• Sunrise At: 4:54 AM
  • Sunset At: 6:59 PM

Sermon Details

6 مارس 2014

الحلقة الثانية_عناية رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجسم البشرى

ABOUT SERMON:

شارك الموضوع لمن تحب

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله على النعمة العظمى التي أكرمنا بها الله؛ نعمة حبيبه ومصطفاه، والصلاة والسلام على سر كل الجمال، ومصدر كل الكمال؛ سيدنا محمد وآله وصحبه وكل من والاه.

كل مؤمن يهفو بالإيمان قلبه يتوق إلى صاحب الأوصاف سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ويتمنى أن يُسعفه الله عز وجل برؤيته، وأن يحظى منه بنظراته، ومناه وكل ما يتمناه أن يسمع بضع كلمات من عظيم كلماته، حبَّذا لو كان له موجِّهاً وناصحاً ومرشداً، فهذا غاية الغايات، ومنى كلِّ أهل السعادات.

ولما كان يتعذَّر على كثير من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وصفه، ولم يصفه منهم إلا القليل، وكان أكمل هذه الأوصاف ما وصفه به الإمام علي، وهند بن أبي هالة ابن السيدة خديجة، وسيدنا أنس بن مالك، وجُلَّة من الصحابة الكرام حوالى الخمسة عشر صحابياً، وكان الكثير من ألفاظهم الواردة بالوصف الشريف -بحسب زمانهم- صعبة الفهم الآن على أهل زماننا؛ فقد اجتهدت بتوفيق من الله عز وجل ورعايته أن أترجم هذه الأوصاف بكلمات سهلة ميسرة يستطيع أن يفهمها أي إنسان، وهي كالتالي[1]:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم :

حَسَنَ الْجِسْـمِ[2]، فَخـْمَاً مُفَخَّمَاً[3] (عظيماً معظَّماً)، أَحْسَنَ النَّاسِ وَجْهاً، يَتَلألأُ (يستنير) وَجْهُهُ تَلأْلُؤَ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، وَأَحْسَنَهُمْ خُلُقاً، لَيْسَ بِالطَّوِيلِ الْبَائِنِ وَلاَ بِالْقَصِيرِ[4]،بَلْ كَانَ يُنْسَبُ إلى الرِّبْعَةِ – مَرْبُوعَاً[5]– إِذَا مَشَى وَحْدَهُ، وَمَعَ ذَلِكَ فَلَمْ يَكُنْ يُمَاشِيهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ يُنْسَبُ إِلَى الطُّولِ إِلا طَالَهُ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم، وَلَرُبَّمَا اكْتَنَفَهُ الرَّجُلان الطَّويلان فَيَطُولُهُمَا، فَإذَا فَارَقَاهُ نُسِبَا إلى الطُّولِ ونُسِبَ هُوَ صلى الله عليه وسلم إلى الرِّبْعَةِ، وَيَقُولُ صلى الله عليه وسلم: “جُعِلَ الخَيْرُ كُلُّهُ فى الْرِّبْعَةِ” [6]،

(وَكَانَ صلى الله عليه وسلم إِذَا جَلَسَ يَكُونُ كَتِفُهُ أَعْلَى مِنْ جَمِيعِ الْجَالِسِينَ[7]، وَكَانَ صلى الله عليه وسلم عَظِيمَ الصَّدْرِ)[8]، بَعِيدَ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ[9]، أَسِيلَ الْخَدَّيْنِ (لَيْسَ فِيْهمَا ارْتِفَاعٌ)، شَدِيدَ سَوَادِ الشَّعْرِ [10]،(نِاعِمَ أَمْلَسَ الشَّعْرِ مُتَمَوَّجاً قَلِيلاً)[11]، أَكْحَلَ الْعَيْنَيْنِ [12] (أَسْوَدَ الأجْفَانِ، فِى بَيَاضِ عَيْنَيْهِ حُمْرَةٌ، طَوِيلَ شَعْرِ الأجْفَانِ[13]، مُقَوَّسَ الْحَوَاجِبِ مَعَ طُولٍ بِغَيْرِ اتِّصَالٍ بَيْنَهُمَا[14]، طَوِيلَ الأنْفِ مَعَ دِقَّةِ أَرْنَبَتِهِ وَفِي وَسَطِهِ بَعْضُ اِرْتِفَاعٍ،[15] أَبْيَضَ الأَسْنَانِ مَعَ بَرِيقٍ وَتَحْدِيد فِيهَا، مُنْفَرِجَ الثَّنَايَا)[16]، إِذَا تَكَلَّمَ رُؤِىَ كَالْنُّورِ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ ثَنَايَاهُ[17] (وَاسِعَ الفَمِّ)[18]، وَكَانَ صلى الله عليه وسلم أَحْسَنَ عِبَادِ الله شَفَتَيْنِ وَأَلْطَفَهُمْ خَتْمَ فَمِ[19].

(وكان صلى الله عليه وسلم أبيضاً مشوباً بحمرة[20]، مُشـْرقَ اللَّوْنِ نيِّرُه[21]، مُعْتَدِلَ الْخَلْقِ فِى السَّمِنِ، بَدَنَ فِى آخِرِ عُمْرِهِ، وَكَانَ مَعَ ذَلِكَ لَحْمُهُ مُتَمَاسِكَاً، يَكَادُ يَكُونُ عَلَى الْخُلُقِ الأوْلِ لَمْ يَـضُرْهُ السِّمْنُ[22]، يَشُعُّ النُّورُ مِنَ الأعْضَاءِ الْخَاليةِ مِنَ الشَّعْرِ)[23]، مَوْصُولَ مَا بَيْنَ اللَّبَّةِ (مِنْ أعْلَى الصَّدْرِ) إلَى السُّرَّةِ بِشَعْرٍ يَجْرِي كَالْخَط، عَارِيَ الثَّدْيَيْنِ وَالْبَطْنِ مِمَّا سِوَىٰ ذٰلِكَ، أَشْعَرَ الذرَاعَيْنِ وَالْمَنْكَبَيْنِ وَأَعَالِي الصَّدْرِ.

طَوِيلَ الزَّنْدَيْنِ (عَظْمَا الذِّرَاعِين)، رَحْبَ الرَّاحَةِ[24]  

(وَاسِعَ الْكَفِّ حِسَّاً وَعَطَاءاً[25]، ضَخْمَ الْكَفَّين[26]، قَالَ ابْنُ بَطَّال: كَانَتْ كَفُّهُ صلى الله عليه وسلم مُمُتَلِئَةً لَحْمَاً غَيْرَ أَنَّهَا مَعَ غَايَةِ ضَخَامَتِهَا وَغِلْظَتِهَا كَانَتْ لَيِّنَةً[27]، كَمَا ثَبَتَ فِى حَدِيثِ أَنَسٍ قَالَ: ” مَا مَسَسْتُ خَزًّا قَطُّ وَلا حَرِيرًا أَلْيَنَ مِنْ كَفِّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم “[28]، وَكَانَ صلى الله عليه وسلم طَويلَ الأطْرَافِ طُولاً مُعْتَدِلاً )[29].

وَكَانَ صلى الله عليه وسلم أَحْسَنَ النَّاسِ قَدَمَاً[30]، (فَقَدْ كَانَتَا مُرْتَفَعَتَينِ عَنِ الأرْضِ مِنْ وَسَطِهِمَا بِحَيْثُ لا يَمَسُّ وَسَطِهِمَا الأرْضَ)[31]، وَكَانَ مَسِيحَ الْقَدَمَين[32] (أمْلَسُهُمَا مُسْتَويَهُمَا لَيِّنَهُمَا،بِلا تَكَسُّرِ وَلا تَشَقُّقِ جِلْدِهِ)[33].وَكَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم إِذَا مَشَى (رَفَعَ رِجْلَيْهِ بِقُوَّةٍ[34]،وَكَانَ وَاسِعَ الْخُطْوَةِ [35]خِلْقَةً لا تَكَلُّفَاً. قَويَّ الأعْضَاء، غَيْرَ مُسْتَرْخٍ فِي الْمَشْي [36]، وَلا يَلْتَفِتُ وَرَاءَهُ إِذَا مَشَى، وَكَانَ صلى الله عليه وسلم يَمْشِى مَشْيَاً يُعْرَفُ فِيهِ أَنَّهُ لَيْسَ بِعَاجِزٍ وَلا كَسْلانٍ)[37].

وكان صلى الله عليه وسلم لا يَعُبُّ ولا يَلْهَث. [38]

وكان صلى الله عليه وسلم إِذَا مَشَى مَشَى أَصْحَابُهُ أَمَامَهُ وَتَرَكُوا ظَهْرَهُ لِلْمَلاَئِكَةِ[39]، وكان صلى الله عليه وسلم لاَ يَطَأُ عَقِبَهُ رَجُلاَنِ[40]،( وإنْ كَانُوا ثَلاثَةً مَشَى بَيْنَهُمَا، وإِنْ كَانَ جَمَاعَةً قَدَّمَ بَعْضَهُمْ )[41].

وعن أبى هريرة t قال:

“مَا رَأَيْتُ شَيْئًا أَحْسَنَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَأَنَّ الشَّمْسَ تَجْرِي فِي وَجْهِهِ، وَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَسْرَعَ فِي مِشْيَتِهِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم  كَأَنَّمَا الأَرْضُ تُطْوَى لَهُ، إِنَّا لَنُجْهِدُ أَنْفُسَنَا؛ وَإِنَّهُ لَغَيْرُ مُكْتَرِثٍ”.[42]

( وَكَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم نُورَاً فَكَانَ إِذَا مَشَى بِالشَّمْسِ وَالْقَمَرِ لا يَظْهَرُ لَهُ ظِلٌّ )[43].

وكَانَ وَجْهُهُ مِثْلَ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ،وَكَانَ مُسْتَدِيراً[44].

قَالَتْ أُمُّ مَعْبَدٍ فِي بَعْضِ مَا وَصَفَتْهُ بِهِ: أَجْمَلُ النَّاسِ وَأَبْهَاهُ مِنْ بَعِيدٍ، وَأَحْسَنُهُ وَأَجْمَلُهُ مِنْ قَرِيبٍ.[45]

( وَكَانَ صلى الله عليه وسلم وَاسِعَ الظَّهْرِ، مَا بَيْنَ كَتِفَيهِ خَاتَمُ النُّبوَّةِ، وَهوَ مِمَّا يَلِي مِنْكَبَهُ الأيْمَنِ، فِيهِ شَامَةٌ سَوْدَاءُ تَضْرِبُ إلَى الصُّفْرَةِ حَوْلَهَا شَعَرَاتٌ مُتَوَالِيَاتٌ كَأَنَّهَا عُرْفُ فَرَسٍ )[46]، وَكان خاتمه صلى الله عليه وسلم غُدَّةً حَمْرَاءَ مِثْلَ بَيْضَةِ الحَمَامَةِ.[47]

وكان صلى الله عليه وسلم أجْوَدَ النَّاسِ صَدْرَاً، وأصْدَقَ النَّاسِ لَهْجَةً، وأليَنَهُمْ عَرِيكَةً، وَأَكْرَمَهُمْ عِشْـرَةً ( أَحْسَنَهُمْ مُعَاشَرَةً )، خَافِضَ الطَّرْفِ (النَّظَر)، نَظَرُهُ إِلَى الأَرْضِ أَطْوَلُ مِنْ نَظَرِهِ إِلَى السَّمَاءِ، جُلُّ نَظَرَهِ الْمُلاَحَظَةُ[48].

( يُقَدِّمُ أصْحَابَهُ بَينَ يَدَيْهِ)[49]،وَيَبْدَأُ مَنْ لَقِيَهُ بالسلاَمِ،  مَنْ رآهُ بَدِيهَةً هَابَهُ، ومَنْ خَالَطَهُ مَعْرِفَةً أحَبَّهُ، يَقُولُ نَاعِتُهُ: لَمْ أرَ قَبْلَهُ وَلا بَعْدَهُ مِثْلَهُ[50]، تَوَفَّاهُ اللّهِ وَلَيْسَ فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ عِشْرُونَ شَعْرَةً بَيْضَاءَ.[51]

******************************

أحوال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم البشرية[52]

عناية النبي صلى الله عليه وسلم بجسمه الشريف

نتحدث عن عناية النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الجسم البشري الذي صاغه الله، وكوَّنه جلَّ في علاه، وأبرز ما نتوجه به في ذلك أن نعلم علم اليقين أنه صلى الله عليه وسلم كان أنظف الناس بدناً وجسماً وبيتاً وملبساً ومكاناً، بل إنه أدار أمر الإسلام كله على النظافة التامة وقال صلى الله عليه وسلم:

{ تَنَظَّفُوا بِكُلِّ مَا اسْتَطَعْتُمْ فَإِنَّ اللَّهَ بَنَى الإِسْلامَ عَلَى النَّظَافَةِ، وَلَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ إِلا كُلُّ نَظِيفٍ }[53]

وكان صلى الله عليه وسلم عندما يأتيه الوفود ينظر في المرآة، ويقول كما أخبرت السيدة عائشة رضي الله عنها: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا نَظَرَ فِي الْمِرْآةِ قَالَ:
{ اللَّهُمَّ كَمَا حَسَّنْتَ خَلْقِي فَحَسِّنْ خُلُقِي }[54]، وكان يقول: { إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ }[55]

فكان شعاره النظافة التامة، وأنا أقول ذلك حتى ننتبه إلى من يدَّعي محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتمسك بهديه، ونرى عليهم قذارة في أبدانهم، وقذارة في ملابسهم، وقذارة في بيوتهم، وقذارة في حالاتهم، لتعلم علم اليقين أن هؤلاء مُجافين بالكلية لما كان عليه حضرة النبي صلى الله عليه وسلم.

أقول ذلك لأنه انتشر في البيئات الإسلامية أن الناس يتقربون إلى هؤلاء، ويقولون أنهم مجاذيب، وأنهم أولياء لله، وأنهم مُجابوا الدعوة، وهذا أمر يُنافي ما كان عليه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في هديه، وما كان عليه صحبه المباركين رضوان الله تبارك وتعالى عليهم أجمعين.

اكتحاله صلى الله عليه وسلم

فكان صلى الله عليه وسلم يهتم بكل أعضاء جسده، يهتم بعينه، فكان له مكحلة، وكان هذا هو الدواء المحقق للشفاء لأمراض العين في هذا الزمان، وكان يكتحل كل ليلة قبل أن ينام، ولأنه صلى الله عليه وسلم هادياً مهدياً فقد علَّمنا التثليث في كل أمر، وكان يقول:

{ إِنَّ اللَّهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ }[56]

فكان يمسك المرود ويضع في اليُمنى ثلاث، وفي اليسرى ثلاث، وكان هذا دأبه، وكانت المكحلة لا تفارقه في سفر ولا حضر، تقول السيدة عائشة رضي الله عنها:

{ خَمْسٌ لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَعُهُنَّ فِي حَضَرٍ وَلا سَفَرٍ: الْمِرْآةُ، وَالْمِكْحَلَةُ، وَالْمُشْطُ، وَالْمِدْرَى، وَالسِّوَاكُ }

وفي رواية: { سَبْعٌ لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَتْرُكُهُنَّ فِي سَفَرٍ وَلا حَضَرٍ: الْقَارُورَةُ، وَالْمِشْطُ، وَالْمِرْآةُ، وَالْمَكْحَلَةُ، وَالسِّوَاكُ، وَالْمَقَصَّانِ، وَالْمِدْرَى }[57]

هذه الأشياء كان يصطحبها دوماً في كل أحواله صلوات ربي وتسليماته عليه، وكان يأمر أصحابه بالكحل ويقول:

{ عَلَيْكُمْ بِالْإِثْمِدِ، فَإِنَّهُ يَجْلُو الْبَصَرَ وَيُنْبِتُ الشَّعَرَ }[58]

والإثمد هو أعلى أنواع الكحل في زمانه وما بعد زمانه، وهذه إضافة أخرى إلى أنه صلى الله عليه وسلم كان يستخدم أفخر الأشياء، ولا يستخدم الأشياء الدون، وقد قَالَ أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ:{ رَآنِي أَبُو قِلابَةَ وَقَدِ اشْتَرَيْتُ تَمْرًا رَدِيئًا، فَقَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ اللَّهَ قَدْ نَزَعَ مِنْ كُلِّ رَدِيءٍ بَرَكَتَهُ }[59].

أي شيء رديء ليس فيه بركة، فالطعام الرديء يُمرض الجسم، والطعام الصحيح يُصحح الجسم، البركة دائماً في الشيء الجيد، ولذا كان يُراعي الجودة في كل شيء يستخدمه صلوات ربي وتسليماته عليه.

وهذا أيضاً أذَكِّر به إخواني لأنهم يرون من يتشدقون بأنهم يستنون بسنة الحبيب يمسكون بأردئ الأشياء ويستخدمونها، ويزعمون أن هذه هي السُنَّة!! وهذا غير صحيح.

مثلاً من السُنَّة استخدام السواك، والسواك عود من شجر الأراك، أومن أي شجر شبيه به، لكن إذا دخل السواك إلى دائرة التصنيع، وتم تبخيره(أى تعقيمه صناعياً)، وتم تسويته، وتم وضعه في غلاف، أيهما أفضل هذا أم السواك الذي يُلقى على الرصيف؟! لا بد أن أستخدم الجيد، لأن هذا سُنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وفي هذا العصر تغيرت الأحوال، وتطور الطب، وظهرت العلاجات الحديثة، وليس معنى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يستخدم الكحل أن أستخدمه وأحرِّم ما سواه كما يفعل بعض المتشددين الجاهلين، أنا أستخدم ما يُستحدث من دواء لأن النبي صلى الله عليه وسلم خبَّر عن ذلك فقال:

{ تَدَاوَوْا عِبَادَ اللَّهِ، فَإِنَّ اللَّهَ عز وجل لَمْ يُنَزِّلْ دَاءً إِلا أَنْزَلَ مَعَهُ شِفَاءً }[60]

وقال في الحديث الآخر: { مَا خَلَقَ اللَّهُ دَاءً إِلا وَقَدْ خَلَقَ لَهُ دَوَاءً، عَرَفَهُ مَنْ عَرَفَهُ، وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ }[61]

فهناك أدوية عرفها أهل هذا العصر، ولم تكن معروفة للسابقين، ولذا علينا استخدام الأدوية الحديثة، لأن المهم أن نحافظ على سلامة العينين لأنهما عضو رئيسي للإنسان أكرمه به الرحمن عز وجل، إما بالقطرات، وإما بالمراهم، وإما باستخدام منظار للمشي، أو منظار للقراءة، أو واحد للمشي وآخر للقراءة كما يحدد الطبيب المعالج.

وإذا جرى للعين أي أمر يعوق النظر علىَّ أن أسارع إلى الطبيب المعالج لأجلو البصر لأن هذا كان هديه صلى الله عليه وسلم في ذلك.

اهتمامه بشعره صلى الله عليه وسلم

وكان صلى الله عليه وسلم يهتم بشعره كله، شعر رأسه، وشعر لحيته، وشعر شاربه، وشعر جسمه، كل جزء منهم له قسط معلوم من عناية الرءوف الرحيم صلى الله عليه وسلم، أما شعر الرأس فقد قال في الأمر العام لجميع المنتسبين لدين الإسلام:

{ مَنْ كَانَ لَهُ شَعْرٌ، فَلْيُكْرِمْهُ }[62]

وإكرامه بالمداومة على غسله، والمحافظة على تسريحه، وكان صلى الله عليه وسلم يُسرح شعره لأنه صلى الله عليه وسلم لخصوصيته عند ربه، ولأمر لا يعلمه إلا الله لم يحلق شعره إلا في منسك من المناسك الشرعية، في عمرة أو في حج، فلم يحلقه كما نحلق نحن في الأيام العادية، وهذا ليس لنا أن نتأسى به فيه، لأن هذه خصوصية لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

كان أهل الكتاب يُسرِّحون شعورهم ويُنزلونها على هيئة واحدة ففعل صلى الله عليه وسلم ذلك في بداية دعوته موافقاً لهم تلطفاً بهم ليدخلوا في دين الإسلام، ثم بعد ذلك فَرَق شعر رأسه، وهذه الهيئة ليست بالضرورة على المرء أن يتبعها، ولكن الذي عليه أن يتبعه ضرورةً نظافة الشعر والحرص على تسريحه كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أيضاً كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يترك لحيته، وترك اللحية سُنَّة وليس فريضة كما يدَّعي بعض المتشددين، لأننا لو جعلناها فريضة لشدَّدنا على المسلمين، والنبي صلى الله عليه وسلم جعلها سُنَّة، والسُنَّة من فعلها كان له أجرها، ومن لم يفعلها ليس عليه سؤال ولا ذنب ولا عقاب، وهذا هو ما اختاره أئمة الفقه المعتدلين في مذاهبهم؛ أن إعفاء اللحية سُنَّة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وكان صلى الله عليه وسلم يُسرِّح لحيته، وينظر إليها دوماً في المرآة عندما يأتي ضيفان، وكان يأخذ منها كلها، أحياناً يأخذ من طولها، وأحياناً يأخذ من عرضها، حتى تكون كل الهيئات صالحة لأمته، فلا يدَّعي أحد أن هذا فقط هو السُنَّة وغيره خلاف ذلك.

ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يصبغ لحيته لأنه صلى الله عليه وسلم لم يظهر له في لحيته إلا ما لا يزيد عن عشرين شعرة بيضاء، لكنه أباح الخضاب – الصبغ – سواء اللحية أو الشعر لأصحابه، فكان سيدنا أبو بكر وغيره يخضبون لحيتهم، أما شعر الرأس فكان صلى الله عليه وسلم يخضبه بالحناء، وهذا لزوم الوحى، فعندما كان يأتيه الوحى كان يحدث له صداع شديد، فكان يجعل على رأسه الحناء عند نومه، وهذا يُذهب الصداع، وهذه سُنَّة عن حضرته صلى الله عليه وسلم.

أما صبغ الشعر بأي لون آخر ولو الأسود فلا بأس من ذلك، ولا مانع لأننا رأينا من يُحرِّم ذلك للرجال، لماذا تُحرم طيبات ما أحلَّ الله عز وجل؟! هو حرام في حالة واحدة إذا كان المرء مقبل على الزواج وشعره قد شاب، فيجعل على رأسه صبغة ليغش من يتقدم إليها بالخطبة، لكن إذا كان ليس له بغية في هذا الأمر فليصبغ شعره بما شاء، وخاصة النساء، فليس عليهن حرج في أن يصبغن شعرهن باللون الأسود أو بأي لون آخر، على أن يكون ذلك من شيء طيب حتى لا يؤثر في الشعر بسوء.

وتربية اللحية سُنَّة وليست فريضة لمن أراد أن يقوم بها، ويقول فيها صلى الله عليه وسلم:

{ أَحْفُوا الشَّوَارِبَ، وَأَعْفُوا اللِّحَى }[63]

ولذاكان صلى الله عليه وسلم يترك شاربه، ويأمر بقصه وليس بحلقه، وكان يقصه كل جمعة قبل الصلاة، وذلك بقصُّ الشعر الزائد النازل على الفم حتى لا يعوق الفم، قال صلى الله عليه وسلم:

{ قُصُّوا الشَّوَارِبَ مَعَ الشِّفَاهِ }[64]

ولذلك نرى أئمة المذاهب الفقهية قد كرَّهوا حلق الشارب لأنه من العلامات الفارقة بين الرجل والمرأة، حتى أن الإمام مالك أوجب في مذهبه أن يُحَد حالق شاربه ثلاثين جلدة، لأنه أصبح شبيهاً بالنساء، روى عبد الله بن عباس y قال:

{ لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ، وَالْمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ }[65]

لكن البعض يُصر على هواه، ويريد مع ذلك أن يبلغ مناه مع أنه يخالف منهج الصالحين والأئمة y في كل وقت وحين.

فكان النبي صلى الله عليه وسلم يقص شاربه كل جمعة قبل صلاة الجمعة، وأباح الأئمة أن يصنع الإنسان ذلك من عصر الخميس إلى يوم الجمعة، فيجعل شاربه وجيهاً ولا ينزل منه شيء على الشفتين، حتى يكون مؤدباً بأدب الأكل الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وكان ينهى عن نتف الشيب ويقول:

{ مَنْ شابَ شيبةً في الإِسلامِ؛ كانت له نوراً يوم القيامةِ }[66]

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقلم أظفاره كل خمسة عشر يوم مرة، وكان له طريقة في ذلك، فكان يبدأ بالسبابة ثم ما يليها، ثم يرجع إلى الإبهام، ويصنع ذلك باليمين أولاً ثم باليسار، لأنه كان يتيامن في كل أحواله، وأخبرت السيدة عائشة y:

{ كانَ النبيُّ يُحِبُّ التَّيَامُنَ في كُلِّ شيءٍ حَتَّى في التَّرجُّلِ والانتعَالِ }[67]

ولم يرد في خبر صحيح يوم مفضل لقص الأظافر، لكن المهم أنه صلى الله عليه وسلم كان يقص أظافره كل خمسة عشر يوم مرة، وكان صلى الله عليه وسلم يحلق عانته وما تحت إبطيه كل شهر مرة، ووقَّت لأصحابه وقال سيدنا أنس t:

{ وَقَّتَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَلْقَ الْعَانَةِ وَتَقْلِيمَ الأَظْفَارِ وَقَصَّ الشَّارِبِ وَنَتْفَ الإِبِطِ كلَّ أَرْبَعِينَ يَوْمٍ مَرَّةً }[68]

لكن خيركم من يمشي على الهدي النبوي لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك.

تسوُّكه صلى الله عليه وسلم

وكان صلى الله عليه وسلم حريصاً على أسنانه وعلى أسنان أصحابه، فكان يأمرهم بالسواك، ويقول:

{ مَا لِي أَرَاكُمْ تَأْتُونِي قُلْحًا؟ اسْتَاكُوا }[69]

وقلحاً أي أسنانكم مصفرة من أثر اللون الذي تكوَّن من فضلات الطعام، وكان يقول مرغباً لهم في ذلك:

{ لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلاةٍ }[70]

ويقول في فضله:

{ فَضْلُ الصَّلاةِ بِالسِّوَاكِ عَلَى الصَّلاةِ بِغَيْرِ سِوَاكٍ سَبْعِينَ ضِعْفًا }[71]

وكان صلى الله عليه وسلم كما تقول السيدة عائشة رضي الله عنها:كلما استيقظ من النوم بادر إلى السواك، لا يفارق السواك ليلاً ولا نهاراً صلوات ربي وتسليماته عليه لسلامة أسنانه، ولجودة رائحة فمه، فإنه كان صلى الله عليه وسلم حريص على أن يخرج من أفواه المؤمنين الرائحة الطيبة على الدوام.

وفي العصر الحديث ظهرت معاجين الأسنان والفرش، ولا مانع من استخدامها، وهي سُنَّة حميدة، فالفرشاة تعادل السواك عندما نضغط على الجزء الذي نستاك به ونجعله كالفرشاة، والمادة التي في معجون الأسنان إن كانت منظفة أو للرائحة الطيبة كالمادة التي في السواك لكن طورها العلم، فإن شئت فاستخدم السواك، وإن شئت فاستخدم معجون الأسنان، وإن شئت فاجمع بينهما واستخدم هذا وذاك، المهم أن تحافظ على ذلك وخاصة عند الخروج من المنزل وبعد الطعام وعند الذهاب إلى الجماعات والمجتمعات حتى لا يُرى من المؤمن إلا الرائحة الطيبة، وعند النوم.

وينبغي بالإضافة إلى ذلك لمن يُعاني من سوء رائحة فمه لأن هذا الأمر ربما يعود إلى جوفه وليس لأسنانه، فقد استحدث الطب في الصيدليات بخاخ للفم، يستخدمه المؤمن فيُعطر الفم ولا يضر، واستخدام هذا البخاخ في رمضان لا يُفطر كما أفتى علماء المملكة العربية السعودية، فتستطيع أن تستخدمه عند الخروج من المنزل، أو عند الذهاب إلى جماعة، ويستوجب على المؤمن والمؤمنة، الزوج والزوجة استخدامه عند النوم ختى لا يشم منها رائحة كريهة يتأذى منها، ولا تشم هي منه رائحة كريهة تتأذى منه، وهذا أمر سهل ميسور.

كل ما يؤدي إلى نظافة الفم والأسنان من مضمضة ومن سواك ومن معجون وغيره ينبغي على المؤمن أن يستخدمه ليتأسى في ذلك برسول الله صلى الله عليه وسلم.

هيئاته صلى الله عليه وسلم

كان صلى الله عليه وسلم في هيئاته البشرية بشر لكنه كما قيل في شأنه: “محمد صلى الله عليه وسلم بشر ليس كسائر البشر،كالياقوت حجر ليس كسائر الحجر” فإن الله عز وجل تولاه وألهمه لما فيه الخير لنفسه ولكل عباد الله جل في علاه.

سروره وغضبه

كان صلى الله عليه وسلم يُسر ويغضب ويظهر ذلك على وجهه لشدة صفاءه، كان إذا سُرَّ استنار وجهه، وظهرت عليه البشاشة، ويظهر عليه السرور، وإذا غضب يتغير وجهه، ويضرب عِرق في وجهه، ويظهر عليه الوجوم، ويظهر عليه الحزن صلوات ربي وتسليماته عليه، لكنه أعطانا روشتة نبوية لداء الغضب الذي لا تسلم منه البشرية كلها، فكان صلى الله عليه وسلم – كما علَّمنا – إذا كان واقفاً وغضب جلس، وإذا كان جالساً وغضب اضطجع، وإذا كان مضطجعاً وغضب قام واقفاً، وإذا زاد الغضب خرج عن هذا المكان، وإذا زاد الغضب عن الحد توضأ وصلَّى ركعتين لله، ويقول لمن حوله:

{ إن الغضب جمرة من النار وأن الشيطان خلق من النار وإنما تطفأ النار بالماء فإذا غضب أحدكم فليتوضأ }[72]

كما أن الماء يُطفيء النار، فالوضوء يُطفيء نار الغضب في صدر الإنسان، فكان هديه صلى الله عليه وسلم ذلك مع أنه كان لا يغضب لنفسه قط، لا يغضب إلا إذا انتهكت حرمات الله عز وجل، يغضب لرجل هتك شرع الله، يغضب لرجل فعل شيئاً يُغضب الله، لكنه لا يغضب إذا أُسيء لحضرته لأنه يعمل بقول الله عز وجل{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} (الأعراف 199)، ويقول لمن يغضب لنفسه:

{ الويل لمن يغضب وينسى غضب الله }[73]

فينبغي على المؤمن الذي يتأسى بحضرته أن يكون دائماً على هذا المنهج النبوي السديد والهدى الرشيد، يجعل لنفسه ميزاناً ألا يغضب لنفسه إلا بقَدَر، لكن لا يشتد غضبه إلا إذا كان هناك انتهاك لحرمات الله، أو انتقاص من دين الله جل في علاه.

ضحكه وبكاؤه صلى الله عليه وسلم

وكان صلى الله عليه وسلم يتبسم ويضحك، والضحك أنواع، منه التبسم وهو أن يظهر على ثغر الإنسان البسمة والسرور، وفيها يقول الحبيب  صلى الله عليه وسلم:{ تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ صَدَقَةٌ }[74]، وهذا كان في معظم أحواله.وقد قيل: { كان جُلُّ ضَحِكِهِ التَّبَسُّمُ} [75] وكان صلى الله عليه وسلم دائم التبسم، وأظن أن هذا ما نحتاج إليه الآن في العلاقات الاجتماعية، ونشر أدب التعامل في المصالح الخاصة والحكومية، دورات حُسن التعامل مع الزبائن تحتاج أولاً إلى قوله صلى الله عليه وسلم:{ تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ صَدَقَةٌ }، فكان صلى الله عليه وسلم يتبسم وهو يعظ، ويتبسم وهو يتكلم، ويتبسم وهو جالس، يتبسم دائماً، ويجعل شعار المؤمن البسمة الدائمة لإخوانه المؤمنين، والبسمة تدل على صفاء الصدر ونقاء القلب.

أما الضحك وهو التبسم مع صوت رقيق لا يُسمع إلا الشخص ومن حوله فقط، فهذا كان لا يحدث منه صلى الله عليه وسلم إلا لماماً في بعض الأمور الخاصة للإباحة، لأنه كان يُروِّح عن أصحابه، ومع ذلك كان يقول لهم: { إِنِّي لأَمْزَحُ وَلا أَقُولُ إِلا حَقًّا }[76]

وعن بن الحارث: { مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَكْثَرَ تَبَسُّمًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم }[77] وعنه أيضا: { مَا كَانَ ضَحِكُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلا تَبَسُّمًا }[78].

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحدث حديثاً إلا تبسم، وكان ضحك أصحابه عنده التبسم من غير صوت اقتداءاً به وتقديراً له صلى الله عليه وسلم، وكانوا إذا جلسوا عنده كأنما على رؤوسهم الطير، وكان صلى الله عليه وسلم إذا جرى به الضحك وضع يده على فمه، وكان صلى الله عليه وسلم من أضحك الناس وأطيبهم نفساً، وورد في أحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجزه (أي أضراسه) وإن كان من أحواله صلى الله عليه وسلم التبسم، على سبيل المثال قال صلى الله عليه وسلم لأصحابه:

{ إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ قَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَبِّ، ائْذَنْ لِي فِي الزَّرْعِ، فَيَأْذَنُ لَهُ فَيَبْذُرُ حَبَّهُ، فَلا يَلْتَفِتُ حَتَّى يَكُونَ طُولُ كُلِّ سُنْبُلَةٍ اثْنَيْ عَشَرَ ذِرَاعًا، ثُمَّ لا يَبْرَحُ مَكَانَهُ حَتَّى يَكُونَ مِنْهُ ركامٌ أَمْثَالُ الْجِبَالِ، فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لا تَجِدُ هَذَا الرَّجُلَ إِلا قُرَشِيًّا أَوْ أَنْصَارِيًّا، فَضَحِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم }[79]

وكان مرة يُحدِّث أصحابه ويقول:

{ إِنِّي لأَعْلَمُ آخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنْهَا، وَآخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولا، رَجُلٌ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ كَبْوًا، فَيَقُولُ اللَّهُ: اذْهَبْ فَادْخُلِ الْجَنَّةَ، فَيَأْتِيهَا فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلأَى، فَيَرْجِعُ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، وَجَدْتُهَا مَلأَى، فَيَقُولُ: اذْهَبْ فَادْخُلِ الْجَنَّةَ، فَيَأْتِيهَا، فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلأَى، فَيَرْجِعُ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، وَجَدْتُهَا مَلأَى، فَيَقُولُ: اذْهَبْ فَادْخُلِ الْجَنَّةَ فَإِنَّ لَكَ مِثْلَ الدُّنْيَا وَعَشَرَةَ أَمْثَالِهَا أَوْ إِنَّ لَكَ مِثْلَ عَشَرَةِ أَمْثَالِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: تَسْخَرُ مِنِّي أَوْ تَضْحَكُ مِنِّي وَأَنْتَ الْمَلِكُ، فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، وَكَانَ يَقُولُ: ذَاكَ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً }[80]

ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا المجال وهذا الأمر، لأن هذا أمر كان يُروِّح به عن نفوس أصحابه صلوات ربي وتسليماته عليه.

فكان صلى الله عليه وسلم أكثر ضحكه التبسم، ولا يضحك بصوت إلا قليلاً، ويُسمع من حوله، أما الضحك بصوت عال يُسمع البعيد فهذا ما يُسمَّى بالقهقهة، وهذا لم يكن من خصال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يكن من خصاله أن يضحك في مكان ويسمعه الذين يمرون في الشارع، لأنه صلى الله عليه وسلم كان شعاره الوقار، والضحك الزائد عن الحد يُذهب هيبة المرء، يُذهب وقاره ولذلك كان هذا هديه صلى الله عليه وسلم في هذا الأمر.

أما بكاء النبي صلى الله عليه وسلم فكان كذلك، فكان من جنس ضحكه لم يكن بشهيق ورفع صوت كما لم يكن ضحكه بقهقهة، ولكن تدمع عيناه حتى تنهملان ويسمع لصدره أزيز، يبكي رحمة لميت، وخوفاً على أمته وشفقة، ومن خشية الله، وعند سماع القرآن، وأحيانا في صلاة الليل، فعن عبدالله بن الشخير عن أبيه قال:

{ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي وَفِي صَدْرِهِ أَزِيزٌ – صوت – كَأَزِيزِ الْمِرْجَلِ – القدر – مِنَ الْبُكَاءِ }[81]

فكانت تدمع عينه صلوات ربي وتسليماته عليه، وكان ذلك في أمور، فكان يبكي شفقة على أمته ورحمة بهم، وحنانة عليهم، ويقول: أمتي أمتي، حتى أنزل الله عز وجل الأمين جبريل وقال:

{ إِنَّا سَنُرْضِيكَ فِي أُمَّتِكَ وَلا نَسُوؤُكَ }[82]

وكان يبكي أحياناً رحمة لمن مات من ذوي قرباه، فقد كان سيدنا عثمان بن مظعون t قريب له ومن المحببين إلى قلبه صلوات ربي وتسليماته عليه، فلما مات عثمان طفرت الدموع من رسول الله صلى الله عليه وسلم، تقول السيدة عائشة y:

{ قَبَّلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ وَهُوَ مَيِّتٌ، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى دُمُوعِهِ تَسِيلُ عَلَى خَدَّيْهِ }[83]

{ ولما مات ابنه إبراهيم جَعَلَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَذْرِفَانِ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ t: وَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟! فَقَالَ: يَا ابْنَ عَوْفٍ إِنَّهَا رَحْمَةٌ }[84].

وكذلك ورد أنه: { أَرْسَلَتِ ابْنَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِ، إِنَّ ابْنًا لِي قُبِضَ فَأْتِنَا، فَأَرْسَلَ يُقْرِئُ السَّلاَمَ وَيَقُولُ: إِنَّ للهِ مَا أَخَذَ وَلَهُ مَا أَعْطَى، وَكُلٌّ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمًّى، فَلْتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ، تُقْسِمُ عَلَيْهِ لَيأْتِيَنَّهَا؛ فَقَامَ وَمَعَهُ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَرِجَالٌ؛ فَرُفِعَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الصَّبِيُّ وَنَفْسُهُ تَتَقَعْقَعُ كَأَنَّهَا شَنٌّ، فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ فَقَالَ سَعْدٌ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا هذَا فَقَالَ: هذِهِ رَحْمَةٌ جَعَلَهَا اللهُ فِي قُلُوبِ عِبَادِهِ، وَإِنَّمَا يَرْحَمُ اللهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءُ }[85]

وعن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ y قَالَ: اشْتَكَى سَعْدٌ بن عِبَادة شَكْوَى، فَأَتَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَعُودُهُ مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، فَلَمَّا دَخَلَ وَجَدَهُ فِي غَشِيَتِهِ، فَقَالَ: قَدْ قَضَى يَا رَسُولَ اللَّهِ:

{ فَبَكَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا بَكَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَكَوْا، فَقَالَ: أَلا تَسْمَعُونَ إِنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلا لا يُعَذِّبِ بِدَمْعِ الْعَيْنِ، وَلا بِحُزْنِ الْقَلْبِ،وَلَكِنْ يُعَذِّبُ بِهَذَا أَوْ يَرْحَمُ، وَأَشَارَ إِلَى لِسَانِهِ }[86]

فكان بكاءه صلى الله عليه وسلم بغير صوت ولا نشيج، وإنما تطفر الدموع من عينيه فقط صلوات ربي وتسليماته عليه، وكان أحياناً يبكي من خشية الله، وقد قال صلى الله عليه وسلم لنا:

{ عَيْنَانِ لا تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ }[87]

وهو صلى الله عليه وسلم كان أقرب الناس وأولى الناس وأول الناس خشية لله عز وجل، فكان صلى الله عليه وسلم يبكي عند قراءة القرآن أو سماعه، يقول سيدنا عبد الله بن مسعود t: قَالَ لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

{ اقْرَأْ عَلَيَّ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَأَقْرَأُ عَلَيْكَ وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ، قَالَ: نَعَمْ. فَقَرَأْتُ سُورَةَ النِّسَاءِ حَتَّى أَتَيْتُ إِلَى هَذِهِ الآيَةِ: ) فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا ( قَالَ: حَسْبُكَ الآنَ، فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِ فَإِذَا عَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ }[88].

فكانت دموعه صلى الله عليه وسلم في هذه المناسبات، وفي هذه المشاهدات، دموع تطفر من عينيه بلا صوت ولا حس ولا حركة صلوات ربي وتسليماته عليه.

العطاس والتثاؤب

وكان صلى الله عليه وسلم له عطاس، وعند عطسه علَّمنا أن يُخفض صوته، وأن يجعل يده على فيه أو جزء من ثوبه، ولا بأس في هذا العصر أن تضع منديلاً إن كان ورقياً أو كان قماشاً، وكان يكره أن يسمع رجلاً في المسجد يرفع صوته بالعطاس، ويقول:

{ إِنَّ اللَّهَ عز وجل يَكْرَهُ رَفْعَ الصَّوْتِ بِالْعُطَاسِ وَالتَّثَاؤُبِ }[89]

فكان يكره الذي يعطس بصوت مرتفع، إن كان في المسجد أو غيره لأنه كان صلى الله عليه وسلم حريص على الأدب الجم الذي علَّمه له الله عز وجل، والذي قال فيه له مولاه:{ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }(القلم-4).

وكان صلى الله عليه وسلم إذا عطس حمد الله فيقال له: يرحمك الله فيقول: يهديكم الله ويصلح بالكم.

أما التثاؤب فما كان يتثائب قط، وقد حفظه الله منه، وقد قال صلى الله عليه وسلم:{ ما تثاءب النبي صلى الله عليه وسلم قط }[90] وفى الأثر: { ما تثاءب نبي قط }، وكان صلى الله عليه وسلم يكرهه من غيره،
ويعلِّم أصحابه عند التثاؤب أن يضعوا يدهم مقلوبة أو شيئاً على أفواههم، ويأمرهم أن يستعيذوا بالله من الشيطان الرجيم، ويقول:{ التَّثَاؤُبُ مِنَ الشَّيْطَانِ }[91]

ادفع هذا الأمر لأنه من الشيطان، وهذا كان أمره في التثاؤب لأمته.

تطيبه صلى الله عليه وسلم

عندما نرى الأوصاف العظيمة التي سار عليها رسول الله، والعناية بجسده نجد أن الأمر الجامع التام العام العناية بأعضاء أعطاها لنا الله، العناية بالجسم كله، وأبرز ما فيها النظافة والهيئة الطيبة، فكان صلى الله عليه وسلم يأمر كل مسلم أن يغتسل كل سبعة أيام مرة ويقول صلى الله عليه وسلم:

{ حَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يَغْتَسِلَ كُلَّ سَبْعَةِ أَيَّامٍ، وَأَنْ يَمَسَّ طِيبًا إِنْ وَجَدَهُ }[92]

وجعل الغسل يوم الجمعة سُنَّة لأن الإنسان سيقابل الجماهير الإسلامية،
ولذا لا بد أن يكون نظيف.

كان  صلى الله عليه وسلم عَرَقه – كما ذكرنا – أطيب من ريح المسك.

ولا يمس أحداً بيده إلا ومكث ريح طيبة في يده ثلاثة أيام على الأقل.

وإذا مشى في طريق عُرف أنه مشى في هذا الطريق من رائحته الطيبة التي فاحت في هذا الطريق.

ومع ذلك كله كان صلى الله عليه وسلم يعتني بالطيب غاية الاعتناء:

  • فكان صلى الله عليه وسلم له وعاء يضع فيه كل أنواع الطيب العظيمة والفخمة.

  • وكان ويضع من الطيب على رأسه، وعلى لحيته، وعلى جسده.

  • مرة يضع العود، ومرة يضع المسك، ومرة غيرهما من أنواع الطيب التي كان صلى الله عليه وسلم يحرص عليها دائماً.

  • وكان يحرص على التطيب في كل الأحيان، وخاصة عند الذهاب إلى المسجد، وعند الجمعة، وعند الجماعات، وعند الدخول في المجتمعات.

  • ولذا رُوي عن سيدنا أنس بن مالك t أنه كان لا يَرُدُّ الطيب، وسُئل في ذلك، فقال y:

{ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ لا يَرُدُّ الطِّيبَ }[93].

فهذا الجسد النوراني الذي عرقه أطيب من طيب كل الوجود، ومع ذلك يستخدم الطيب ليُعلِّمنا أن نتطيب، وأن نحرص على الطيب، وأن نكون على خطى الحبيب صلى الله عليه وسلم.

وكان صلى الله عليه وسلم يحب الطيب والرائحة الحسنة ويستعملهما كثيراً ويحض عليهما ويقول:

{ إِنَّمَا حُبِّبَ إِلَيَّ مِنْ دُنْيَاكُمُ النِّسَاءُ، وَالطِّيبُ، وَجُعِلَ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلاةِ }[94]

أما الرواية التى تقول: “حبب إلي من دنياكم ثلاث” فلا أصل لها:

ففي المواهب قال شيخ الإسلام الحافظ بن حجر: إن لفظ ثلاث لم يقع في شيء من طرقه وزيادته تفسد المعنى، وكذلك قاله الوالي العراقي في أماليه وعبارته ليست هذه اللفظة وهي ثلاث في شيء من كتب الحديث وهي مفسدة للمعنى فإن الصلاة ليست من أمور الدنيا.

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الطيب ويكره الرائحة الكريهة.

وما دمنا سنتطيب:

  • فيجب أن نختار الطيب الذي ليس له مردود سلبي على أعضاء جسم الإنسان. ونتبع الطرق العلمية التي هدانا إليها أطباء الأبدان، فالعطور تحتوي على كحول، وإذا وضعت مباشرة على أي جزء من الجسم فإنها تؤثر فيه وتجعل هناك حساسية في هذا الموضع، لكن يجب أن أضع أولاً العطر على اليد ثم أمسح به ما شئت من جسمي.

  • ولذلك دائماً أحذر الأحباب من وضع العطر أو رشه مثلاً مباشرة على الوجه لأن هذا قد يكون له تأثير سلبي على العين، ولكن يجب وضعه على اليد أولاً،

    فهذه هي الطريقة الصحيحة لاستخدام الطيب كما ينح أهل العلم.

  • وألا يكون – كما يبيعه الباعة الجائلون على أبواب المساجد – زيتاً من نوع رديء (مجهول الهوية والمصدر عادة) ويضعون عليه قطرات عطر قليلة ويقولون أنه مسك، فالمسك أصلاً لا شأن له بالزيوت، لأنه من الغزال، أمَّا هذه الزيوت فلا يعرف أصلها وقد تكون ضارة بالإنسان، لا تشترِ ولا تضع على جسمك إلا ما تضمنه وتأمنه ةترجو فائدته! هكذا دائما أحذر وأنبه..

كان صلى الله عليه وسلم في هذه الهيئات الكريمة؛ الصورة الطيبة التي ينبغي علينا أن نتهذب بها، وأن نحتذي حذوها، وأن نتأسى بها في كل أحوالنا.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

 

[1] أشرنا إلى الأحاديث الشريفة بتخريجها، أما الشروحات فوضعناها بين قوسين هكذا (…) واشرنا إلى أصل الحديث الذى يتناوله الشرح وبينَّأ مصدره،وإلا فالشرح مما وفقنا الله لبيانه.

[2] سنن الترمذي عن أنس

[3] من حديث هند بن أبى هاله التميمى (ت، فِي الشَّمائل، والروياني، طب، هق، في الدَّلائل، هب، كر) { كَانَ فَخْماً مُفَخَّمَاً، يَتلألأُ وَجْهُهُ تَلأْلُؤَ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ}.

[4] صحيح البخارى ومسلم والبيهقى وصحيح ابن حبان عن البراء بن عازب، روى البيهقى { كَانَ أَحْسَنَ النَّاسِ وَجْهاً، وَأَحْسَنَهُمْ خُلُقاً، لَيْسَ بِالطَّوِيلِ الْبَائِنِ وَلاَ بِالْقَصِيرِ}، وردت {خَلْقَاً} فى رواية أحمد بن سعيد مما أخرجه البخارى، ووردت { خَلْقَاً وخُلُقَاً } فى رواية ابن حبان، وفى بعضها {بالطويل الذاهب}.

[5] روى البخارى عن البَراءِ بن عازب رضى الله عنهم قال: { كان النبيُّ صلى الله عليه وسلممَربوعاً بَعيدَ ما بين المنكِبَين }.

[6] أبو نعيم فى دلائل النبوة من حديث عائشة وكذا فى تخريج أحاديث الإحياء للحافظ العراقى.

[7] شرح الزرقانى على موطأ مالك .

[8] نور اليقين لمحمد الخضرى وورد فى وصف هند بن أبى هاله بقوله { عريض الصدر}.

[9] صحيح مسلم والبخارى عن البراء وورد فى حديث وصف النبى لهند بن أبى هالة.

[10] البيهقى عن أبى هريرة

[11]فى مجمع الزوائد فى شرح أبى عبيد لحديث هند.بن أبى هالة و هو كذا معنى حديث أنس رضى الله عنه فى الشمائل للترمذى { رَجِلَ الشَّعْرِ، لَيْسَ بِالسَّبْطِ وَلاَ بِالْجَعْدِ الْقَطَطِ }.

[12] البيهقى عن أبى هريرة

[13] السيرة الحلبية، شرح ما أورد مسلم من حديث جابر { أشكل العينين }،ومن حديث على { أهدب الأشفار }.

[14] دلائل النبوة لأبي نعيم الأصبهاني فى شرح حديث هند بن أَبي هَالَةَ بقوله: { أزج الحواجب سوابغ في غير قرن }. وأيضاً فى مجمع الزوائد فى شرح الحديث.

[15] كذا الشرح فى فيض القدير للمناوى من حديث هند بن أَبي هَالَةَ بقوله { أقنى العرنين }.

[16] فيض القدير للمناوى فى شرح حديث هند بن أَبي هَالَةَ من قوله { أشنب مفلج الأسنان }

[17] أخرجة الترمذي في الشمائل والطبرانى في الأوسط وفي الكبير والبيهقي في دلائل النبوة.

[18] فيض القدير للمناوى من شرحه لحديث هند من قوله { ضليع الفم }

[19] أبو نعيم فى دلائل النبوة للبيهقى من حديث عائشة.

[20] المنتقى شرح الموطأ، وتحفة الحبيب على شرح الخطيب لحديث أنس { وَلا بِالأَبْيَضِ الأَمْهَقِ وَلا بِالآدَمِ }

[21] فيض القدير من شرح حديث هند {أزهر اللون}، وفى دلائل النبوة: ولكن إنما كان المشرب منه حمرة ما ضحا للشمس والرياح. فأشرب بياضه من ذلك حمرة، وما تحت الثياب فهو الأبيض الأزهر.

[22] إحياء علوم الدين ودلائل النبوة للبيهقى

[23] شرح فيض القدير للمناوى من حديث هند بن أَبي هَالَةَ بقوله { أَنْوَرَ المُتَجَرَّدِ }.أى نيِّرُه.

[24] عن هند بن أبى هاله التميمى (ت، فِي الشَّمائل، والروياني، طب، هق، في الدَّلائل، هب، كر).

[25] فيض القدير من شرح قول هند فى حديث الوصف { رحب الراحة }.

[26] من شرح قول هند فى حديث الوصف { شَثْنَ الكَفَّيْنِ }.

[27] فيض القدير من شرح قول هند فى حديث الوصف { رحب الراحة }.

[28] الصحيحين البخاري ومسلم ومسند أحمد

[29] من شرح قول هند فى حديث الوصف { سَائِلَ الأَطْرَافِِ }.

[30] السيرة النبوية لإبن اسحاق عن عبدالله بن بريدة، وفى فيض القدير للمناوى.

[31] من شرح قول هند فى حديث الوصف { خَمْصَانَ الأَخْمَصَيْنِ }.

[32] من حديث الوصف لهند { مَسِيحَ الْقَدَمَيْنِ }.

[33] فيض القدير من شرح قول هند فى حديث الوصف { مسيح القدمين }.

[34] من شرح فيض القدير من شرح قول هند فى حديث الوصف { إِذَا زَالَ زَالَ تَقَلُّعاً }

[35] كما ورد فى غذاء الألباب شرح منظومة الأداب للتدليل على سرعة مشيه وسعة خطوه التى جبل عليها من أحاديث وصف مشيه صلى الله عليه وسلم كحديث ابْنُ سَعْدٍ عَنْ مَرْثَدِ بْنِ مُرْشِد: { إذَا مَشَى أَسْرَعَ حَتَّى يُهَرْوِلَ الرَّجُلُ فَلا يُدْرِكُهُ}، وعَلِيٍّ:{َ إذَا مَشَى كَأَنَّمَا يَنْحَدِرُ مِنْ صَبَبٍ} وَزَادَ البخارى: {وَإِذَا مَشَى لَكَأَنَّمَا يَمْشِي فِي صُعُدٍ}.وَفِي رِوَايَةٍ لابْنِ سَعْدٍ: { كَانَ إذَا مَشَى تَكَفَّأَ تَكَفُّؤًا كَأَنَّمَا يَنْحَطُّ مِنْ صَبَبٍ}.وعنه أَيْضًا: { إذَا مَشَى تَقَطَّعَ كَأَنَّمَا يَنْحَدِرُ مِنْ صَبَبٍ}.

[36] النهاية في غريب الحديث لآبن الأثير الجزرى فى شرح حديث ابن عباس { كَانَ إِذَا مَشٰى مَشٰى مُجْتَمِعَاً }

[37] شرح حديث أبن عباس { كَانَ إِذَا مَشى مَشى مُجْتَمِعَاً لَيْسَ بِهِ كَسَلٌ، لَمْ يَلْتَفِتُ، يُعْرَفُ فِي مَشيِهِ أَنَّهُ غَيْرُ كَسِلٍ وَلاَ وَهِنٍ }(حم، بز، عن ابن عبَّاسٍ)، وعن جابر كما روى ابن سعد:{. كان لا يلتفت وراءه إذا مشى } .

[38] روى الطبراني في الكبير عن أمِّ سلمة: { وكان لا يَعُبُّ، يَشْرَبُ مرتين أو ثلاثاً }، والعبُّ الشرب بدون تنفس، ولأبي الشيخ من حديث ميمونة: { لا يعب ولا يلهث } تخريج أحاديث الإحياء العراقي

[39] (هـ ك) عن جابرٍ رضَي اللَّهُ عنهُ، جامع المسانيد والمراسيل.

[40] (حم) عن ابن عمروٍ رضَي اللَّهُ عنهُ.، جامع المسانيد والمراسيل وورد {رِجْلان: من الأرجل}.

[41] فى شرح الحديث : أي لا يطأ الأرض خلفه رجلان. والمعنى أنه صلى الله عليه وسلم لا يمشي قدام القوم بل يمشي في وسط الجمع أو في آخرهم تواضعاً، كذا فى “عون المعبود شرح سنن أبي داوود”.

[42] جامع الترمذي ومسند أحمد

[43] فى المقاصد الحسنة للسخاوى: وما ذكر أنه لا ظل لشخصه في شمس ولا قمر لأنه كان نورا ، وفى السيرة الحلبية: وأنه إذا مشى في الشمس أو في القمر لا يكون ظل لأنه كان نوراً .

[44] (م ) عن جابر بن سمرةَ رضى الله عنه، جامع المسانيد والمراسيل 

[45] الحاكم في المستدرك والطبراني

[46] دلائل النبوة للبيهقى، والمنهاج مختصر شعب الإيمان للحليمى، وطرح التثريب للحافظ زين الدين العراقى.

[47] فى سنن الترمذي عَن جَابِرِ بنِ سَمُرَةَ كانَ خَاتَمُ رَسُولِ اللَّهِ يَعْنِي الَّذِي بَيْنَ كَتِفَيْهِ {الحديث }.

[48] الشمائل المحمدية للترمذى عن على بن أبى طالب رضى الله عنه.

[49]  شرح {يَسُوقُ أَصْحَابَهُ } من حديث الترمذى فى الشمائل وحديث هند: أي يقدمهم أمامه ويمشي خلفهم كأنه يسوقهم تواضعاً وإرشاداً ولا يدع أحداً يمشي خلفه أو ليختبر حالهم وينظر إليهم حال تصرفهم في معاشهم، أو لأن الملائكة كانت تمشي خلف ظهره أو لغيره، فيض القدير.

[50] الشمائل المحمدية للترمذى عن على بن أبى طالب رضى الله عنه.

[51] صحيح مسلم والبخارى والترمذى عن أنس.

[52] المعادي – الخميس – 5 من جماد الأول 1435هـ 6/3/2014م

[53] التدوين للرافعي عن أبي هريرة رضى الله عنه

[54] الأنوار في شمائل النبي للحسين بن مسعود

[55] مسند أحمد عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه

[56] سنن الترمذي وأبي داود عن علي بن أبي طالب رضى الله عنه

[57] تاريخ بغداد للخطيب البغدادي

[58] سنن ابن ماجة والحاكم عن ابن عمر رضى الله عنهم

[59] سير أعلام النبلاء

[60] سنن الترمذي ومسند أحمد عن أسامة بن شريك رضى الله عنه

[61] الطبراني والحاكم عن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه

[62] سنن أبي داود والطبراني عن أبي هريرة رضى الله عنه

[63] الصحيحين البخاري ومسلم عن ابن عمر رضى الله عنهم

[64] معجم الطبراني عن الحكم بن عمير رضى الله عنه

[65] صحيح البخاري وسنن الترمذي

[66] رواه الترمذي، والنسائي. عن كعبِ بن مرَّة، مشكاة المصابيح 

[67] عن مسروقٍ عن عائشةَ صحيح ابن حبان 

[68] صحيح مسلم وسنن ألترمذي وأبي داود

[69] مسند أحمد والطبراني عن تمام بن عباس رضى الله عنه

[70] صحيح مسلم وسنن الترمذي عن أبي هريرة رضى الله عنه

[71] مسند أحمد والحاكم عن عائشة رضي الله عنها

[72] عن عطية رضى الله تعالى عنه، الآحاد والمثانى.

[73] رواه الديلمي عن أبي هريرة.

[74] سنن الترمذي وصحيح ابن حبان عن أبي ذر رضى الله عنه

[75] المعجم الكبير للطبراني وشعب البيهقي عن هند بن أبي هالة رضى الله عنه

[76] معجم الطبراني عن ابن عمر رضى الله عنهم

[77] جامع الترمذي ومسند أحمد عن عبدالله بن الحارثرضى الله عنه.

[78] جامع الترمذي والأحاديث المختارة

[79] معجم الطبراني عن أبي هريرة رضى الله عنه

[80] الصحيحين البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه

[81] صحيح ابن حبان والحاكم في المستدرك

[82] صحيح مسلم وابن حبان عن عبد الله بن عمرو رضى الله عنهم

[83] سنن ابن ماجة ومسند أحمد

[84] صحيح البخاري وسنن أبي داود عن أنس رضى الله عنه

[85] عن أسامة بن زيد :اللؤلؤ والمرجان والتاج الجامع للأصول.

[86] الصحيحين البخاري ومسلم

[87] سنن الترمذي والبيهقي عن عبد الله بن العباس رضى الله عنهم

[88] الصحيحن البخاري ومسلم

[89] عمل اليوم والليلة لابن السني عن عبد الله بن الزبير رضى الله عنه

[90] الحديث أخرجه ابن أبي شيبة والبخاري في «التاريخ» من مرسل يزيد بن الأصم، والأثر: أخرجه الخطابي من طريق مسلمة بن عبدالملك بن مروان، فتح الباري شرح صحيح البخاري.

[91] الصحيحين البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضى الله عنه

[92] صحيح ابن خزيمة وابن حبان عن أبي هريرة رضى الله عنه

[93] صحيح البخاري وسنن الترمذي

[94] سنن النسائي ومسند أحمد عن أنس رضى الله عنه

Fawzyabuzeid - Copyright 2023. Designed by Fawzyabuzeid