهو لايحب لنا الخير، فيترك الفسق والفجور شغَّال ويزيده، لكن الخير لن يتركه أبداً.
تقول: أنا حافظ نسخة عنده، أيضاً سيضيِّعها لك، فلابد وأن تكون عندي نسخة محفوظة خاصة بي أنا وتكون على سي دي أو هارد أو غيره، ولابد أن أجددها كل فترة، لأنني حفظت نسخة على سي دي وتركتها فترة فلو شغَّلتها فلن تعمل، فلابد من تجديدها كل فترة.
ولذلك دائماً نقول: ليس هنا أفضل من الكتاب وهو الشيئ الباقي الذي لا يستطيعون اللعب فيه، وهذا أيضاً موجود، ولكن يجب أن أحذر: خذوا حذركم، فأعمل أكثر من دائرة للحفظ لهذه الأشياء، لماذا؟ لأن هذا النت هم الذين يشغلونه، ألم تعلموا أن النت حالياً أمريكا هي التي تشغِّله وليست أي دولة أخرى؟
أمريكا لكي تصنع مشاكل للعالم العربي عملت نت ببرامج مخصوصة للفرق التي تُدمِّر في الأمة العربية كداعش وشركاه، ولا نستطيع الوصول إليها ولا نستطيع إكتشافها وهم يتواصلون بها فيما بينم، ومن الذي صنعها لهم؟ أمريكا.
فهل عملوا ذلك لعلماء الدين؟ لا ـ ليس لهم شأنٌ بهم، ولكن عملوها للجماعة أصدقاؤهم الذين يخربون بأيديهم بيوت المسلمين، وهم يتفرجون علينا، ولهذا: