Sermon Details

******************
كتاب: (إحياء علوم الدين)
سؤال: ما رأى فضيلتكم في كتاب (إحياء علوم الدين) للإمام الغزالي، مع توضيح رأى بعض العلماء الآخرين في هذا الكتاب؟
======================================================
كتاب: (إحياء العلوم الدين) للإمام الغزالي من خير الكُتب قديماً وحديثاً التي جمعت أحكام الدين الإسلامي، حتى قال الأولون: (من لم يقرأ الإحياء فليس من الأحياء).
فقد جمع الشريعة الإسلامية بصورة مبسطة تُغني كل مسلم يريد أن يعمل بشرع الله، ولا تُغني المـُتفقه الذي يُفتي غيره فيما يُستجد من الفتاوي، فلا بد له من أن يطَّلِع على الموسوعات، لكنها تُغني لمن يريد أن يعمل بشرع الله عزَّ وجلَّ.
وزاده صاحبه رحمة الله عزَّ وجلَّ عليه، فجعل فيه قسماً في كل عمل شرعي – كالصلاة أو الصيام، أو الزكاة أو الحج أو غيرها – للأعمال الباطنية القلبية التي ينبغي أن يستحضرها العامل ليُصحِّحَ عمله، ويكون عملُه مقبولاً وخالصاً عند الله عزَّ وجلَّ، وزاد فذكر في هذه الأجزاء ما ورد. وكان منهج الإمام الغزالي في ذلك ما يلي:
-
يبدأ بذكر الآيات القرآنية الواردة في هذا الباب.
-
ثم يُثَني بالأحاديث النبوية التي تتحدث عن هذا الباب.
-
ثم يذكر أقوال السلف الصالح في هذا الباب.
-
ثم يؤيد ذلك بحكايات مقبولة وردتْ عن الصالحين في هذا الشأن.
ووجهة الذين اعترضوا على كتاب الإحياء للإمام أبي حامد الغزالي وجهة نظر واحدة وهي: أنه يروي أحاديث ضعيفة، وأنه غير مُحَدِّث، أي: غير عالم بصحة الإسناد وطرق المُحدثين في تخريج الأحاديث وتصحيحها، وتصحيح مُتُونِها.
وقد قيَّض الله عزَّ وجلَّ لهذا الكتاب رجلاً حافظاً من الحُفَّاظ وهو: الحافظ العراقي، وكلمة الحافظ تعني أنه يحفظ مائة ألف حديثاً بأسانيدها، وقد قام الحافظ العراقي رضي الله عنه بتخريج كل هذه الأحاديث، وجُعلتْ أسفل كل صفحة من صفحات الكتاب، فأصبح الكتاب بذلك كتاباً يقول فيه الإمام أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه: (كتاب الإحياء يُورِّث العلم)، أي أن: من يقرأه يصير عالماً بكل ما يحتاجه من شرع الله عزَّ وجلَّ.
ومن أراد صحة الأحاديث عليه أن ينظر في تخريجها إن كان وارداً في النسخة التي يقرأ فيها، أو يستعين بكتاب تخريج أحاديث الإحياء للحافظ العراقي، فإذا وجد حديثاً ضعيفاً لا حاجة له به وأعرض عنه، ويعمل بالأحاديث الصحيحة، وفي الأحاديث الصحيحة غُنية إن شاء الله عزَّ وجلَّ.
وبالجملة فكتاب الإحياء لا غِنى عنه لكل مُسلم يريد أن يعمل بشرع الله عزَّ وجلَّ لسهولته، وبساطته، وطريقته، وإخلاص صاحبه وهو الإمام الغزالي رضي الله عنه وأرضاه. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
******************
الحلقة الأولى: المعادي 19من ذي القعدة ا433هـ الموافق 5/10/2012م