• Sunrise At: 6:06 AM
  • Sunset At: 6:03 PM

Sermon Details

29 اكتوبر 1999

خطبة الجمعة – منح الإسراء للأصفياء

,

شارك الموضوع لمن تحب

الخطبة الثانية عشرة[1]

منح الإسراء للأصفياء

الحمد لله ربِّ العالمين، الأحدي الذات، السرمدي الصفات، الذي لا يدركه أحد على كنه حقيقته ولو جاء بالمعجزات الكريمات، لعلوه في عزته وجبروته عن الإدراك بالحيطات، لا تدركه العيون، ولا تصل إلى مكنون سره الظنون، فكل ما خطر ببالك فالله تعالى وراء ذلك. سبحانه سبحانه، تعالى وجهه عن الشريك، وتعالى في قدرته عن المزيد، وتعالى في علو شأنه عن النظير وعن الوزير وعن المشير، قيوم لا يفوت علمه شئ، قادر لا يعجز أبداً عن شئ، حليم لا يسفه، واحد أحد، فرد صمد، ليس كمثله شئ وهو السميع البصير.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، كان ولا شئ معه قبل خلق الزمان وإيجاد الأفلاك والأكوان، وهو الآن وبعد الآن على ما عليه كان، فكما أنه عزَّ وجلَّ ما مسّ التراب ولا حسّه ولا جسّه، فهو عزَّ وجلَّ ما مسّ العرش ولا حسّه ولا جسّه، العرش محمول بقدرته ومعمول بحكمته، وهو عزَّ وجلَّ  في كنه ملكوته وعظمته يدرك الأشياء ولا يدركه أي شئ من الأشياء، ولا يحيطون بشئ من علمه إلا بما شاء، لأنه وسع الأشياء ولم يسعه شئ في الأرض ولا في السماء.

وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله، اختصه الله عزَّ وجلَّ بحمل الرسالة، وبصفاء أنوار النبوة، وبضياء معارج الفتوة، وجعله فاتحاً خاتماً. أيّده بنوره وأظهر له ما يبهر قدره الكل من نوره، واصطفاه هادياً للخلق في الدنيا وشفيعاً لهم أجمعين يوم الدين.

اللهم صلِّ وسلِّمْ وباركْ على سيدنا محمد، قطب دائرة الأفلاك، والذي رأت عيناه من قدرة الله ما لم يصل إلى رؤيته أمة الأملاك، وأعطاه الله عزَّ وجلَّ من العلوم والحكم ما جعله بفضله وقدرته نبياً فريداً وحيداً في أخذه ورسالته وشريعته، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه، وكل من اهتدى بهديه إلى يوم الدين. آمين يا ربَّ العالمين. أما بعد..

فيا عباد الله جماعة المؤمنين: سمعنا من ربِّ العالمين خطاباً وجيزاً في كلماته، حكيماً في ألفاظه وعباراته، معجزاً في معانيه وأسراره وبلاغته، يتحدث عن رحلة أخذ الله فيها حبيبه ومصطفاه من بيته الحرام إلى دار هجرته، إلى بيت المقدس حيث صلى بالنبيين أجمعين إماماً، ثم عرج به إلى السموات العلى، سماءاً وراء سماء، فهو كما قال صلَّى الله عليه وسلَّم: { بَيْنَ كُلِّ سَماءٍ إِلى السَّماءِ الّتي تَليها مَسيرَةُ خَمْسمائَةِ سَنَةٍ }[2]، ثم أراه الجنة وما فيها، والنار وما أعده للكافرين والمشركين والعاصين فيها، وعوالم العرش، وعوالم الكرسي، وعوالم لا يدريها أحد إلا الله، ورجع بعد ذلك وفراشه ساخن لم يبرد بعد!!

وأخبر صلَّى الله عليه وسلَّم عن كل هذه الرحلة – بما رأى فيها وما دار أثناءها، ورد على جميع الشاكين والمشككين والمرتابين وأهل الزيغ أجمعين في آية واحدة وعبارة واحدة حوت كل ذلك فكان فيها إيجاز وألغاز وبيان وروح ووضوح، وهذا جمال الإعجاز ولا يقدر على ذلك إلا الله. رحلة لو أخذ الإنسان في سرد بعضها لاحتاج إلى ملايين السنين، يسوق الله عز وجل  أخبارها في آية واحدة، يقول في مجملها وفي محكمها وفي موجز هذه الرحلة الإلهية عزَّ وجلَّ: ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ﴾ (1الإسراء). وهنا أسوق لكم  تعليقاً سريعاً على هذا الموجز الرباني:

كلمة (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى): غلقت الأبواب أمام كل متشكك ظهر في الكون أو سيظهر إلى يوم العرض والحساب، فمن يقول كيف ذهب ثم عاد وفراشه لم يبرد؟ وكيف رأى ما رأى ولا يستطيع الإنسان مهما قدر أن يرى بعض ما رأى إلا في آلاف السنين؟!، لكن ربَّ العالمين أخبر أن هذه المعجزة وهذه الحادثة تولاها الله من البداية إلى النهاية، وما دام الأمر أمر الله، وتعلق بقدرة الله، فقدرته لا يعجزها شئ، ولا يقف أمامها شئ.

فلو كان الإسراء منسوباً إلى النبي صلَّى الله عليه وسلَّم لذاته بدون تأييد من مولاه أو كفالة ورعاية من حضرة الله كانوا ربما يخالطهم بعض شك، مع أنه نصاً محفوظ في كل أموره بحفظ الله عزَّ وجلَّ،  فكلامه يقول الله فيه: ﴿ وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى. إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ (3-4النجم) ، وبصره إلى كل منظر، ورؤيته إلى كل جوهر، وباطن ومظهر، يقول الله في شأنها: ﴿ مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى ﴾ (17النجم)، كل كلامه صدق وأكيد، لأنه وحي من الحميد المجيد عزَّ وجلَّ.

فالذي أسرى به هو الذي خلق السموات والأرض، وهو الذي خلق الإنسان، وهو الذي خلق الأكوان، وخلق الزمان، وخلق كل شئ في الكون أو خارج نطاق الأكوان، والذي بيده القدرة الصالحة لكل ما يعلم الإنسان وما لا يعلمه الإنسان، لأنه هو الذي معه القدرة المطلقة وهو الرحمن عزَّ وجلَّ. فما دام أخبر أنه (أسرى بعبده) ومصطفاه، فالأمر على اليقين لا يحمل شكاً ولا غياً ولا تردداً من أي مسلم يؤمن بالله ويصدق بكتابه ورسوله صلَّى الله عليه وسلَّم.

ما نقطة البداية؟ وما نقطة النهاية؟ وما الذي رأى بينهما بعين العناية؟ من المسجد الحرام كانت بدايته، إلى المسجد الأقصى كانت نهايته في رحلة الإسراء، لأن رحلة المعراج في آيات سورة النجم، وبينهما رأى بعين أفاضها عليه الله ما أجمله الله في قوله عزَّ شأنه: ﴿ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ﴾ (1الإسراء). (لنريه) أي أن الله عزَّ وجلَّ هو الذي كشف له، وهو الذي وضح معالم صفاته، وهو الذي أمده بنور من عنده ليرى ما أظهره الله عزَّ وجلَّ له.

فالإنسان وأي إنسان فيه عين ظاهرة ترى الأكوان بشعاع الشمس والقمر، وفيه عين في القلب ترى ملائكة السماء إذا وصل إلى حالة الصفاء بشعاع نوراني سلط على عين قلبه من عين البقاء، ليرى بنور من الله ملائكة الله عزَّ وجلَّ، وفي حال هذا وأمثاله يقول الله: ﴿ أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ ﴾ (122الأنعام). وبعد أن ضرب لنا جميعاً الأمثال فإن الرجل منا في عالم النوم يرى ما لا يستطيع إحصاءه في اليقظة في آلاف السنين، فيرى أنه ذهب إلى البيت الحرام وطاف حوله، ثم سعى بين الصفا والمروة، ثم جالس فلاناً من عباد الله وفلاناً من أنبياء الله، ورأى فلاناً من ملائكة الله، ويستيقظ في منامه في أقل من لمح البصر فيجد جسمه كما هو على هيئته وعلى فراشه ولم يتحرك من مكانه!!.

 كيف ذهب وكيف رأى وكيف علم؟ بعلم من الله، ونور من الله، وقدرة من الله يقول فيها الله عزَّ وجلَّ  في حديثه القدسي الذي يرويه الإمام أبو هريرة وأورده الإمام البخاري ومسلم: { ما تقرب إليّ عبدي بشئ أحب إلي مما افترضته عليه، ولا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لأعْطِيَنَّهُ، وَإِنِ اسْتَعَاذَنِي لأعِيذَنَّهُ}[3] .

والذي ينظر بعين الله لا يتقيد بشئ من كائنات هذه الحياة، لأنه يرى بفضل الله من عوالم الله ما هيأه وكشفه له مولاه، ومن هنا تظهر أنوار هذه الآية القرآنية وجمالاتها في عباداتها القدسية، فلم يقل جل شأنه (سبحان الذي أسرى بنبيِّه)، أو (سبحان الذي أسرى برسوله)، لأنه لو قال أسرى بنبيه أو رسوله كان الإسراء قاصراً على حضرته صلَّى الله عليه وسلَّم، لكن الله فتح الباب لكل الأحباب، وجعل الإسراء لكل من وصل إلى مقام العبودية من اتباع النبي المصطفى، إلا أن الفارق بينه وبين حبيبه ومصطفاه أنه أسرى بروحه وجسمه، لذلك قال الله: ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ ﴾ .

وكلمة العبد لا تطلق إلا على الجسم الذي فيه حياة. أما الجسم الذي فارقته الحياة فنقول عنه: قبضت روح فلان، أو جثة فلان، لكننا لا نقول العبد فلان لأن العبد هو الجسم الذي فيه روح وفيه حياة بأمر الملك السبوح عزَّ وجلَّ، فكانت كلمة العبد إثبات لجميع البشرية أن الله أسرى به روحاً وجسداً حتى لا يتشكك متشكك في ذلك ويقول لقد كانت رؤية منامية وإلا فما إعجازها؟!!

وأيد الله هذا الكلام بما  دار بينه وبين الكفار، فعندما كذبوه، قال لهم: مررت بعير فلان في موضع كذا، وقد شرد لهم بعير- أي ضل الطريق – ودللتهم عليه، وكنت ظمآناً وكان معهم إناء في هيئة كذا فجذبته وشربت ما به من الماء، فلما رجعوا حكوا لهم ما رواه فصدقوه صلَّى الله عليه وسلَّم، وهل الروح تشرب من إناء ويصبح الإناء فارغاً؟. كلا، ولكنه إثبات من حضرة الله وتأييد وبرهان لرسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم على أنه أسرى به روحاً وجسماً.

فلا نصدق مشككاً في ذلك، ولا يقبل مسلم تشكيك في ذلك، بل يقول كما قال الله عن الصالحين من عباد الله: ﴿ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ﴾ (7آل عمران). فجعل الأمر كله لله، فنحن نؤمن به كما ذكره الله وكما بيَّنه حبيبه ومصطفاه صلَّى الله عليه وسلَّم. وكلمة (بعبده) بعد ذلك تفتح المجال لأي عبد تصفو روحه ويطهر قلبه، ينام في ساعة الفتح الإلهي التي قدرت له فيكشف الله عن عين باصرته الغطاء، ويمتعه بقبس أو شعاع، مما رآه سيد الأنبياء صلَّى الله عليه وسلَّم على قدره، لا على قدر رسول الله، وقد كان ذلك حتى في زمانه،

فقد قال يوماً لأحد أصحابه وهو سيدنا حارثة رضي الله عنهُ – وقد كان مسرياً به قال: {كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا حَارِثُ ؟، قُلْتُ: أَصْبَحْتُ مُؤْمِنَاً حَقًّا، فَقَالَ: اُنْظُرْ مَا تَقُولُ فَإِنَّ لِكُل شَيْءٍ حَقِيقَةً، فَمَا حَقِيقَةُ إِيمانِكَ؟، قُلْتُ: قَدْ عَزَفْتُ نَفْسِي عَنِ الدُّنْيَا، وَأَسْهَرْتُ لِذٰلِكَ لَيْلِي، وَأَظْمَأْتُ نَهَارِي، وَكَأَني أَنْظُرُ إِلى عَرْشِ رَبي بَارِزَاً، وَكَأَني أَنْظُرُ إِلى أَهْلِ الْجَنَّةِ يَتَزَاوَرُونَ فِيهَا، وَكَأَني أَنْظُرُ إِلى أَهْلِ النَّارِ يَتَضَاغَوْنَ فِيهَا. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ: أَنْتَ ٱمْرُؤٌ نَوَّرَ اللَّهُ قَلْبَهُ، عَرَفْتَ فالْزَمْ }[4]. فمن نور الله قلبه بالإيمان وصفاه للعمل بالسنة والقرآن وأحيا ليله بين يدي حضرة الرحمن، فتح الله له من عالم الإيمان ما به يزيد إيمانه، ويسطع برهانه ويطلع في حضرة الله إيقانه، لأن الله قال لإبراهيم عليه السلام : ﴿ وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ﴾ – ثم قال فينا ولمن قبلنا ومن بعدنا – ﴿ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ﴾ (75الأنعام) ، أي أن كل من وصل إلى رتبة الإيقان يرى قبساً من نور الله ومن فيض نور الله في عالم الملكوت وفي غيب السموات وفي نور الأرض: ﴿ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ (35النور).

ومما ورد فى الخبر فى الأثر قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: { لما دخلت إلى سدرة المنتهى وقف الأمين جبريل وقال: يا محمد تقدم، فقلت: يا أخي يا جبريل، أهاهنا يترك الخليل خليله؟ قال: يا محمد أنت لو تقدمت لاخترقت وأنا لو تقدمت قيد أنملة احترقت. قال: ثم زجّ بي زجةً، فإذا بي في عوالم النور، وسقط على لساني قطرة أحلى من العسل وألين من الزُّبد وأبرد من الثلج فقلت: التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله، فسمعته وهو يقول: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، فردد حملة العرش وسكان الحظيرة القدسية وقالوا: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. قال: ثم أعطاني الله ثلاثة علوم؛ علم أمرني بالإخبار به وعلم أمرني بكتمه وعلم خيرني فيه }.

أو كما قال، ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة.

الخطبة الثانية:   

الحمد لله الذي وهبنا الهدى والإيقان، وصفاء القلوب للرحمن. وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، لا يعطي صفاءه إلا لعباده الأتقياء الأنقياء الأصفياء. وأشهد أن سيدنا محمداً عبدُ الله ورسولُه، خلص العرب والأُميين أجمعين من الغلظة والجفاء إلى الرحمة والنقاء، ومن الجهالة إلى العلم والحكمة من كتاب الله ومن وحي السماء.

اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وزده نوراً وبهاءاً وضياءاً، وأحشرنا معهم جميعاً يوم اللقاء، واجعلنا ممن يرث نقطة من مقامه العظيم من الصفاء، آمين .. آمين، يا أرحم الراحمين. أما بعد..

فيا عباد الله جماعة المؤمنين: بيَّن الله عزَّ وجلَّ عظمة الإسراء وقال جل شأنه: ﴿ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا﴾، لم يقل لنريه من آيات الكون أو من آيات السماء، لكنه من آيات الله، ومن غيوب أسماء الله، وصفات الله، وقدرة الله التي لا ينالها إلا من اصطفاهم الله. أما الأسرار التي حصلها فأشار إليها جلَّ شأنه، فقال: ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى ﴾، فأولها ألف البداية وآخرها ياء النهاية وبينهما سرٌّ لم يكشفه الله لأحد من الأولين والآخرين، إلا لحضرة النبي صلَّى الله عليه وسلَّم وقد ألمح إلى ذلك فقال: ﴿ فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى ﴾ (10النجم).

أعطاه الله من خاصة علومه، ومن خاصة وحيه، ومن لطيف قدرته، ومن غرائب علمه وصنعته ما لم يعطه لأحد من السابقين واللاحقين، لمزيته ورفعة مكانته، حتى نوقن جميعاً أنه أعظم الرسل قدراً، وأعلى النبيين شأناً، وأنه هو الذي حصّل جميع أحوالهم، وأعطاه الله جميع أخلاقهم، وتفضل عليه بجميع علومهم، فهو صفوة المرسلين، وكنز النبيِّين، والرحمة العظمى للخلق أجمعين. فلنتخلق بأخلاقه، ونتمسك بأحكامه، ونطمع جميعاً أن ندخل في رحابه، لأنه باب فضل الله وكنز كرم الله.

… << ثم الدعاء >>.  

[1]  كانت هذه الخطبة بمسجد سيدي محمد أبو عامر بمدينة الزقازيق وم الجمعة الموافق 21 من رجب 1420هـ – 29/10/1999م.

[2] المستدرك للحاكم عن العباس .

[3] متفق عليه من حديث أبي هريرة

[4] رواه الطبراني وأبونعيم

Fawzyabuzeid - Copyright 2023. Designed by Fawzyabuzeid