﴿ قُلْ أَطِيعُوا الله وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ الله لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ﴾ (32آل عمران).
المذيع:
ضيفنا وضيف حضراتكم في هذه الحلقة من برنامج من {آيات القرآن الكريم} فضيلة الداعية الإسلامي الشيخ /
فوزي محمد أبو زيد
كل عام وأنتم بخير فضيلة الشيخ.
فضيلة الشيخ:
وأنت بالصحة والسعادة والتوفيق لطاعة الله على الدوام.
المذيع:
اللهم آمين أجمعين ـ تسمح لنا فضيلتكم بالاستماع إلى هذه الآية القرآنية العظيمة:
بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ:
﴿ قُلْ أَطِيعُوا الله وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ الله لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ﴾ (32آل عمران).
المذيع:
فضيلة الشيخ فوزي محمد أبو زيد ـ هذه الآية العظيمة من سورة آل عمران هل هي مكية أم مدنية وما أسباب نزولها؟
فضيلة الشيخ:
هذه الآية مدنية وأسباب نزولها أن أهل الكتاب كانوا يزعمون ويدعون أنهم أحباء الله، وأنهم وحدهم أهل الجنة لعبادتهم وتوحيدهم لله كما يزعمون، فقال الله سبحانه وتعالى لرسوله صلى الله عليه وسلَّم قُل لهم: إذا كنتم تحبون الله فينبغي عليكم أن تطيعوا الله والرسول، فإن طاعة الرسول طاعة الله:
﴿ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ الله ﴾ (80النساء).
﴿ قُلْ أَطِيعُوا الله وَالرَّسُولَ ـ فإن تولوا ـ يعني خالفوا ولم يستجيبوا لك:
فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ الله لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ﴾ (32آل عمران).
ومعناها أنهم غير مرضيٍّ عنهم من رب العالمين سبحانه وتعالى.
المذيع:
ماذا نفهم من هذه الآية في مجموعها؟
فضيلة الشيخ:
هذه الآية تدل على أن طاعة الرسول صلى الله عليه وسلَّم من طاعة الله، فالذي يزعم أن يطيع الله ويخالف رسول الله كالذين يقولون في زماننا هذا وهم فئةٌ غير سوية:
ليس لنا إلا القرآن نعمل بما ورد في القرآن ولا نعمل بالحديث الذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلَّم، فقد قال صلى الله عليه وسلَّم:
(أوتيتُ القرآن ومثله معه).
[سنن الترمذي عن المقدام بن معدي كرب الكندي].
وتنبأ عن هؤلاء وقال:
(إن قوماً من أمتي يجلس أحدهم على أريكته ويقول: ما وجدناه في كتاب الله عملناه، وما لم نجده في كتاب الله لم نعمل به، ألا وإني أُتيت الكتاب ومثليه معه).
لكن الخلاف في محمدٌ رسول الله، فلا إله إلا الله لا تُقبل إلا بمحمدٍ رسول الله، لكن لا إله إلا الله وحدها لا تكفي قائلها ليكون مؤمناً صادقاً عند الله تبارك وتعالى.
المذيع:
موضوعنا الذي سنتكلم فيه اليوم ـ ما هو فضيلة الشيخ؟
فضيلة الشيخ:
موضوع “طاعة الله ورسوله”:
المذيع:
فضيلة الشيخ الحديث عن طاعة الله ورسوله فضيلتكم ذكرت في سورة آل عمران:
﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ الله فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ الله وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ﴾ (31آل عمران).
الحديث عن الطاعة ما مضمونه:
فضيلة الشيخ:
الطاعة هي الاستجابة الكاملة لما جاء من الله سبحانه وتعالى في كتاب الله، ولما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم كما في سنته الصحيحة، فهذه تعني أن الإنسان المسلم ينبغي أن لا يعمل عملاً إلا إذا تيقَّن أن هذا العمل مطابقٌ لما جاء في كتاب الله، أو لما رُوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم في أحاديثه الصحيحة، وقد قال صلى الله عليه وسلَّم ضارباً مثلاً لذلك:
(كنتُ بين النوم واليقظة، فإذا ملائكةٌ تهبط من السماء، وقال بعضهم لبعض:
إنه نائم، فقال البعض الآخر: تنام عينه وقلبه لا ينام، فقال: إضربوا له مثلاً، قالوا: مثله في أُمته كمثل رجلٍ بنى بيتاً، وصنع وليمة وأرسل داعياً، فمن أجاب الداعي دخل المنزل وأكل من الوليمة، ومن لم يُجب الداعي لم يدخل المنزل ولم يأكل من الوليمة، فقالوا: فسروها له يفقهها، قالوا: أما الدار فهي الجنة، وأما صاحب الدار فهو الله سبحانه وتعالى، وأما الداعي فهو محمدٌ صلى الله عليه وسلَّم، فمن أجاب محمداً دخل الجنة، ومن لم يُجب محمداً لم يدخل الجنة، فمحمدٌ فرقٌ بين الناس).
[صحيح البخاري عن جابر رضي الله عنه].
فهو صلى الله عليه وسلَّم مُرسلٌ من الله، والله سبحانه وتعالى يقول:
فطاعة الإنسان لرسول الله ولله هي سبب النجاة وسبب النجاح في هذه الحياة، وما حدثت مشكلةٌ بين قومٍ في أي زمانٍ أو مكان إلا لمخالفتهم لأمر الله أو أمر ؤرسول الله صلى الله عليه وسلَّم.
المذيع:
أشكر فضيلتك شكراً جزيلاً.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم
برنامج من آيات القرآن المذاع على قناة القاهرة الكبرى بالتليفزيون المصرى الجمعة 6/7/2018 موافق 22 شوال 1439هـ