Sermon Details

********************
الخطبة العاشرة[1]
الرسول صلى الله عليه وسلم وإصلاح الأفراد والمجتمعات
الحمد لله ربِّ العالمين الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ….. سبحانه سبحانه …. هو الكامل في أوصافه، والعظيم في نعوته وأسمائه، والجميل في صنعه وأفعاله، خرج من نور جماله ومن معدن كماله نبينا كميل الأعطاف، مملوءاً بالرحمة والشفقة على جميع الكائنات، وجعله داعياً بإذنه إلى صراطه المستقيم …. أيَّده بالمعجزات والكرامات، وأنطق لسانه بالآيات البينات، وجعل في يده مفتاح الهداية والسعادة لجميع البريات.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إنفرد بالنعوت والأوصاف الكمالية، ويحب مِنْ خلقه الإقبال عليه في كل مراحلهم الدنيوية، يعطف على المدبرين، ويناديهم من قريب ويقبل على المقبلين ويرزقهم القلب المنيب، تبارك اسمه، وتعالى شأنه من إله أخبر عن ذاته، وأوصافه مع خلقه فقال{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} (222 البقرة)، وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله، جامع الأمة وكاشف الكرب والغمة، ومصدر الإلهام لجميع الأولياء والصالحين والعلماء في الأمة، صلى الله عليه وسلم وعلى آله الطيبين، وصحابته المباركين، وكل من اهتدى بهديه إلى يوم الدين آمين آمين يا ب العالمين.
أما بعد… فيا إخواني ويا أحبابي، ونحن اليوم في ذكرى ميلاد رسولنا الكريمصلى الله عليه وسلم يعجز اللسان عن حصر ما فضَّله الله به، أو بيان قبس مما جمَّله به مولاه، ولكن أريد أن أتناول نقطة واحدة في شأنهصلى الله عليه وسلم معنا ومع الخلق أجمعين.
بم يتميز الرسول المجتبي، والنبي المصطفىصلى الله عليه وسلم عن الأنبياء والمرسلين والدعاة والمصلحين والزعماء في كل زمان ومكان؟
هذا أمر يضيق الوقت عن تعداد ما فيه، ولكن ما أريد أن أنبه نفسي وإخواني إليه في هذا المجال، أنَّ هذا النبي صلى الله عليه وسلم يكفيه من شريف الخصال، ومن عظيم الفعال، ومن مراتب الكمال، أنه هدى رجالاً إلى الأخلاق الكريمة، والقيم النبيلة، والصفات الجميلة، لا بقوة سيف، ولا بعصا، ولا بقهرمان أو بعشيرة أو صولجان أو سلطان، وإنما بنور الإيمان، وبالهداية المحضة للرحمن عز وجل، فقد جعل دَيدْنه ومبدأه في الهداية إلى الله هي قول الله عز وجل : {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} (256البقرة). لم يُكره أحداً ولم يُرغم أحداً، لا والدة ولا ولد، لا ذكر ولا أنثى، لم يغصب أحداً على فعل من الأفعال سواء فيه مصلحة لنفسه أو منفعة لقومه، أو خصوصية لبني جنسه، وإنما دعا الناس جميعاً إلى الله بالحسنى والموعظة الحسنة، كيف غيَّر هذه الطباع؟ بل وجعل القلوب الجافية كما قال القائل: (لا زال رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعرب حتى جعل القلوب التي هي أشدَّ من الصخر ألين من الزُّبْد في طاعة الله والإقبال على الله عز وجل).
فقد جعل الرجل الذي يدفن ابنته وهي حية – وتنفض الرمل من لحيته أثناء حفره لها ومع ذلك لا تأخذه بها شفقة ولا رحمة ويدفنها حية – يبكي هذا الرجل بعد دخول نور الإيمان في قلبه ويقول: لو أن بغلة عثرت بطريق العراق لسُئل عمر يوم القيامة: لِمَ لَمْ تمَّهد لها الطريق؟ … أي شفقة هذه ملئت قلبه، وأي عطف وحنان شحن نفسه؟ وبم تمَّ ذلك؟ وكيف حصل ذلك؟ هل عالجهم بمراهم طبية وأدوية حسِّية؟ أو عالجهم بطُرق نفسية أو بطرائق لعلاج الأمراض العصبية؟
لا هذا ولا ذاك، وإنما عالجهم بنور الإيمان بالله عز وجل، وبطرائق في القرآن وبيان شاف لها في سنة النبي العدنان، لا تدع حاله واحدة من أحوال البشر تستعصي على الشفاء بالقرآن وسنة النبي العدنان صلى الله عليه وسلم، حتى أنه من قال عن أي رجل – مهما كان شأنه، ومهما بلغ من عصيانه لربه، وطاعته لشهوته ونفسه – ليس له إصلاح وليس له في طريق الفلاح والنجاح والهدى والصلاح نصيب، نقول له جميعاً:
أنت لست بمصيب، لأن الله تعالى قال غير ذلك في كتابه الكريم، وبيَّن ذلك سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته بأشفية قرآنية صالحة لجميع النفوس المتمردة والآبقة والعاصية والبعيدة عن الله، والمحتضنة للشيطان وحزبه. لأن الله عز وجل جعل للجميع طريقاً للإصلاح في دين الصلاح والنجاح الذي جاء به رسول الكريم الفتاح صلى الله عليه وسلم ولو بحثنا بالطريقة العلمية، كيف عالج رسول الله صلى الله عليه وسلم أمراض أفراد زمانه؟ من الشَّك والجحود والعصيان، والكفر والنكران، والقسوة والغلظة والفظاظة والكبر والعلو في الأرض بغير الحق، والغرور، والزهو بالنفس والأبناء والأموال والعصبية والأحساب والأنساب، وكل تلكم الأمراض لوجدنا كل حالة تحتاج إلى رسالة دكتوراة.
فإذا نظرنا بعد ذلك كيف عالج أمراض المجتمعات في عصره، وقد كان فيها السلطان للعظيم، والسيطرة للقوي وليس للضعيف فيها نصيب، ولا لصاحب الأخلاق الكريمة من خَلاق، كيف عالج أمراض هذه المجتمعات من الظلم والعصبية والرِّشوة والمحسوبية، وشرب الخمر، والربا، وأخلاق الجاهلية، والعادات الفاسدة الاجتماعية.
نجد كذلك كل خلق وعادة اجتماعية تحتاج إلى رسالة دكتوراة، وهو صلى الله عليه وسلم لم يَدْرسها أو يُدرسَّها نظرياً، وإنما نفذها عملياً في ساحة المجتمع، وفي مجتمع الأفراد، وليس مرة بل مرات كثيرة، حتى كان صلى الله عليه وسلم رحمه مهداة ونعمة مسداه لجميع خلق الله، وقد صدق فيه قول الله عز وجل: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} (107الأنبياء).
والأمثلة يضيق عنها الوقت، وإنما أطرح مواضيع وعليكم بدراستها في كتب السيرة المكرَّمة، فهي تفتح الأذهان إلى ما فعله النبي العدنان، مما عجز عنه جميع السابقين واللاحقين، من المصلحين والزعماء والاقتصاديين والسياسيين في أي أمر من أمور الدنيا أو أمور الدين. وقد وضع هذه التجارب أمام الجميع تجارب حيَّة يذكرها التاريخ بالفخر والخُيلاء وضعها لنا ولمن بعدنا لنعلم كيف نعالج إخواننا إذا ابتعدوا عن الله؟ وكيف نردَّ الشَاردين والهاربين من إخواننا المسلمين إلى حضرة الله؟ ونفتح لهم باب الأمل، ونقربهم إلى حضرة الله، لا نُوصد أمامهم الأبواب، ولا نغلق أمامهم الرِّتاج [الأقفال] والله عز وجل كما قال صلى الله عليه وسلم: { إِنَّ اللّهَ عز وجل يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ، لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ. وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ، لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ. حَتَّىٰ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا } [2].
ونتعلم أيضاً كيف نعالج أمراضنا في بيوتنا ومع إخواننا وجيراننا، ومع أهلينا وذوي رحمنا؟ وكيف نعالج أمراض مجتمعنا ووطننا؟
فما من شئ حدث أو سيحدث إلى يوم القيامة إلا وقد أجراه الله في زمانه وحضره في عصره وأوانه، ليضع لنا ولمن بعدنا المثال في كيفية علاج هذه الحالات، وكيفية تناول هذه الأمور وبقى ذلك كله في صفحات ساطعة مُسجِّلاً بالنور يحتاج منَّا أن نفتح هذه الصفحات ونُقلِّب في سيرته العطرة لنكتشف هذه التجارب الثريّة التي يعجز الكون كله عن الإتيان بواحدة منها.
ونذكر مثالاً واحداً كدليل على ذلك، فهذا رجل فعل ما لم يفعله أحد ومن شدَّة خزيه من أفعاله أرسل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يقول: يا نبي الله لم أترك ذنباً حرَّمه الله إلا وفعلته فقد زنيت وقتلت وشربت الخمر ولم أدع شيئاً حرَّمه الله إلا وفعلته فهل لي من توبة؟
هذا الرجل يسمى وَحْشي، وهو الذي قتل في غزوة أحد سيدنا حمزة عم النبي والذي حزن عليه صلى الله عليه وسلم حزناً شديداً – فقال صلى الله عليه وسلم: نعم لك توبة. فأرسل إلى رسول الله يقول: أريد آية صريحة فصيحة من كتاب الله تُعْلمني بقبول توبتي فنزل قول الله عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} (48النساء). فأرسل إليه صلى الله عليه وسلم بالآية، فلما تُليت عليه قال: إن هذه الآية فيها شرط وهو تعليق التوبة على مشيئة الله تعالى : ( وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ) فإذا لم تقتضي مشيئة الله غفران ذنبي فيا ويلتي ماذا أفعل؟ أريد آية أصرح من هذه الآية. فنزل قول الله عز وجل: {وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا} (71الفرقان).
فقال: ومن يضمن لي أن أعيش حتى أعمل عملاً صالحاً، ربما يتداركني الموت بعد التوبة، ولا أوفق للعمل الصالح، أريد آية أرجى من هذه الآية، فنزل قول الله عز وجل: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (53الزمر)، فلما تليت عليه تاب وأناب.
وإذا نظرنا في سيرة النبي الوهاب نجد عَرْضاً شاملاً لكل حالات المعاصي، وكيفية علاجها، والأخذ بناصية أصحابها، وترك لنا هذا الميراث، وجعل جميع المسلمين جامعيين أو أميين أطباء رحماء بالنيابة عن سيد المرسلين، يقومون برسالة الهداية، وردّ الخلق إلى رب العالمين في كل زمان ومكان ….
وإياك أن تعتقد أن رسالة الهداية على العلماء فقط لأن ديننا أهله كلهم حكماء، وكلهم علماء، وكلهم فقهاء، وقد يهدي إنسان أمي رجلاً يعجز العلماء عن الأخذ بيده إلى طريق الله، لأنه دخل إليه من الطريق الذي نبَّه إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فليست كل الهداية عن طريق العلم والبيان، لكن من الناس من يهتدي إلى الله برفقة أخ صالح في طريق الله، ومنهم من يهتدي إلى الله بمعاملة تاجر صدوق مع الله، ومنهم من يرجع إلى الله برجل يصنع البر لوجه الله – وإن كان فقيراً يحتاج إلى ما يُقيم به أوَدَه في هذه الحياة – فجعل الله لكل مسلم من الإسلام ميزة خصَّه بها يدعو بها الناس إلى الله، ويستجيب له نفر جعل الله عز وجل استجابتهم موقوفة على هذه الميزة التي وهبها له الله عز وجل.
وورد فى الأثر: {إذا تاب العبد المؤمن يقول الله تعالى بشرى يا ملائكتي فقد اصطلح عبدي معي، افتحوا أبواب السموات لقبول توبته، ولدخول أنفاس حضرته، فلنفس العبد التائب عندي يا ملائكتي أعز من السموات والأراضين ومن فيهن}.
أو كما قال ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة.
الخطبة الثانية:
الحمد لله ربِّ العالمين وليّ النعم، ومفيض الجود والخير والكرم.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لا عدّ لآلائه، ولا حصر لنعمائه، فكل ما في الوجود في أرضه وسمائه لا يساوي بعض ذرة من قطرة من نعمائه عز وجل، وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله والنَّبي المجتبى، والرسول المصطفى المرتضى الذي جعله الله مغناطيساً للقلوب، يجذبها بنور علام الغيوب، من أودية الجفا والمعصية والبعد والقطيعة، فلا يتركها إلا بعد أن تعرف حضرة علام الغيوب.
اللهم صلِّ وسلم وبارك على هذا النبي المكرَّم وعلى آله وصحبه وسلم وارزقنا هديه وهداه ووفقنا للعمل بما يحبه ويرضاه واجمعنا عليه في يوم لقياك بين يديك يا الله.
أما بعد… إخواني وأحبابي إن أعظم حلاوة تقدمها لأهلك ولذوي رحمك، ولجيرانك ولرفقائك في العمل في هذا الوقت الكريم أن تُذيق قلوبهم حلاوة الإيمان.
فالحلاوة التي يتذوقَّها الفم واللسان سهلة وموجودة في كل الأركان، لكننا في عصرنا وفي هذه الأيام من زماننا في أمسَّ حاجة إلى حلاوة الإيمان، ولا يتذوقها إلا القلب السليم الذي اختاره الله وجعله محِلاً لنوره عز وجل.
واعلموا علم اليقين أن كل من قال لا إله إلا الله محمد رسول الله ولو كان من رأسه إلى أخمص قدميه يتمرَّغ في المعاصي إلا أن الله حينما اختار قلبه لنور الإيمان جعل فيه الذَّوْق الذي يتذوق به آيات القرآن، وحديث النبي العدنان، والذي يميل به إلى فعل الصالحات، واستباق الخيرات، وما انتابه مِنْ فَتَرات في عصره وأيامه يكون لمرض ألمَّ به نتيجة البعد عن الله، والميل إلى معاصي الله، فإن الإنسان السَّوي الجسم يشعر بالمرارة والحلاوة وبالحموضة وباللَّسوعة، لكنه إذا أصيب بالحمى وهذا مرض عارض يمرض فيه الذوق، فتعطيه السكر فينبأك بأنه مُرّ لأن فمه في هذا الوقت مُرّ، وكذلك المؤمن عندما يكون في معمعة المعاصي وفي أودية الغفلة عن الله يكون مريضاً، لكنه مرض عارض، أثناء هذا المرض قد لا يحسّ بحلاوة القرآن، ولا يشعر بتذوق كلمات النبي العدنان، لكنه لا يدوم مرضه فإذا شفاه الله ولابد من ذلك فهنا يستطعم القرآن ويتذوق حديث النبي العدنان، ويشعر للطاعات بأنوار بينات.
وكم رأينا في مجتمعنا هذا من نماذج مازالت تعيش بيننا ونعرفها جميعاً من أناس كانوا في قمة المعاصي لا يتحجبن كنساء، ولا يعرفن المساجد كرجال فهداهم الله فصرن مؤمنات ومؤمنين يحجون بيت الله ويعتمرون إلى حرم الله، ويحافظون على الصلاة، ويدعون غيرهم إلى طاعة الله لنعلم أن سر الإيمان المعجز موجود في كل قلب آمن بالله عز وجل.
إياك أن تصف مؤمناً بأنه ليس له توبة أو ليس له رجوع، أو ليس له إنابة، أو ليس له عودة إلى الله، فإن الله لم يتفضل عليه بكلمة الإيمان إلا لاصطفاء خصَّه به الرحمن … ولكن ربما تأخر عنه الزمان ….. لكن سينكشف عنه في وقت:
{فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ }(22ق) ….. فعلينا أن نبحث في هذه الأيام عن إخواننا الضالين والشاردين والتائهين الذين ضحك عليهم الشيطان، وأخذتهم زخارف الدنيا وزينتها إلى حين، فلا نحاول أن نردهم بل نرسل لهم بارقة الأمل، ونعرِّفهم ونُعْلمهم أن الله في انتظارهم، وأنه يشتاق إلى رجوعهم ويحنّ إلى توبتهم، وأنه سيقابلهم بكل مغفرة وبكل رحمة وبكل خير وبكل برٍّ وبكل تكرمه ….
قال صلى الله عليه وسلم: { حَببُوا اللَّهَ إِلَى عِبَادِهِ يُحِبُّكُمُ اللَّهُ }[3] وورد فى الزهد لأحمد بن حنبل أن الله عز وجل أوحى إلى داود عليه السلام: { إنك إن استنقذت هالكا من هلكته سميتك جهبذا } [والجهبذ يعني العالم الكبير]. …. << ثم الدعاء >>.