السؤال الأول: ما الفضائل التي خصَّ الله بها شهر شعبان عن الشهور الأخرى؟
—————
أشرنا إلى بعضها من قبل وقلنا: أن شهر شعبان هو الشهر الذي فُرض فيه الصيام في العام الثاني من الهجرة، وهو الشهر الذي فرض الله فيه الزكاة في العام الثاني من الهجرة، وهو الشهر الذي حُولت فيه القبلة، وهو الشهر الذي استجاب الله فيه لحبيبه ومصطفاه وشقَّ بدر السماء نصفين، وهو الشهر الذي نزل فيه قول الله: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) (56الأحزاب).
وزاده النبي شرفاً فهو أكثر الشهور صياماً له بعد رمضان، فكان النبي يُكثر فيه من القيام ويُكثر فيه من الصيام، فهو شهرٌ كله خير.
وقيل إنما سُمي شعبان لأنه يتشعَّب فيه الخير، أو قيل سُمي شعبان لأنه شعَّ الخير فيه وبان، أى اتضح، لأن الخير شعَّ في هذا الشهر وأصبح واضحاً فهو شهر خيرات وبركات من الله عز وجل.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
*****************
السؤال الثانى: لِمَ يختلف المسلمون في الإحتفال بالأيام الفاضلة؟
—————-
قال الله تعالى: (وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ) (118، 119هود) هي سنة الخلق، متى تعلم أن الزمن فاضلٌ؟ إذا كان لا يوجد خلافٌ ولا اختلاف، وهذا مارأيناه ونحن كنا صغاراً، أن البلاد كلها ليس فيها خلاف، لماذا؟ لأن الحكم كان كله لرجال الأزهر.
فالطالب الذي كان لم يزل في الإبتدائية الأزهرية كان هو من يخطب الجمعة في البلد، وكان هو من يُصلي بالناس، وهو من يُفتي بالناس، وعندما جاء مُدَّعي العلم وجعلوا أنفسهم العلماء، وغيرهم ليس بعلماء وابتدعوا أول بدعة في الدين تخالف نهج الأولين والآخرين وهي سبُّ العلماء الأحياء والأموات، بالتجريح والشتم والسب واللعن، حتى أن الناس يخافون من بذاءة ألسنتهم، وليس ما يمنع بعد ذلك أنه يتعارك ويُحدث مشاكل ويظن أنه على الحق.
ومن أين جاءت هذه البدع؟ جاءتنا من الوهابية وما تفرَّع من هذه الأفكار التي دخلت إلى بلادنا من الجزيرة العربية، وهي التي فعلت هذه المشاكل الآن.
فعندما كانت مصر ورجال الأزهر وفقط – هل كان هناك مشاكل في أى بلد؟! هل كنت تجد طالب علم يتجرأ على الإمام الفلاح الذي يصلي بنا ويقول له: أنت لا تصلح لأن تكون إماماً؟! لم يكن يحدث ذلك، وكان العلماء يخطبون الجُمع بقراءة من الورق المكتوب، وكان بعضهم يحفظ ثلاثة أو أربعة خطب ويدور بها على البلاد ولم يكن أحدٌ يتكلم.
ولما جاءت الفتنة التي حدثت، والتي تنبأ بها سيدنا رسول الله وبينها وقد قال في شأنها صلى الله عليه وسلم: (تَكُونُ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ، فِتَنٌ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ)[1].
وها هي كالليل تماماً، ومتى يا رسول الله؟ قال: (يَأْتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ حُدَثَاءُ الأَسْنَانِ سُفَهَاءُ الأَحْلَامِ، يَقُولُونَ: مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ لا يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)[2].
سفهاء الأحلام!!، فيكون معه دكتوراه ولكنه سفيهٌ في العلم، ويتكلم بما يُسفِّه به عقول الناس.
يكون معه دكتوراه وأستاذٌ في الجامعة، ما الذي يجعله يظهر على التلفاز ويقول: أن ماء زمزم لسيت شفاء، وأن صوم رمضان ليس فيه شفاء؟!! سَفَهٌ عقليٌ غير منضبط، والنصيحة تقول له: إذا ابتليتم فاستتروا، ولا تفضح نفسك على الملأ.
ثم أين هي الأدلة التي معك، قالوا له: ومن أين لك بذلك؟ قال: أن رجلاً من السعودية عمل بحثاً وقال فيه كذا، وأين هذا البحث؟ قال: لا أعرف أين هو، وطالما أنك لا تعرف أين نشره فلماذا تنشر هذا الفكر؟ وتلغي كلام النبوة، قال النبي صلى الله عليه وسلم عن الصيام: (صوموا تصحوا)[3]. – فيقول ليس فيه صحَّة، نقول له: ليس فيه صحة للمريض، فإذا كان عنده داءٌ عضال فهذا يأمره الدِّين أن يفطر.
وفي أكل لحم الخنزير نفس الأمر لأنه لم يرُد عليه أحد، وأخذ برأيه في أن الخنزير إذا أكل في مكان نظيف وأشرف عليه أطباء فلن يكون فيه دودة شريطية، ونسي ولم يُذكِّره أحدٌ بأن الشيخ محمد عبده حدث معه نفس الموقف عندما زار فرنسا، وقالوا له: تعالى لترى مزارع الخنازير، ورآها مزارع نظيفة وفيها رقابة بيطرية وطعام وغيره، وقالوا له: لماذا يُحرِّم الإسلام أكل لحم الخنزير؟ فقال لهم: ائتوني بدجاجة أنثى وديكين بالغين، فأتوا له بدجاجة وديكين، فالديكين كادا يقتلان بعضهما من أجل الدجاجة، فقال لهم: ائتوني بخنزيرين ذكوراً وخنزيرة، وكلهم في وقت هياج الشهوة، فأتوا له بذلك، فوجدوا الخنزيرين الذكور يعاونان بعضهما على الإتيان بالخنزيرة الأنثى، فقال لهم: الخنزير ليس عنده غيرة على أنثاه، ومن أكل لحم الخنزير فقد الغيرة التي أمر بها الدين، ولذلك فليس عندكم غيرة نهائياً، وهل هناك عندهم غيرة؟ لا يوجد، فالرجل يكون في بيته وزوجته تأتي برجلٍ آخر وتدخل معه حجرة النوم أمامه وهو جالس في الخارج ولا يستطيع التكلم!!.
فلم يُذكِّره أحدٌ بهذه الحقيقة، وكل ما تحدث فيه عن الميكروبات والفيروسات والطب فقط، لكن الإمام محمد عبده ألهمه الله عزَّ وجلَّ بالسبب الجوهري أن من يأكل من هذه اللحوم تظهر فيه أمراضها، ولذلك نهانا الإسلام عن أكل لحوم الطيور التي تأكل في المزابل والفضلات، لماذا؟ لأنها ستمرُض، فإذا أكلت من لحمها فتمرض أنت كذلك.
فقال فيهم صلى الله عليه وسلم: (يَأْتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ حُدَثَاءُ الأَسْنَانِ سُفَهَاءُ الأَحْلَامِ، يَقُولُونَ: مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ لا يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)[4].
ألا يحدث هذا الآن؟!!، القتل الآن للمسلمين، والمستريح الآن في الشرق الأوسط هم اليهود في إسرائيل، من الذي يُضرب الآن؟ المسلمين بأيدي المسلمين ويظنون أنه جهادٌ في سبيل الله، ويقومون بالعمليات الإنتحارية التي نسمع عنها، وهل الإسلام فيه عمليات إنتحارية؟ نسأل العلماء الشرعيين عن ذلك؟ حتى مع الأعداء فلا يحل ذلك: (وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ) (195البقرة).
ولكنهم أرادوا ذلك لتدمير بلاد المسلمين، والآن تُدمَّر بلاد الإسلام بأيدي المسلمين، من الذي دمَّر سوريا؟ ومن الذي دمَّر العراق وليبيا؟ ومن قبلهم الصومال وأفغانستان، من الذي دمَّر هذه البلاد؟ المسلمون، ولذلك قال النبي في آخر الحديث: (فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ).
ولذلك لن ينفع معهم شيئاً، فالذين يتشدقون ويقولون: لا تنفع معهم الشدة ولكن نكلمهم، وهل سيغيرون فكرهم؟! فهل لأحدٍ منهم استعدادٌ لتغيير فكره؟! مستحيل، فهؤلاء هم السفهاء في عصرنا هذا، فنريد أن نكون جميعاً مع جماعة المسلمين، وما يجتمع عليه علماء المسلمين وخاصة علماء الوسطية الذين يؤموننا من الأزهر الشريف وعلماؤه الأجلاء.
فإذا كان هناك من الأزهر مع الطائفة الأخرى، فقد خرج عن ثيابه الأزهرية وليس لنا شأنٌ به فلم يعد أزهرياً، لأن الأزهري يمشي على نهج الوسطية، لكن أزهرى ولبس العباية النجدية فليس لنا شأنٌ به.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
*****************
السؤال الثالث: هل الأعمال لا تُرفع إلا في شهر شعبان؟ وما معنى رفع الأعمال والله يراها وقت حدوثها – بل ويعلمها قبل أن تقع؟
—————–
الأعمال تُرفع لحظة وقوعها لقول الله تعالى: (وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ) (105التوبة)؛ في نفس الوقت، وتُرفع في اليوم والليلة في صلاة العصر وفي صلاة الصبح لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: (يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلائِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلائِكَةٌ بِالنَّهَارِ، وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلاةِ الْفَجْرِ وَصَلاةِ الْعَصْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ فَيَسْأَلُهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ، كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ فَيَقُولُونَ: تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ)[5].
وتُعرض الأعمال في يوم الإثنين ويوم الخميس كما قال صلَّى الله عليه وسلَّم عندما سُئل عن صيام يوم الإثنين فقال: (ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ)[6]. وسئل عن صيام يومي الإثنين والخميس فقال: (ذَانِكَ يَوْمَانِ تُعْرَضُ فِيهِمَا الأَعْمَالُ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ وَأُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ)[7]. ولما سُئل صلَّى الله عليه وسلَّم عن صيامه في شهر شعبان قال: (ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ )[8].
وأنا أرى – بما ألهمني الله – أن رفع الأعمال يتكرر على الله، لأن الله رءوف بعباده ورحيمٌ بخلقه، فإذا رُفع إليه العمل يقول: رُدُّوه لعله يتوب، لعله يئوب، لعله يرجع، فيترك لنا الفرصة بعد الفرصة، مع أنه يرى ويطلع، بل إنها لو صحَّت التوبة وأحسن الإنسان يقول الله لهم: (فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ) (70الفرقان)، يعني مكان كل ذنب ضعوا حسنة.
ويقول صلَّى الله عليه وسلَّم: (إذا قال العبد لا إله إلا اله ذهبت إلى صحيفته فمحت كل سيئة تقابلها حتى تجد حسنة تقف بجوارها)[9]. ما ممحاة الذنوب؟ لا إله إلا الله!!، تمسح كل الذنوب حتى تجد حسنة تقف بجوارها.
فلماذا تكرار العرض على الله؟ لإعطاء الفرصة للمؤمنين للتوبة إلى الله والإنابة إلى الله والرجوع إلى الله، ولذلك جعل الله المواسم كلها للمغفرة، فلِمَ أمرنا بالصلاة في اليوم خمس مرات؟
(فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم ) (10إبراهيم).
ثم أمرنا أن نصوم شهر رمضان ليغفر لنا، قال صلَّى الله عليه وسلَّم: (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)[10]. ثم دعانا النبي صلَّى الله عليه وسلَّم إلى القيام في رمضان أيضاً للمغفرة: (مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)[11].
ولِمَ دعانا الله إلى الحج؟ قال صلَّى الله عليه وسلَّم: (مَنْ حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ)[12].
وهذا كله لماذا؟!! ليخرج العبد من الدنيا وليس عليه ذنبٌ يحاسبه عليه الله عزَّ وجلَّ: (إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) (222البقرة).
فهل بعد ذلك لأحدٍ منا عُذرٌ عند الله؟ لا، فهذه فُرصٌ لا تُعدُّ ولا تُحدّ، فلا يضع الجزاء من أول عرض، ولكنه يعُطي أيضاً عدداً من الفرص ويُؤخر الجزاء ليوم العرض، سبحان الله!! وهذا هو الحِلم والشفقة الإلهية علينا من فضل الله وجود الله وكرم الله عزَّ وجلَّ.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
السؤال الرابع: لماذا اختار رسول الله أن يُرفع عمله وهو صائم، ولم يختار أن يُرفع وهو يُصلي؟
———–
العمل إذا رُفع وهو يُصلي لم يكتمل لأنه لا يُرفع عملٌ وهو في الصلاة إلا بعد أن يُتم الصلاة، لكن في الصيام يُرفع فيما مضى من الأيام، والصائم له دعوة عند فطره لا تُرد، فإذا رُفع العمل في الصيام ودعا الله أن يتقبل منه صيامه وقيامه وأعماله استجاب الله عزَّ وجلَّ، ولذلك قال صلَّى الله عليه وسلَّم: (نَوْمُ الصَّائِمِ عِبَادَةٌ، وَصَمْتُهُ تَسْبِيحٌ، وَعَمَلُهُ مُضَاعَفٌ، وَدُعَاؤُهُ مُسْتَجَابٌ، وَذَنْبُهُ مَغْفُورٌ)[13].
هذه الآية حدث فيها إختلاف في وجهات النظر، وليس خلافاً بين علماء المسلمين، فبعضهم قال -مثل سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: أن هذه الليلة ليلة النصف من شعبان، وأن الملائكة الكرام أمرهم الله عزَّ وجلَّ أن ينسخوا القرآن من أُمِّ الكتاب، فابتدأوا في النسخ في ليلة النصف من شعبان، وانتهوا من النسخ في ليلة 24 أو 27 من رمضان، وأُنزل في بيت العزِّة في السماء الدنيا، ثم نزل به الأمين جبريل مفرقاً في مدة ثلاثة وعشرين عاماً هجرياً.
وقالوا: إن الله عزَّ وجلَّ يرفع في هذه الليلة الأعمال وينسخ فيها الآجال، وجاءوا بحديثٍ – وإن كان ضعيفاً – وقالوا فيه: إن الرجل قد يفعل كذا وكذا وقد نزلت الملائكة بأجله وهو يعمل ولا يدري بذلك.
لكن إجماع العلماء – ونحن دوماً مع الإجماع – أن الليلة المباركة هي ليلة القدر، لأنها الليلة التي أُنزل فيها كتاب الله:
(إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ) (3الدخان).
وهي الليلة التي فيها يُفرق كل أمرٍ حكيم، لأن فيها نزل الفرق بين الحقِّ والباطل، وبين الهُدى والضلال، وبين الحسن والقبيح. وأرجو أن لا ننشغل بهذه الروايات وهذه الخلافات لأن هذا لا يحتاج الآن إليه المسلمون في هذا الزمان، نريد أن نعتصم جميعاً بالإجماع ونجعل يد الله مع الجماعة.