الحمد لله رب العالمين ولى المتقين , ومفرح عباده المؤمنين بما لا عين رأت ولا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر.
وأشهد ألا اِله اِلا الله وحده لاشريك له الرحيم الشفوق العطوف الحنان المنان
الذى هو أرحم بالإنسان من نفسه وهو أشفق علينا من آبائنا وأمهاتنا لأنه عز وجل هو الرؤف الرحيم.
وأشهد أن سيدنا محمد عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وخليله , إختاره الله عز و جل لرسالته وأطلعه على موائد فضله فى جنته , ليبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا
اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد البشير النزير و السراج المنير,
والرحمة العظمى لكل عبدٍ إهتدى بالله عَزَّ و جَلَّ. وسلك هذا الطريق المستقيم .
صلوات الله و سلامه عليه و على آله وأصحابه وخيار أتباعه إلى يوم الدين آمين.
أما بعد ,,, أيها الأخوه المؤمنون .
و أنا قادمٌ إلى هذا المسجد الكريم عنَّ فى أذنى صوت المولى العظيم بآياتٍ من كتاب الله هذه الآيات تٌعطى نفحةََ و تفضلٍ سنتعرض له جميعا ََ إن شاء الله , سنكون من أهله ببركة الإسلام و الإيمان , هذا المشهد أريد يا إخوانى أن نشاهده جميعا ََ ألا و هو مشهد دخول أهل الجنه , كيف سندخل الجنه إن شاء الله ؟,,, هذا ما يقول فيه الله عَزَّ و جَلَّ:
هذا الكلام لنا جميعا ََ إن شاء الله و سنسمعه سويا ََ و يٌُدَوَّنٌ في آذان قلوبنا بركة إتَّباعِنا لكتاب الله , وبسر سيرنا خلف سيدنا و مولانا رسول الله “صلي الله عليه و سلم” ….
كيف سيكون هذا المشهد ؟….
عندما يَخرجُ الخلائق لهول الموقف العظيم ينقسمون إلي أربعة أفسام :-
الصنف الأول:-
فريقٌ يقوم من القبور إلي القصور في جنةِ النعيم و هؤلاء يقول فيه الله :
“إنما يوفَّي الصابرون بغير حساب ” … فلا يَرَونَ حسابا ََ ولا يَرَونَ عذابا ََ ولا يعبرون علي الصراط , ولا ينصب لهم ميزان بل يقوم الواحد منهم من قبرهِ إلي قصرهِ في جوار ربهِ عَزَّ و جَلَّ , هؤلاء يقول رسول الله “صلي الله عليه و سلم” :
” إذا كان يوم القيامه ينبت الله لطائفةٍ من أُمتي ريشا ََ وأجنحةََ فيَطِرون من القبور إلى القصور , فتسألهم الملائكه : هل رأيتم حسابا ََ ؟ فيقولون : لا والله ما رلأينا حسابا ََ قط … هل جزيتم –تعني عبرتم و مشيتم – صِراطا ََ ؟ يقولون : لا و الله ما رأينا صِراطا َ قط , أأنبياء أنتم ؟ يقولون : لا … من أمة من أنتم ؟ … فيقولون من أمة محمد “صلي الله عليه و سلم” … بما نلتم هذه المنزله ؟ … يقولون : بخصلتين كانتا فيها … كنا إذا خلونا نستحي أن نعصى الله , وكنا نرضى بالقليل من الرزق …”
هؤلاء القوم يذهبون إلي الجنه فيجدون أبوابها بغير الثمانيه مفتحة ََ لهم , وكل باب منها عرضه مسيرة أربعين عاما ََ : بابٌ للمصلين و بابٌ للقائمين , وبابٌ للمجاهدين , وبابٌ للمتطهرين , وبابٌ للبارين بوالديهم … ثمانية أبواب ٍ مفتحة ََ وكل باب عليه ِ ما لا يحصى من ملائكة الله , وقد قٌرَّبَ لكل واحد ٍ منهم لحظة وصوله علي الباب الفضل الذي سيسكن فيه ولا يمشي في أرجاء الجنه يبحث عنه … بل الفضل هو الذي يأتي و يتحرك لإستقباله و الترحاب به ِ علي أبواب الجنه كما قال الله عَزَّ و جَلَّ { وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ ﴿31﴾} سورة ق … أُزلفت تعني قُرَّبَت فالفضل يأتي أبواب الجنة ليُشرف بأهلها و ذَويها عند دخولهم من أبواب الجنة .
والفضل يدخل في شرفتها الحور و الولدان المخلدون و هم ينشدون كما يقول سيدنا رسول الله “صلي الله عليه و سلم” :
“نحن القانتان فلا نموت , نحن الناعمات فلا بيأس , نحن المتطهرات فلا نحيض , نحن خيرات حِسان .
الفضل و أهل الفضل ,و قدم الفضل يجيئون لإستقبال أي واحدٍ وتقف علي باب الجنة , ويتعجلون دخولهم , فتأمرهم الملائكه أن يتمهلُّوا لأن لهم شربتان فإن علي باب الجنة عينان يقول فيهم الله عَزَّ و جَلَّ { فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ }الآية 66 سورة الرحمن , هاتان العينتان يقول فيهم رسول الله “صلي الله عليه و سلم” : “تحت شجره من أشجار الجنة , علي كل باب من أبوابها , فإذا شرب من العين الأولي ذهب عنهُ الهمَّ و الغمَّ و الكرب و الشدة و البلاء و العناء” . فيقول كما قال الله عَزَّ و جَلَّ “الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربك لغفورٌ شكور” , وإذا شرب من العين الثانية ظهرت عليه نضرة الآخرة , وبهجة الجنة و أنوار الجنة فيقول كما أستمعنا قبل الصلاة : { وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴿74﴾}سورة الزمر وهم داخلون يسمعون التحية من ملائكة الله : { وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ﴿73﴾} سورة الزمر … وهذا هو الصنف الأول . نسأل الله أن نكون منهم إن شاء الله تعالى .
الصنف الثاني :-
يقومون من القبورإلي عرصات جهنم وهم الجاحدين و الكافرين و الملحدين عليهم لعنة الله عَزَّ و جَلَّ , لا يُنصب لهم حساب و لا ميزان لأنهم كفروا بوجود الواحد الديان , فيقومون من القبور إلي طبقات النيران ولهم فيها لكل واحد منهم زنزانة لو تحدثنا عما فيها من العذاب لما إستطعتم يا معشرالأحباب أن تتملَّكوا أعصابكم ولا تأمنوا علي أجسامكم من هول هذا العذاب الذي أعَدَّه ربكم للكافرين و الجاحدين و الملحدين .
أما الذين يُحاسبون حِسابا ََ يسيرا ََ فهم المؤمنون الذين لم يرتكبوا الكبائر , ولم يرتكبوا الصغائر إلا لمحا ََ , وتابوا بعدها فورا ََ لله عَزَّ و جَلَّ . فهؤلاء يسألهم الله سؤال تشريف , سؤال لطفٍ و عطفٍ , و حنان ليس فيه شدة ولا فيه عناء و لا فيه بلاء , بل إن الله عَزَّ و جَلَّ يُقدم الواحد منهم علي مسرح القيامة , و يُظهِر ما في ديوان أعماله من صالحات و من حسنات حتى إن الخلائق يظنونه من الناجين الفائزيت المقربين , فيقولون أيُّ بني هذا وأيُّ صديق ٍ هذا , و أيُّ شريفٍ هذا , ثم يدنيه الله فيمابينه و بينه و يدني عليه جلباب الكبرياء , وليس بينه و بينه ترجمان , و يكشف له عن مخابيه , وسيئاته و صنائعه , ثم يقول له : أأنت فعلت هذا ؟ … يقول : نعم يا رب … فيقول له : من الذي سترها عليك في الدنيا ؟… يقول : أنت يا رب… فيقول : أنا سترتها عليك في الدنيا و أنا أغفرها لن اليوم , أدَّخِلوا عبدي الجنة برحمتي .
هذا الذي سيُحاسب حِسابا َ يسيرا َ , أما الذي سيُحاسب حِسابا ّ عسيرا َ فهم عدة أصناف : جميعهم قالوا : لا إله إلا الله , محمدٌ رسول الله , ولكن بعضهم تهاون في الصلاة ولم يحافظ عليها في دنياه , و بعضهم عاقَّ أمه و أباه و خرجا من الدنيا غير راضين عنه لِما قدم نحوهما من غقوقٍ و عصيان و بعضهم يتبجح في هتك العروض و الزنا , وبعضهم يتفاخِر بشرب الخمر و المسكرات , و بعضهم يتباهى بفعل المعاصي ولا يتوب منها من الله . فهؤلاء الذين سَيُحاسبون حِسابا ََ عسيرا ََ .
ندعوا ََالله عَزَّ و جَلَّ أن يجعلنا من الذين يدخلون الجنه بغير حِساب , فإنهم صنفٌ كبير يقول فيهم النذير البشير ” أنتم فيما سواكم من الأمم , موفون ثمانين صنفا ََ من مائةٍ و عشرين صنفا ََ أنتم أكرمها و أجلَّها عند ََالله عَزَّ و جَلَّ ” إذا أنتهى الحِساب يمشي موكب الفائزين في مائةٍ و عشرين صنفا ََ منهم ثمانين صنفا ََ من هذه الأمة المحمدية , وهم الذين يُباهي بهم رسول الله “صلي الله عليه و سلم” سائر الأمم و هم الذين يتبَّعون رسول الله بأعمالهم و أخلاقهم و أحوالهم علي سائر الأمم و في مقدمتهم القائمين لله في جُنح الظلام و الناس نيام رُفِعت لهم يوم القيامة أعلام . وقال صلي الله عليه و سلم التائب حبيب الرحمن و التائب من الذنب كمن لا ذنب له .
ادعوا الله و أنتم مُوقِنون بالأجابة.
الخطبه الثانية
الحمد لله رب العالمين …
واشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له , غفور بعباده الؤمنين , يدفعهم عن النار و يُقربهم إلي الجنة مع الأخيار في كل عملٍ يُقدموه أو يفعلوه طاعه لله في ليلٍ أو نهار . واشهد أن سيدنا محمد عبد الله ورسوله و صفيهُ من خلقهِ و خليله جعله الله رحمة مهداه و نعمة مسداه لجميع خلق الله .
اللهم صلي و سلم و بارك علي الرحمة العظمى لجميع العالمين صلاةََ ندخل بها في شفاعته ونشرب بها من حوضه المورود و نرويها علي شرفه الشهود ونمتع بمعية الرُكَّع ِالسجود بحضرة المعبود يوم القيامة أجمعين .
أما بعد فياجماعة المؤمنين :
إذا علمنا هذا الحال بعد خروجنا من الدنيا , فإني أقول كما قال الإمام عليّ كرم الله وجهه : “عجبتُ للجنة و قد طاب طالبها , و عجبت للنار و قد أمن هاربها”
من طلب الجنه فعليه أن يعمل بعمل أهل الجنه و عليه أن يتخير المنزله الملازمه له من البدايه , فأنت الذى تحجز فلَّتك هناك , و قصرك هناك , وأنت الذى ترسل من هنا حوالات الأعمال الصالحه ليبنى لك مقاولوا الملائكه ما جهزه الله لك فى الجنه فقد عرض الله لنا فى القرآن أحياءاََ لنا هناك مثل:ـ
حىٌّ الفردوس و ما فيها ,, وحىٌّ عدن و ما فيها ,, وحىٌّ الخلد و ما فيها ,, وحىٌّ النعيم و ما فيها ,, جنانًًً كثيرة وأحياءُ كثيرة وكل حىُُّ له نعيمه ومتعه , وله حوره وله سندسه وإستبرقه وله جماله وكماله ,, وله فى الدنيا الثمن الذى يدفعه إن كان لله حتى ينال ما يتمناه يوم لقاء الله عز و جل { إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ }﴿111﴾سورة التوبه …
وهذا هو ميثاق العقد …. الذى يريد الجنه لابد له أن يملئْ عقداََ هذه صيغته :ـ
المشترى فيه هو الله عز و جل.. والبائع فيه هو عبدالله { إمرأه أو رجل } والثمن فيه هو النفس والمال حباََ فى رضا الواحد المتعال … والشيئ الذى نشتريه هو جنه عرضها السماوات والأرض أعدَّت للمتقين…
هذه الصيغه من العقد الإلهى جعلها الله عز وجل ظاهرةََ فى قرآنه حتى لا تكون غامضةِِ على أى عبدِِ من عباد الله … فإذا جاء يوم القيامه وطالب بحقه فى الجنه .. يطالبه الله بما حوَّله من أرصدةٍ عند الله .. و ما الجنة التى طلبها .. و ما النعيم الذى حدده.. لابد أن تختار لنفسك نوعاََ من النعيم العظيم فى جوار الملك الكريم.. وتعمل من الآن على تحقيق هذا النعيم …
فالذى يريد أن يبنى عمارة لها كذا و كذا يستشير أكبر المهندسين وكبار المقاولين
و يجهز المال ربما لسنين حتى يكمل البناء الذى فى مخيلته وعقله
وأيضاََ الجنه لا نعلم ما فيها و لا نستطيع أن نرى ما فيها الآن… و لكنك تختار على قدر علمك بالقرآن.. وفهمك لسنة النبى العدنان المنزله المنزله التى تريدها من الحنان المنان …فمنَّا مثلاََ من تقع عينه على منزلةٍ كريمةٍ يقوت فيها الله :ـ{ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ ﴿54﴾ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ ﴿55﴾ }سورة القمر …
الذى يريد منزله فى الفردوس لا بد أن تنطبق عليه شروط العطاء الإلهى فى سورة {المؤمنون} وكذا جنة الخلد وكذا جنة عدن منازل ومنازل كريمه …
نحاول أن نلقى ضوءا هادفاََ بسيطاََ على ضوء الصلاة حتى لانطيل عليكم…
نسأل الله عز وجل أن يجعلنا من عباده الصالحين , ومن أوليائه المتقين , ومن حزبه المؤمنين , ومن الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون..
اللهم وفقنا إلى العمل الصالح و لصالح العمل.. اللهم ارزقنا الإخلاص فى أعمالنا وتقبلها منا بقبولٍ حسنٍ يأرحم الراحمين
اللهم بارك لنا فى أموالنا و بارك لنا فى أزواجنا و بارك لنا فى أولادنا وبارك لنا فى أجسامنا وبارك لنا فى ديننا وأحسن ختامنا يوم الخروج إليك يا حى يا قيوم …
اللهم إغفر لعبادك المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنك سميع قريب مجيب الدعوات يارب العالمين ..
اللهم ولىِّ أٌمورنا خيارنا ولا تولِّى أٌمورنا شرارنا وأصلح حكامنا و حكام المسلمين أجمعين وو فقهم للعمل بكتابك يا أحكم الحاكمين …
عباد الله إتقوا الله ..{إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذى القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى يعظكم لعلكم تذكرون } …
{درس بعد خطبة الجمعة }
الحمد لله يإخوانى أن الله عندما إختارنا .. إختارنا مسلمين .. كان هذا أكبر إعلان أننا نحن الجماعه الذين يحبهم ربهم سبحانه وتعالى لأنه فضَّلنا على الملائكة بقوله { إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً﴿30﴾}سورة البقرة … فالملائكة كل واحد فيهم نظر فى نفسه وقالوا :ـ ها نحن … نحن الذين نطيع ولانعصى … والجماعه الذين كانوا فى الأرض قبل الإنسان ( أى آدم ) من عوالم الجن أفنوا عوالم أخرى كانت موجوده من قبل آدم كلها من عوالم الجن … ولذلك قالوا : { قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ﴿30﴾} سورة البقرة… فماذا قال لهم : { قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ﴿30﴾} سورة البقرة…
وجاء لبقية الأمم واختارنا نحن آخر أمه من الأمم كما قال تعالى :ـ { كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴿110﴾}سورة آل عمران …أى أنكم قد علمتم من البدايه أنكم أكبر أمه عندى … يعنى إيه …
يعنى أنه لابد أن تشرفونا و تظهر وا لله عز وجل ولملائكته أنََّ أنتم أهل لهذا التكريم و أهل لهذا التعظيم الذى تفرد به العظيم عز و جل … ولذلك كان أصحاب رسول الله دائماََ يتنافسون …منهم من يتنافس على قيام اليل ,, ومنهم من يتنافس على تلاوة القرآن ,, ومنهم من يتنافس على خدمة الفقراء والمساكين ,, ومنهم من يتنافس على سقيا الماء ,, ومنهم من يتنافس فى كذا وفى كذا …
لماذا يتنافس كل واحدٍ على شيئٍ من الدنيا هنا …
طالب الثانوية العامة يريد أن يدخل كليه معينه ( وهذا ما يحدث الآن ) فيجهز نفسه لها … كذلك بالنسبه للمسلمالذى يريد الدار الآخره… وليست الدار الآخرة فحسب … بل إنها منازل يقول فيها الله عَزَّ و جَلَّ { هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللّهِ واللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ ﴿163﴾} سورة آل عمران… فلابد للعبد أن يختار المنزله التي يريدها من الأن و ينظر عندما يخرج من هنا فيذهب إلي المنزله التي يريدها فورا ََ .
السيدة رابعه العدوية “رضى الله عنها وأرضاها ” – وكانت إمرأه – وتصلي كل ليله ألف ركعة لماذا ؟ … تريد أن يباهي بها محمد عليه أفضل الصلاة و السلام سائر اللأمم يوم القيامة و يقول هذه المرأه من أمتي صنعت ما لم يصنعه كبار المؤمنين , تصلي ألف ركعة ليس من أجل الثواب و الأجر … لا … الرسول “صلي الله عليه و سلم” قال : ” فإني مباهٍ بكم الأمم يوم القيامة ” … يباهي بمن ؟ … أبالجماعة الجالسين علي المقاهي ؟… تاركي الصلاة؟… أم يباهي بمن ؟… بالقائمين , بالتائبين , بالعابدين , بالصائمين , بالتالين كتاب الله , بالمنفقين ؟… فهؤلاء هم الذين يباهي بهم رسول الله “صلي الله عليه و سلم” .
أما الجماعة الثانية فيوم القيامة يُنلدوا علي الرسول محمد … يا محمد وذلك بعد دخولهم جهنم , فيقول يا رب إنهم من أمتي … فيقول الله عَزَّ و جَلَّ : إنهم من أمتك ولكن ساروا في طريق آخر .
فمن هم الذين يبحث عنهم رسول الله صلوات الله وسلامهُ علية ؟
الذين ساروا خلفه , وهم الذين يسمعون القول فيتبعون أحسنه …..
الرجل الذي كان يحتضر في اللحظات الأخيرة وقال : ياليتها كانت جديدة , ليته كان طويلا ََ , فذهبوا إلي الرسول , فقالوا له : الرجل يقول ياليتها كانت جديدة , يا ليته كان طويلا ََ . فما هذا الموضوع ؟
فقال : عندما كان يشتري ثوبا ََ جديدا ََ , فيأخذ الثوب القديم و يعطيه لرجل آخر بعد ما ينظفه…..
ولذلك الرسول قال : ” لايندم أهل الجنة و هم في الجنة إلا علي الساعة التي مروا بها و لم يذكروا الله فيها عَزَّ و جَلَّ ” كل واحد يأتي هناك و كل لحظه جلس فيها علي مقهى أجلس في الغيط وهو فارغ لا شغل في الغيط و لا شغل مع الله لابد أن يذكر الله , فيقول الحمد لله , سبحان الله , فيقولها و هو في الطريق . ما الذي يُتعبني إذا قلت و أنا سائر أستغفر الله العظيم , أو أقول لا إله إلا الله مع إن الرسول “صلي الله عليه و سلم ” قال : ” يأتي يوم القيامة – يأتي واحد من ضمن الناس الذين سَيُعرضون علي الخلائق وله تسع و تسعين سجلا ََ , فَيُعطوه ورقه صغيرة فيقول ماذا تصنع هذه الورقة مع تلك السجلات (والرسول يقول : السجل الواحد منهم مد البصر- يعني علي آخر مد البصر ليس كسجلاتنا … لا … هذا السجل بالصوت و الصورة و الحركات , يعتي و أنت جالس أو واقف أو قائم , توجد لجنة معها كاميرات خفيه تقوم بتصوير كل شيئ تعملهُ , باليدين , بالقدمين بكل شيئ كل هذا يتصور , و عندما تأتي هناك يقول لك أستلم :” أقرأ كتابك ” و أنت تحاسب نفسك , لا أحد يحاسبك ” كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ” طيب أنا أمي , نعلم إنك أمي وكل واحد سجلاته في آخر حدود بصره) فيقول ناذل تصنع هذه الورقة مع هذا السجل ؟ قال صلي الله عليه و سلم ” وما ثَقُل مع أسم الله عَزَّ و جَلَّ شيئ ” لا يوجد شيئ أثقل في الميزان من كلمة الله , إذا كان سيدنا موسى قال : يا رب أوصتي … فقال الله تعالى له : قل لا إله إلا الله , قال : أُريد شيئا ََ خاصا ََ بي , فقال له : لو وضعت السموات و الأرهضيت في كفه و لا إله إلا الله في كفه لرجهت كفة لا إله إلا الله .
والذي سنندم عليه هناك هو وقت الفراغ . فقال رسول الله ” صلي الله عليه و سلم “
: ” نعمتان مغبون فيهما كثيرٌ من الناس الصحة , و الفراغ “
ما دام عندي الوقت و أنا راكب السيارة أو ماشي في الغيط ما الذي لا يجعلني أذكر الله تعالى ؟ غأفول لا إله إلا الله , أو أستغفر الله , أو أصلي علي رسول الله لأنه لو أحبني شغلني بذكره , قال صلي الله عليه و سلم : ” إذا أحب الله عبدا ََ ألهمه ذكرة ” فإذا أحبَهُ الله ألهمهُ ذكرهُ و هو قائم وهو نائم وهو جالس , حتي عند النوم إذا أخذ يذكر الله حتى ينام قال فيه صلي الله عليه و سلم : ” من نام على لا إله إلا الله , كُتِب ذاكرا ََ فاكرا ََ طوال يومهِ – و كأنه يذكر الله طوال الليل و كأن هناك كمبيوتر يحصي عليه ذكره – وماذا في نومهِ ؟… قال : وكان نومه صدقة له , وماذا أيضا ََ ؟… قال : فإذا أستيقظ فإن دعوتة لا تُرد ” . لماذا لأنه نام على ذكر الله .
فذكر الله عَزَّ و جَلَّ و طاعة الله بالنسبة لأهل الجنة يندمون على الوقت الذي تركوه بغير ذكر الله تعالى .
نسأل الله تعالى أن يلهمنا ذكره و أن يجعلنا من أهل حُبه ووده .