• Sunrise At: 4:54 AM
  • Sunset At: 6:58 PM

Sermon Details

3 اغسطس 2018

حلقة تلفزيونية _ من آيات القرآن الكريم _97 البقرة الإيمان بالملائكة

ABOUT SERMON:

شارك الموضوع لمن تحب

                   فضيلة الشيخ / فوزى محمد أبو زيد

(قناة القاهرة)

برنامج: {من آيات القرآن الكريم}

[دلائل محبة لقاء الله]

                                                                              م.(1110)

المذيع: الأستاذ/ سمير شهاب

بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ:

﴿قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الاخِرَةُ عِنْدَ الله خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ (94البقرة).

المذيع:

قال تعالى:

بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ:

﴿قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الاخِرَةُ عِنْدَ الله خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ (94البقرة).

نريد من فضيلة الشيخ الشرح العام والمقصود من هذه الآية القرآنية.

فضيلة الشيخ:

هذه الآية القرآنية الكريمة كانت رداً بليغاً من الله عز وجل أبلغه لرسوله صلى الله عليه وسلَّم لادِّعاءات أهل الكتاب في زمانه، فقد ادِّعى أهل الكتاب في زمانه من اليهود والنصارى أنهم لهم وحدهم الدار الآخرة، ولن يدخل الجنة كما قال الله على لسانهم:

﴿وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ (111البقرة).

يعني لن يدخل الجنة إلا يهودي أو نصراني، فجاء الله عز وجل بحُجة بالغة تدل على عدم صدقهم في هذا القول، فقال لهم متحدياً:

إن كان حقا لكم الدار الآخرة وما فيها من نعيمٍ لا يساوي نعيم الدنيا كلها ذرة في نعيم الدار الآخرة، فتمنوا الموت ولو بألسنتكم لتذهبوا إلى هذا النعيم وتتركوا الدنيا وما فيها من عناءٍ ونصبٍ وتعب.

وعقَّب الله عز وجل بعدها في إعجازٍ قرآني:

﴿وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَالله عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ﴾ (95البقرة).

وهذه الآية من معجزات القرآن، فإن الله أثبت أنهم لم يتمنوا الموت أبداً، وكانوا يستطيعون بعد أن سمعوا القرآن وكذبوه أن يتمنوا الموت بألسنتهم، ولكن إعجاز الله عز وجل في آيات كتاب الله أوقفهم وبين لهم أن حُججهم واهية، وأن مزاعمهم باطلة لا أساس لها من الصحة، لا في الأديان التي جاء بها أنبياؤهم ورسُلهم، ولا بالوحي الذي نزل من عند الله، وإنما هي إشاعات من عند أنفسهم ليبينوا فضلهم، وأن لهم الفضل على بقية العالمين.

المذيع:

فضيلة الشيخ / فوزي محمد أبو زيد

ما الموضوع الذي تُشير وتؤكد عليه هذه الآية القرآنية العظيمة؟

فضيلة الشيخ:

هذه الآية القرآنية الكريمة تبين لنا موضوعاً هاماً أن من دلائل الإيمان أن يتمنى الإنسان لقاء حضرة الرحمن.

صوتٌ تسجيلية بالتليفزيون:

[ما من إنسان إلا ويكره الموت ويُحب الحياة، وإن الله سبحانه وتعالى وصف الموت بأنه مصيبة].

[وإذا أحب المؤمن لقاء الله أطلعه على مقامة في الجنة، ويأتيه ملك الموت بأحب الناس إليه].

المذيع:

كيف يتمنى الإنسان لقاء حضرة الرحمن؟

فضيلة الشيخ:

تمنِّي الإنسان بلقاء حضرة الرحمن، أن يستجيب في حياته من الأعمال التي تقربه إلى الله، والأعمال الصالحة التي يعلم علم اليقين أنه سيجد أجرها وثوابها يوم يلقى الله، ويحفظ نفسه من المعاصي والمناهي التي نهى عنها الله ورسوله خوفاً من العقوبات التي ذكرها الله وبينها رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، وأن يكون الإنسان مع أخيه الإنسان لا يحمل في قلبه ضغينة ولا حقد ولا حسد ولا شرٍّ لأي إنسانٍ لأنه يعلم أن الدنيا دار ممر، وأن الآخر دار المقر.

فما دامت الدنيا دار الممر فلا تستأهل أن يبغض أخيه أو يحقد عليه في أمرٍ من أمور دنياه، أو يحسده على نعمة أفاءها عليه الله، فينشغل بما ينفعه عند الله سبحانه وتعالى من الأعمال الصالحة، والقربات والنوافل الرابحة، ويتمنى في مُخيلته أن يكون له منزلةٌ كريمة في الآخرة وفي الجنة يضعها أمام نُصب عينيه ويحاول أن يعمل إلى ما يوصله إلى هذه الدرجة الكريمة يوم القيامة.

هذه العلامات هي الدليل على أن هذا الإنسان يسعى للقاء الرحمن ولم تضحك عليه الدنيا، ولم تستهوهِ النفس ولا الشيطان.

المذيع:

فضيلة الشيخ فوزي محمد أبو زيد:

ما هي الدروس المستفادة من هذه الآية القرآنية العظيمة؟

فضيلة الشيخ:

أخي المشاهد الكريم هذه الآيات الكريمة ينبغي أن يضعها الإنسان أمام عينيه على الدوام، لأن الإنسان إذا علم أنه في الدنيا إلى حين وأنه لابد أن يسافر منها يوماً للقاء رب العالميين، يهتم بحُسن الختام، ويهتم بما يرجوه من مكانةٍ عُظمى عند الله في الدار الآخرة، وفي الجنة العالية في جوار الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وخاصةً إذا علمنا قول النبي صلى الله عليه وسلَّم:

(إنما الأعمال بخواتيمها).

[رواه الإمام البخاري عن سهل بن سعد رضي الله عنه].

فإذا كان الإنسان لا يعلم خاتمته:

﴿وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ (34لقمان).

لا يعلم الوقت ولا المكان ولا أي أمرٍ يتعلق بخروجه من الدنيا للقاء الله، فيحرص أن يخرج من الدنيا في عملٍ يُحبه الله ويرضاه، كأن يخرج من الدنيا ساجداً، أو يخرج من الدنيا تالياً لكتاب الله، أو يخرج من الدنيا يبر أخاً مسلماً ابتغاء وجه الله، أو يخرج من الدنيا ساعياً لبر الوالدين وفاءاً لحقوقهما التي كلفه بها الله.

هذا هو مطمح كل مؤمن، وغاية كل مسلم، وهذه هي البُغية التي نرجوا أن نكون جميعاً ندور حولها حتى نخرج كما قال الله:

﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾ (30) (الفجر).

المذيع:

نشكر فضيلتكم سيدنا الشيخ، وإن شاء الله متوصلون مع حضرتك في حلقات قادمة حول معاني آي القرآن العظيم، والتدبر فيها.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم

Fawzyabuzeid - Copyright 2023. Designed by Fawzyabuzeid