• Sunrise At: 6:06 AM
  • Sunset At: 6:03 PM

Sermon Details

12 اكتوبر 2012

حجر سيدنا إسماعيل

,

شارك الموضوع لمن تحب

****************************

حجِْرُ إسماعيل

سؤال: نرجو إلقاء الضوء عن حجر سيدنا إسماعيل عليه السلام؟ وهل هو جزء من الكعبة؟

======================================================

حجر سيدنا إسماعيل فيه جزء من الكعبة وهو مترٌ خارج الكعبة، وهو من أصل الكعبة، وهو بجوار الكعبة مباشرة وهو أيضاً بجوار الميزاب، فقد قال رسول الله للسيدة عائشة رضي الله عنها وعن أبيها الصديق: { لَوْلا أَنَّ قَوْمَكِ حَدِيثُو عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ، أَوَ قَالَ: بِكُفْرٍ، لأَنْفَقْتُ كَنْزَ الْكَعْبَةِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَلَجَعَلْتُ بَابَهَا بِالْأَرْضِ، وَلأَدْخَلْتُ فِيهَا مِنَ الْحِجْرِ} (البخاري ومسلم وسنن الترمذي عن عائشة رضي الله عنها).

فحضرة النبي صلى الله عليه وسلم في فتح مكة دخل وصلَّى في الكعبة من الداخل، وكان القائمون على خدمة البيت جماعة اسمهم: (بني عبد الدار) – ولا يزالون إلى وقتنا هذا – فدَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عُثْمَانَ بْنَ طَلْحَةَ يَوْمَ الْفَتْحِ بِمِفْتَاحِ الْكَعْبَةِ، فَأَقْبَلَ بِهِ مَكْشُوفًا حَتَّى دَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ الْعَبَّاسُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، اجْمَعْ لِي الْحِجَابَةَ مَعَ السِّقَايَةِ، وَنَزَلَ الْوَحْيُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: ادْعُوا لِي عُثْمَانَ بْنَ طَلْحَةَ، فَدُعِيَ لَهُ، فَدَفَعَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِ وَسَتَرَ عَلَيْهِ، قَالَ: فَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَوَّلُ مَنْ سَتَرَ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: {خُذُوهُ يَا بَنِي طَلْحَةَ لا يَنْتَزِعُهُ مِنْكُمْ إِلا ظَالِمٌ} (مصنف عبد الرزاق عن ابن أبي مُليكة رضي الله عنه).

وكانوا يغلقون باب الكعبة مع المغرب، وطوال النهار يكون مفتوحاً – أما الآن فباب الكعبة مغلق دائماً إلا إذا حضر أحدٌ من الزعماء أو الأمراء فيفتحونه له – فزوجاتُ النبيِّ كان بعضهن قد دخل مع رسول الله الكعبة، والسيدة عائشة كانت غائبة فجاءت بعد المغرب، فذهبت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها: اطلبي من الخادم أن يفتح لكِ، فقال له: يا رسول الله ما فَتَحْنَاهَا في الجاهلية بليل، فقال صلى الله عليه وسلم: {صَلِّي فِي الْحِجْرِ، فَإِنَّهُ مِنَ الْكَعْبَةِ} (مسند أبي داود الطيالسي).

ولذلك لا تجوز صلاة الفريضة في الحجر لأنه جزءاً من الكعبة ولماذا نصلي فيه؟ نصلى فيه السنة، وسَأَلْت السيدةُ عائشة النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْجَدْرِ أَمِنَ الْبَيْتِ هُو؟ قَالَ: {نَعَمْ، قُلْتُ: فَمَا لَهُمْ لَمْ يُدْخِلُوهُ فِي الْبَيْتِ؟ قَالَ: إِنَّ قَوْمَكِ قَصَّرَتْ بِهِمُ النَّفَقَةُ، قُلْتُ: فَمَا شَأْنُ بَابِهِ مُرْتَفِعًا؟ قَالَ: فَعَلَ ذَلِكَ قَوْمُكِ لِيُدْخِلُوا مَنْ شَاءُوا وَيَمْنَعُوا مَنْ شَاءُوا، وَلَوْلا أَنَّ قَوْمَكِ حَدِيثٌ عَهْدُهُمْ بِالْجَاهِلِيَّةِ فَأَخَافُ أَنْ تُنْكِرَ قُلُوبُهُمْ أَنْ أُدْخِلَ الْجَدْرَ فِي الْبَيْتِ، وَأَنْ أُلْصِقَ بَابَهُ بِالأَرْضِ } (البخاري ومسلم وسنن الترمذي وأبي داود).

والحِجْر كان مكان أو استراحة سيدنا إسماعيل، لأن مكّة حرُّها شديد فقال إسماعيل عليه السلام: يا ربِّ ماذا أفعل؟ فقال له: اذهب إلى الحِجر وسنفتح لك فيه باباً من الجنة يأتيك منه الروح والريحان، فكان سيدنا إسماعيل ينام في الحجر، وزرع فيه شجرة كان ينام في ظلّها، ولما ماتت أمه السيدة هاجر دفنها في الحجر، وأوصى بنيه أيضاً أن يدفنوه مع أمه في الحجر. إذاً فالحجر مدفونٌ فيه سيدتنا هاجر وسيدنا إسماعيل، وهو مكان مستجاب الدعاء، ومابين الحجر وزمزم قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم : {إنه لم تهلك أمة إلا لَحِقَ نبيُّها بمكة، فيعبدُ فيها حتى يموت، وإن قبر هود بين الحجر وزمزم} (المستدرك على الصحيحين  عن عبد الرحمن بن سابط)

وورد في الأثر: {بين الحجر وزمزم قبر ألف نبيألف نبي مدفونون في هذا المكان، فقد كان النبي منهم بعد أن يُبلّغ رسالته يأتي العذاب الذي ينزل بقومه الذين لا يؤمنون به، والله يخبره بأن العذاب سينزل بهم يوم كذا، فيأخذ من آمنوا معه ويذهب إلى الحرم ويجاور الحرم إلى أن يتوفاه الله عزَّ وجلَّ، ومعظم الأنبياء السابقين مدفونين في هذا المكان، وهو المكان الذي بين الحجر وبين زمزم الأصلية التي توارت الآن في الأرض، فإن حجر إسماعيل هو جزءٌ من الكعبة ومجابٌ فيه الدعاء ومُحقق فيه الرجاء ولذلك نرى أن الحجاج يتسابقون للصلاة فيه لأن من يُصلى فيه فكأنما صلى في الكعبة لأنه داخل في جزءٍ من الكعبة إن شاء الله.

****************************

الحلقة الثانية:  قها – قليوبية 26من ذي القعدة 1433هـ الموافق 12/10/2012م

 

Fawzyabuzeid - Copyright 2023. Designed by Fawzyabuzeid