• Sunrise At: 6:36 AM
  • Sunset At: 4:55 PM

Sermon Details

2 نوفمبر 2012

جـ2 برنامج أسئلة حائرة وإجابات شافية_حلقة 4_مجلس المعادى2-11-2012

,

شارك الموضوع لمن تحب

********************

الحلقة الرابعة جـ2

العلاقة بين الفتى والفتاة

  • رؤية المشاهد المحرمة تليفزيونياً

  • تَعْظِيمُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

  • إتباع المذاهب الفقهية

  • أهل السُنَّة والجماعة

  • صلاة الجمعة للمرأة

  • صلاة تحية المسجد

  • أسباب تعدد الزوجات

  • يوم الفضل

 

العلاقة بين الفتى والفتاة

سؤال: ما حكم الشرع في العلاقة بين الفتى والفتاة وخروجهما معاً بعلم أهلهما لوجود نيَّة الزواج في المستقبل عندما تسمح الظروف؟

=============================

لا يجوز شرعاً لفتى أو فتاة أن يخرجا بغير مَحرم، وبغير ضرورة. وما يراه الشباب الآن من أنه لابد أن يخرج مع الفتاة مرات وكرات ليتعرف عليها وتتعرف عليه ليس من الإسلام، وإنما هو مخالف لتعاليم المصطفي عليه أفضل الصلاة وأتم السلام، قال صلى الله عليه وسلم: {لا يَخْلُوَنَّ أَحَدُكُمْ بِامْرَأَةٍ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ ثَالِثُهُمَا} (مسند الإمام أحمد وابن حبان والحاكم). والزواج لا يحتاج من ناحية التوافق النفسي بين الطرفين إلا إلى نظرة: {انْظُرْ إِلَيْهَا فَإِنَّهُ أَحْرَى أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا} (سنن الترمذي وابن ماجة ومسند الإمام أحمد).

إذا نظر الإنسان نظرة إلى فتاة ووجد راحة نفسية يُكمل المسيرة، ويعقد العقد الشرعي، ويبدأ الإجراءات الشرعية التي سنَّتها الشريعة المحمدية: ﴿إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا [35النساء]. ويباح له بعد ذلك أن يجلس مع أهلها وهي معهم. ولا مانع أن يجلسا في حجرة بجوارهم وهم جالسون، على أن يكون الباب مفتوحاً حتى لا تكون خلوة.

وأنتم تعلمون أن الإنسان من نظرة يقع في قلبه موقع الرضا أو موقع عدم الرضا، وهذا ما يحتاجه الإسلام. والشاب إذا كانت نيَّته الزواج لإتمام دينه، ونواياه طيبة، فإن الزوجة حتى لو كانت غير صالحة فسيُصلحها الله من أجل نواياه الطيِّبة، أي إذا توخَّى الطرق الشرعية وسلك المسالك المرضية للزواج فحتى لو كان فيها شيء ما لا يتفق معه؛ فإن الله تعالى سيصلحه له ويوفقها معه، وكذا هو من تلك الناحية. وكم رأينا من فتيان وفتيات جلسوا معاً سنوات، وخرجوا عشرات المرات، – وتزوج بعضهم – وعلى الرغم من ذلك كان الطلاق مستقبل أكثرهم! فلماذا فشلوا؟!!

 والذين لم يكملوا للزواج!! فكثيراً ما وقعت الفتاة ضحيَّة ابتزاز هذا الشاب الذي خرج معها، وفي أحيان أخرى كثيرة ساءت سمعتها وطالت حيرتها!! وفي أحوال عديدة يقول الشباب: كما خرجت معي ستخرج مع غيري! ويتركها بعد أن يتسلى بها، وإذا عوتب في ذلك قال: لماذا خرجت معي لو كانت مؤدبة أو ذات خلق ودين؟!

فالفائدة والصلاح والنجاة في إتباع شرع الله، والسير على هدى وخطى حبيبه ومصطفاه، هدى الله شبابنا ذكوراً وإناثاً وجمع شملهم على محابه ومراضيه.

******************

رؤية المشاهد المحرمة تليفزيونياً

سؤال: لو رأيت مشهد تقبيل بين رجل وامرأة في التليفزيون، أو في أي مكان، فما حكم ذلك إن كان بقصد أو بغير قصد؟

===================

أي نظر لممنوع – منع منه الشرع – فهذا محظور، وصاحبه مأزور غير مأجور، فمن ذهب إلى البلاج وشاهد المصيفين الذين يتجردون من الملابس بالكلية إلا جزئية لا تكفي للستر الذي وضعه الله عزَّ وجلَّ قانوناً للمؤمنين!! قال فيه صلى الله عليه وسلم: {لَعَنَ اللَّهُ النَّاظِرَ وَالْمَنْظُورَ إِلَيْهِ} (سنن البيهقي).

وكذلك من يشاهد في الأفلام الإباحية، أو الأفلام غير الملتزمة – وليست إباحية – رجلاً يحتضن امرأة ليست زوجته – أو حتى زوجته!! لا ينبغي لي أن أراه وهو يفعل معها ذلك، لأنه ينبغي أن يُلقي عليه ستر الله عزَّ وجلَّ – إذا أراد الرجل أن يفعل الحلال مع زوجته وكان له ابن قريب منه واستيقظ يستحي من ابنه ويترك ذلك الحلال، فما بالك أمام الخلق!!.

فطلب منا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نغض أبصارنا تنفيذاً لقول الله: ﴿قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ [30النور]. لا ينبغي أن ننظر إلى ذلك، وإذا نظرنا فجأة ينبغي أن نلفت النظر فوراً، وقد قال صلى الله عليه وسلم للإمام علي في نظر الفجأة: {يَا عَلِيُّ، لا تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ فَإِنَّ لَكَ الأُولَى وَلَيْسَتْ لَكَ الآخِرَةُ} (سنن الترمذي وأبو داوود ومسند الإمام أحمد). الأولى يسامح الله فيها على أن تصرف البصر فوراً، وقال لمن يصرف بصره عن هذه الحُرمات: {النَّظْرَةُ سَهْمٌ مَسْمُومٌ مِنْ سِهَامِ الشَّيْطَانِ، فَمَنْ تَرَكَهَا مَخَافَتِي أَعْقَبْتُهُ عَلَيْهَا إِيمَانًا يَجِدُ طَعْمَهُ فِي قَلْبِهِ} (مسند الشهاب عن ابن عمر رضي الله عنهما).

إذاً يجب على الإنسان أن يصرف نظره عن هذه المناظر إن كانت في عالم الحقيقة، أو كانت في عالم الخيال، أو كانت في عالم النت، أو كانت في عالم السينما، أو كانت في أي عالم من العوالم لأن النظر هو الذي يؤجج الشرر في باطن الإنسان، ويُحرك القُوى الخفية التي تدعو الإنسان إلى عصيان رب البرية عزَّ وجلَّ، كل شرر مبدأه من النظر، وإذن ينبغي أن نعمل بقول الله: ﴿ قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ [30النور]. وقال للمؤمنات: ﴿ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنّ [31النور].

***************************

تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم

سؤال: كيف نُعظم النبي صلى الله عليه وسلم؟

===============================

أمرنا الله عزَّ وجلَّ بنص واضح في صريح القرآن أن نُعظم رسول الله صلى الله عليه وسلم عند خطابه، وعند الحديث عنه، فقال عز شأنه: ﴿لا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضًا [63النور].

وإني أعجب فيمن يُحرِّم أن يسبق اسم النبيِّ لفظة تؤدي إلى الاحترام – كسيدنا محمد، أو حضرة النبيِّ – وهو لا يرضى أن ينطق أحد باسمه بدون أن يُشيِّخه، أو يُقدمه باسم فضيلة العالم فلان، أو فضيلة الشيخ فلان!! أيهما أولى بالتكريم، الشيخ فلان والعالم فلان، أم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!!.

وقد قال الله عزَّ وجلَّ معلماً لنا عن سيدنا يحي: ﴿وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ [39آل عمران]. وقال صلى الله عليه وسلم للأنصار عندما دخل عليهم سيدنا سعد بن معاذ راكباً، وهم جلوس مع حضرة النبي: {قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ} (البخاري ومسلم). وقال مبيناً مكانة الحسن والحسين: {الْحَسَنُ، وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ} (سنن الترمذي وابن ماجة ومسند الإمام أحمد). وهل في الجنة شيوخ وشباب؟ لا، بل كلهم شباب لا يبلى شبابهم، إذاً هما سيدا أهل الجنة كلها.

فينبغي علينا تعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم، بأن نسبق اسمه بالتبجيل والاحترام والتقدير لرسالته ولنبوته ولاصطفاء الله عزَّ وجلَّ له، كأن نقول: سيدنا محمد، أو سيدنا رسول الله، أو حضرة النبيّ، أو ما شابه ذاك. فإن الله عزَّ وجلَّ لم ينطقه باسمه إلا بعد أن قرنه بالرسالة: ﴿مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ﴾. [29الفتح].

وعندما كان يخاطبه كان يُعظمه: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ [64الأنفال﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ [41المائدة﴿يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ [1، المزمل﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ [1المدثر]. يخاطبه دائماً وأبداً بخطاب التعظيم، وعندما ذهب بعض الأعراب إلى بيت النبي صلى الله عليه وسلم ونادوه باسمه: (يا محمد)، نزل فيهم قول الله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاء الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ [4الحجرات]. لأنهم لو عقلوا لنادوك بما أمر به رب العالمين وقالوا: (يا أيها النبي)، أو (يا أيها الرسول)، أو بالنداء الذي أحبَّه الله عزَّ وجلَّ في القرآن. والقرآن مليء بالمديح والثناء على النبِيِّ العدنان صلى الله عليه وسلم.

*****************

إتباع المذاهب الفقهية

سؤال: ما حكم الذين يُنكرون إتباع المذاهب؟

=============================

ظهرت فاشية أو شائعة في عصرنا هذا يقول أهلها: ما لنا وللمذاهب، هم رجال ونحن رجال، فنرجع للقرآن والسُنَّة ونعمل بهما!!

وهذا شرود عن المنهج المستقيم، وتحول عن الحال السليم، لأن القرآن يحتاج إلى فهم، والسُنَّة تحتاج إلى دراية واسعة، فإذا سمع الإنسان آية من كتاب الله في موضع من مواضع شرع الله كيف يُفسرها؟! إما أن يكون قد درس مذاهب العلماء ويفسرها على هَدْى من العلم المستنير، وإما أن يفسرها على حسب هواه، وقد يكون مخطئاً في تفسيره هذا، لأنه خالف منهج السلف الصالح.

فإن أصحاب المذاهب  رضي الله عنهم درسوا القرآن، وفقهوا معانيه بحسب لغة العرب الذين أُنزل عليهم القرآن – وهذا قد لا يتهيأ لكثير منا الآن – ودرسوا الأحاديث الشريفة، وهناك أحاديث قد يظهر لك للوهلة الأولى أن هناك تعارض بينها، كيف تخرج من هذا التعارض؟ درسوه وقاسوه وأصَّلوه على عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمل صحبه الكرام، حتى خرجوا لنا بالمذاهب الشرعية وفق أحسن تخريج يقول لنا فيه الله: ﴿ فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ [122التوبة].

إذن فالله هو الذي أمرنا بذلك، أن يكون هناك طائفة تتفقه في الدِّين، وبعد التفقه ترجع لنا بالآراء التي رجحتها، والأمور التي استوضحتها، فنمشي على هداها، ونحن في هذا على صواب إن شاء الله.

فإذا اختلفنا ماذا نفعل يا رب؟! ﴿وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ [83النساء]. إذاً هناك أهل للاستنباط، وليس كل أهل الإسلام يستطيعون الاستنباط، أي استخراج الأحكام بعد وضوح الأدلة، وبعد استخراج الدلالات، هذا علم لابد منه لتوضيح التشريعات، والمشي على المنهاج الذي كان عليه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام.

وما نراه الآن في عصرنا من الفتاوى المنكرة، والأعمال الشنيعة المنسوبة للإسلام سببها الأول أن هؤلاء الذين قالوها أو عملوا بها أفتوا بحسب أهوائهم ولم يرجعوا إلى العلماء الأجلاء الذين أصَّلوا دين الله، وأحسنوا الاستنباط والاستخراج من كتاب الله، ومن سُنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأوقعوا المسلمين في هذا الزمان في حيرة شديدة، لأنهم أوهموا الناس أنهم علماء، بينما هم في مناهجهم ليسوا على هَدْى العلماء الأجلاء الذي وضعه الله في كتاب الله، والذي كان عليه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأسوق في هذا البيان مثالاً:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً مع صحبه الكرام في وليمة دعاهم إليها أحد أصحابه على لحم جمل سمين، والجمل السمين كانوا يسمونه جزور – وكان من عادة حضرة النبي المباركة إذا دعاه قوم لطعام يؤنسهم فيُصلي فريضة من فرائض الله عندهم في مكانهم تكريماً لهم، سواء قبل أو بعد – فلو دعوه للغذاء إما أن يُصلي الظهر أو يُصلي العصر عندهم في بيوتهم تكريماً لهم، وخرج من أحد الجالسين ريح، فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم ببصيرته النورانية أن هذا الرجل عنده حياء، وسيستحي لأن يقوم فيتوضأ، وكان صلى الله عليه وسلم صاحب ذوق رفيع، فلا يُحرج أحداً قطّ، فأمرهم صلى الله عليه وسلم أنه من أكل لحم جزور فليتوضأ، أي سيتوضأ الجميع.

العلماء الأجلاء راجعوا سيرة رسول الله فوجدوا أنه حضر لولائم كثيرة، ذُبح فيها جِمال، ولم يدعُ فيها إلى ما دعا إليه في هذا اليوم، بل قاموا فصلوا بغير وضوء، فعلموا أن هذا الحديث في هذا الموضع كان لحكمة لهذا السبب، وليس أمراً مستمراً، ومن هنا قالوا: لا ينبغي على المرء أن يتوضأ إذا أكل لحم الجِمال.

{وَأَمَّا خَبَرٌ: [مَنْ أَكَلَ لَحْمَ جَزُورٍ فَلْيَتَوَضَّأْ ] فَمَنْسُوخٌ بِمَا رَوَاهُ جَابِرٌ: [تَرَكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْوُضُوءَ مِمَّا غَيَّرَتْهُ النَّارُ]. الشَّامِلُ لِلَّحْمِ الْجَزُورِ، حاشية البيجرمي على الخطيب}.

الجُهَّال الذين صنعوا من أنفسهم علماء رأوا هذا الحديث فأمسكوا به، وقالوا: من أكل لحم جمل لابد أن يتوضأ، وهذا حديث صحيح، لكنهم لم يعرفوا مناسبته، ولم يقارنوه بما سواه من المناسبات كما فعل السلف الصالح من العلماء الأجلاء الذين استخرجوا لنا واستخلصوا لنا قواعد شرع الله، من كتاب الله ومن سُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم القولية والفعلية، ومن أعمال صحابته الكرام.

إذن الأمر يحتاج إلى هذا الاجتهاد الذي وصل إليه العلماء، لأنه توضيح لما ورد في كتاب الله، وتبيين لما حدث في سُنَّة رسول الله، وصلوا إليه بوَرَعِهم وتقواهم لربِّهم، وحرصهم على دين الله، وتوفيق الله عزَّ وجلَّ لهم.

فينبغي علينا أن نأخذ هذا التراث ونستمسك به، ونستزيد عليه بما نحن في حاجة إليه في عصرنا بواسطة أشباههم وأمثالهم، وهم العلماء الأجلاء الذين درسوا ومعهم الأدلة العلمية، ومعهم النبوغ الفقهي، ومعهم تقوى الله وعناية الله ورعاية الله جلَّ في علاه.

***********************

أهل السُنَّة والجماعة

سؤال: من هم أهل السُنَّة والجماعة؟

=======================

أهل السُنَّة والجماعة هم الذين يسيرون على ما قال فيه الله: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا [143البقرة].

على المنهج الوَسَطِي في الإيمان، وعلى المنهج الوسطي في العبادات، وعلى المنهج الوسطي في التشريعات، هؤلاء هم أهل السُنَّة والجماعة، وهو المذهب المعتمد في الأزهر الشريف، وما يتبعه من كليات ومعاهد دينية، وهو المذهب المعتمد في بلدنا مصر وغيرها من البلدان الإسلامية المعتدلة في تدُّينها، والخلاف بينهم وبين غيرهم خلاف في العقيدة.

مَن هو خارج أهل السُنَّة والجماعة؟ الذي يختلف معنا خلافاً في العقيدة، لكن الخلافات التي نراها فيما بيننا في بلدنا تكون في السنن والنوافل، وفي الأمور المستحبة، وفي الأمور الشرعية التي فيها أكثر من رأي وحكم ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذه ليست الخلافات التي تؤدي إلى اختلاف بيننا وبينهم، ولذلك كل من في مصر إن كان رجال الأزهر، أو أنصار السُنَّة، أو العاملين بالجمعية الشرعية، أو غيرهم … كلهم أهل السُنَّة والجماعة، لأننا ملتزمين جميعاً بالمنهج الإسلامي في العقيدة والعبادات.

الذين خارج هذا المنهج كبعض الشيعة الذين لهم آراء في العقيدة تخالف آرائنا، كالرافضة الذين يسبون أصحاب حضرة النبي، ونحن نُجل أصحاب حضرة النبي، فهؤلاء خارج أهل السُنَّة والجماعة، أو الذين – والعياذ بالله – يسبون زوجة النبي السيدة عائشة رضي الله عنها، وهم طائفة من الشيعة أيضاً، فهؤلاء خارج أهل السُنَّة والجماعة، لأن الخلاف خلاف في العقيدة.

أو الذين يختلفون معنا في أصول الفرائض كالبهائية والبابيَّة، فالبهائية غيَّروا صيام شهر رمضان وجعلوه صياماً في شهر مارس مع عيد النيروز أو عيد الربيع، وجعلوه تسعة عشر يوماً فقط!! هل هذا له نصيب من الصحة في الآيات القرآنية، أو الأفعال والأحاديث النبوية؟!! إذاً هذا خلاف جذري بيننا وبينهم، لأنه خلاف في أصل من أصول الشريعة المحمدية.

والبابيَّة يعتقدون أن الدين لم يتم، وأن بابهم هذا ينزل عليه الوحي وهو في مقام نبي، هذا يختلف مع: ﴿ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ [40الأحزاب]. وهذا خلاف في أصل من الأصول.

وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:{ أَلا إِنَّ مَنْ قَبْلَكُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ افْتَرَقُوا عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً، وَإِنَّ هَذِهِ الْمِلَّةَ سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ: ثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ، وَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ وَهِيَ الْجَمَاعَةُ } (سنن أبو داوود وابن ماجة ومسند الإمام أحمد). بعض الجهَّال جعلوا هذه الفرق الصوفية!!

لكن الصوفية وأنصار والسُنَّة والعاملين بالشريعة كلهم فرقة واحدة، لأنه لا يوجد بيننا خلاف في الأصول، والخلافات التي توجد تكون في الهوامش. هذا يريد أذاناً واحداً يوم الجمعة، وهذا يريد أذانين!! هذا يرى أنه ينبغي صلاة ركعتي سُنَّة بعد أذان الجمعة وهذا لا يرى ذلك. هذا يريد أن يُصلي التراويح عشرين ركعة وهذا يريد أن يصليها ثماني، صلاة التروايح سُنَّة، ولو تركها الإنسان كلها ليس عليه شيء!! إذاً كل هذه الخلافات في السنن، أو في الفروع أو في الهوامش.

لكن الفِرق التي ذكرها حضرة النبيِّ هي التي تختلف معنا في الأصول، كبعض الفرق الشِّيعة الضَّالة، والخوارج، والفرق التي استجدت في عصرنا كالبابيَّة والبهائية وغيرها، لأن هذه الفرق ضلَّتْ عن الأصول التي جاءت بها الشريعة المحمدية، ووضعوا أصولاً أخرى لهم يسيرون عليها.

فكل من يتفق معنا في الأصول، وإن اختلف معنا في الفروع فهم من أهل السُنة والجماعة، لكن الذين بيننا وبينهم خلاف – الذين يختلفون معنا – في أصول العقيدة، أو أصول العبادات، أو أصول التشريعات التي نزلت على سيِّد السادات صلى الله عليه وسلم، وهم الفرق الضالة، والحمد لله لا يوجد من الفرق الضالة في مصر إلا أفراداً قلائل، ولكن لا يوجد جماعات بالمعنى المتعارف.

*******************

صلاة الجمعة للمرأة

سؤال: هل صلاة الجمعة فرضٌ على المرأة أم لا؟

=================================

صلاة الجمعة ليست فريضة على المرأة، لكنها لو صلَّتها سدَّت مسد الفريضة، أي لا ينبغي عليها أن تُصلي الظهر بعد أن صلت الجمعة، فهي غير مطالبة بالجمعة، لأن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {صَلاةُ الْمَرْأَةِ فِي بَيْتِهَا خَيْرٌ مِنْ صَلاتِهَا فِي حُجْرَتِهَا، وَصَلاتُهَا فِي حُجْرَتِهَا خَيْرٌ مِنْ صَلاتِهَا فِي الْمَسْجِدِ} (سنن أبي داود وصحيح ابن خزيمة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنهلانشغالها بأولادها أو طلبات بيتها أو غير ذلك.

**********************

صلاة تحية المسجد

سؤال: ما حكم صلاة تحية المسجد أثناء خطبة الجمعة؟

==================================

الأَوْلى أن يُصلي المرء ركعتين خفيفتين ثم يجلس لسماع الخطبة.

********************

أسباب تعدد الزوجات

سؤال: ما ضوابط تعدد الزوجات؟ وما كيفية العدل بين الزوجات؟

================================

التعدد في الزواج جعله الإسلام إذا كان هناك سبب للمرء يجعل الواحدة لا تكفيه، كأن يريد الإنجاب وزوجته لا تُنجب، أو زوجته مريضة ولا تستطيع أداء حاجته، فيحتاج إلى زوجة أخرى ليصيب منها حاجته، أو أن زوجته لا تُكفيه شهوته، ومعه الاستطاعة ليفتح بيتاً آخر غير هذا البيت.

فشرط الزوجة الثانية في الإسلام أن يكون المسلم في حاجة إليها مما ذكرناه، وأن يكون مستطيعاً لأن يفتح بيتاً آخر، ويعدل بينهما بأن يجعل لهذه ليلة ولهذه ليلة، أو لهذه ثلاث ليال وهذه ثلاث ليال، وأباح له الإسلام عند الزواج أن يخص الزوجة الثانية بثلاث ليال في البداية.

وكان من أسباب التعدد في الزمن الماضي – ولم يعد موجوداً في زماننا – كان الرجل في القرى يكون أخوه متزوجاً ويموت، وله أولاد، فكان الأهل يطلبون منه أن يتزوج من امرأة أخيه حتى يرعى أولاد أخيه، أو يرعى أبناء شهداء المسلمين، كمن مات في القتال وله زوجة وأولاد، فيتزوجها بنيَّة إعفاف الزوجة ورعاية الأولاد، فيكون الزواج الثاني في الإسلام لنيَّة طيبة وعمل صالح، وليس كشهوة كما يتزوج الشهوانيين الآن في هذا الزمان.

وشرطه في كل الأحوال أن يكون الإنسان مستطيعاً – مالياً، ثم بدنياً وجسمانياً، ثم عاطفياً في العدل بينهما – فلو حتى مال إلى إحداهما قلبه لكنه لا يمنعه ذلك من العدل بين الزوجتين تطبيقاً لما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وإذا لم يعدل قال فيه صلى الله عليه وسلم: {مَنْ كَانَتْ لَهُ امْرَأَتَانِ فَمَالَ إِلَى إِحْدَاهُمَا، جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَشِقُّهُ مَائِلٌ} (سنن أبو داود والدارمي). حتى يعلم الخلق جميعاً أنه رجل جائر ليس عادل.

لكن التعدد بغير سبب، أمرٌ لا يرضاه الدين، ولا الشرع، ولا العقل، ولا العرف: ﴿ فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً [3النساء].

***********************

يوم الفضل

سؤال: قوله تعالى في القرآن: ﴿يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ ﴾ [106آل عمران].

ما المقصود بهذا اليوم؟

=================

يقصد به أولاً: لحظة الخروج من الدنيا، لأن الإنسان عند خروج أنفاسه الأخيرة ومفارقة الدنيا يظهر له مقعده من الجنة فيبيَّض وجهه، أو يظهر له مقعده من النار فيسْوَّد وجهه والعياذ بالله.

يظهر له كتابه إن كان بيمينه أو بشماله، ويظهر له إن كان من المقربين، وجاء له حبيب الله صلى الله عليه وسلم لاستقباله ومعه الصالحون والصحابة أجمعون، أو يظهر له – والعياذ بالله – ملائكة العذاب، وقد جاءوا ومعهم السلاسل والأغلال ليقبضوا عليه، ويضعونه في قبره في زنزانة حتى يوم الحكم في المحكمة الكبرى يوم لقاء الله عزَّ وجلَّ. هذا يوم تبيض فيه الوجوه وتسود فيه الوجوه.

واليوم الأعظم في ذلك يوم القيامة، لأن يوم القيامة سيكون لون الوجوه بحسب عمل المرء، فمن الناس من يأت وجهه مبيضاً، وقد كان في الدنيا وجهه مسوداً، لأن الله عزَّ وجلَّ أصلحه وأصلح أعماله.

ومنهم من يأتي وجهه أزرق: ﴿وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا [102طهوهم المنافقون والعياذ بالله عزَّ وجلَّ.

ومنهم من يأتي يوم القيامة ووجهه أسود وهم الكافرون، مع أنهم كما نراهم في أوربا وأميركا اليوم هم أصحاب البشرة البيضاء والحمراء، وهم أصحاب الجمال في هذا الزمان، لكنهم يوم القيامة كما قال الله في كتابه الكريم: ﴿وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ [60الزمر].

فيكون في هذا اليوم لون الوجه دليل على منزلة صاحب هذا الوجه، فيعرف الناسُ الناسَ من النظر إلى وجوههم.

نسأل الله عزَّ وجلَّ أن يبيِّض وجوهنا ، وأن يثقِّل موازين حسناتنا، وأن ينيلنا كتابنا بأيماننا، وأن يجعلنا من الذين يستظلون بظلِّ العرش يوم لا ظلَّ إلا ظلّه، وأن يجعلنا مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

***********

المعادي 17 من ذي الحجة 1433هـ 2/11/2012م

Fawzyabuzeid - Copyright 2023. Designed by Fawzyabuzeid