• Sunrise At: 4:58 AM
  • Sunset At: 7:00 PM

Sermon Details

16أكتوبر2015

البرنامج الإلهي لتربية الأفراد و المجتمعات

إقرأ الموضوع

شارك الموضوع لمن تحب

*********************

بسم الله الرحمن الرحيم

قولوا جميعاً: اللهم إنا نسألك سبحانك علماً نافعاً وقلباً خاشعاً، ولساناً ضارعاً وعملاً رافعاً، ونعوذ بك اللهم من علمٍ لا ينفع، ومن قلبٍ لا يخشع، ومن لسانٍ لا يضرع، ومن دعاء لا يُسمع يا رب العالمين. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم.

*********************

سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلَّم خطَّط منهج الحضانة والطفولة لأولاد المسلمين، ما هذه الخطة؟ هي خطة رمزية ونحن نُفرِّع فيها بعد ذلك، قال فيها صلى الله عليه وسلَّم – لمن في عصره ولمن بعده إلى عصرنا هذا إلى يوم القيامة: (أدِّبوا أولادكم على حب ثلاث – الناس طبعاً نسيت هذا الكلام، أدخله المدرسة وليس لي شأنٌ به بعد ذلك، ماذا تريد يا بنيَّ؟ درس إنجليزي .. أبعثه للدرس الإنجليزي، وماذا تريد يا بني؟ أريد درس رياضة .. أبعثه لدرس رياضة، .. والأدب والأخلاق؟!!، المفروض يتعلمهما من أبيه وأمه!!، وأصبح يتكوَّن كما تتكوَّن شلة الرفاق، من يمشي معهم يكون مثلهم، لكن النبي قال: لا، (أدبوا أولادكم)[1] – منذ صغرهم:

(أدبوا أولادكم على حب ثلاث: حُبّي: …). أولاً: (حبِّ النَّبيِّ)، فاجعل الولد يتعلق بحضرة النبي، كيف؟ تحكي له عن جمال أخلاق النبي، وعن كريم أحوال النبي، وعن الصفات العظيمة القرآنية التي كان عليها النبي، من أى مكانٍ يسمعونها حالياً؟ لا يوجد، ونحن أغلقنا هذه الأبواب نهائياً.

أولاً: حبِّي .. وثانياً: حبُّ القرآن: (حبُّ القرآن) ولم يقل حفظ القرآن، فنحن نرسلهم ليحفظوا القرآن، ولكنهم يكونون متضررين، ومغصوبين وكارهين ولو استطاع الهروب لهرب، لا ، أنا أريده يحب القرآن، وهو الذي يبحث بعد ذلك على حفظ القرآن، لأنه سيحفظ القرآن ثم يعمل بالقرآن بعد ذلك.

ثالثاً: (وحب آل بيتي): وحب آل بيتي، وآل بيت النبي هم أصحاب المنهج الوسطي البعيد عن الإنحراف والمنحرفين، يمكن أنتم تذكرون كان هنا في بلادنا: آباؤنا كانوا أميين، وكانوا يربون أولادهم على هذه الأشياء، وكان المنهج الوسطي هو المنهج المسيطر على الأمة، وهل كان هناك مشاكل أو خلافات؟ لا، لأن منهج آل البيت الأدب والمحبة، حتى من يُريد أن يُغيِّر يتعلم من آل البيت.

 الحسن والحسين كانوا صغاراً، ورأوا رجلاً لا يعرف كيف يتوضأ، فلم يفعلوا كما نسمع الآن!!، فلم يقولوا له: كيف تكون كبيراً في السن هكذا ولا تعرف كيفية الضوء؟!! ألا يحدث حالياً؟!!، وهل هذا منهج إسلامي؟ لا، بل منهج ظلماني .. قسوة وشدة وغلظة، وليست في الإسلام، لكنهم صنعوا تمثيلية مع بعضهما، فقالوا للرجل: أخي يقول لي: أنا أتوضأ أفضل منك، وأنا أقول له: أنا أتوضأ أفضل منك، فاحكم بيننا، فسوف أتوضأ أمامك وهو يتوضأ أمامك وتنظر من الأحسن فينا – انظر إلى الحكمة والذكاء التي كان عليها آل بيت النبوة – فتوضأ الحسن وتوضأ الحسين، فقال الرجل: أنا الذي أخطأت في الوضوء وليس أنتما، فعرف أنه لم يعرف كيفية الوضوء.

هذه الطريقة لو اتبعناها الآن وإخواننا يتبعونها الآن، فهل تحدث مشاكل أو خلافات؟ فهذه الطريقة التي يقول فيها الله لحضرة النبي: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ) (125النحل). والطريقة الأخرى التي انتشرت الآن؟!! يقول له: (وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) (195آل عمران).

فمنهج آل البيت منهج الحكمة والوسطية الإسلامية التي تجعل الأمة كلها مجموعة على منهج الله، وعلى كتاب الله، وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلَّم.

هذا منهج مختصر، جعله حضرة النبي لنا، ونحن نُفرِّع فيه كما نشاء، لكن هذا المنهج منهج تربية الأطفال، أما الكبار: فهي نفس الطريقة نحتاج إلى الحب، ومع الحب نحتاج أن تكون الصدور والقلوب سليمة. فمشاكل المجتمع كلها سببها الأشياء الموجودة في القلوب، فهذا يحسد فلان، وهذا يحقد على فلان، وهذا لن يستريح إلا كان الشئ الذي أعطاه ربنا لفلان يضيع منه أو يزول عنه، وهل هذا الحال حال المسلمين؟!!، هذا حال الكافرين والعياذ بالله.

ومن أين يأتي الحقد والحسد وهذه الأشياء التى في الصدور؟، بأننا اتجهنا للدنيا ونسينا الله ونسينا الآخرة، فأصبحنا ننظر لما في أيدي إخواننا، ونسينا مَنْ الذي أعطاهم جميعاً؟ الله، فلِمَ أعترض على أحد لأن ربنا أعطاه أولاداً، فاعتراضي هذا على مَنْ أعطاه. وعندما أعترض على أحد لأن ربنا بارك له في المال فاعتراضي على الله. وعندما أعترض على أحد لأن ربنا يسَّر له أموره، فاعتراضي على الله وأنا غير منتبه، والله عزَّ وجلَّ حكمٌ عدلٌ، لطيفٌ خبيرٌ، يعطي لكل إنسانٍ ما يلائم قدراته، وما يوافق عطاءاته، عندما يقول للشئ: كن فيكون.

ولو نظرنا – بقليل من الحكمة – لوجدنا أن كل الناس متعادلون ومتساويو، لأنه لا يعطي واحداً كل شئ، فيعطيه شيئاً ويأخذ شيئاً آخر. فلو رضينا بما أعطانا الله كلنا، فنكون كما قال نبيُّنا: (ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس)[2]. وليس أغنى الناس يعني عنده رصيد في البنك، أو من عنده أبراج، ولكن أغني الناس هو من عنده يقين في الله، ورضا عن الله جلَّ في علاه، ولو أتانا الرضا فكلنا لن نحقد على بعض، ولن نحسد بعض.

والحقد والحسد والغل والكُره سبب عدم قبول كل العبادات، ولو كان الإنسان قائماً بالعبادات لله ليلاً نهاراً. وأنتم تعلمون الرجل الذي رآه سيدنا رسول الله دخل عليهم، فقال لأصحابه: (يدخل عليكم الآن رجلٌ من أهل الجنة – وبعد أن جلس الرجل ثم خرج – فقال: قام عنكم الآن رجلٌ من أهل الجنة).

حدَّده، وكم مرة تحدث هذه الحكاية؟ ثلاث مرات، وهذا الرجل كان اسمه: (عبد الله بن سلام) رضي الله عنه وأرضاه، سيدنا عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو كانا عُبَّاداً يُحييا الليل كله في العبادة، والنهار دائماً صائمين، فقالا نريد أن نعرف ماذا يفعل هذا الرجل زيادة عنا حتى يُصير من أهل الجنة.

ذهبوا ليزوروه، وبعد صلاة العشاء وجدوا الرجل وقد نام، لا قام ليصلي تطوع ولم يصلي قياماً، وفي الصباح جاءهم بالإفطار وقال: افطروا معي، فقالوا: ربما يكون اليوم مُتعباً، وفعل ذلك في اليوم الثاني وفي اليوم الثالث، فقالا له: لم نَرَ عليك شيئاً زائداً عن الفرائض، والنبي قال فيك: كذا، قال: لا أزيد عما رأيتما، فدُهشُا فقالا: وما السر إذن؟!!، فسكت الرجل وألهمه الله بالسرِّ، فقال لهما: (غير أني أبيت – في كل ليلة – وليس في قلبي غلٌّ ولا غشٌّ لأحدٍ من المسلمين)[3].

(إِلا مَنْ أَتَى الله بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) (89الشعراء). مجتمع المسلمين مجتمع المحبة، لا فيه غلٌ ولا حقدٌ ولا كُرهٌ، لأن الكل يعرف أن الفعَّال لما يريد هو: الله.

وكان حضرة النبي يعلم الأطفال الصغار – فسيدنا عبد الله بن عباس كان طفلاً صغيراً، فقال له: (يا غلام – تعالى أعلمك، لأن هذا أيضاً منهج والمفروض أن نعلمه لأولادنا – ألا أعلمك كلمات[4] – والكلمة الواحدة منها لو الولد مشى عليها يسعد في دنياه وينال الصلاح والفلاح في أُخراه.

قال: (احفظ الله يحفظك)، ونحن محتاجون أن نربي أولادنا على ذلك، لأنك يا بني تحتاج أن يحفظك ربنا من الآفات ومن العاهات ومن الرسوب ومن كل المشاكل، احفظ ما أمرك به الله، ونفِّذه في التوقيت الذي وقَّته الله تجد حفظ الله: (فَاللهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) (64يوسف). هذا منهج: (احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك): عندما تقول: يا ربّ، يقول لك: لبيك عبدي ـ قال صلى الله عليه وسلَّم في الحديث الآخر: (تعرَّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة)[5] ـ مادُمت أنت مع الله في الرخاء بالطاعة والدوام على الذكر والعبادة والتقرب إلى الله، فعندما تقول: يا رب، يلبيك الله عزَّ وجلَّ.

 (وإذا سألتَ فاسأل الله، وإذا استعنتَ فاستعن بالله) – هذا المنهج العظيم من سيدنا رسول الله لطفل صغير- واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشئٍ، لم ينفعوك إلا بشيئٍ قد كتبه الله لك، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن يضرُّوك بشئٍ لم يضروك إلا شئ قد كتبه الله عليك، رُفعت الأقلام وجُفَّت الصُحف) – بما هو كائنٌ إلى يوم القيامة.

بالله عليكم يا إخواني هذا المنهج ألا نحتاج أن ندرسه لأولادنا؟ وربما الحديث يكون موجوداً في كتاب الدين لأولادنا، ولكن كما يقولون: فاقد الشئ لا يُعطيه، فالمدرس سيمر عليه مرَّ الكرام، ولن يرسِّخه في قلوب هؤلاء الأولاد، من الذي يرسِّخه في قلبهم؟ الأبُّ، لأنه حريص على ابنه، لأنني أحتاج أن أُلقِّن ابني هذا المنهج النبوي الذي رسمه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلَّم للصبيِّ، حتى ينشأ ولا يحدث ما نراه الآن، الولد كاره أخاه، والولد يغِير من أخته، والأب والأم يحتاروا ماذا يفعلون؟!! أنتم من ترك هذه الحكاية ـ تركتم نبتة الشيطان وقد زُرعت في صدورهم بدلاً من نبتة الرحمن التي كنتم زرعتموها في قلوبهم.

أنت إذا كنت زرعت من البداية في قلوبهم المحبة والأخوة، فيكونون من تلقاء أنفسهم يتحاببون فيما بينهم، ويحرصون على بعضهم، كما كان ولا يزال أصحاب رسول الله والصالحون من عباد الله جلَّ في علاه. نحتاج أن نطبق هذا المنهج: (وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا) (9الحشر).

هذه الأمثلة سمعنا عنها حتى من قريب، من حوالي خمسة عشر سنة حدث عندكم: أَخَوَان تربوا على هذا المنهج وعلى حب بعضهما، فكانت زرعتهم مشتركة، وأحدهم متزوج والآخر لم يتزوج بعد. وكان عندهم محصول القمح، وكان لا يزال في الجُرن، وكانا قد قسَمَّاه بينهما كوماً لهذا وكوماً لهذا. ففي الليل، وفي الظلام، الذي كان متزوجاً قال: إن أخي لا زال أعزباً ويحتاج للزواج فأخذ من كومه ووضعه في كوم أخيه. والآخر قال: إن أخي متزوج وذو عيال وأنا لم أتزوج بعد، وهو أحوج مني لهذا، فأخذ من كومه ووضعه في كوم أخيه. ظلاَّ على هذه الحالة حتى أشرق الصباح فرأيا بعضهما، وهذا الكلام حصل من قريب.

هل يحدث في هذه الأيام مثل ما حدث لهما؟ لا، .. لماذا؟!! لأنه لم تعد هنا التربية التي تؤدي لمثل هذا، بل يريد أن ينزع أخاه من أرضه ويأخذ نصيبه، أو يبحث له عن مصيبة ليأخذ ميراثه، لماذا؟!!، لأنهم لم يتربوا على المبادئ النبوية، وأصبحت الدنيا الدنية هي المسيطرة عليهم، وكل همِّه الدنيا، وفي سبيل الدنيا لا مانع أن يبيع أباه أو يبيع أخاه أو يبيع أمه، أو يبيع الكل في سبيل الدنيا، قال صلى الله عليه وسلَّم: (حب الدنيا رأس كل خطيئة)[6]. نكتفي بهذا القدر خوفاً من الإطالة والسآمة.     

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم

*******************

 

[1] رواه ابن النجار عن عليٍّ رضي الله عنه: (أدبوا أولادكم على ثلاث خصال: حب نبيكم، وحب أهل بيته، وقراءة القرآن، فإن حملة القرآن في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله مع أنبيائه وأصفيائه).

[2] أخرجه أحمد والترمذي والبيهقى في شعب الإيمان والخرائطي  عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (مَنْ يَأْخُذُ مِنْ أُمَّتِي خَمْسَ خِصَالٍ، فَيَعْمَلُ بِهِنَّ أَوْ يُعَلِّمُهُنَّ مَنْ يَعْمَلُ بِهِنَّ؟ قُلْتُ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ، فَأَخَذَ بِيَدِي فَعَدَّهُنَّ فِيهَا، ثُمَّ قَالَ: اتَّقِ الْمَحَارِمَ تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ ، وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ، وَأَحْسِنْ إِلَى جَارِكَ تَكُنْ مُؤْمِنًا، وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُسْلِمًا، وَلاَ تُكْثِرِ الضَّحِكَ، فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ).

[3] روى الإمام أحمد بسند صحيح عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كنا جلوسًا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: :(يَطْلُعُ عَلَيْكُمُ الْآنَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ)، فطلع رجل من الأنصار تنطف لحيته من وضوئه قد تعلق نعليه في يده الشمال فلما كان الغد، قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك، قال نفس الكلمات: يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة فطلع ذلك الرجل مثل المرة الأولى نفس الرجل الأنصاري، وطلع بنفس الهيئة، فلما كان اليوم الثالث، قال الني صلى الله عليه وسلم مثل مقالته أيضاً: )يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة)، فطلع ذلك الرجل على مثل حالته الأولى. فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم تبع الرجل عبد الله بن عمرو بن العاص، وقال له: (إني لاحيت أبي- يعني خاصمت أبي- فأقسمت ألا أدخل عليه ثلاثاً فإن رأيت أن تئويني إليك، حتى تمضي فعلتَ)..قال: نعم. قال أنس: وكان عبد الله يحدث أنه بات معه تلك الليالي الثلاث أنه لم يره يقوم من الليل شيئاً، غير أنه إذا تعار استيقظ من نومه وتقلب في فراشه ذكر الله عزَّ وجلَّ، وكبَّر، يذكر الله، ويكبِّر حتى يقوم لصلاة الفجر، غير أني لم أسمعه يقول إلا خيراً، فلما مضت الثلاث الليالي، وكدت أن أحتقر عمله، فقلت: (يا عبد الله، إني لم يكن بيني وبين أبي غضب، ولا هجر، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول لك ثلاث مرات
)
يَطْلُعُ عَلَيْكُمُ الْآنَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ“(فطلعت أنت الثلاث مرات، فأردت أن آوي إليك؛ لأنظر ما عملك، فأقتدي بك، فلم أرك تعمل كثير عمل، فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ما هو إلا ما رأيت. يقول عبد الله بن عمرو العاص: فلما وليت دعاني فقال: ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غِشاً، ولا أحسد أحداً على خير أعطاه الله إياه. قال عبد الله:  هذه التي بلغت بك، وهي التي لا نطيق.

[4] رواه الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقَالَ: ( يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ).

[5] وفي رواية غير الترمذي: (احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً) .

[6] رواه البيهقي في الشعب بإسناد حسن إلى الحسن البصري رفعه مرسلاً، وذكره الديلمي في الفردوس وتبعه ولده بلا سند عن عليٍّ رفعه، ورواه البيهقي أيضا في الزهد، وأبو نعيم من قول عيسى ابن مريم. ولأحمد في الزهد عن سفيان قال: كان عيسى ابن مريم يقول: (حب الدنيا أصل كل خطيئة والمال فيه داء كثير، قالوا: وما داؤه؟ قال: لا يسلم صاحبه من الفخر والخيلاء، قالوا: فإن سلم، قال: شغله إصلاحه عن ذكر الله تعالى).  وعند ابن أبي الدنيا في مكايد الشيطان له أنه من قول مالك بن دينار.

         مغاغة – محافظة إلمنيا – مسجد الإمام أبي العزائم     درس بعد صلاة الجمعة 16/10/2015م الموافق 3 المحرم 1437هـ

Fawzyabuzeid - Copyright 2023. Designed by Fawzyabuzeid