• Sunrise At: 4:54 AM
  • Sunset At: 6:59 PM

Sermon Details

14 يناير 2013 م

برنامج أسئلة حائرة وإجابات شافية_حلقة 12_مجلس الجمعة المعادى 4-1-2013م

.

شارك الموضوع لمن تحب

************************

الحلقة الثانية عشر

************************

  • المعاريض

  • حكم النوم على البطن

  • آداب الأشهر الحُرُم

  • بين الرجل والذكر

  • علاج القبض

  • دعاء للإنجاب

  • طاقات الإنسان

  • رسائل حُسن النية

 

. المعاريض

سؤال: ما المعاريض؟ وما حكمها؟ وهل يجوز للمسلم استخدامها؟

=======================================

المعاريض: أن يتعرض الإنسان لموقف فينطق برأي يظن السامع به أمراً، والقائل يقصد به أمراً آخر، غير أنه لا يكذب، لأن الكذب هو الكذب، وليس تقية وهي الموجودة عند الشيعة، والتقية أن يُظهر خلاف ما يُبطن، لأن التقية نوع من النفاق، ويقول فيها صلى الله عليه وسلم:{إِنَّ فِي الْمَعَارِيضِ لَمَنْدُوحَةً عَنِ الْكَذِبِ} (سنن البيهقي عن عمران بن الحصين).

ومندوحة: أي مخرج. وأساس المعاريض ما حدث مع نبيِّ الله إبراهيم الخليل عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم السلام، عندما خرج قومه للاحتفاء بعيدهم وامتنع عن الخروج معهم، فلما سألوه لِمَ لا تخرج معنا؟ قال: إني سقيم، ظنوا أنه مريض مرضاً جسمانياً، وهو في الحقيقة مريض من أفعالهم وأحوالهم وأفكارهم، وهذا كان أول المعاريض.

الأمر الثاني: ذهب إلى أصنامهم وكسرها، وعلق الفأس في رقبة الصنم الكبير، فلما رأوا ذلك اجتمعوا وأخذوا يتوجسون مَن الذي فعل هذا، فقالوا: لا يفعله إلا إبراهيم لأنه هو الذي يدعوهم إلى ترك هذه الأصنام، وترك عبادتها، ويدعوهم إلى عبادة الله، فأحضروه وقالوا كما أخبر القرآن: ﴿أَأَنتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ [62الأنبياء]. فاستخدم يده وأشار بإصبعه الأكبر إليها وقال: ﴿قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا [63الأنبياء]. هو يشير إلى إصبعه الأكبر، وهم يظنون أنه يتكلم عن الصنم الأكبر.

الأمر الثالث: عندما دخل هو وزوجته إلى مصر، وكان فرعون مصر في ذلك الوقت مولع بالنساء الجميلات، وكلَّف جنده وأعوانه كلما رأوا امرأة جميلة أتوا بها إليه إن كان لها زوج، وإن كانت مع أخ لا يأتون بها خوفاً من بطش الأخ، ووصل سيدنا إبراهيم إلى مصر ومعه زوجته السيدة سارة، فقالوا له: مَن هذه؟ قال: هذه أختي، يقصد أخته في الإيمان، وهذا ليس بكذب لكي ينجو من هذا الفرعون وشرِّه وبأسِه.

إذاً سيدنا إبراهيم هو أول من استخدم المعاريض، وقد استخدمها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في روايات صحيحة وردت في قصة هجرته، عندما تعرض له قوم، وهو لا يريد أن يعرفوه حتى لا يدلُّوا عليه، فقالوا له: ممن الرجل؟ أي من أي عائلة؟ قال: من ماء، يقصد من ماء مهين، وظنوا هم أنه يقصد أنه من قبيلة إسمها قبيلة ماء، ولم يكذب، لكنه استخدم دلالة اللفظ الواسعة لينجو من هذا الضيق، فذهبوا إلى أبي بكر خلفه وقالوا له: مَن هذا؟ فاستخدم نفس الوسيلة وقال: هاد يهديني الطريق، ظنوا أنه دليل يدل على الطريق الأرضي، وهو يقصد أنه يدله على الطريق الإلهي الرباني.

والمعاريض يقول فيها النبي صلى الله عليه وسلم: {إِنَّ فِي الْمَعَارِيضِ لَمَنْدُوحَةً عَنِ الْكَذِبِ} (سنن البيهقي عن عمران بن الحصين). وهي كما ترون ليس فيها كذب ولا خداع ولا نفاق، وإنما استخدام لدلالة اللفظ الواسعة للنجاة من المضايق التي لا يستطيع الإنسان أن ينجو منها إلا بهذه الطريقة.

قد يستخدمها الصالحون لكن في الحدود التي استخدمها بها سيد الأولين والآخرين والأنبياء والمرسلين. لكن لو فُتح الباب للمريدين فإنهم يختلقون الأكاذيب بحجة أنها معاريض وهذا لا يجوز، هذا غير ذاك، أو يُظهرون غير ما يُبطنون ويظنون أنها معاريض وهذا أيضاً لا يجوز، لكن إذا استطاع الإنسان أن يصل إلى الصفاء والنقاء وألهمه الرحمن بالمعاريض التي تُنجيه من مكائد الآخرين فلا بأس بذلك، وهذا هو الأمر الذي يستخدمها فيه الصالحون رضي الله عنهم وأرضاهم.

وقد استخدمت المعاريض ذات مرة عندما وقع علىَّ الدور وأنا في التدريس للسفر إلى السعودية، وعرضتُ الأمر على شيخي الشيخ محمد علي سلامة رحمة الله عليه فرفض – وأنا حريص ألا أُسيء إليه، فمعظم المريدين في هذا الزمان غير أُمناء، فيضع الشيخ شَمَّاعة لكل أخطائه ويقول: الشيخ قال لي، وذلك بدون وجه حق – وفي المدرسة عقدوا لي جلسة، وقال لي مدير المدرسة: هل يرفض أحد السفر إلى السعودية بعد أن تأتيه لباب بيته؟! قلت له: الحكومة لم توافق، فظنوا أن الحكومة هي الزوجة، وأنا أقصد الحكومة التي تتحكم فيَّ وهي الشيخ رضي الله عنه وأرضاه، حتى أُبعد التهمة عن الشيخ، ولا أجعلهم يتندرون عليه أو يُسيئون إليه، فيقعون في المحذور، لأن: {مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ} (صحيح البخاري وابن حبان وسنن البيهقي عن أبي هريرة).

الإنسان في مثل هذه المضايق لا يُفكر، بل إن الله عزَّ وجلّ هو الذي يُدبره ويُلهمه إذا ضاقت به الأمور من باب: ﴿ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ [2، 3الطلاق].

حكم النوم على البطن

سؤال: لماذا نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النوم على البطن؟

===================================

كان صلى الله عليه وسلم بتعليم الله عزَّ وجلَّ له يعلم ما كل يُصلح النفس، وما ينفع وما يضر، إن كان من أعمال الآخرة، أو من العادات، أو من أعمال الدنيا، لأنه ما ترك أمراً ينفعنا إلا وبيَّنه، وما ترك أمراً يضرنا إلا ووضَّحه.

فرأي النبي صلى الله عليه وسلم – كما ورد – رَجُلاً نَائِماً فِي الْمَسْجِدِ مُنْبَطِحاً عَلَى وَجْهِهِ، فَضَرَبَهُ بِرِجْلِهِ، وَقَالَ: {قُمْ وَاقْعُدْ، فَإِنَّهَا نَوْمَةٌ جَهَنَّمِيَّةٌ} (سنن ابن ماجة والطبراني عن أبي إمامة). إذاً كيف كان نوم النبيِّ صلى الله عليه وسلم؟ كان ينام على جنبه الأيمن ويتوسد ذراعه الأيمن.

وإذا رجعنا إلى الإعجاز الطبي الآن نجد أن ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم وما يقوله الطب:

  • أن الإنسان إذا نام على جنبه الأيمن يكون قلبه وهو في الأيسر لأعلى، فيكون حر في الحركة، في أخذ الدم، وفي دفع الدم إلى جميع أعضاء الجسم.

  • ويكون الكبد وهو مطبخ الجسم في أحسن حالاته، يستقبل الطعام ويطبخه حتى يُحوله إلى دم يليق بغذاء جميع خلايا جسم الإنسان، فهناك غذاء للعين، وهناك غذاء للأذن، وهناك غذاء للمخ، وهناك غذاء لليد، وهناك غذاء للفرج. كلُّ خلية من خلايا الجسم لها غذاءها الخاص بها. مَن الذي يقوم بذلك؟! الكبد، ومَن الذي يوصل ذلك؟ الدم الخارج من القلب.

فأحسن حالات هذه الأعضاء عند نوم الإنسان إذا نام على جنبه الأيمن، فالكبد يكون في أحسن حالاته، والقلب في أكمل مهامه التي كُلِّف بها من الله  عزَّ وجلَّ.

إذا نام الإنسان على جنبه الأيسر يُضغَط القلب، فتقل قدراته، وتضعف إمكانياته، ويصاب بالضعف وبالهبوط.

وإذا نام الإنسان على بطنه ينام على أحشاءه، على الأمعاء الرفيعة والغليظة وما يتبعها من الغدد التي تفرز لها ما تستعين به على هضم الطعام، فإذا نام الإنسان على بطنه انكمشت الأمعاء، وقلَّ إفراز هذه الغدد، فيصاب الإنسان أولاً بعسر الهضم، ثم يصاب – كما نرى معظم الناس في زماننا – بالقولون، ثم بعد ذلك يصاب – والعياذ بالله – بأي آفة في أي غدة من الغدد إن كانت البنكرياس أو الكبد أو الصفراء أو غيرها، وكل ذلك بسبب النومة التي ينامها، وهي على غير نهج الحبيب المختار صلى الله عليه وسلم.

النومة الوحيدة التي سَمَحَ بها النبيُّ صلى الله عليه وسلم غير اليمين – وتكون في اليقظة – إذا ارتخى الإنسان وأراد أن يتمدد لكنه لن ينام، فينام على ظهره بشرط أن يتفكر، فهذه نومة الأنبياء والعلماء في حالة التفكر: ﴿وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ [191آل عمران].

إذن مَنَعَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن النوم على الهيئة التي تسبب فساداً في أعضاء الجسم، وتسبب تعكيراً لمزاج الإنسان، وتسبب سوءا لحال الإنسان، لأن صحة الإنسان تعين على طاعة الرحمن، وسوء صحة الإنسان يجعله لا يستطيع أن يعبد الله ويطيع الله عزَّ وجلَّ كما يحب ويرضى.

نسأل الله عزَّ وجلَّ أن يعيننا على هذا الخُلُق النبيل، وعلى هذا الهدى الإلهي النبوي الكامل.

*************

آداب الأشهر الحُرُم

سؤال: ما الآداب التي يجب أن يتحلى بها المؤمن في الأشهر الحُرُم؟

=======================================

الآداب التي ينبغي أن يتحلى بها المؤمن في الأشهر الحُرم – وفي غير الأشهر الحُرم – هي ما قاله الله عزَّ وجلَّ: ﴿ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ [36التوبة]. أن يتحلى الإنسان بالخُلُق النبوي، وبالكمال القرآني فيمنع نفسه من ظلم نفسه، أو ظلم غيره.

ظلم نفسه بالإهمال في طاعة ربه، أو عدم المبالاة في تطبيق شرعه، أو عدم الإقتداء بحبيبه، وظلم غيره بأي نوع من أنواع الظلم. فإذا منع الإنسان نفسه من ظلم نفسه أو ظلم غيره فقد فاز وجاز، لأن العقبة الكئداء – التي تعوق المرء يوم العرض والجزاء – هي: ظلم الغير، فإن الله عزَّ وجلّ َقد يغفر له ما بينه وبينه، ويسامحه فيما فعله نحوه، لكنه يطلب منه أن يذهب إلى هؤلاء ويُقدم لهم المعذرة، ويطلب منهم الصفح والعفو فإنهم هم وحدهم الذين يمتلكون ذلك، يقول الله تعالى كما جاء بالأثر: {يا عبادي قد استمعت إليكم طويلاً فاستمعوا إلىَّ اليوم، أما ما كان بينكم وبيني فقد غفرته لكم، وأما ما كان بينكم وبين إخوانكم فتواهبوه فيما بينكم ثم ادخلوا الجنة برحمتي}.

إذن ما العقبة التي تعوق الإنسان يوم العرض والجزاء؟ إذا كان ظالما لأحد من خلق الله، فبعد أن ينتهي المرء من الحساب ويُتوجه به إلى الجنة، وقبل أن ينصرف من أمام ملك الملوك – في المحكمة الإلهية – ينادي مناد الله عزَّ وجلَّ – كما ورد في الأثر الذي تؤكد الأحاديث الصحيحة معناه – فينادى: من كان له مظلمة عند فلان فليخرج، فيتعلق الخلق به، يقول أحدهم: هذا غدر بي، ويقول: آخر: هذا سخر بي، هذا قتلني، هذا اغتابني، هذا سرقني! فيقول الله عزَّ وجلَّ: (وعزتي وجلالي لا تدخل الجنة حتى تُرضي خصمائك).

وقد ورد في الحديث الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال: {أَتَدْرُونَ مَنْ المُفْلِسُ؟ قالُوا المُفْلِسُ فِينَا يَا رَسُولَ الله من لاَ دِرْهَمَ لَهُ وَلاَ مَتَاعَ. قالَ رَسُولُ الله: المُفْلِسُ مِنْ أَمَّتِي مَنْ يَأتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلاَةِ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَد شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا، فيقعُدُ فَيَقْتَصُّ هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْتَصَّ عَلَيْهِ مِنَ الْخَطَايَا أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ في النَّارِ} (سنن الترمذي عن ابي هريرة). إذاً لابد للإنسان حتى يدخل الجنة بغير حساب أن يكون أرضى خصماءه في الدنيا، وخرج من الدنيا وليس عليه لأحد من خلق الله مظلمة يطالبه بها.

ولذا كان من أحوال العارفين الاهتمام البالغ بهذا الأمر، الإمام الشبلي رضي الله عنه وأرضاه في لحظة موته أشار إليهم أن وضئوني، وكان لا يستطيع الحركة، فقاموا بإجراء الوضوء على أعضاءه، فنسي الذي كان يوضئه تخليل لحيته، فأشار إلى لحيته يطالب بتخليلها، قالوا: حتى في هذه اللحظة لم ينسى تخليل لحيته!! لأنه كان حريصاً على حُسن الخاتمة، سألوه: ما الذي يهمك في تلك الساعة وأنت فعلت كذا وكذا من الصالحات؟ قال: لا يهمني غير شيء واحد، كنت قد توليت الإمارة لفترة، وأثناء ذلك ظلمت رجلاً وأخذت منه ديناراً بغير حقٍّ، وأخذت أبحث عن هذا الرجل لمدة ثلاثين عاماً فلم أجده، وتصدَّقتُ عنه بألوف، وهذا الذي أخشى أن يطالبني بحقه يوم القيامة أمام الله عزَّ وجلَّ!! كل هذا من أجل دينار، فما بالنا نحن بالمظالم التي لا عدَّ لها ولا حدَّ لها.

الكَيِّس الفطن الذي يحفظ نفسه في الأشهر الحرم وغيرها من ظلم الخلق، فيقيم العدل في نفسه، ويقيم العدل من غيره، نسأل الله عزَّ وجلَّ أن نكون من أهل ذلك.

******************

بين الرجل والذكر

سؤال: هل هناك فرق بين كلمة (الرَّجُل) وكلمة (الذِّكْر) في القرآن الكريم؟

=============================================

كلمة الذكر تُطلق على من كان فيه صفات الذكورة حتى من قبل ولادته، نقول للمرأة اذهبي للطبيب ليكشف عليك بالسونار لنرى ذكر أم أنثى، لو ظهرت عليه علامات الذكورة فهو ذكر، إن كان في بطن الأم، أو كان رضيعاً، أو كان فطيماً، أو كان صبياً …. كل هذا يُسمى ذكر.

لكن كلمة الرجل لا تُطلق إلا على من ظهرت عليه علامات الرجولة الكاملة، عندما يبلغ الحُلُم يُطلق عليه لفظ فتى، فإذا كبر واكتمل سنه العقلي سُمي رجلاً، فالرجل هنا الذي اكتملت فيه الآلات والمعدات والخواص التي جعلها الله عزَّ وجلَّ للذكور ليكون في أقوى أهلية خلقهم عليها رب البرية عزَّ وجلَّ.

*****************

علاج القبض

سؤال: ما علاج ضيق الصدر والقبض؟

======================

إذا أصيب الإنسان بضيق في صدره غالباً ما يكون هذا الأمر له أسباب ظاهرة: قد يكون لأمر يرجوه ولا يستطيع تحقيقه، وقد يكون لإساءة تعرَّض إليها ولم يتحملها، وقد يكون لمشكلة عجز عن حلِّها، وقد يكون لهمٍّ لا يستطيع تفريجه، كل هذا وغيره يُسبِّب ضيق الصدر. المخرج لهذا الأمر تقوى الله، والتوجُّه إلى الله، ورفع الأمر إلى حضرة الله، ومواصلة الله تارة بذكر الله، وتارة بتلاوة كتاب الله، وتارة بالدعاء والمناجاة، حتى يدخل الإنسان في قول الله: ﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا [2الطلاق].

فيجعل الله له مخرجاً من كلِّ أمر، ومن كلِّ همّ، ومن كلِّ غم، وإذا طال الأمر عليه يستعين على ذلك بقراءة ما تيسر من أحوال الأنبياء والمرسلين، ففيها تفريج لنفسه، أو أحوال الصحابة المباركين ففيها أيضاً حكاية لحاله، أو أحوال الصالحين وما تعرضوا له فإن ذلك يزيد اليقين ويُثبِّت فؤاده ويجعله يتبدل من حال إلى حال، من العسر إلى اليسر: ﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا [5، 6الإنشراح].

*****************

دعاء للإنجاب

سؤال: هل هناك دعاء للإنجاب؟

====================

هناك أدعية كثيرة للإنجاب: فهناك دعاء وارد في كتاب الله، وهو دعاء سيدنا زكريا: ﴿رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ [89الأنبياء]. والصالحون يضيفون قبل تلاوة الآية اسم من أسماء الله عزَّ وجلَّ الحسنى وهو (الوارث) ومعه حرف المناداة، فيقولون: يا وارث ﴿رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ.

إذا كرر الإنسان هذه الآية، ومعها هذا الاسم المقدَّس، وتبتَّل إلى الله، وتضرَّع إلى الله، وأدام على ذلك – إن شاء الله وخاصة بعد صلاة الفجر – فإن الله عزَّ وجلَّ يستجيب له كما استجاب لزكريا ووهبه يحيى إن شاء الله رب العالمين.

وهناك التوسل بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم، فإن الإنسان إذا توسل بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم في أي أمر يقضيه الله. الإمام أبو عيسى الترمذي صاحب جامع الترمذي رحمة الله عليه يقول: (رأيت ربَّ العزة عزَّ وجلَّ في المنام، فقلت: يا ربِّ إني أخشى من عذاب يوم القيامة، فماذا أفعل؟ فقال ربُّ العزة: قُلْ بعد صلاة الفجر كلَّ يوم: اللهم بحق الحسن وأخيه، وأمه وأبيه، وجده وبنيه فرِّجْ عنا ما نحن فيه، إلهي لا نسألك رد القضاء بل نسألك اللطف فيه). دعاء تلقاه من الله شفاهاً، وهو مجرَّب الإجابة، فالإنسان عندما يدعوا به ويواظب عليه يستجيب الله عزَّ وجلَّ له فوراً لأنه خرج منه ورُدَّ إليه. سُئل الإمام أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه وأرضاه: هل يقبل الله الفاتحة منا إذا قرأناها؟ قال: كيف لا يقبلها وهي كلامه منه خرج وإليه يعود؟!!.

فهذا دعاء ورد من الله أعطاه وألهمه لعبد من عباد الله، فإذا استعان المرء أجابه الله، ولبَّاه الله جل في علاه، وأبواب الدعاء في هذا المجال لا تعدُّ ولا تحصى.

*****************

طاقات الإنسان

سؤال: ذكرت فضيلنكم سابقاً أن الإنسان يموت ولم يستغل كثيراً من طاقاته قبل موته، نرجو إلقاء الضوء على هذه الطاقات التي لم تستغل؟ وكيف يستغلها الإنسان؟

===============================

طاقات الإنسان التي أوجدها فيه الله لا نهاية لها، يكفي الإشارة إليها في قول الله: ﴿ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ [65الأنفال].  أي أن الواحد بعشرة إذا ظهرت طاقاته.

والعلم الحديث أثبت ذلك، فإن الله عزَّ وجلَّ خلق كل شيء في الإنسان زوجين اثنين، يعمل ببعض واحدة منها، والباقي لا يعمل، فكل إنسان على سبيل المثال له كليتين، وعلماء المسالك البولية يقولون أن الإنسان يستطيع أن يعيش بعشر كُلى واحدة!! والعقل الذي أعطاه الله عزَّ وجلَّ للإنسان قال فيه العلماء الروس في مؤتمر عام عقدوه للقشرة المخية – والتي فيها الذاكرة، وفيها الفكر، وفيها التصور، وفيها الإدراك، وغير ذلك – فقالوا فيها: إن جميع العظماء وأهل المواهب من العلماء – قديماً وحديثاً، إن كان القدماء المصريين، أو اليونانيين، أو الهنود، أو الصينين، أو آينشتين، وغيرهم – كل هؤلاء لو جُمع ذكاؤهم لا يُعادل واحد على خمسمائة من القشرة المخية لأي إنسان!! كل ما جاء به هؤلاء من اكتشافات وابتكارات ومواهب واختراعات لا يساوي واحد على خمسمائة من القشرة المخية لأي إنسان في هذا الوجود!!!

فقوى الإنسان خلقها الله عزَّ وجلَّ، لكن الإنسان لا يستخدم منها إلاَّ قدراً ضئيلاً من قواه الظاهرة. أما القوى الباطنة فإن الله عزَّ وجلَّ أعطى لكل واحد منا نُوراً في قلبه وفؤاده يستطيع أن يتعامل به في الدنيا مع الناس: ﴿أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ[122الأنعام].

هذا النور يكشف له ما في الصدور، ويُبين له غيوب المعالم الإنسانية في الحياة الآدمية، بواسطة هذا النور يستطيع أن يعرف ما وراء الكلام من نوايا وخفايا: ﴿وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ [30محمد]. بواسطة هذا النور يستطيع أن يعرف ما يدور في عيون الآدميين: ﴿فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ [30محمد]. بواسطة هذا النور يستطيع أن يعرف ما في الصدور: ﴿وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ [10العاديات]. كم من عباد الله استخدم هذا النور؟ أقل القليل.

أعطاه الله عزَّ وجلَّ روحاً إذا أُطلقت من عِقَالِها في المنام يرى نفسه يطوف في عوالم الله الظاهرة والخفية، فقد يذهب إلى الكعبة، وقد يذهب إلى الجنة، ويرى حقائق، هل هو أطلق عقال روحه وجعلها تعود عليه بلطائف الحكمة، وغرائب الأنوار، وطُرف الأسرار التي هيئها لها الله عزَّ وجلَّ على يد الحبيب المختار صلى الله عليه وسلم؟ أبداً، معظم الخلق ينتقل إلى الدار الآخرة وروحه ربما لم تَرَ إلاَّ رؤيات منامية قليلة يراها أي إنسان حتى البعيد عن حضرة الرحمن عزَّ وجلَّ.

إذاً قوى الإنسان الظاهرة والباطنة لا عدَّ لها ولا حدَّ لها، وهذا أمْرٌ طويل يحتاج إلى تفصيل.

*****************

رسائل حُسن النيَّة

سؤال: هناك رسائل تتكلم عن الإيمان، أو الجزاء، أو أحداث حدثت لأعداء الإسلام، أو صور إسلامية – هذه الرسائل تأتي على التليفونات المحمولة، أو على النت في صفحات الفيس بوك – ويطلب صاحبها نشرها وله الثواب والخير العميم، وأن من يُهملها فسوف تأتيه شدائد كبيرة، ما رأي فضيلتكم في تلك الأمور؟

=======================

هذه أمور من عالم الخرافة، نرى مرة منشوراً يقولون فيه أن الشيخ أحمد خادم حجرة النبيِّ فعل كذا وكذا، ويجب أن تكتب من هذه النسخة كذا وكذا وترسلها، وإذا أرسلتها فسيكون لك كذا وكذا ،وإذا تواكلت وتكاسلت فسيصيبك كذا وكذا!! وبالبحث لم نجد خادماً لحجرة النبيِّ إسمه أحمد، وله هذه الرواية، لكنها هراءات وخرافات ملأت المسلمين.

ومرة أخرى يأتون بأسماء الله الحسنى ويقولون أرسلها إلى ألف أو خمسمائة أو عشرة آلاف!! أمور ليست من دين الله في قليل ولا كثير.

وأحدثها الآن ورقة قالوا فيها أن الشيخ أحمد خادم حجرة النبيِّ رأي ستة آلاف من الذين اعترضوا على حضرة النبي مؤخراً في أوربا حدث لهم كذا وكذا من المصائب، وهذا كلام غير حقيقي لم يحدث، هذا الكلام يجعل العالم العاقل العلمي يضحك علينا بمثل هذه الأكاذيب، ومثل هذه الأحوال ليست من دين الله في قليل ولا كثير. فكل من جاءته ورقة من هذه يحرقها، ولا يُخبر غيره، ولا يُرسلها إلى أحد غيره.

إذا أردت أن تُرسل لأحد فأرسل له القرآن الكريم يقرأه، أو آيات من القرآن، أو حديث من أحاديث النبيِّ يقرأوه ويُفصلوه، لكن الخرافات لا ينبغي لمسلم أن يهتم بها ولا يُلقى لها بالاً أبداً.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

************************

مقر الجمعية العامة للدعوة إلى الله  بحدائق المعادي بالقاهرة       

    21 من صفر 1434هـ 4-1-2013م

Fawzyabuzeid - Copyright 2023. Designed by Fawzyabuzeid