الحمد لله ربِّ العالمين، الأحدي الذات، السرمديِّ الصفات، الذي لا تلحقه العبارات ولا تحيط به الإشارات، ولا يدرك عظمة ذاته أحدٌ من الكائنات. تنزَّه عن التنزيه، وعلا عن الضِّد والمثيل والشبيه، فهو كما وصف نفسه في مُحكم الكلمات: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾ [11الشورى].
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لا يُوصل إليه بالخُطى، وليس محجوبًا عن أحدٍ عزَّ وجلَّ لأنه صاحب الجود والعطا، عطاؤه غير مجذوذ، وخيره غير ممنوع، شمل الكبير والصغير، والغنيَّ والفقير، والجنَّ والإنس، والملأ الأعلى وكلَّ الكائنات، الكل يرتع في رياض النعموت، وفي نعم الحيِّ الذي لا يموت.
اللهمَّ صلِّ وسلمْ على حبيبك المصطفى، سيدنا محمد وآله أهل الاصطفا، وأحبابه وأتباعه وأصحابه أجمعين إلى يوم الدين، وعلينا معهم أجمعين آمين .. أمين يا ربَّ العالمين.
أيها الأخوة جماعة المؤمنين:
منَّ الله عزَّ وجلَّ علينا؛ أمَّة الإسلام بإسراء ومعراج الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم السلام، فقد شاهد صلى الله عليه وسلم في إسرائه ومعراجه مشاهد جلَّت عن العدِّ وعَلَتْ عن الحصر، ولكنا نريد نصيبنا ونصيب هذه الأمة في هذه الرحلة المباركة، فإن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، لما كان قاب قوسين أو أدنى – تعالى الله عزَّ وجلَّ عن الزمان والمكان، والحيطة والإمكان – ناجى ربَّه عزَّ وجلَّ ودعاه، وقال: يا ربّ، لقد أعطيت الأنبياء قبلي؛ أعطيت إبراهيم الخلَّة، وأعطيت موسى الكلام، وأعطيت يوسف الجمال، وأعطيت سليمان مُلكاً لا ينبغي لأحدٍ من بعده، وعدَّد عطاءات الله عزَّ وجلَّ للمرسلين، ثم قال: فما أنت فاعلٌ بي؟
فقال عزَّ شأنه: ﴿عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا﴾ [79الإسراء]. فقال صلى الله عليه وسلم: يا ربِّ إنَّك عذَّبت الأمم قبلي، بعضهم بالمسخ، وبعضهم بالخسف، وبعضهم بالحجارة، فما أنت فاعلٌ بأمتي؟ فقال الله عزَّ وجلَّ: ﴿أنا لهم إذا عاشوا، وأنا لهم إذا ماتوا، وأنا لهم في القبور، وأنا لهم في النشور، وفي الدنيا أستر على العصاة، وفي الآخرة أُشَفِّعُك فيهم. مَنْ توكَّل منهم عليَّ كفيته، ومَنْ أقرضني منهم جزيته، إني أنا الله ربُّ العالمين، لا أُخْلِفُ الميعاد﴾[1].
فاستجاب له ربُّه الدعاء، وحقَّق له الرجاء، فطلب بعين قلبه من الله أن يُنَزِّل لهذه الأمة ما به يكرمهم الله بإجابة الدعاء، وتحقيق الرجاء، والشفاء من كل داء، فأكرمه الله عزَّ وجلَّ وأكرمنا، وأعطى له ولنا هدية الصلاة، وهي خير هدية أرسلها إلينا الله جلَّ في علاه.
وليُبَيِّن الله عزَّ وجلَّ قَدْرَهَا وقيمتها؛ فقد فرض فرائض الإسلام الأخرى في الأرض، فرض فريضة الصيام في المدينة المنورة في العام الثاني من الهجرة، وفرض الزكاة في المدينة المنورة في العام الثاني من الهجرة، وفرض الحج في المدينة المنورة في العام الثامن من الهجرة، وكان يتنزِّل بفرض ذلك كلِّه أمين الوحي جبريل عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم السلام.
وأراد الله عزَّ وجلَّ أن يلفت نظرنا إلى قيمة الصلاة، وإلى أهميتها عند الله، فدعا حبيبه ومصطفاه، ولم يأخذه أخذة عادية بل أمر الملائكة الكرام أن يوقظوه من نومه – حيث كان نائماً بجوار البيت الحرام – ثم يضجعونه على ظهره، ويشقون صدره ويخرجون منه قَلْبَه، ويغسلون قلبه بماء زمزم، وجئ بطست مملوءًا إيمانًا وحكمة وحَشَوا قلبه صلى الله عليه وسلم بالإيمان والحكمة، ثم ركب البراق وسار حتى وصل إلى بيت الله المقدس.
وهناك أحيا الله له الأنبياء والمرسلين أجمعين – مائة ألف وأربعة وعشرين ألفًا هم جملة النبيين – أحياهم الله، وجمعهم لحضرته، وصُفُّوا سبعة صفوف، وأخذ الأمين جبريل بيده وقال: تقدَّم يا مُحَمَّد صَلِّ بهم ركعتين لله عزَّ وجلَّ. فصلَّى بالأنبياء جميعًا وهم مأمومون، وهو صلى الله عليه وسلم لهم الإمام.
ثم بعد ذلك عُرِجَ به إلى السموات حتى وصل إلى قاب قوسين أو أدنى، وهنا كان خطاب الله عزَّ وجلَّ: ﴿فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى﴾ [10النجم].
فرض عزَّ وجلَّ عليه وعلى أمته الصَّلاة، وقال بعد أن تردَّد على حضرته – وكان فرض علينا خمسين صلاة في اليوم والليلة، فأخذ يتردَّد ويقول: يا ربِّ خفِّفْ عن أمتي!! حتى جعلهم الله خمساً، ثم قال الله تعالى: (أمضيتُ فريضتي، وخفَّفْتُ عن عبادي، هي خَمْسٌ في العمل، وخمسون في الأجر والثواب)[2].
وجعل الله عزَّ وجلَّ الصلاة محل المناجاة، وموضع الدعاء لله، ووهبنا الله عزَّوجلَّ بها الإجابة وتحقيق المطالب، وألا يترك للمرء حاجة يطلبها إلا قضاها، حتى كانت الصلاة للمؤمن – إن شئتَ قلتَ: هي مفتاح الفرج، وإن شئت قلت: هي باب إجابة الدعاء، وإن شئت قلت: هي سرُّ تحقيق الرجاء، وإن شئت قلت: فيها الشفاء والسلامة للجسد وللأعضاء، وإن شئت قلت: فيه يحصل المرء من الأجر والثواب ما لم يحصله حتى الرسل والأنبياء، لأنه يصلي خمساً ويأخذ أجر خمسين فضلاً من ربِّ العالمين عزَّ وجلَّ!! فلا يحضر المرء بين يدي مولاه ويدعوه إلا أجابه في الوقت والحين!! ولذا كان صلى الله عليه وسلم كما وصفه صحبه الكرام : (كان إذا أهمَّه أمرٌ فزع إلى الصلاة)[3]، لجأ إلى الصلاة فيفرج الأمر مولاه في الوقت والتو والحال.
بل إنَّ الله عزَّ وجلَّ جعل في إمكان أي مؤمن – ولو كان ضعيفاً – أن يأتي بالغيث والمطر والماء – له ولمن حوله – ولو كان في صحراء جرداء، ولو وجد في أي مكان ليس فيه ماء، ما عليه إلاَّ أن يُصَلِّي ركعتين – هما صلاة الاستسقاء – ثم يدعو مولاه، ولو لم يكن في السماء قطرة ماء واحدة، فإنَّ الله يأتي بالحيا والمطر والماء إكراما لهذا العبد المؤمن الذي سأل الله!! والله كما يقول فيه الحبيب المصطفى: {إن الله يستحي من عبده أن يرفع يديه إليه بالدعاء فيرده صفراً}[4].
كان أنس بن مالك رضي الله عنه له حديقة بالبصرة في أرض العراق، وكانت تثمر في العام مرتين، دخلها مرة وإذا بالقيِّم عليها يقول له: يا صاحب رسول الله، أوشك الزرع على الهلاك!! قال: ولِـمَ؟ قال: لَـمْ يعد عندنا قطرة ماء؟ قال: ولِـمَ لَـمْ تذكرني من قبل؟!! هل عندك ماء يُكفي وضوء رجل واحد؟ قال: أبحث لك، فبحث فوجد قلَّة فيها ماء، فقال: ائتني بها، فتوضأ وصلَّى بمفرده ركعتين لله، ثم رفع يديه بالدعاء لمولاه – وكانت السماء صحواً ليس فيها سحابة واحدة – وإذا بهم يجدون السماء وقد تلبَّدت بالغيوم، ونزلت الأمطار لتغيث الزرع وتغيث الضرع، وبعد انتهائها من إفراغ مائها قال أنس: يا غلام انظر أين بلغ الماء؟ فذهب ثم عاد وقال: يا سيدي، يا للعجب إن الماء لم يتجاوز حدود أرضنا، كأنه يعلمها علماً جيداً.
وكان على هذه الشاكلة كلُّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم!! فهذا عقبة بن عامر رضي الله عنه يقود جيوش المسلمين في برقة – الآن في ليبيا – فإذا بالجند يخبرونه بأن الماء قد نفذ، قال: ولِـمَ لَـمْ تخبروني من قبل؟!! انتظروا حتى أسأل ربِّي عزَّ وجلَّ، فتوضأ وصلَّى ركعتين، ودعا الله، وبينما فرسه يركض برجله في الأرض – بعد الدعاء – إذا بعين ماءٍ تنفجر من تحت قدم فرسه تسقي الجند أجمعين!! والأمر في هذا لا نستطيع عدُّهُ في تراث المسلمين.
المهم أنَّ كلَّ مسلم معه الصلاة، يستطيع أن يحقِّق بها كلَّ أمل، وأن يشفيه الله وغيره – إذا سأل – من كلِّ علل، وأن يأتي له بما يرجوه، وأن يحبوه ويعطيه، كل ذلك إذا أقام لله عزَّ وجلَّ الصلاة!! فما أجمل هذه الهدية!! وما أكمل هذه النعمة!! قال صلى الله عليه وسلم: {الصلاة عماد الدين، من أقامها فقد أقام الدين، ومن هدمها فقد هدم الدين}[5]. وقال صلى الله عليه وسلم: {بيننا وبين الكافرين الصلاة فمن تركها فقد كفر}[6]. وقال صلى الله عليه وسلم: {التائب حبيب الرحمن، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له}[7]. أدعو الله وأنتم موقنون بالإجابة.
الحطبة الثانية:
الحمد لله ربِّ العالمين، الذي اصطفانا ورقانا وأدنانا وجعلنا من عباده المقربين. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، بيده خزائن الخير ومفاتيح الرضا، وكلُّ شيء عنده بمقدار، وما ينزِّله إلا بِقَدَرٍ معلوم. وأشهد أن سيدنا محمداً عبدُ الله ورسولُه، وصفيُّه من خلقه وخليلُه، نشر الله عزَّ وجلَّ به شريعته، وأقام به فريضته، وجعله حُجَّة على خليقته، وفي الآخرة أعطاه رتبة الشفاعة لجميع خلقه. اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد ووفقنا لحسن التأسي بحضرته، والمتابعة له في عبادته، واجعلنا يا ربَّنا مما يتمتع بجواره ومعيته في الدار الآخرة أجمعين. أما بعد …
فيا أيها الأخوة جماعة المؤمنين: إذا كانت الصلاة موضع إجابة الدعاء، ومفتاح تحقيق أيِّ رجاء، وفيها سرُّ الشفاء للأجسام والنفوس والأعضاء، فلماذا ندعوا في الصلاة ولا نشعر بالإجابة من حضرة الله؟!! ولماذا نصلي لله وتلازمنا الأمراض ولا ينفع معها أطباء أو دواء؟!!
لأن الله عزَّ وجلَّ رَسَمَ لنا في رحلة حبيبه صلى الله عليه وسلم الكيفية التي نؤدي بها الصلاة، فنصل إلى ما وعدنا به الله عزَّ وجلَّ.
إذا كان الحبيب – الذي طهَّره الله تطهيراً – حتى يأذن له في المناجاة، أمر الملائكة أن يُخرجوا قلبه وأن يغسلوه بالماء، وأن يحشوه بالإيمان والحكمة، فكان ذلك إشارة لنا من الله، ومفتاح الصلاة الطَّهُور، أننا لكي يستجيب لنا الله، ويحقق لنا كلَّ أمل في الصلاة، لابد أن نفعل الطهارة كما فعلها الله مع حبيبه ومصطفاه.
نطهِّرُ الأعضاء بالماء، أو نتيمم بالتراب عند فقد الماء، لكن لا تكمُل الطهارة إلا بطهارة القلب من كلِّ صفة يبغضها الخالق عزَّ وجلَّ من الخَلْق، نعمل بقول الله: ﴿وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ﴾ [47الحجر].
نطهر قلوبنا – مع غسل الأعضاء – من الأثرة والأنانية، والحقد والحسد، والغلّ، والغش، وكل صفة فيها كيْدٌ لكل المسلمين، أو فيها سوءٌ ولا يحبُّها ربُّ العالمين عزَّ وجلَّ، لأن الله في الصلاة إلى ما ينظر؟!!!
يقول صلى الله عليه وسلم: {إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم}[8]. لابد أن نطهر موضع نظر الله، فإذا نظر في القلب كان كما قال فيه الله: ﴿إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ [89الشعراء]. وقال عن إبراهيم الخليل: ﴿إِذْ جَاء رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ [84الصافات]. سليم من الغش، ومن الحقد، ومن الحسد، ومن المكر، ومن الدهاء، ومن الكيد للمؤمنين، شعاره قول سيد الأولين والآخرين: {لا يؤمن أحدكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسه}[9].
فإذا طهرنا القلوب والأعضاء الطهارة الظاهرة والباطنة، فعلينا أن نحرص على ما فعله الحبيب، وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وأغناه وجعله أغنى المخلوقات في الطاعات والنوافل والقربات، ولكنه ابتدأ الصلاة فصلَّى جماعة مع أنبياء الله ورسل الله. فالصلاة في جماعة أقرب إلى الإجابة، لأن الجماعة لا تخلو من رجل صالح يتقبل الله عزَّ وجل عمله، وإذا تقبل الله عمل رجل واحد في هذا المسجد تقبَّل صلاة أهل المسجد كلهم ودعاءهم من أجله!! ولذلك كان ينبغي علينا الحرص على صلاة الجماعة.
فإن المرء لو صلَّى بمفرده – كان كما قال الحبيب في شأنه: {لا يكتب للمرء من صلاته إلا ما عقل منها}، {وإن المرء ليصلي الصلاة لا يكتب له إلا نصفها، إلاَّ ثلثها، إلاَّ سدسها، ولا يكتب للمرء من صلاته إلا ما عقل منها}[10].
أما الصلاة في الجماعة – وخاصة في أول الوقت – فهي مقبولة تامة عند الله، يقبل الله دعاء أهلها، ويحقق رجاءهم، ويعطيهم ما يطلبون، ويحقق لهم ما يأملون. إذا فعلنا ذلك، ووجَّهنا القلب بالإخلاص إلى ربِّ البرية، فإن الله عزَّ وجلَّ يقبل مِنَّا كلَّ دعاء، ويحقق لنا كلَّ رجاء، ويقول كما قال عزَّ وجلَّ في حديثه القدسي: ﴿قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين؛ فإذا قال العبد: (الحَمْدُ لله ربِّ العالمين)، يقول الله تعالى: حمدني عبدي. وإذا قال: (الرحمن الرحيم)، يقول الله تعالى: مجَّدني عبدي. وإذا قال: (مَالِكِ يَوْمِ الدين)، يقول الله تعالى: أثنى عليَّ عبدي، وإذا قال: (إياك نعبد وإياك نستعين إهدنا الصراط المستقيم) .. إلى آخر السورة، يقول الله تعالى: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل﴾[11].
نسأل الله عزَّ وجلَّ أن يجعلنا وبنينا وبناتنا وزوجاتنا وذرياتنا مقيمين للصلاة، محافظين على فرائض الله، معانين بعونه على طاعته عزَّ وجلَّ.
اللهم إنا نسألك وأنت خير مسئول؛ أن تطهِّر أرض بيت المقدس وفلسطين من اليهود الغاصبين، وأن تردها إلى الإسلام والمسلمين، وأن ترزقنا جميعًا صلاة في بيت المقدس يا أكرم الأكرمين .
اللهم أصلح أمورنا، وأصلح ولاة أمورنا، وأصلح حكام المسلمين أجمعين، وخذ على يد العصاة والمغتصبين، وخذ بناصية المفسدين في بلدنا أجمعين، وارزقنا الأمن والأمان، والخير والبرَّ يا أرحم الراحمين.
اذكروا الله يذكركم، واستغفروه يغفر لكم، وأقم الصلاة.
*********************
[1] المواهب اللدنية: وقد ورد فى بعض أخبار الإسراء مما ذكره العلامة ابن مرزوق فى شرحه لبردة المديح: أنه- صلى الله عليه وسلم- لما كان من ربه تعالى قاب قوسين قال: (اللهم إنك عذبت الأمم؛ بعضهم بالحجارة، وبعضهم بالخسف، وبعضهم بالمسخ، فما أنت فاعل بأمتى؟ قال: أنزل عليهم الرحمة، وأبدل سيئاتهم حسنات، ومَنْ دعانى منهم لبيَّته، ومَنْ سألنى أعطيته، ومَن توكَّل علىَّ كفيته، وفى الدنيا أستر على العصاة، وفى الآخرة أشفعك فيهم، ولولا أن الحبيب يحب معاتبة حبيبه لما حاسبت أمتك. ولما أراد صلَّى الله عليه وسلم الانصراف قال: يا ربّ، لكل قادم من سفره تحفة، فما تحفة أمتى؟ قال الله تعالى: أنا لهم ما عاشوا، وأنا لهم إذا ماتوا، وأنا لهم فى القبور، وأنا لهم فى النشور).
[2] صحيح ابن حبان عن أنس بن مالك بلفظ: (أَنْ قَدْ أَمْضَيْتُ فَرِيضَتِي وَخَفَّفْتُ عَنْ عِبَادِي وَأَجْزِي بِالْحَسَنَةِ عَشْرَ أَمْثَالِهَا).
[4] الترمذي وأبو داود وابن ماجة عن سلمان رضي الله عنه.
[5] رواه الهندي في كنز العمال والسيوطي في الدرر المنتثرة .
[6] رواه أحمد والترمذي والنسائي وابن حبان والحاكم بلفظ: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر )وعن جابر بلفظ: (بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة).
[7] وروى ابنُ ماجه عن أبي عبَيْدَة بنِ عبداللَّهِ عَن أَبِيهِ رضي الله عنه.
[10] رواه أحمد أبو داود عن عمار بن ياسررضي الله عنه بلفظ: ( إن الرجل لينصرف وما كتب له إلا عشر صلاته تسعها ثمنها سبعها سدسها خمسها ربعها ثلثها نصفها). وجاء في تخريج أحاديث الإحياء: أخرج الإمام أحمد بإسناد صحيح: (إن عمار بن ياسر صلى صلاة فأخفها فقيل له : خففت يا أبا اليقظان فقال : هل رأيتموني نقصت من حدودها شيئا ؟ قالوا : لا قال : إني بادرت سهو الشيطان إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (إن العبد ليصلي الصلاة لا يكتب له نصفها. ولا ثلثها ولا ربعها ولا خمسها ولا سدسها ولا عشرها)، وكان يقول: (إنما يكتب للعبد من صلاته ما عقل منها).
[11] رواه مسلم وأصحاب السنن الأربعة عن أبي هريرة رضي الله عنه.
خطبة الجمعة 1/7/2011 – مسجد النور حدائق المعادي – القاهرة