• Sunrise At: 6:05 AM
  • Sunset At: 6:03 PM

Sermon Details

8 يناير 2016

خطبة الجمعة_الأخلاق المحمدية سبب سعادة الدنيا والآخرة

ABOUT SERMON:

شارك الموضوع لمن تحب

الحمد لله رب العالمين، خلقنا أهلاً لهذا الدِّين، ونقَّى قلوبنا وكتب فيها الإيمان وجعلنا من عباده المسلمين، ونسأله عزَّ وجلَّ أن يُثبِّت الإيمان في قلوبنا حتى نلقاه ويتوفانا مسلمين ويلحقنا بالصالحين.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، جعل العزَّ في الدنيا في طاعته، والسعادة في الآخرة بالتأسي بخير بريته. وأشهد أن سيدنا محمداً عَبْدُ الله ورسولُه، إمام الأصفياء، وسيد الأتقياء، والشفيع الأعظم عند الله عزَّ وجلَّ لجميع الخلائق يوم العرض والجزاء. اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على سيدنا محمد وارزقنا هداه، ووفقنا أجمعين لحُسن التأسي بحضرته، واجعلنا في الآخرة من أهل شفاعته أجمعين، آمين .. آمين، يا ربَّ العالمين.

أيها الأحبة جماعة المؤمنين: في هذه الأيام التي كثُرت فيها المشاكل، وانتشرت فيها المشاغل، وأصبح الناس كأنهم سكارى حيارى من هول ما يواجهون من مشاكل الدنيا، إن كانت مشاكل في أنفسهم، أو في اُسرهم، أو في مجتمعهم، أو في أموالهم، أو في أجسادهم، مشاكل زادت عن الحد. نريد روشتةً إيمانية قرآنية تقضي على هذه المشاكل كلها الدنيوية، وتجعلنا في أعزِّ مقامٍ عند الله يوم الدين.

ما هذه الروشتة الصغيرة في مبناها، الكبيرة في معناها، العظيمة في مغزاها وفحواها؟!!، آية واحدة من كتاب الله اسمعوها وسبِّحوا الله جلَّ في علاه: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً)، هذا في الدنيا، أما الآخرة: (وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (97النحل).

العمل الصالح هو الذي يُسعد الإنسان في دنياه، ويرفع شأنه في أُخراه، والعمل الصالح الذي يُحقق ذلك هو الذي أشار إليه وكان عليه في كل أحواله سيدنا رسول الله.

لقد كان صلى الله عليه وسلَّم يقوم الليل حتى تتورم منه الأقدام، ويصوم صيام الوصال ـ يعني يصوم الأيام المتتابعة بغير فطورٍ أو سحور ـ ولا يترك ذكر الله عزَّ وجلَّ طرفة عين!!، تقول السيدة عائشة رضي الله عنها: (كان صلى الله عليه وسلَّم لا يقوم إلا عى ذكر لله، ولا يجلس إلا ذكر، ولا يخرج إلا على ذكر، ولا يدخل إلا على ذكر، ويذكر الله عزَّ وجلَّ على كل أحيانه)[1].

ومع ذلك نجد الله عزَّ وجلَّ عندما أثنى عليه ومدحه في القرآن لم يمدحه بهذه الطاعات جميعها أو إحداها، وإنما مدحه بأمرٍ عظيم قال في ربُّه في القرآن الكريم: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (4القلم). فكان أعلى من الخُلق العظيم، وأكرم من خُلقٍ قويم، وفي قراءة قرآنية: (وإنك لعلى خُلُقِ عظيم)، فخُلُق مضاف وعظيم مضاف إليه، والعظيم هو الله، أي إنك على أخلاق الله جلَّ في علاه.

ذهب سيدنا عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما بعد فتح خيبر إلى أحبار اليهود، وطلب ما عندهم من الكتب ليقرأها ليرى فيها أوصاف حضرة النبي التي وصفه الله عزَّ وجلَّ بها فيها – على لسان موسى وعيسى، عليهما وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم السلام – فملأ من هذه الكتب زاملتين ـ أى زكيبتين ـ وحملهما على الركائب فأخذ يطالع فيهما، فجاءه بعض أصحاب النبي بعد إنتهائه من ذلك وقال: يا عبد الله بم وصف الله عزَّ وجلَّ نبيَّه في التوراة؟.

قال: {أجل، إن الله عزَّ وجلَّ وصفه في التوراة بما وصفه به في القرآن: (يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيرا)، أنت عبدي ورسولي، سميتك بالمتوكل، ليس بفظٍّ ولا غليظٍ القلب، ولا صخَّابٍ في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء، بأن يقولوا: لا إله إلا الله محمدٌ رسول الله، ويفتح به أعيناً عُميا وآذاناً صُما}[2].

تلكم هي أوصاف حضرة النبي التي وصفه بها مولاه في التوراة والإنجيل والقرآن الكريم، وهي التي مدحه بها وأثني عليه بها الله جلَّ في علاه.

ولذا رُوي أن رجلاً جاء إلى النبي من قبالة وجهه، وقال: يا رسول الله ما الدِّين؟، قال: (حسن الخُلق)، فجاءه من جهة اليمين وقال: يا رسول الله ما الدِّين؟، قال: (حسن الخُلق)، فدار من حوله ثم جاءه من جهة يساره وقال: يا رسول الله ما الدِّين؟ قال: (حسن الخُلق)، ثم قال: (أما تفقه؟، ذهب حُسن الخلق بشرف الدنيا وسعادة الآخرة)[3].

فالعمل الصالح الذي يحيا به الإنسان ويكون سعيداً في الدنيا، ومرفوعاً شأنه ومرفوعاً قدره يوم الدين، هو العمل الذي يؤدي إلى حُسن الخُلق مع الله ومع عباد الله أجمعين.

أما العمل الصالح الذي لا يعقبه حُسن الخُلق فغير مقبول، فقد قيل: يا رسول الله إن فلانة تقوم الليل وتصوم النهار ولكنها تؤذي جيرانها بلسانها، فقال صلى الله عليه وسلَّم – وهو الذي لا ينطق عن الهوى: (لا خير فيها هي في النار)[4].

مع قيام الليل ومع صيام النهار، لأن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، ومن لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله عزَّ وجلَّ إلا بُعداً.

والصيام يأمر بتقوى الله، والحج ينهى الحجيج عن الرفث والفسوق والجدال وكل الخلال التي نهى عنها الله، وبين خطورتها على الإنسان وإخوانه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلَّم.

وحُسن الخُلق يكون كما قال حضرة النبي للرجل الذي أراد أن يكون معه في الجنة، وقال: يا رسول الله أريد أن أكون معك في الجنة ـ يريد أن يعرفه بعملٍ يصنعه ليكون معه في الجنة ـ فأخبره النبي بعملٍ يسير – لكنه عسير على غير الموفقين في طاعة العلي الكبير – قال: (يا بني، إن استطعت أن تبيت وليس في قلبك غلٌّ ولا غشٌّ ولا حقدٌ لأحدٍ من المسلمين فافعل، فإن ذلك من سنتي، ومن فعل سنتي كان معي في الجنة)[5].

(إِلا مَنْ أَتَى الله بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) (89الشعراء). أساس الحياة الطيبة في الدنيا أن يحرص المؤمن على طهارة قلبه نحو إخوانه المؤمنين من الأحقاد والأحساد والغلِّ والكُره، لأن الله عزَّ وجلَّ يقول في وصف المؤمنين: (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ) (47الحجر).

رأى رجلٌ من الصالحين رجلاً عمَّر مائةً وعشرين عاماً وجسده سليم وأعضاؤه قوية، قال: عُمرك مائة وعشرين عاماً وأراك كما أرى شديد البنيان قوي الجسد، قال: ((نعم: إذا خلا القلب من الحسد بارك الله في الجسد))، فيخلو من الأمراض، ولا تعتريه الشيخوخة ولا الهرِم، ويظل شاباً إلى أن يلقى الله عزَّ وجلَّ.

فإن معظم الأمراض التي تنهش الأجساد سببها الغيظ الذي يتولد في القلوب، والكآبة التي تعتري النفوس، والأحقاد التي تنهش في الأفئدة، فإن هذه هي التي تسبب أمراض الأجساد!!، وقد أثبت ذلك حتى علماء الغرب في عصرنا هذا:

فقد أُجري في السويد بحثٌ عن الذي يؤدي إلى نقص المناعة في جسم الإنسان وتقوية المناعة في نفس الوقت، بحثاً ميدانياً تكنولوجياً، فوجدوا بعد البحث أن الذي يُنقص المناعة في  جسم الإنسان ويجعله عُرضةً للأمراض: الغل والحقد، والحسد والكُره، والأثرة والأنانية، وغيرها من هذه الصفات التي أمرنا الله عزَّ وجلَّ ورسوله صلى الله عليه وسلَّم أن نتجرَّد منها. وأن الذي يقوي المناعة في قلب الإنسان وبالتالي في جسم الإنسان: الحب لله والحب لرسول الله والحب لخلق الله والمودة للمؤمنين، والشفقة والرحمة على الفقراء والمساكين، وغيرها من الصفات الطيبة التي كان عليها سيد الأولين والآخرين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلَّم.

ذهب رجلٌ إلى السيدة عائشة رضي الله عنها وقال: يا أم المؤمنين: ما كان خُلُق رسول الله صلى الله عليه وسلَّم؟ فقالت له: (أوما تقرأ القرآن؟ كان خُلقه القرآن)[6].

أو كما قال: (ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة).

الخطبة الثانية:

الحمد لله ربِّ العالمين، الذي أكرمنا يطاعته، وأعاننا على ذكره وشكره وحُسن عبادته. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، بيده الخير، وبيده النفع والضُّر، وهو كل شيئٍ قدير. وأشهد أن سيدنا محمداً عبدُ الله ورسولُه، أدَّى الأمانة، وبلَّغ الرسالة، وتركنا على المحجَّة البيضاء، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعده إلا هالك.

اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على سيدنا محمد النبي الأمين، وآله الطيبين، وصحابته المباركين، وكل من اقتفى أثره ومشى على هُداه إلى يوم الدين، وعلينا معهم أجمعين، آمين .. آمين، يا ربَّ العالمين.

أيها الأحبة جماعة المؤمنين: أما في الآخرة فإن الأخلاق هي سرُّ الموافقة لحضرة النبي في هذا الموقف العظيم ومرافقته، وسر التمكن من معيته، والسُّكنى في جوار حضرته في جنة النعيم. سُئل النبي صلى الله عليه وسلَّم عن أثقل شيء يعمله العبد في دنياه يُثقِّل به الله ميزان حسناته يوم لقياه، فقال صلى الله عليه وسلَّم: (تجدون أثقل شيء في موازينكم يوم القيامة خُلقٌ حسن)[7].

وسُئل النبي صلى الله عليه وسلَّم عمن يريد أن يكون معه يوم القيامة، ومعه في الجنة، ماذا يصنع المرء ليفوز بذلك؟!!، فقال صلى الله عليه وسلَّم: (إن أقربكم مني مجالس يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا، الموطئون أكنافا، الذين يألفون ويؤلفون)[8].

وكما جعل الله عزَّ وجل رسوله صلى الله عليه وسلَّم: (ليس بغليظٍ) في تعاملاته (ولا فظٍّ) في كلماته، وإنما كان كما يُقال: (((كان كالبلسم الشافي لكل داء، يُوضع على أى داء فيتحقق له ولصاحبه الشفاء)). كان صلى الله عليه وسلَّم لا يخرج من لسانه كلمةً نابية، ولا كلمة لاغية، ولا كلمة جافية، ولا يخرج منه إلا الكلمات التي يقول فيها الله: (وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ) (24الحج).

يحكي ذلك أخصَّ وزرائه، فهذا خادم النبي أنس بن مالك رضي الله عنه، خدم النبي وكان عمره عشر سنين، واستمر في خدمته عشر سنين، يكتب تقريراً عن هذه المدة فيقول: (خدمت النبي صلى الله عليه وسلَّم عشر سنين، فما قال لي أُفٍّ قط، ولا قال لشيءٍ فعلته لم فعلته؟، ولا لشيء تركته لم تركته؟)[9].

فالنبي صلى الله عليه وسلَّم كان له تسع زوجاتٍ مستديمات، ما قال لإحداهن كلمةً نابية، ولا رفع يداً ولا عصا على واحدةٍ منهن، وإنما كان دائم البشاشة، طيب وعذب الكلام مع جميع الأنام، حتى كان صلى الله عليه وسلَّم من روعة أخلاقه الكريمة إذا سلَّم عليه رجلٌ لا يأخذ يده من يد الرجل، حتى يكون الرجل هو الذي يأخذ حظَّه ويترك يسلت يده من يده. وإذا جلس مع الفقراء في مسجده المبارك، كان لا يقوم إلا إذا أذنوا له وقالوا: يا رسول الله قد قضينا حقنا، فقم لتبلغ رسالة الله عزَّ وجلَّ كما أمرك الله عزَّ وجلَّ.

حتى مع أعدائه – صلوات ربي وتسليماته عليه – كان أكرم الناس خُلُقاً، وأفى الناس عهداً، فلا يقول إلا ما يُرضي الله، ولا يفعل إلا بما أمره به مولاه، ومن أراد أن يعيش في الدنيا سعيداً تقياً نقياً فعليه بهذا الهدي الكريم، فيعمل بقول الله عزَّ وجلَّ: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) (21الأحزاب).

وقد قال النبي مُحذراً ممن يخالف ذلك: (ليس المؤمن بالسبَّاب ولا اللعَّان ولا الطعَّان ولا الفاحش ولا البذيء)[10]. فالذي يسُب خالف نهج النبي العدنان، والذي يطعن في إخوانه المؤمنين خالف كلام الرحمن، والذي تخرج الألفاظ التي لا تليق يفعل ما يُغضب حضرة الرحمن. فأخلاق المؤمن ليس فيها ما نهى عنه النبي: (ليس المؤمن بالسبَّاب ولا اللعَّان ولا الطعَّان ولا الفاحش ولا البذيء).

وعندما سُئل صلى الله عليه وسلَّم عن المسلم لم يقل من يحافظ على الصلاة، لأن الصلاة قد تكون عادة وليست عبادة، وإنما قال: (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده)[11]. وسُئل صلى الله عليه وسلَّم عن المؤمن فقال: (والمؤمن من أمن جاره بوائقه)[12]، أى: شروره وآثامه، فالمؤمن دائماً على أخلاق الله التي ذكرها الله في كتاب الله، إما في أول سورة المؤمنون، أو في قوله عزَّ شأنه في سورة الفرقان: (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الارْضِ هَوْنًا) (63الفرقان)، أو في غيرها من محكم آيات القرآن.

إذا سار على هذا الهدي النبوي الكريم كان موصوفا بما قال فيه النبي صلى الله عليه وسلَّم حين قال واصفاً المؤمن: (مثل المؤمن كالنحلة لا تقف إلا على طيب – أى مجلسٍ طيبٍ فيه ذكر لله – ولا يخرج منها إلا طيب)[13]، أى كلامٌ طيب يسُرُّ الخلق ويُرضي الخالق عزَّ وجلَّ.

نسأل الله عز وجل أن يُهذِب أخلاقنا، وأن يُطهر نفوسنا، وأن يُحسِّن طباعنا، وأن يُوفقنا لما يحبه ويرضاه، وأن يرزقنا هدي الحبيب صلى الله عليه وسلَّم وسيرته، وأن يجعلنا من خيار المتبعين لسنته، وأن يجعلنا من أهل شفاعته يوم الدين، ومن أهل رفقته في الجنة أجمعين.

اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل زاهقاً وهالكاً وارزقنا اجتنابه، وحبب إلينا فعل الخيرات، وعمل الصالحات، والتنافس في القربات، واحفظنا بحفظك من جميع المعاصي والمخالفات.

اللهم اغفر لنا ولوالدينا، وللمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميعٌ قريبٌ مجيب الدعوات، يا ربَّ العالمين.

اللهم بارك لنا في أولادنا وبناتنا، وبارك لنا في زروعنا وثمارنا، وبارك لنا في أموالنا وأقواتنا، وبارك لنا في بلدنا ورئيسنا وحكامنا، وبارك لنا في كل شيءٍ لنا أو حولنا، يا أرحم الراحمين.

اللهم اقض على اليهود ومن عاونهم أجمعين، وطهِّر منهم أرض بيت المقدس وأرض فلسطين.

اللهم فُك الكرب عن إخواننا في سوريا والعراق وفي كل مكان، واجعل المسلمين المستضعفين أعزَّة بك يا حيُّ يا قيوم يا رحمن.

عباد الله اتقوا الله: (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالاحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (90النحل).

اذكروا الله يذكركم، واستغفروه يغفر لكم، واشكروه على نعمه يزدكم، وأقم الصلاة.

****************************

[1] روى النسائي وأبو داود وابن ماجة والترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الله عزَّ وجلَّ على كل أحيانه ).

[2] روى الإمامُ البخاري عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ بلفظ: {لَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما، قُلْتُ: أَخْبِرْنِي عَنْ صِفَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلَّى الله عليه وسلَّم فِي التَّوْرَاةِ؟ قَالَ: أَجَلْ؛ وَاللَّهِ إِنَّهُ لَمَوْصُوفٌ فِي التَّوْرَاةِ بِبَعْضِ صِفَتِهِ فِي الْقُرْآنِ: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا، وَحِرْزًا لِلأُمِّيِّينَ، أَنْتَ عَبْدِي وَرَسُولِي، سَمَّيْتُكَ المتَوَكِّلَ، لَيْسَ بِفَظٍّ وَلاَ غَلِيظٍ وَلاَ سَخَّابٍ فِي الأَسْوَاقِ، وَلاَ يَدْفَعُ بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ؛ وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَغْفِرُ، وَلَنْ يَقْبِضَهُ اللَّهُ حَتَّى يُقِيمَ بِهِ الْمِلَّةَ الْعَوْجَاءَ؛ بِأَنْ يَقُولُوا: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَيَفْتَحُ بِهَا أَعْيُنًا عُمْيًا، وَآذَانًا صُمًّا، وَقُلُوبًا غُلْفًا)}.

[3] أخرج محمد بن نصر المروزي في من رواية أبي العلاء بن الشخير مرسلاً: {جاء رجل إلى رسول الله ﭬ من بين يديه فقال: يا رسول الله ما الدين؟ قال: (حسن الخلق)، فأتاه من قبل يمينه فقال: يا رسول الله ما الدين؟ قال: (حسن الخلق)، ثم أتاه من قبل شماله فقال: ما الدين؟، فقال: (حسن الخلق)، ثم أتاه من ورائه فقال: يا رسول الله ما الدين؟ فالتفت إليه وقال: (أما تفقه؟ هو أن لا تغضب). وأخرج البزار والطبراني في الكبير والخرائطي في مكارم الأخلاق عن أنس رضي الله عنه: {قالت أم حبيبة: يا رسول الله، أرأيت المرأة يكون لها زوجان في الدنيا، فتموت ويموتان ويدخلون الجنة، لأيهما هي تكون؟. قال: (لأحسنهما خلقا كان عندها في الدنيا يا أم حبيبة ذهب حسن الخلق بخيري الدنيا والآخرة)} .

[4] أحمد والحاكم عن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: (قِيل: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ فُلَانَةَ تُصَلِّي اللَّيْلَ وَتَصُومُ النَّهَارَ، وَفِي لِسَانِهَا شَرٌّ تُؤْذِي جِيرَانَهَا سَلِيطَةٌ، قَالَ: لَا خَيْرَ فِيهَا هِيَ فِي النَّارِ. وَقِيلَ لَهُ: إِنَّ فُلَانَةَ تُصَلِّي الْمَكْتُوبَةَ وَتَصُومُ رَمَضَانَ  وَتَتَصَدَّقُ، وَلَيْسَ لَهَا شَيْءٌ غَيْرُهُ، وَلَا تُؤْذِي أَحَدًا، قَالَ: هِيَ فِي الْجَنَّةِ).

[5] روى الترمذي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: قال لِي رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (يَا بُنَيَّ, إِنْ قَدَرْتَ أَنْ تُصْبِحَ وَتُمْسِيَ لَيْسَ فِي قَلْبِكَ غِشٌّ لِأَحَدٍ فَافْعَلْ. ثُمَّ قَالَ لِي: يَا بُنَيَّ, وَذَلِكَ مِنْ سُنَّتِي, وَمَنْ أَحْيَا سُنَّتِي فَقَدْ أَحَبَّنِي, وَمَنْ أَحَبَّنِي كَانَ مَعِي فِي الْجَنَّةِ).

[6] روى مسلم في حديث طويل في قصة سعد بن هشام بن عامر حين قدم المدينة ، وأتى عائشة رضي الله عنها يسألها عن بعض المسائل، فقال: قلتُ: يَا أُمَّ المُؤمِنِينَ، أَنبئِينِي عَن خُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ؟
قَالَت: (أَلَستَ تَقرَأُ القُرآنَ؟، قُلتُ: بَلَى، قَالَت: فَإِنَّ خُلُقَ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ كَانَ القُرآنَ)، قَالَ : فَهَمَمْتُ أَن أَقُومَ وَلَا أَسأَلَ أَحَدًا عَن شَيْءٍ حَتَّى أَمُوتَ الخ )، وأخرج أبو يعلى في رواية أخرى: {قُلتُ: يَا أُمَّ المُؤمِنِينَ، حَدِّثِينِي عَن خُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، قَالَت: يَا بُنَيَّ أَمَا تَقرَأُ القُرآنَ؟ قَالَ اللَّهُ : (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)، خُلُقُ مُحَمَّدٍ القُرآن}.

[7]  الترمذي عن عائشة رضي الله عنها.

[8] مكارم الأخلاق للطبراني عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبَكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلاقًا، الْمُوَطَّئُونَ أَكْنَافًا، الَّذِينَ يَأْلَفُونَ وَيُؤْلَفُونَ، وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الثَّرْثَارُونَ، الْمُتَشَدِّقُونَ، الْمُتَفَيْهِقُونَ) .

[9] البخاري ومسلم وغيرهم عن أنس رضي الله عنه، وفي رواية أيضاً: (خدمته في السفر والحضر والله ما قال لي لشيء صنعته لم صنعت هذا هكذا ولا لشيء لم أصنعه لم لم تصنع هذا هكذا).

[10] الترمذي وابن حبان والحاكم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش، ولا البذيء).

[11] روى البخاري عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏: (الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ‏)‏‏.‏

[12] المنتخب من شيوخ بغداد عن على رضي الله عنه: (Top of Form

الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ يَدِهِ وَلِسَانِهِ, وَالْمُؤْمِنُ مَنْ أَمِنَ جَارُهُ بَوَائِقَهُBottom of Form).

[13] روى أحمد عن عبد الله بن عمرو قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وَالَّذِي نَفْسُ ‏ ‏مُحَمَّدٍ ‏ ‏بِيَدِهِ إِنَّ مَثَلَ الْمُؤْمِنِ ‏لَكَمَثَلِ النَّحْلَةِ، أَكَلَتْ طَيِّبًا، وَوَضَعَتْ طَيِّبًا، وَوَقَعَتْ فَلَمْ تَكْسِر ولم تُفْسِد)، وعند الطبراني وابن حبان: (مثل المؤمن كمثل النحلة لا تأكل إلا طيباً ولا تخرج إلا طيباً)

9   خطبة الجمعة بمسجد سيدي عيسى الشهاوي ـ الجميزة غربية 8/1/2016م س- 28 ربيع أول 1437هـ

Fawzyabuzeid - Copyright 2023. Designed by Fawzyabuzeid