Sermon Details

•┈••❅♢♢• ❅♢❅♢✿♢❅♢❅• ❅♢♢• ❅♢••┈•
مدرسة ميت حواى الثانويّة المشتركة
الثلاثاء 9/12/2003 – 15من شوال 1424
بسم الله الرحمن الرحيم
المحاضرة تنقسم إلى قسمين : المحاضرة بعنوان : الحب فى الإسلام
القسم الثانى : نفتح فيه أبواب الأسئلة ونقوم بالإجابة عليها وسنفتح الباب لمن عندها شجاعة أدبية لأى سؤال إن شاء الله تعالى ،، والأمر مباح ..
نحمد الله رب العالمين على أن خلقنا مسلمين ، ونشكره عزّ وجلّ على أنه حبب إلينا الإيمان وزيّنه فى قلوبنا ، ونسأله عزّ وجلّ أن يكرّه إلينا الكُفر والفسوق والعصيان ، وان يجعلنا من الراشدين .. والصلاة والسلام على إمام المتقين وسراج العلماء العاملين والرحمة العُظمى لجميع العالمين سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين.
الإسلام ونبى الإسلام كرّم المرأة بنتاً وأمّاً وزوجةً بما لم يكرّمها به شرعٌ آخر أو دين آخر أو حضارة أخرى من بداية الدنيا إلى نهايتها ، ولذلك كان النبىّ صلى الله عليه وسلم يعقد حلقات علمٍ للنساء ، وكان يُحفّذ النساء على ذلك فيقول :
( نِعْمَ النساء نساء الأنصار ، لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن فى الدين ) لأنهن كنّ يسألن عن كل صغيرة وكبيرة ، فإن دين الإسلام غير الأديان الأخرى جمع الله فيه للمرء كل ما يحتاج إليه فى حياته منذ ميلاده إلى وفاته ، ومن بداية يقظته فى أول النهار إلى نومه .
لم يترك الإسلام صغيرة ولا كبيرة للمرء يفعلها إلاّ وبين ووضّح الطريقة الأمثل التى يفعلها لينال رضاء الله ، وليكون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم لقاء الله ، فبين حتى كيفية النوم وكيفية الأكل ، حتى كيفية الجلوس فى هذه الأيام فى الشتاء ، كيف يجلس الإنسان تجاه الشمس .. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ؛ ( إستدبروا الشمس وإستقبلوا الهواء ) يعنى يجلس الإنسان وظهره للشمس ، وصدره للهواء ، وهذه جلسة طبعاً صحيحة ، وعلمياً كذلك صحيحة ، لأن الإنسان لو جلس ووجهه للشمس فوراً يصاب بصداع فى رأسه ، ويصاب بأمراض البرد ..
فكل أمرٍ يحتاج إليه الإنسان كيفية الأكل .. كيفية الشرب .. كيفية المشى .. بالنسبة للرجل وبالنسبة للمرأة كل عملٍ يحتاجه المرء فى حياته إلى مماته ذكره الإسلام ، وبين الطريقة المُثـلى فيه لجميع الأنام ، ومن جملة ذلك أن الإسلام جعل الحياة فى هذه الدنيا من غاياتٍ سامية وأهدافٍ نبيلة ذكرها الله عزّ وجلّ فى كتاب الله ، وذكر الله عزّ وجلّ أنه خلق الجنس الإنسانى من ذكرٍ وأنثى ، قال عزّ شأنه :
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ﴾( الحجرات : 12) ،
شعوب وقبائل .. هذه عائلة فلان ، وهذه قبيلة فلان .. لماذا ؟ من أجل التعارف ، والذكر والأنثى من بقاء النسل حتى يظل الإنسان على هذه الحياة يعمّر الكون
﴿ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الارْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا ﴾( هود : 61)
والإسلام يعلم بأن الذى أنزله هو الله ، ويعلم طبيعة النفس البشرية ، وطبيعة الأجساد والأجسام الإنسانية ، والغرائزالتى تتحكم فى الإنسان والفِطر التى تتكون فى الإنسان .. ولم يمنع الإسلام شيئاًعن هذه الطبائع إلاّ إذا كان فيه ضرراً محققاً للإنسان .. أما إذا كان هناك شيئاً فيه نفعٌ للإنسان ، فقد أباحه الله عزّ وجلّ ..
على سبيل المثال فى موضوعنا نحن خلق الله عزّ وجلّ كما قلنا الذكر والأنثى لعمارة الكون ، ولعمارة الحياة ، ولبقاء النسل ، فكان لابد من ذلك ، ولذلك عندما أراد بعض العلمانيين أن يتحكموا فى نوع الجنين فى أمريكا وطبقوا هذه التجربة على بعض الدول الأفيقية ، وجدوا أنها تؤدى إلى مشاكل متفاقمة .. لماذا ؟ .. لأن كثيراً من الناس لا يريد أنثى ، ويريد ذكراً ، وإذا كان المجتمع كله ذكوراً ، فستنتهى الحياة الآدمية فى هذا المجتمع بعد فترة ، لأن الذى يحفظ النسل هى النفس البشرية ، فلابد من بقاء الرجل وبقاء الأنثى معه .
فالله عزّ وجلّ خلق هذا الخلق لهذه الحكمة البالغة ، لم يحرم الله عزّ وجلّ الإنسان من أى متعة ، لكنه قننها وشرعها وجعل لها طريقة مرضيّة فى الشريعة الإسلامية ، فإذا إتبع الإنسان الطريقة المرضيّة الشرعيّة ،، فاز من الله عزّ وجلّ فى حياته الدنيا بالحياة الطيبة ، وفى الآخرة نال السعادة الأبديّة ، لأن الله تعالى يقول :
﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ .. فى الدنيا .. فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً .. وفى الآخرة .. وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾( النحل: 97) .
إذا خالف الإنسان الطريقة الشرعية الإلهية ومشى عل حسب هواه .. هنا تكثر المشاكل وتحدث له الهموم وتنتابه الأمراض والمعضلات التى لا يجد لها حلاّ ، ولذلك لو بحثنا فى مجتمعنا نجد أن معظم المشاكل إن كانت فردية أو أسرية او إجتماعية سببها الرئيسى عدم إتباع التعاليم الإلهية والقوانين القرآنية التى وضحّها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم .
الإسلام يعلم علم اليقين أن الرجل خُلق للمرأة وأن المرأة خُلقت للرجل ، وأنه لإستدامة الحياة الآدمية لا بدّ من علاقة بين الرجل والمرأة ، لكنه لم يترك هذه العلاقات يجرى فيها على حسب هواه ، وإنما قننّها وشرّعها وبـيّنها ووضحّها وجعلها فى إطارٍ إسلامى .. والذى حدث فى هذا العصر أن وسائل الإعلام كما تعلمون إنتشرت وكثُرت ، واليهود كما تعلمون يسيطرون على وسائل الإعلام فى العالم كله وبحثوا وخططوا .. مالذى يُضعف المسلمين ؟ .. هل السلاح ؟ .. لا .. هل قوّة التكنولوجيا ؟ .. لا .. قال واحد من اليهود : [ وكان ذلك فى مجتمعٍ عام لليهود ] : أعطونى كأس خمر ، وإمرأة ، وأنا أفسد شباب المسلمين أجمعين .. المرأة فى غير زينتها الشرعية ، وإباحت ما لا تبيحه التعاليم الإسلامية ، وأوهموا الشباب أن هذا يعنى التحضّر ويعنى بذلك المدنيّة ، وأن غير هذا يعنى التخلُف ويعنى الرجعيّة .. ولذلك نجد شبابنا يلهث وراء الغرب ، نحن نرى أن الحضارة كلها تأتى من الغرب ، لكن الإسلام جعل كل شيءٍ مباح للإنسان فى حدود إطاره الشرعى .
الحبّ .. كلمة الحب معناها الميل القلبى . الحب فى الإسلام موجود ، ولكن الحب أولاً لله ، والحب لرسول الله .. فأول ما يبدأ الحب فى قلب الإنسان المؤمن ، حب الله ورسوله ، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم : ( والله لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من ماله وولده ونفسه والناس أجمعين ) .
لا بد أن يبقى رسول الله أحب إلينا من الكل ، وقال لنا :
( أحبّوا الله لما يغذوكم به من النعم والآلاء ن وأحبّونى لحب الله ، وأحبوا آل بيتى لحبى ) .. وقال لنا راسماً السياسة التعليمية الإسلامية :
( أدّبوا أولادكم على ثلاث خصال : حب النبى ، وحب القرآن ، وحب آل بيت النبى صلى الله عليه وسلم ) .. فالحب موجود لكنه حب آخر ، ليس حب الغريزة البهيميّة يمشى خلفها الإنسان ، إذا غاب الإيمان فى قلبه ، لكن الحب الإسلامىّ الذى يُنميه الإسلام ، وهو الحب فى الله ، والحب لله ( ورجلان تحابّا فى الله إجتمعا عليه وتفرّقا عليه ) ، وحب الخلق جميعاً لأنها صنعة الله ، وصورة الله ، وتظهر فيهم آثار قدرة الله عزّ وجلّ ..
لكن الحب للميل الجنسىّ الإسلام فطره على شرط واحدٍ ، هذا الشرط هو أن يطلب هذه الفتاه لتكون له زوجةً .. وهنا يكون الحب الذى أباحه الإسلام وبيّـنها فى مواطن كثيرة نبيّ الإسلام صلى الله عليه وسلم ..
الفتاة طبعاً كانت فى العصر الماضى تُخطب مبكراً وفى سن 14 سنة كانت تتزوج فكانت لا تفكر هذه الأفكار العظيمة ، فكانت تتمسك بالنظام الإسلامى ، وهو الحب لرجل واحدٍ ، وهو الزوج . أمّا الآن فالوضع تغيّر ، لأن البنت يأتى لها سنّ البلوغ مبكّراً إبتداءً من 11 عاماً والبعض 12عاماً والبعض 13عاماً ، وسن البلوغ تبدأ تظهر فيه الملامحج الأنـثويّة ، وتبدأ تتحرك فيها الغريزة الجنسيّة فى هذه الفترة ، فتجد فى وسائل الإعلام غير المباحة ــ يعنى القنوات غير الشرعيّة مايغذّى هذه هذه الغريزة ــ فعند النوم تأت لها أحلام اليقظة ، وتُفكر فى هذه الأمور إلى جانب أن وسائل الإعلام اليهودية تصور لها أن تفعل ذلك لتكون بنتاً متحضرةً .. فلا بد من من الرسائل أو التليفونات ، وكما تعلمون الأول نظرة فابتسامة فموعدٌ فلقاء .. وجميعكم تحفظون هذا الكلام ..
وأنا لى تجربةٌ كبيرة فى هذا المجال الحقيقة لأننى عملت 10 سنوات مدرّس أول فى مدرسة التجارة بنات فى القُرشيّة ، وانتم تعلمون أن طالبة التجارة ، عندما تدخل المدرسة .. تكون عينها على العريس .. فيدخلون التجارة من أجل ذلك ، وطبعاً لا يكون فى تفكريها غيرهذا الأمر ، فكان يحدث أن بعض البنات المُؤدبات ، ماذا تفعل عندما تأتى لها زميلاتها ومعها صورة وتقول لها هذه صورة عريسى ، فكان بعضهن تأتى بصورة أخيها وتقول لزميلاتها وهذه أيضاً صورة عريسى وهو أخوها وليس شاباً غريباً ، وذلك لكى تظهر بأنها متمدنة وليست رجعيّة ، ولا متخلّفة ، وتريد ان تتماشى مع زملا ئها .. لماذا ؟ لأن الأفكار متدنيّة ، ولكن الإسلام غير ذلك يا حضرات .. الإسلام حريص على البنت المسلمة أن تظلّ طوال حياتها مرتاحة البال ، سعيدة النفس راضية الضمير ، وأنتم تلاحظون وسائل الإعلام وما فيها : منهن من تتزوج سبعة ، ومنهن من تتزوج ثمانية .. وحياة كلها كما ترون ليس فيها ترابط ، ولا موّدة ولا إخاء ، ولكنها كلها حياةً مفككة .
لكن الحياة التى يريدها الإنسان أن يعيش طوال عمره هانئ النفس ، لا يؤذيه ضميره على عملٍ عمله فى فترة شبابه ، أو فى ساعة فقد فيها السيطرة على غرائزه ، وتظلّ طوال عمرها تتألم على هذه اللحظة ، ولا تقدر على علاجها أبداً .
فالإسلام قال لا .. البنت المسلمة تحب الله وتحب رسول الله ، وتحب أختها فى الله وبعد ذلك فيه حدود ، حتى إن الإسلام فى المنزل قال : أن البنت من سن 10 سنوات .. المفروض أ لاّ تنام مع أخيها فى حجرةٍ واحدة : ( مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين ، وأضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين ، وفرقوا بينهم فى المضاجع ) .. كيف نفرّق بينهم فى المضاجع ؟
الولد فى حجرة والبنت فى حجرة ، والبنت إذا كان لها أخت تنام معها فى نفس الحجرة ، ولا يدخلون تحت غطاءٍ واحدٍ .. نعم الإسلام قال كذلك لماذا ؟ لأنها تحتّك أعضائها بأعضاء أختها فتتهيج عندها الغريزة والشهوة .. وكذلك لا ينفع أن البنت تدخل الحمام مع بنت أخرى ، وهذا ممنوع فى الإسلام ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : ( كما أن الرجل لا ينظر إلى المرأة فإن المرأة لا تنظر إلى المرأة ) لا تنظر منها أيضاً إلاّ للظاهر : الوجه والكفين ، لكن الممنوع أن تتطلع على عوراتها ، والإسلام حريصٌ على هذا الأمر .
إذاً لا ينفع لإثنين أن يدخلا الحمّام مع بضهما .. لا ينفع لإثنتين أختين مع بعضهما فى بيتٍ واحدٍ أن تدخلا الحمّام للإستحمام فى حمّام واحدٍ .. الإسلام حريص على أن البنت تتربّى على الطُهر والعفاف فى الإسلام .. طبعاً نحن نعلم بأن المثيرات من الخارج ، إن كان التلفزيون ، أو من الدّش ، أو من المجلاّت التى نتناولها مع بعض ، أو الكوتشينة التى جاءت إلى المدرسة وعليها صور عاريات ، وهذه الأشياء موجودة بيننا .. أو الكتب التى تتكلّم عن الجنس بطريقةٍ فاضحةٍ ، وهذه تجذب أفكارنا .. فكيف تقى البنت نفسها لكى تبقى مسلمة ؟ ..
الإسلام وضع للبنت المنهج الإسلامى الصحيح لكى تكون من الزوجات المسلمات والتى قال ربنا فيهم ﴿ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ ﴾ (التحريم : 5) شرط الزوجة المسلمة أن تكون مسلمة ، مؤمنة ، قانتة { يعنى طائعة لله عزّ وجلّ ولرسوله ولزوجها } ، وأعطى للبنت الإختيار ، ولم يترك لولىّ الأمر أن يُجبرها على أن تتزوّج بشخصٍ ما أو كذا ..
عندما ذهبت السيدة الخنساء بنت حُذّى إلى رسول الله ، وقالت يارسول الله إنّ أبى زوجنى من فلان وأنا له كارهة .. لا أحبه ، ففرّق النبى بينهما ، وقال إن البنت لا تتزوج إلا إذا إستؤذنت ، أو إذا رضيت أو إلا إذا وافقت .. وعندما ذهبت له أُخرى وقالت له : يارسول الله أن أبى زوّجنى من إبن أخيه ـ ليرفع معيشته وحالته الإقتصاديّة ـ وكان غنيّاً ، وأنا له كارهة فقال لها إن شئتى أمضيت هذا الزواج ، وإن شئتى فرّقت بينكما ، فقالت يارسول الله أنا رضيت ولكنى أردت أن يعلم النساء ، ويعلم الجميع أن ليس للآباء فى هذا الأمر شيئاً .
فأعطى للبنت الحريّة فى إختيار الرجل المناسب الذى تتطلّع إليه ، وفتى الأحلام الذى يُداعبها ، والتى تتخيله وتحلُم به .. ولكن لا بد أن تنزل إلى أرض الواقع شويّة .. لأنه ليس كل ما يفكر فيه الإنسان يحصل عليه ، ولكن أعطاها الحريّة فى هذا الأمر ، ولذلك قال لنا النبى : ( البكر- البنت التى لم تتزوج بعد – تُستأذن – والبنت كانت تستحى ، ولكن فى هذه الأيام من يستحى لم يعد كثيرـ فقال : وإذنها سكوتها ) يعنى إاذ سكتت فتكون موافقة على هذا الزواج ، فأعطاها الحريًة فى هذا الشخص الذى تريد أن تتزوج به ، وهذا الشخص الذى تمارس معه الحب ، وتمارس معه كل ما يخطر على البال وكل ما يدور فى الخيال لأن هذا الشخص هو الشخص الذى إختارته ، ويكون هذا الأمر على شرع الله ، وعلى سُنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم .. الذى قبل ذلك قال : لا .. ربنا قال فى المسلمة :
﴿ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ الله ﴾ ( النساء : 34)
أى تحفظ نفسها و تمشى على شرع الله عزّ وجلّ .. حتى لا يضحك عليها .. لأنه حدث قبل ذلك .. ومعذرةً فى الإسم ، أنا أدعوه ذئباً بشريّاً .. ومعذرةً هذه أسئلة تُوجه إلىّ ، فتقول لىَ البنت : يا أستاذ إن ألأستاذ فلان يحبنى ويقول اى أنه يحبنى ، فأقول لها : لا .. هذا الأستاذ حالته شيئٌ من إثنين :
لأن فارق السن بينك وبينه فترة زمنيّة .. فإمّا أن يكون من الأساتذة الذين يضحكون على البنات من أجل الدروس .. وإمّا يريد مأرب شهوانى عدوانى لا يليق بأنثى أن تسلمّ له فيه ، لأنها بعد ذلك تفقد شرفها .. وهذا الوضع أيضاً هو نفس الوضع بالنسبة لأى شاب ، لأن الشباب إذا كان فعلاً معجب بك .. تقول له : هل تريدنى .. يقول لها : نعم ، تقول له تعالى .. الباب مفتوح ، تعالى لوالدى وتقدم لخطبتى .. هذه هى البنت المسلمة .. أنتم طبعاً تعرفون أن فى الجامعات أشياء ، وإن شاء الله ستدخلون الجامعة ، فستجدوا بعض البنات الخارجات التى ليس عليها رقابة أسريّة ، وتريد أن تظهر بأنها متحضرة ، او متمدينة ، فتمشى على حسب هواها وتجلس طوال النهار فى الكافتريا .. اليوم مع فلان ، وغداً مع علاّن ، وبعده مع واحدٍ آخر ، وتمشى مع هذا شوية ومع هذا شوية .. وبسؤالها ماذا تفعلى يا فلانة ؟ .. تقول أتسلىّ .. فهل هذا الكلام فيه تسالى ؟ !!
البنت سُمعة وأى كلمة ولو بسيطة تؤثر فى سُمعتها ، ولا تقدر هى على محوها أو إزالتها أبداً ..
هذا الشاب الذى يريد أن يجلس معها ، ماذا يريد منها ؟ .. لماذا يدردش معها معها شويّة ، إذا كان يريد أن يتمشّى معها شويّة لكى يُمتع نفسه بالحديث معها ، أو إذا كان إنسان شرير يضحك عليها ، ويقول لها نتزوج زواج عُرفى ، وليس هناك شيء إسمه زواج عرفىّ ولا إسمه زواج سرّى .. فتتزوج ولا يعرف أبوك ولا أمك ولا يعرف أبى ولا أمى ، ويحضّر إثنين من الطلبة ويكتب الكتاب على ورقة ، ويقول لها خذى الورقة معك ، ويأخذها ويبحثوا عن شقة مفروشة ، ويتزوج ويدخل بها ، وبعد الزواج والإنجاب يقول لها لا أعرفك .. وهذا الكلام كل يوم نسمعه .. فيقول لها لم أتزوج بك ولا أعرفك ، فترجع ثانيةً لأبيها فيقول لها : لا أعرفك أنتى فضحتنى فى البلد ، وأمام المركزكله ، وتكون النتيجة ضياع مستقبلها إلى أين تذهب ، وأين تنام .. الذى يأخذها لتنام عنده يكون طبعاً طمعان فيها ، وتترك هذا وتذهب لذاك ، فيضيع مستقبلها .. لماذا ؟ للخطأ الذى إرتكبته فى البداية ، وضحك عليها واحدٌ وتزوجها زاواجاً عُرفى ..
الزواج واضح ، إنت تحبنى وتريدنى تعال إلى والدى فى البيت .. أمّا غير ذلك فتعرفى أنه ذئبٌ بشرى يريد أن يأكلك ، ولكن يداهن فى الأول بالحيلة والخديعة إلى أن يصل إلى غرضه الدنيء.
وطبعاً البنت المسلمة تحفظ هذا تماماً ..
هل معنى هذا ألاّ تختلط نهائياً بطلبة الجامعة ، أو بالزملاء فى المدرسة ؟ .. لا .. تختلط ولكن فى حدود التعقل والأدب .. تريد مُذكّرة منه مثلاً بشرط أن لا يكون فيها خطاب منه ، ولا يكون فيها رسمأ ولاغير ذلك .. الناحية الثانية والخطيرة التى حرص عليها الإسلام ، إيّاك أن تفكرى فى يوم من الأيام أن تختلى بشاب ولو كان قريب ، قال الحبيب صلى الله عليه وسلم : ( ما إجتمع رجل وإمرأة ، إلاّ وكان الشيطان ثالثهما ) والمباح له أن يجلس معك و جزءٌ من جسمك مكشوف هو أبوك أو الأخ أو العم أو الخال أو الجد .. وغير ذلك ممنوع ….
إبن العم لا يصّح أن يرى شيئاً منك إلاّ الوجه والكفين ، ولا يصّح أن يجلس معك فى البيت بمفردك ، لأن معظم المصائب تأتى من الأقارب .. كما تعلمون ، يعلم أن أهل البيت مسافرون اليوم ، ولا يوجد غير فلانة ، يأتى طبعاً ويجلس معها والشيطان ثالثهما .. وهذا لإبن العم وإبن الخال ، وإبن العمة وإبن الخالة .. لماذا ؟ .. لأنه لا يوجد أحدٌ يشُك فيه .. إبن عمّى جاء لزيارتى .. لا المسلمة تحافظ على أن لا تختلى بشاب فى أى مكان ، لكى تتقى الشبهات .
إذاً البنت المؤمنة تمنع الخلوة نهائياً مع أى شاب ، والخلوة كما قلت جلوس واحد مع واحدة فى مكان مغلق .. فنفرض أنه خطبها وقدّم الشبكة ، لا يكون هناك خلوة .. يريد أن يجلس معها ، يجلس معها فى حجرة يكون الباب فيها مفتوحٌ لكى يراهم الجميع ، وإذا أغلق الباب فيكون حرامٌ .. إنه خطبها وقدّم الشبكة لا بأس ، ولكننا لا نعلم هل سيتم الزواج أم لا ؟ وكذلك حتى بعد عقد القران ، لا نعلم هل سيتم الزواج أم لا ..
يعنى لا خلوة إلاّ بعد الزواج الفعلى .. لماذا ؟ كما قلت لا نُعرّض أنفسنا للخطر ، وكما يقول البعض لا تضع البنزين بجانب النار .
فالحب والغريزة لا تتم إلاّ بعد الزواج للشاب والفتاة ، ويكون على سنة الله ورسوله ، وكما قلنا فى البداية أن تعرف أن مستقبل البنت فى عفتها ، والشاب مهما كان مستهتر حتى لو كان صاحب مجون أو صاحب لهو ، أول مايريد الزواج يقول أنا أريد فتاة مؤدبة ومحتشمة .. فيقال له وفلانة التى كانت تمشى معك ، فيقول : لا .. لاتنفع طالما مشيت معى ، فستمشى مع غيرى ، والمصيبة كلها تقع على الفتاة .
فالفتاة العاقلة الراجحة العقل تعمل حسابها أن مستقبلها فى عفتها ، فعليها بثلاث :
البند الأول :
الشاب الذى يزعم لها ، أو المدرس الذى يزعم لها أنه يحبها ليس له علاقة بهذه المسائل الأخرى .. لا خطاب ولا سلام ولالقاء .. إلاّ بعد أن يأتى إلى البيت ، وتكون هناك مواجهة ، وتعلن الخطوبة ، ونتلاقى على سُنة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
البند الثانى :
النظرة ، ربنا قال لنا :﴿ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ ﴾ ( النور : 31) .. شيءٌ طبيعى أن النظرة .. العين مع العين تحرك الغريزة الكامنة فى الداخل ، ولذلك الإسلام علمنا أن البنت عندما تتكلم مع رجل ، فبدلاً من أن تمشى وسط الطريق تمشى على جنب ، ولا تكون عينها فى عينه : إمّا تنظرفى الأرض أو لأعلى ، أو على اليمين أو على الشمال ، لكن العين فى العين .. لا.. الرسول قال لنا : ( النظرة سهمٌ مسمومة من سهام الشيطان من تركها مخافة الله أعطاه الله إيماناً يجد حلا وته فى قلبه ) .
الإسلام قال لك الأولى .. ولكن ليست الأولى أن تنظر ربع ساعة ، هى تريد أن تعرف من هذا ومن هذا فقط .. يعنى لحظة بسيطة فقط حتى أن النبى كان مع زوجاته ، ودخل سيدنا عبد الله بن أم مكتوم ، وكان أعمى فظل زوجاته جلوس فى أماكنهم ، فقال لهم : لماذا لا تقوموا ؟
فقالوا يارسول الله إنه أعمى ، فقال لهم : وهل أنتم عمياوات ؟ !!
فالنظرة مُطالب بها الرجل والبنت ، لأن النظرة هى البريد الأول للشهوة ، وهى التى تحرّك القلب .. ونحن عندما نأكل ، بماذا نأكل ؟ بالعين أولاً ، فعندما ننظر إلى الطعام ويعجبنا نميل له ، ونأكل منه ، لأن العين عليها الأساس كله .. وكذلك العين رأت كذا أوكذا .. على الفور تحرّك الشهوة .
البند الثالث :
اللازم للبنت المسلمة فى تعاملها مع الشاب كما قال ربنا فى كيفية المخاطبة ﴿ وَقُلْنَ قَوْلا مَعْرُوفًا ــ كيف يارب ــ قال : فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ ﴾ ( الأحزاب: 32) .
تريدى أن تكلميه وتظهرى له أنك بنت متحضرة ، وتكلميه بميوعة ، فعلى الفور يقول هذه البنت تحبنى ، ونفس الحكاية بالنسبة للشاب المدرس ينظر للبنت مرتين أو ثلاثة .. فتقول ليس معنى أنه ينظر إلىّ أنه يحبنى ..
إذاً تعاملك سواءٌ فى أو المدرسة أو فى الجامعة أومع الشباب يكون بالتعامل الإسلامى :
﴿ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلا مَعْرُوفًا ﴾ ( الأحزاب: 32) . كلام معروف .. ماهو هذا الكلام ؟
أنا أريد هذه المحاضرة .. أنا أريد هذا السؤال .. كلام معروف وبأدب ، وبزوق، وبحشمة، ووقار .. وهو نفسه حتى ولو سيفكر فيها يعمل ألف حساب ، لأنه يراها بنت مؤدبة .. وهذا هو النظام الإسلامى فى هذا الأمر.
وليس معنى ذلك أن تكون مكشّرة ( أى عابسة ) وغاضبة فى التعامل مع الناس !! لا الرسول قال : ( تبسمك فى وجه أخيك صدقة )
فمن يكون هو ؟ ..الذى تطمئن هى له ، إذا كان أبوها أو أخوها أو زوجها أو عمّها ، هنا يكون الكلام والتبسم بهذا النمط : ( تبسمك فى وجه أخيك صدقة ) يعنى حركاتك محسوبة عليك ولذلك قال تكملم الكلام المعروف .. وماذا ثانيةً ، ربنا قال لحضرة النبىّ :
﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لازْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ ﴾ ( الأحزاب : 59) ، فعندما تدخل الجامعة تكشف شعرها وتلبس الملابس فوق الركبة ، وتضع الأصباغ على وجهها فتلفت نظر الشباب وهى تقول لهم تعالوا .. والمصيبة الكبرى إذا وضعت عطراً ، وأنتم تعلمون أن الرائحة للبنات ممنوعة :
( أيما إمرأةٌ إستعطرت فمرّت على قومٍ فشموا رائحتها فهى زانية ) .. فهل لا نضع رائحة ؟ لا نضع الرائحة التى نشمها نحن وغيرنا لا يشمها ، وإذا كانت فى ليلة الزواج وما بعدها تعطر الحجرة كلها .. لماذا الإسلام أمرها بهذا الأمر ، فإذا كانت ذاهبة للمدرسة أو للجامعة فلا تضع رائحة ، وكذلك لا تضع رائحة وهى ذاهبة للعمل ، تلبس الزى الشرعى الذى أمرها به الإسلام .
وهو الذى لا يظهر منه من الجسم إلاّ الوجه والكفين ، وبعد ذلك الشرط الثانى أن يكون واسعاً فضفاضاً ، ولا يظهر مفاتن الجسم كما يفعل بعض البنات تلبس العباءة وبعد ذلك تضع حزاماً يبين تفاصيل الجسم ن فهذا لا ينفع !! لابد وأن يكون واسع وفضفاض ،ولا يكون شفّاف كملابس الصيف التى تظهر الجسم .. ولا يظهر جزء من الشعر ، لأن هذا حرام لأن حدود الوجه من منبت الشعر إلى أسفل الذقن ، ولا تتعمد أن تظهر أى جزء من شعرها أو جسمها ، لآن ذلك حرام ، وكما قـلنا أن الوجه من منبت الشعر إلى أسفل الذقن ، ومن الأذن إلى الأذن .. وهذا هو المفروض أن يظهر .
وبعض النساء تلبس بنطلوناً .. البنطلون إذا كان عليه بلوزة طويلة فلا مانع ، أو عليه ، جيبة طويلة ، فلا مانع .. إمّا إذا كانت البلوزة قصيرة فلا ينفع وتدخل فى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛
( لعن الله المتشابهات من النساء بالرجال ) أنها تتشبه بالرجل .
الجزء الثانى: