أُرحب بحضراتكم في حلقة جديدة في برنامج: “من آيات القرآن الكريم” في محاولة للقراءة الواعية الفاهمة المتدبرة لأمر الله على لسان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً كثيرا.
نرحب بكم أجمعين ونسأل الله أن يجعلها في موازينكم أجمعين وأن ينفعني معكم بها بإذن الله تبارك وتعالى.
من الموضوعات المهمة ومن الأوقات المهمة وقت السحر، فبعض الناس يقيم الليل في أوقات رمضان أو غير رمضان، ولكن في شهر رمضان صلاة القيام جزءٌ أصيل ومظهر حضاري يحرص عليه المسلم في ليالي هذا الشهر الفضيل.
سنتكلم في هذه الحلقة عن فضل قيام الليل، ومنزلة القائمين وما يورثه من نور في الوجه وبركة في العُمر.
ضيفنا وضيف حضراتكم فضيلة الشيخ الداعية الإسلامي الشيخ /
فوزي محمد أبو زيد ـ أُرحب بك سيدنا الشيخ ونورتنا.
فضيلة الشيخ:
أهلاً بك، وجعلنا الله جميعاً من القائمين بين يديه في جُنح الظلام.
المذيع:
اللهم آمين يا رب العالمين، ونستمع إلى الآية العظيمة بإذن الله:
بعد أن استمعنا إلى هذه الآية القرآنية العظيمة، سيدنا الشيخ هذه الآية رغم ما بها من أمر إلا أن فيها دعوة للتدبر أيضاً، فما المعنى العام لهذه الآية؟
فضيلة الشيخ:
هذه الآية من الآيات المكية، وقيل نزلت في عثمان بن عفان رضي الله عنه، وكان من قُوَّام الليل، حتى ورد ورد أنه كان أحياناً يقرأ القرآن كله في ركعة من ركعات القيام التي يقومها لله سبحانه وتعالى.
وقيل أنها نزلت في آخرين من أصحاب حضرة النبي لأنهم كما وصفهم الله جميعاً:
فمن يُرد أن يكون له مقاماً عظيماً عند الله يتبع رسول الله، ويكون له شيئاً من قيام الليل قدر وسعه وطاقته، فلا يُكلف الله نفسا إلا وسعها.
أراد النبي صلى الله عليه وسلَّم وهو الرءوف الرحيم بأُمته أن يُشرك أمته كلها في هذا العمل العظيم لينالوا هذا الثواب الكبير من العلي الكبير، فسنَّ لنا قيام شهر رمضان، أن نقوم في شهر رمضان ووسَّع المجال فيه حتى يسع الجميع فجعل صلاة القيام تبدأ من بعد صلاة العشاء إلى صلاة الفجر حتى يكون الوقت متسعٌ للجميع.
صحيح أن أفضل الأوقات طوال العام هو وقت السحر في الثُلث الأخير من الليل، لكن الحبيب صلى الله عليه وسلَّم وسَّع الوقت في رمضان ليسع المسلمين أجمعين في هذه الآنات.
المذيع:
قيام الليل يحرص عليه بعض الناس، وبعضهم يجربه ويتركه، وبعضهم يصلُّونه في شهر رمضان فقط، فكيف يكون القيام ـ مع رجاء التوسع في الإجابة، وهل هي قصة قيام الحال وليس قيام البدن؟
فضيلة الشيخ:
قيام الليل لله عز وجل وضحه في هذه الآية:
أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ ـ والقنوت معناه طاعة الله سبحانه وتعالى، فإذا تحققت طاعة الله عز وجل في أي جزءٍ من الليل ولو بغير صلاة فهي قيامٌ لله على شرط هذه الآية.
فإذا أحيا الإنسان الليل في قراءة جزءٍ من القرآن، أو إذا أحياه في الاستغفار، أو إذا أحيا جزءاً من الليل في عيادة مريض، أو إذا أحيا جزءاً من الليل في الصُلح بين إثنين متخاصمين، أو إذا أحيا أي جزءٍ من الليل في أي طاعة يكون هذا الرجل قد أحيا الليل، كما قال الله:
والقنوت من معانيه الدعاء، فإذا دعا الإنسان ربه سواء في الصلاة أو في غير الصلاة في الليل، فهو من القائمين لله سبحانه وتعالى.
ولذلك إستحب الأئمة الكرام أن تُختم صلاة الوتر في شهر رمضان بالدعاء، حتى يجمعوا بين القيام وبين القنوت الذي هو الدعاء بالإضافة إلى تلاوة القرآن وأ عمال البر والخير والتي هي كلها قيامٌ له سبحانه وتعالى خلال شهر رمضان وغيره.
شكراً جزيلاً فضيلة الداعية الإسلامي الشيخ فوزي أبو زيد.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
برنامج من آيات القرآن المذاع على قناة القاهرة الكبرى بالتليفزيون المصرى الأحد 10/6/2018 موافق 25رمضان 1439هـ