Sermon Details

الحمد لله ربِّ العالمين، الواحدُ الأحد، الفردُ الصمد، الحَكَمُ العدل اللطيفُ الخبير. وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لاشريك له، أقام السماوات والأرض وما بينهما على العدل والقسطاس المستقيم، وقال لنا وهو أحكم الحاكمين: (يا عبادي، إنِّي حرمَّتُ الظُّلْمَ على نفسي، وجعلته فيما بينكم محرماً فلا تظالموا)[1]. وأشهد أن سيدنا محمداً عَبْدُ الله ورسوله، أقام الله عزَّ وجلَّ به الملَّة الحنيفية السمحاء، ونشر العدل به بين أنحاء الوجود كلِّه على السواء.
اللهم صلِّ وسلِّمْ وباركْ على سيّدنا محمد، الذي كان قوله فَصْل، وحُكمه عَدْل، وعمله بميزان شريعة السماء، وأخلاقه تَدُلُّ على الصفاء والوفاء والنقاء. صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه، وكل من اهتدى بهديه إلى يوم الدين، وعلينا معهم أجمعين، آمين .. آمين، يا ربَّ العالمين.
أيها الأخوة جماعة المؤمنين:
كلُّنا عندما يسمع أو يقرأ ما سُطِّر عن النَّبِيِّ الكريم وصحبه المباركين، والسلف الصالح من الصادقين المقربين أجمعين، يندهش!! مِنْ أحوالهم فيما بينهم، وأحوالهم فيما بينهم وبين أعدائهم، وأحوالهم في مراقبتهم لخالقهم وربِّهم ومُوجِدِهم عزَّ وجلَّ. ويتساءل البعض: هذا المجتمع المثالى الذي لَـمْ يثبت فيه ظلمٌ لضعيفٍ من قوى، أو لجبارٍ من رجلٍ ذليل، لِمَ حدث ذلك؟ وكيف تمَّ لهم ذلك؟
ربَّاهم النبيُّ صلى الله عليه وسلَّم وربَّى الأمة جمعاء على العدل، والعدل الذي ربَّاهم عليه أن يكون الإنسان المنتسب إلى الإيمان عادلاً أولاً مع نفسه، عادلاً مع أهل بيته، عادلاً مع جيرانه وأهل عمله، عادلاً مع أهل مجتمعه أجمعين. لا يرجو من وراء ذلك إلا رضا الله، ولا يخاف ظُلْمَ أحدٍ من العباد إلا خوفاً من محاسبة الله، والله عزَّ وجلَّ سيحاسب كلَّ إنسانٍ على ما قدَّمتْ يداه. وبدأ النبيُّ صلى الله عليه وسلَّم بنفسه أولاً!! حتى إذا قال يُسمع لقوله، وإذا حكم يُنفَّذ حكمه.
ها هو رضيعاً عند حليمة السعيدية مرضعته – وكان لها غلامٌ ترضعه – فأعطته ثديها فرضع ولم يشبع، فأعطته الثاني فرفض أن يضع فمه عليه ويتناول منه شيئاً، ألهمه الله عزَّ وجلَّ أن له شريكاً في الرضاعة، فحفظ نفسه أن يَجُور عليه أو يظلمه ويأكل من نصيبه!! ومشى على هذا العهد طوال حياته. أنظر معي إلى مواقفه السديدة، وأحواله الرشيدة، لتعلم سرَّ حُبِّ هذه الأمة لنبيِّها صلوات ربي وتسليماته عليه:
يأخذ رجلٌ من اليهود بمجامع ثيابه أمام أصحابه، ويشدُّه بعنفٍ- وكان له دينٌ عليه – ويقول له مجاهراً: يا بني عبد المطلب، إنكم قومٌ مُطلٌ، وأنا عليمٌ بكم – ومطلٌ: أي مماطلون لا تدفعون الحقوق – ومن شدة جذبته لردائه أثَّر في عُنقه الشريف، فانتصر رجلٌ من أصحابه – وهو عمر – وأمسك سيفه وقال: يا رسول دعني أقطع عُنق هذا المنافق. لكن الذي ربَّاه مولاه على العدل يأبى أن ينصره صاحبه بالظلم، فقال له: (يا عمر!! كلانا كان أولى بغير هذا منك، تأمره بحسن المطالبة، وتأمرني بحسن الأداء. يا عمر, خذه وأعطه ما له، وزده عشرين صاعاً من عندنا جزاء ما روَّعته)[2]. لم يفرح لأن أخوه ينصره على عدوه!! لأنه يريد العدل فهو رسول الحكم العدل عزّ وجلَّ.
انظر إلى عدله بين أهل بيته!! جعل لكل زوجة من زوجاته التسعة بيتاً، ويُعطيهُنَّ جميعاً رزق عامٍ من القوت يكفيهن لمدة عام، ولكل إمرأة ليلتها، ويعدل في القسمة بينهن، حتى أنه عندما مرض – في مرض موته – كان يأمر بأن يُحمل لأنه لا يستطيع المشي إلى الزوجة التي نوبتها أن يبيت عندها في هذه الليلة!! فلما رأينَّ شدته وما يقاسيه في سبيل ذلك، قُلن: يا رسول الله، إنَّا رضينا جميعاً أن تُمرَّض في بيت عائشة. قال: أحقًّا رضيتن؟ قلن: نعم، قال: لا بأس. يأمر أن يُرفع ليعطي كلَّ زوجة حقَّها!! وإذا مرَّ على واحدة منهن في غير يومها، لابد أن يمُرَّ في تلك الساعة على جميعهن حتى يعدل بينهن!! ويقول للأمة: (من تزوج اثنتين ولم يعدل بينهما، جاء يوم القيامة وإحدى شقيه مائل)[3]. ليتبين للخلق جميعاً أن هذا ظالم.
كان صلى الله عليه وسلَّم حريصاً على العدل في كل أحواله، حتى مع أصحابه!!! يخرج مع نفرٍ منهم يوماً في سفر، ومعهم شاة يريدون ذبحها، فقال أحدهم: علىَّ ذبحها. وقال الثاني: علىَّ سلخها. وقال: الثالث: علىَّ طبخها. وقال صلى الله عليه وسلَّم: (وأنا علىَّ جَمْعُ الحطب!! قالوا: يا رسول الله إنا نكفيك ذلك، قال: قد علمت، ولكنِّي أكره أن أن أتميَّز بينكم)[4].
يأمر أصحابه أن يقوم ببناء مسجده الشريف ويتقدَّم ويحمل الطوب على كتفه معهم ليشجعهم على العمل، ويُنشد حاثاً لهم ويقول:
اللهم إنَّ الخَيْرَ خَيْرُ الآخرة فَاغْفِرْ للأنْصَارِ وَالمُهَاجِرَة
يقولون: يا رسول الله إنا نكفيك ذلك، يقول: (قد علمت، ولكنِّي أكره أن أتميَّز عليكم)[5] فيقولون:
لَئِنْ قَعَدْنَا وَالنَّبِيُّ يَعْمَلُ لِذَاكَ مِنَّا العَمَلُ المُضَلِّلُ
ثم يأتي حفر الخندق ويشترك معهم في الحفر، ويقول: إذا استعصت عليكم صخرة فأنا لها، يقوم بشق الصخر الذي يتعثَّر على أصحابه، ويتعفَّر جبينه بالتراب، ويقولون: يا رسول الله هلاَّ جلست ونحن نكفيك، يقول: (قد علمت، ولكني أكره أن أتميز عليكم). ويقول له رجلٌ منهم: يا رسول الله ما ذقت طعاماً من الأمس، فيقول صلى الله عليه وسلَّم: (وأنا ما ذقت طعاماً منذ ثلاث). يشاركهم في أعمالهم، ويشاركهم في أكلهم، ويشاركهم في أحوالهم، حتى عند الجلوس كان يجلس معهم كأحدهم، فيأتي الرجل البدوى فيقول: أين الرسول؟ لأنه ليس له جلسة مخصوصة، فيشيرون إليه ويقولون: هذا هو الرجل الأبيض الذي تراه. فيقولون: يا رسول الله ألا نجعل لك مجلساً عالياً ليراك الآتون؟ فيقول: إني أكره أن أتميز عليكم.
عدلاً في كل أحواله، عدلاً في كل أفعاله، عدلاً في كل أحكامه، ولذلك كان إذا قال، سارعوا إلى التنفيذ لأنه صلى الله عليه وسلَّم أولهم أخذاً بذلك، لأنه يخشي الله ويراقب الله، ويتقي الله جلَّ في عُلاه، فيخشى أن يظلم أحداً من خلق الله.
جاءته أموالٌ من البحرين فوزعها على الفقراء ولم يبق إلا سبعة دراهم، وأمسى الليل فقال لنسائه في الصباح: (وزِّعن المال الذي عندكنَّ)، فأبطأنَّ. فقال: (ياعدوات أنفسكن!! وزِّعن المال الذي عندكن)، فقمن بتوزيعه، فقال: (الآن استراح قلبي حتى أطمئن أن ليس عندي درهماً يحاسبنى عليه الله عزَّ وجلَّ: لِـمَ لـَمْ تعطه للفقراء والمساكين؟).
كان صلى الله عليه وسلَّم في كل تصرفاته وأحواله إماماً لهم ولنا أجمعين، لنتأسى بهديه ونسير على دربه، فنكون كما قال: (هذه الأمة أمةُ العُدول)، أى عادلين في كل أحوالهم، وفي كل كلماتهم، وفي كل شيئٍ لهم، قال صلى الله عليه وسلَّم: (ساعةٌ مِنْ إمام عادل خيرٌ مِنْ مطر السماء أربعين عاماً)[6]. أو كما قال، ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة.
الخطبة الثانية:
الحمد لله ربِّ العالمين، الذي أكرمنا بهذا الدين، وجعلنا من أمة سيد الأولين والآخرين. وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له، صدق وعده، وأعَّز جنده، وهزم الأحزاب وحده. اللهم يا مَنْ هزمت الأحزاب اهزم كل مَنْ يتربصون بهذا البلد بسوءٍ – في الدنيا، وعاقبة سيئة في المآل، واجعلهم عبرة للخلق أجمعين، وارزق هذا البلد الأَمْنَ الدائم والتمكين، وكثِّر لهم الخيرات والبركات، واغنهم بخيرك وبرِّك عن جميع المخلوقين.
وأشهد أن سيدنا محمداً عَبْدُ الله ورسولُه، وصفيُّه من خلقه وخليلُه. اللهم صلِّ وسلِّمْ وبارك على سيدنا محمد وآله البررة الكرام، وصحابته المجاهدين في الله حقَّ الجهاد على الدوام، ومن تابعهم في جهاد النفس والتخلق بأخلاق الحبيب إلى يوم الزحام، واجعلنا منهم بفضلك وكرمك يا عزيز يا علاَّم.
أيها الأخوة جماعة المؤمنين:
وضع النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلَّم نُصب عينيه تربية المؤمنين على العدل في كل أحوالهم، فأمر كلَّ رجلٍ أن يعدل بين أولاده، حتى في البسمة، حتى في الكلمة الطيبة، حتى في إقباله بوجهه عليهم، وقال قولته المشهورة: (سووا بين أولادكم حتى في القُبلة). حتى لا يشعر واحدٌ منهم بأيِّ أثرٍ للظلم من جهة أبيه، أو تمييز أخواته أو أحدهم عليه.
وأمر صلى الله عليه وسلَّم أصحابه أن يكونوا عُدولاً مع بعضهم، فلا يرى أحدٌ ظالماً إلا ويحذِّره وينذره بعقاب الله وحساب الله، حتى يكون قد أدَّى ما عليه لله جلَّ في عُلاه، فقال صلى الله عليه وسلَّم: (أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، قالوا: يا رسول الله ننصره مظلوماً، فكيف ننصره ظالماً؟ قال: تمنعه من الظلم، فذلك نصرك إياه)[7]. إذا رأيت من يظلم لابد أن تكون حكماً عدلاً.
تعالوا معي إلى حضرته وهو في حجرة السيدة عائشة، وذكرت إحدى زوجاته – وهي السيدة صفية – فقالت: يا رسول الله وما يعجبك منها؟ إنها قصيرة – وهي فعلاً كانت قصيرة – لكنه لابد أن ينتصر ويمنع الظلم – قال: (يا عائشة، لقد قلتِ كلمةً لو مُزِجَتْ بماء البحر لعكرته)[8]، أى لأنتنته – يمنعها أن تتكلم في حقِّ زوجته الثانية – لأنه يمرنهم ويجهزهم على العدالة صلوات ربي وتسليماته عليه، ومازال صلى الله عليه وسلَّم يدربهم على ذلك حتى كانوا قِمَّة في العدالة بين الخلق أجمعين.
لا يرضي أحدهم أن يميِّزه القاضي على خصمه، ولا يظهر عليه الجزع أو الفزع إذا قُدِّم للقضاء وهو وجيه وغنىٌّ، وخصمه رجلٌ فقيرٌ أو على غير دين الإسلام.
اشتكى رجلٌ عليَّ بن أبي طالب كرَّم الله وجهه إلى عمر بن الخطاب، فاستدعاهما عمر، فلما وقفا بين يديه، قال لعليّ – وأشار: أن اجلس ههنا – أى: بجواره – يا أبا الحسن، فظهر الغضب في وجه علىّ! فلما إنتهت القضية وحكم القاضي عمر بالحكم، قال له: يا علىّ، لِـمَ أراك تغيَّرت عندما قلت لك: تعالى هنا يا أبا الحسن؟ قال: لأنك ناديت خصمي باسمه وكنيتني، وقلت: يا أبا الحسن، ولم يظهر الحقُّ لي بعد، فلِمَ ميَّزتني عليه؟!! وطلبت مني أن أجلس وتركت خصمي واقفاً ولم يظهر الحقُّ بعد. هذه هي العدالة التي قامت عليها الأرض والسماء، والتي ربَّى عليها النبي صلى الله عليه وسلَّم صحبه البررة الكرام.
وتمر الأيام ويكون عليٌّ خليفة للمسلمين، ويخرج لصلاة الفجر فيسقط منه درعه الذي يتحصَّن به في الحروب، فيذهب إلى السوق فيجد درعه، فيسأل البائع لمن هذا الدرع؟ ومن الذي باعه لك؟ فأشار إلى فلان اليهودي، فأخذ الدرع وذهب إلى القاضي – وهو خليفة المسلمين – وجيء باليهودى، فقال اليهودى: إنها درعي، فقال القاضي: مَنْ يشهد لك يا أمير المؤمنين أنها درعك؟ قال: ابني الحسن، قال القاضي: عندنا الابن لا تصلح شهادته لأبيه. قال: خادمي فلان، قال: عندنا شهادة الخادم لا تجوز لمستخدمه. قال القاضى: الدِّرْعُ دِرْعُكَ يا يهودى – لأنه لم يأتِ ببينة. فقال اليهودى: ما رأيت كاليوم!! قاضي المسلمين يحكم على أمير المؤمنين ويجعل الدرع لي!! إن هذه هي العدالة التي قامت بها السماوات والأرض، أشهدكم أن هذه الدرع هي درعك يا أمير المؤمنين، وقد سقطت منك وأنت ذاهبٌ لصلاة الفجر فأخذتها. فقال رضى الله عنه: ما دمت قد شهدت بذلك فهي هدية لك، ونطق الرجل بالشهادتين لما رأى من عدالة المؤمنين، ومن عدم الجور والظلم بين المسلمين.
بل الأكثر من هذا عندما انطلق جيشٌ في عصر عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه إلى مدينة سمرقند الآن – وهي في جنوب روسيا – ودخل الجيش البلدة ولم يُؤْذِن أهلها، ولم يدعهم – كما يعلمون هم – إلى الجزية أو الإسلام أو الإحتكام للسيف، فاشتكوا إلى قاضي في صحبة الجيش، فاستدعى القاضي قائد الجيش قتيبة بن مسلم رحمة الله عليه، قال: هل آذنتهم بدخول المدينة؟ قال: لا، قال: هل أعلمتهم بشروط الإسلام التي حدَّدها الإسلام لدخول البلدان – إما الإسلام وإما الجزية وإما السيف؟ قال: لا، قال: فإن قاضي المسلمين يحكم أن يخرج جيش المسلمين من المدينة، وتُردُّ المدينة إلى أهلها، لأنه دخل المدينة على غير الشروط التي وضعها نَبِيُّ الإسلام عليه أفضل الصلاة وأتم السلام.
وخرج الجيش!! وتعجَّب أهل البلدة من هذه العدالة التي لم يروا لها مثيلاً في التاريخ، وقالوا: والله ما رأينا عدالة كهذه قطّ، وكانت سرُّ إسلامهم ودخلوا في دين الله عزَّ وجلَّ أفواجا.
يجعل الله عزَّ وجلَّ الرجل المسلم – أىَّ مسلم – حكماً عادلاً في نفسه على نفسه، وعلى بنيه، وعلى زوجه، وعلى غيره، كلَّما حكم في قضية لا يحكم إلا بالعدل، وكلما قال رأيًّا لا ينطق إلا بما يحبُّه الله وبما يوافق شرع الله جلَّ في عُلاه.
إذا كانت الأمة على هذه الشاكلة، فأيُّ رجلٍ منهم يتولَّى المسئولية – إن كان قاضياً، أو كان حاكماً، أو كان مديراً، أو كان رئيساً، أو كان زوجاً – في أي مجال، سيكون حكماً عدلاً، وستعود للإسلام أمجاده، لأنهم حققوا العدل في الأرض. فإذا حقَّقنا العدل في الأرض فإن الله عزَّ وجلَّ ينزل لنا خيره وبرَّه، ويجعل كلَّ شيءٍ مُيَسَّراً لنا في هذه الحياة، لأن الله عزَّ وجلَّ جعل الظُلْمَ ظُلُمَات.
نسأل الله عزَّ وجلَّ أن يُحسِّنَ أخلاقنا، ويهذِّب طباعنا، ويجعلنا أجمعين عادلين في بيوتنا، عادلين مع أزواجنا، عادلين بين أبنائنا، عادلين مع جيراننا وأصدقائنا، عادلين مع أهل مجتمعنا أجمعين، ويجعلنا رمزاً للعدالة الاجتماعية في كلِّ وقتٍ وحين.
اللهم أحيي قلوبنا بنورك، وأحيي أجسامنا بطاعتك، واجعلنا على الدوام من المنفذين والمطبقين في كل أحوالنا لشريعتك، وارزقنا على الدوام حسن الإتباع لخير بريتك، واجعلنا من الذين لا يغفلون عن ذكرك طرفة عين ولا أقل، يا أكرم الأكرمين.
اللهم اغفر لنا والوالدينا، وللمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميعٌ قريبٌ مجيبُ الدعوات يا أرحم الراحمين.
اللهم خُذْ بناصية أبنائنا، وبناتنا، وزوجاتنا، وحكامنا وكل أهل مصرنا إلى الحقِّ وإلى طريقك المستقيم، وجنِّبنا اللئام والمنافقين والمتربصين الشرَّ بعبادك أهل هذه البلد يا أكرم الكرمين.
اللهم كلَّ مَنْ أراد ببلدنا مصر سوءاً من داخلها أو خارجها فخذه أخذ عزيز مقتدر، ولا تُبقي عليه ولا تذر، واجعل أهل هذا البلد في كنفك وصيانتك وحفظك على الدوام، واحفظنا بحفظك من كل ما يضام، واجعلنا وبلدنا في خيرك وبرِّك وفي غنيً عن جميع معونات اللئام.
اللهم أهلك الكافرين بالكافرين، وأوقع الظالمين في الظالمين، وانصرنا على اليهود ومن عاونهم أجمعين، واجعل المسلمين على الدوام سالمين غانمين مطمئنين يا أرحم الراحمين.
عباد الله: اتقوا الله، ﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالاحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ (90النحل).
اذكروا الله يذكركم، واستغفروه يغفر لكم، وأقم الصلاة.
[1]
[2] روى الطبراني عن عبد الله بن سلام بسند رجاله ثقات.
[3] والحاكم وصححه عن أبي هريرة رضي الله عنه بلفظ: {من كانت عنده امرأتان فلم يعدل بينهما جاء يوم القيامة وشقه ساقط}، والنسائي ولفظه: {من كانت له امرأتان يميل لإحداهما على الأخرى جاء يوم القيامة أحد شقيه مائل}.
[4] ذكر الطبري في خلاصة سير سيد البشر (1/87)، وقد ذكره الزرقاني في شرحه (4: 265).
[5] مسلم عن البراء بن عازب رضي الله عنهما.
[6] روى أبو نعيم عن ابن عباس بلفظ: (يَوْمٌ مِنْ إِمَامٍ عَادِلٍ أَفْضَلُ مِنْ عِبَادَةِ سِتِّينَ سَنَةً، وَحَدٌّ يُقَامُ فِي الْأَرْضِ أَزْكَى فِيهَا مِنْ قَطْرِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا)، روى ابن ماجه والبزار عن أبي هريرة بلفظ: (وإذا جارت الولاة قحطت السماء)..
[7] البخاري وأحمد والترمذي عن أنس رضي الله عنه.
[8] رواه أبو داود وأحمد عن عائشة رضي الله عنها.
خطبة الجمعة – المعادى – 4/4/2014 موافق 4 جمادى الثاني 1435 هـ