Sermon Details

*******************************
ربنا أسمه الجميل وهو فى الحديث الشريف الذى يقول فيه ﷺ
{ إن الله جميل يحب كل جميل }
فالجمال الذى رأه الإمام أبو العزائم يقصد جمال أخلاق رسول الله ﷺ لأنها نابعة من أخلاق ذات الله سبحانه وتعالى فهى دليـل عـلى كمال الذات وعـلى الصفات لحضرة الله عز وجل
فلو عرف الإنسان عفو رسول الله ﷺ ، إذا كان هذا عفو رسول وهو من بعض ذرة من عفو الله سبحانه وتعالى ، وهذه هى الأخلاق يأخذها الناس الصالحين ” أما راوا رحمة رسول الله على العباد فما هى رحمة الله تعالى ؟ فسيدنا رسول الله ﷺ بينها لنا فى مقام الشفاعة العظمى يوم القيامة عندما تكلم عن الشفاعة فى إخراج الناس من النار لأن الشفاعة عنه كثيرة ”
هناك شفاعة عند الميزان وشفاعة عند تطاير الصحف ، وهناك شفاعة من اجل النظر إلى جمال وجه الله ، وهناك شفاعة لجمع الأهل على ذاويهم ، وهناك شفاعة لاخراج الموجودين من النار فيسجد رسول الله تحت العرش ويحمد الله بمحامد يلهمها له الله فى تلك الساعة ، إذن هو ﷺ عرفها فيقال لى يا محمد أرفع رأسك وسل تعطى واشفع تشفع ثم يأذن لى ويقول لى أخرج من النار من كان فى قلبه مثقال خردلة من الإيمان ، ومرة أخرى يقال أخرج من النار من كان فى قلبه مثقال بره من الإيمان ، ومرة أخرى يقول إذن لى فيمن قال ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) مرة واحدة
فيشفع رسول الله ويشفع الشفعاء من الصالحين والصدقين والشهداء وبعد ذلك يقول الرحمن الرحيم
شفع الشفعاء وبقيت شفاعة أرحم الرحمين قال : فيضع الجبار يده فى النار فيخرج منها ححما ( ناس اصبحوا فحم لم يعملوا خيراً ) فيخرجهم برحمته
فلما نرى رحمة رسول الله ﷺ الجبال كانت تريد أن تنطبق على أهل مكة فيقول ( إنى أطمع أن يخرج من أصلابهم من يوحد الله سبحانه وتعالى وكل من يتجه إلى السماء يقول أمتى ” أمتى فيقول عز وجل رحمتى ” رحمتى
{وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى } (1) ولما الإنسان يتنعم فى رحمة رسول الله يقول أين رحمة الله ؟ لأن الله عز وجل قال فى القرآن { وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ } (2)
حتى أن سهل التسترى عندما تقابل مع إبليس جاء إلى سيدنا يحيى وقال له سيدنا يحيى ما الشئ الذى تتمكن من العبد منه قال الشبع فقال سيدنا يحيى إذن لا اشبع أبداً ، فقال إبليس : لا انصح أحد بعدك أبداً
قالت السيدة عائشة : أول بدعة بعد رسول الله هى الشبع وأن القوم لما شبعت بطونهم جمحت نفوسهم إلأى الدنيا ، وعندما جاء إبليس لسيدنا سهل ، قال سيدنا سهل لإبليس هل تطمع فى الدخول فى رحمة الله ؟ قال إبليس نعـم ” فقال سيدنا سهل ما الدليل قال إبليس قول الله عز وجل { وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ }
وأنا شئ فقال له سيدنا سهل لقد قال الله تعالى عقبها { فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ } (3) قـال إبليس ما أظنك بهذا الجهل يا سهل ، ومع ذلك إبليس طامع فى رحمة الله عزوجل
ولذلك نحن خصنا بنى الرحمة معناه أن رحمة الله واسعة جداً واسعة من جميع ما خلقه الله عز وجل وقد قال رسول الله e قال ) لما ربنا خلق القلم قال الله عز وجل : اكتب مقادير الأشياء فكتب أمة آدم قدرها من اطاعنى دخل الجنة ومن عصانى دخل النار أمة نوح حتى جاء إلى أمة محمد فعندما بدأ يكتب قال الحق تبارك وتعالى : اخشع يا قلـم : فانشـق القلم من هيبـة الله عز وجل وقـال اكتب أمـة مذنبة ورب غفـور (
قال سيدى أبـا العبـاس المرسى رضوان الله عليه الرسل والأنبياء من رحمة الله وسيدنا رسول الله ﷺ هو عين الرحمة التى خرجت منها رحمة الأنبياء والمرسلين العين التى تفيض بالرحمة
إذن سلم المقربين وبراق الواصلين ومعراج الافراد والاغواث الكاملين هو الهيمان فى صفات وأخلاق سيد المرسلين لأنهم يروا فيها جمال رب العالمين عز وجل وهذه الأخلاق مثل عرض فى محلات للبضاعة التى ليس لها حد ولا عد هذا هو السر وهم بدورهم يتخلقون بأخلاق حبيبهم رغبة فى أن يروا فيهم العباد جمال نبينا ﷺ المعنوى ووصفه الذاتى فيقبلون على الله بالله والذى يريد أن يصل إلى الله ماذا يفعل ؟
يتخلق بأخلاق رسول ﷺ بأن يتخلى عـن أخـلاق وصفاته ويجمل نفسه بأخلاق الحبيب ﷺ
كما قال الإمام أبو العزائم
هى الأخلاق أسرار المعالى |
تفاض على أولى الهمم العوالى |
|
تخلق بأخلاق الإله وحافظن |
على منهج المختار فى العقد تنسق |