الطبيب عليه أن يُحرر الروشتة ويصف الداء ويكتب الدواء، لكن من الذي سيستخدم الروشتة؟ من يريد الشفاء، فالذي يأخذها ويرميها فماذا يفعل له الطبيب؟!! نحن وصفنا لكم روشتة الصالحين، وروشتة الصالحين؛ الجهاد فيها ليس في الأعمال، ولكن في تحسين الأخلاق وتهذيبها وتكميلها حتى يكون الإنسان قريباً – على قدره – من أخلاق رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وهذا ما يحتاج إلى الجهاد الأشد.
من السهل أن يصلي الإنسان، وسهل أن يصوم، وسهل أن يقرأ القرآن، لكن الأشد عليه أن يكظم غيظه عن رجلٍ أساء إليه، فما الأشدُّ؟ هي هذه .. كظم الغيظ. أن يكون حليماً على من يسفه عليه، أن يردُّ رداً جميلاً على من أساء إليه، فهذه التي تحتاج إلى الجهاد الشديد، وهذا هو جهاد الصالحين، ومن أراد أن يكون من العارفين.
والأشد في هذه الأبواب يكون لمن هم أقرب للإنسان، فكثيرٌ منا يكون في الخارج ومع الغير والناس يقولون عنه ملاك في الأخلاق، لكن في البيت كأنه وحشٌ مفترس، تسمع صوته من مسافة بعيدة، ويتلفَّظ بالألفاظ التي لا تليق، ولا أعرف كيف يقولها؟!!، مع أنه متصنع الولاية!!، ويعتقد في نفسه أنه ولي!!.
معذرةً .. أنا أعرف أن كل من يجلس مع الأولياء يقول: أنا ولي – وإن لم يقولها فيكون في نفسه يتمنَّى أن يقولون عنه ذلك – لا مانع أن يكون كذلك، ولكن لابد له أن يرى ماذا يصنع الأولياء:
فلا يسبُّون ولا يشتمون، ولا أى شيء من هذا، ولا حتى غيبة ولا نميمة، ولا زجر ولا هجر، ولا أشياء من هذا القبيل. لكن هو يعمل ويفعل هذه الأشياء ويلتمس لنفسه العُذر، ويأتي بذنبٍ أقبح من عُذر، كيف؟ يقول: أن الشيخ فلان كان كذا، والولي فلان كان كذا، وهو يأتي بالأشياء في غير موضعها ليلتمس لنفسه الأعذار!!، وهو يُحمِّل نفسه الأوزار والعياذ بالله عزَّ وجلَّ. لكن جهاد الصالحين أن يكون كسيد الأولين والآخرين في الأخلاق التي مدحهم عليها وبها ربُّ العالمين.
وكما قلت في المسجد أن الميزان الذي تزن به نفسك، وتعرف أين أنت؟ هو ذلك، هل الناس يحبون الجلوس معك؟، وتُحب أن يتكلمون معك، ويتقربون منك؟، أم أن الناس الذين إذا رأوك يبعدون عنك، ولا يريدون أن يقربوك ولا يكلموك، وخائفون أن تقول كلمة كذا أو كذا؟!!، إن كان الناس في البيت أو في الخارج، ومن في البيت أولى.
زوجتي تخاف أن تتكلم معي وإلا تجد مني ما لا ترضاه، وأسمعها ما لا تحب بكذا أو بكذا!!، وأقول: معذرةً فقد أصبحت رجلاً كبيراً طاعناً في السن فتحمَّليني. فلماذا تفعل ذلك وتقول لها تحمَّليني؟ أفلا تتحمَّل أنت نفسك.
فها هو الميزان الذي يزن به ربنا أحوال الصالحين، ولذلك كان يقول الصالحون – ومنهم سيدي أحمد البدوي، كان يقول: ((التصوف خُلُق، فمن زاد عليك في الخُلُق فقد زاد عليك في الصفاء)).
وليس معنى الخُلُق أنني أُضيِّع نفسي بحيث لا تكون لي شخصية، لا، فنحن مأمورون بالوسطية في كل أحوالنا، خوفاً أن بعضكم يفهم كلامي أن يذهب لزوجته وتسلم لها كل شيء!!، وكل ما تقوله فتوافق عليه وتنسحب أنت من الميدان؟، لا ـ فتكون قد فقدت القوامة التي سلَّمها لك الرحمن عزَّ وجلَّ. من الذي معه القوامة؟
وما معنى القوامة؟ أى أنا الذي أقول: إذهبي أو لا تذهبي، وتعالي أو لا تأتي، فلا أترك لها الأمور هكذا، لأنني لو تركت لها الأمور فلن أمسكه مرةً ثانية، وأكون أنا السبب، مع ملاحظة أن أكون كما ربنا قال:
والوسطية أُقيسها بأحوال سيدنا رسول الله، وأحوال أصحابه المباركين، وأحوال السادة الصالحين المتقين – وبصفة خاصة المعاصرين، لأن هؤلاء هم الذين أرى أفعالهم وأحوالهم وألمسها، لأنها شيء مباشر بالنسبة لي، فأرى أحوالهم أمامي فيكون:
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبُّه بالرجــــــــــــال فلاحٌ
فلابد من الوسطية لتكون المثال والنموذج.
أولادي لا أقول لهم كلمة نابية، ولا كلمة جافية، ولا كلمة لاغية، مع أنني لا أترك لهم الزمام حتى لا يفرطُّوا في العمل الذي يُرضي الله، وأقول: أنهم كبار ويعرفون كل شيء، لا:
(وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ) (132طه)
كيف أكون موجوداً وأعلم أن ابني لا يصلي؟ هل ينفع ذلك؟ فلابد للغيرة لله ولدين الله، فإن لم يكن لدي غيرة لله ولدين الله فأكون بعيداً عن منهج سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلَّم. فلابد أن يكون لي موقفٌ معهم، وأتدرَّج في الموقف، فآمر أولاً باللين، وبعدها أبين أنني غضبان، ولا مانع أن أهجر – يعني أخاصمه بعض الشيء حتى يشعر أنني غضبان وغير راضٍ عن هذا العمل، لماذا؟ لأنني أنفِّذ شرع الله عزَّ وجلَّ الذي كان عليه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلَّم.
زوجتي تريد أن تكلفني فوق طاقتي، فاعرفها أن ظروفي كذا وكذا وكذا، فإذا لم تقتنع وتمادت، أفعل كما فعل رسول الله عندما اجتمع نساؤه وقالوا: نريد أن نتمتَّع كالملوك، ومثل فلان وفلان وفلان، فماذا فعل؟ هجرهن، وكم يوماً؟!، شهراً كاملاً، وبعد الشهر شجَّعهم وخيَّرهم من توافق على هذه المعيشة فبها ونعمت، وغير الموافقة أسرَّحها سراحاً جميلاً:
لكن زوجتي استمرَّت في طلباتها، وتقول لي: إقترض من فلان واشتري لنا كذا، أو أطلب قرضاً واشتري لنا كذا، أو بيتنا هذا لم يعد يصلح فاشتري لنا بيتاً في المكان الفلاني، فأقول لها: ليس معي شيئاً، فتقول: تصرَّف من أي جهة، أقول لها: هل أستدين؟ فتقول: لا مانع.
وفي الإسلام أشد شيءٍ نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلَّم الدَّين، إلا إذا كان لضرورة قُصوى لا مخرج للإنسان منها إلا بهذا الدَّين. لضرورة قُصوى فقط، يعني أنا عندي حُلتين وتكفياني، فهل ينفع في الإسلام وهل يجوز أن أشتري حُلة ثالثة بالتقسيط؟ لا ـ ومتى أشتري بالتقسيط؟ إن لم يكن عندي أي بدلة أو حُلة، وأحتاجها للمناسبات وليس معي نقوداً، فأنا هنا مضطر وتُسمَّى هنا ضرورة.
هل يجوز أن أشتري بالتقسيط شاشة؟ لا أنا في غنىً عنها، ولكن أدخِّر كل شهر مبلغاً ولو كان بسيطاً حتى يكتمل ثمن الشاشة وأشتريها به، ولكن لماذا أشتريها بالتقسيط؟ فلم يكلفني الله عزَّ وجلَّ، لم يكلفني بذلك.
وكان أحرص ما يحرص عليه رسول الله صلى الله عليه وسلَّم ويشدد تشديداً على أصحابه .. الدَّين، فلا يتداين أبداً.
ليس عندنا منضدة للسفرة، ونريد أن نصنعها بالتقسيط، ولماذا هذا؟ وما الضرورة لذلك؟ فقد تزوجت وأنجبت فأشتري منضدة بسيطة رخيصة وتكون أيضاً للسفرة، وليس مهماً شراء الكراسي الآن، وكل فترة أشتري كرسيين، أليس كذلك؟ لكن أستدين لشراء ذلك؟ فلم يكلفني الله بذلك.
وكان شيخنا في الحقيقة الشيخ محمد على سلامة الذي ربانا رضي الله عنه، كان يشدد تشديداً بليغاً جداً على هذه النقطة!!، فلا يرضى لأخٍ أن يستدين – على قدر لحافك مدَّ قدميك – إلا للضرورة القُصوى والتي ليس لي مخرجٌ غيرها.
وأنا والحمد لله أمشي على نهج شيخي، وكنت مدرساً ولا أعطي دروساً لا هنا ولا هناك، ومع ذلك لم أشترِ شيئاً بالتقسيط، ولم أستدين من أحد، لماذا؟ لأنني حريص على تنفيذ تعليمات الشيخ رضي الله عنه وأرضاه، فأغناني الله عن كل السوى، حتى أن الناس يعتبروني من الأثرياء لأنني لا أشتري شيئاً بالأجل من أكحد، ولا أشتري شيئاً بالتقسيط، فيقولون: من يفعل ذلك يكون غنياً، ولا مانع من ذلك: ((اللهم اجعلني خيراً مما يظنون، واغفر لي ما لايعلمون)) – مقولة سيدنا علي رضي الله عنه. وهكذا نظام المؤمن يا إخواني.
فموضوع الديْن: (همٌّ بالليل ومذلَّة بالنهار)، لماذا؟، لأن الإنسان إذا مات وعليه دينٌ قال فيه صلى الله عليه وسلَّم: (الميت محبوسٌ في قبره بدينه حتى يُؤدَّى عنه)[1]. من تركتهم ولم يهتموا بالموضوع ولم يسدُّوا الدَّين، وهم غير مكلفين ـ ومن جهة الشرع؛ فأولادي ليسوا مكلفين بسداد ديني ـ ومن الذي يسده؟ تركتي التي تركتها، ولذلك لا أستدين إلا إذا كان هناك شيءٌ يسُدُّه من عندي، كما قال:
سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلَّم ـ وهي رواية موجودة في البخاري ـ حدثت ثلاث حالات: (واحد مات وقالوا له: فلان مات، فقال: أعليه دين؟ قالوا: لا، قال: إذن نصلي عليه فصلى عليه، ثم جاء آخر فقال: أعليه دينٌ؟، قالوا: نعم، قال: هل ترك شيئاً؟ قالوا: ثلاثة دنانير، قال: إذن نصلي عليه، لأنه ترك ما يسُدُّ دينه، ثم مات ثالث، فقال: أعليه دينٌ؟، قالوا: نعم، قال: هل ترك شيئاً؟ قالوا: لا، قال: (صلُّوا على صاحبكم)[2]، يعني صلوا أنتم عليه.
مع أنه يقول صلى الله عليه وسلَّم، أنه عندما يموت أحدٌ من أصحابه الأعزاء كالمرأة التي كانت تكنس الجامع فلما ماتت وسأل عنها قالوا له: ماتت، فقال: (ولم لم تبلغوني؟، فقال: دلوني على قبرها، فقالوا: أتصلي على قبرها؟ قال: نعم فإن صلاتي تملأ قبورهم نوراً)[3]. إن صلاتي عليهم تملأ قبورهم نوراً، فلما جاء الثالث وسأل عنه: أعليه دينٌ؟، قالوا: نعم، قال: هل ترك شيئاً؟ قالوا: لا، قال: (صلوا لى صاحبكم). سيدنا قتادة قال: يا رسول الله، عليَّ دينه – أي: أنا أسدُّ هذا الدَّين – فقال صلى الله عليه وسلَّم: (إذن نُصلي عليه).
لكنه عندما يترك الدَّين، فأولاده غير مكلفين بسداد الدَّين، لأن الدَّين عليه هو وليس عليهم، ولكن من باب البرِّ فقط، ولكنهم غير مكلفين.
وأريد أن أذكر شيئاً أكثر من ذلك لتنتبهوا: فلو مات أحدٌ وعليه زكاة – وهو سؤال شرعي – فهل أولاده مكلفون بإخراج هذه الزكاة؟، لا ـ لأن الزكاة ليست عليهم هم، فإذا أخرجوها يُخرجوها من باب البرِّ، وفي هذا الزمن الذي نعيش فيه نسوا البرَّ، فما العمل هنا؟!!، فيختلفون ويتشاجرون ولن يُسددوا هذا الدَّين.
فالمؤمن يا إخواني – عليه أن يكون حريصاً على نفسه، فيعيش بغير دَيْنٍ، سواءٌ دَيْنٌ حسِّي مادي، أو دَيْنٌ معنوي – وهي المصيبة الكبرى، لأن الدَّين الحسِّي ننتبه إليه، لكن المصيبة الأكبر في الدَّين المعنوي.
فمثلاً واحد يشتم آخر ويذهبون له ويسألوه أن يسامحه فيرفض بشدة، وهل نسيت أن هناك يومٌ يُقتص فيه للمظلوم من الظالم؟!!. سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى شاة أو جدياً وليس له قرون، وينطحه آخر، فقال: (يُقتُصَّ للمظلوم من الظالم يوم القيامة، حتى يُقتص للشاة الجلحاء من الشاة القرناء)[4].
فهذه الديون التي لا ينتبه الناس لها نهائياً، لكن السالك ينتبه إليها، لأنها ديون يكون حسابها عسيراً وشديداً، لأن الإنسان لا ينتبه لها، وهي الديون المعنوية.
فدائماً المؤمن يكون حريصاً على تطهير نفسه من الديون الحسية والمعنوية، بمعنى أن يكون:
نسأل الله عزَّ وجلَّ أن يوفِّي عنا ديوننا، وأن يتحمَّل عنا ما لانستطيع أن تحمله، وأن يرزقنا الصفاء والنقاء نحو إخواننا، وأن يرزقنا الحياة التقية النقية في كل أحوالنا.
بسرِّ النبي صلى الله عليه وسلَّم وبسر الفاتحة.
وصلَّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم
************
[1] روى ابن ماجة وأحمد عن سعد بن الأطول رضي الله عنه: {أن أخاه مات وترك ثلاثمائة درهم، وترك عيالاً، قال: فأردت أن أنفقها على عياله، قال: فقال لي نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم: (إن أخاك محبوس بدينه، فاذهب فاقض عنه)، فذهبت فقضيت عنه، ثم جئت، قلت: يا رسول الله، قد قضيت عنه إلا دينارين ادعتهما امرأة، وليست لها بيِّنه، قال: (أعطها فإنها محقة). وفي رواية: (صادقة)}. وروى أبو داود والنسائي وأحمد والطبراني عن سمرة بن جندب رضي الله عنه: {أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على جنازة، فلما انصرف قال: (أهاهنا من آل فلان أحد؟)، فسكت القوم، وكان إذا ابتدأهم بشيء سكتوا، فقال ذلك مراراً، (ثلاثاً لا يجيبه أحد)، (فقال رجل: هو ذا)، قال: فقام رجل يجر إزاره من مؤخر الناس، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (ما منعك في المرتين الأوليين أن تكون أجبتني؟، أما إني لم أنوِّه باسمك إلا لخير، إن فلاناً – لرجل منهم – مأسور بدينه عن الجنة، فإن شئتم فافدوه، وإن شئتم فأسلموه إلى عذاب الله). فلو رأيت أهله ومن يتحرَّون أمره قاموا فقضوا عنه، حتى ما أحد يطلبه بشيء}.
[2]روى البخاري عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه: {أن النبي صلى الله عليه وسلم أُتي بجنازة ليصلي عليها فقال: (هل عليه من دين؟)، قالوا: لا، فصلى عليه، ثم أُتي بجنازة أخرى فقال: (هل عليه من دين؟)، قالوا: نعم، قال: (فصلوا على صاحبكم). قال أبو قتادة: عليّ دينه يا رسول الله، فصلى عليه}.
[3] روى البخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجة وأحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه: {أَنَّ سَوْدَاءَ أَوْ أَسْوَدَ، كَانَ يُقِيمُ فِي الْمَسْجِدِ، فَمَاتَ فَدُفِنَ لَيْلاً، فَسَأَلَ عَنْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: (مَا فَعَلَ ذَاكَ الإِنْسَانُ)، فَقَالُوا: مَاتَ فَدَفَنَّاهُ لَيْلاً. قَالَ: (أَفَلا كُنْتُمْ أَعْلَمْتُمُونِي بِهِ)، فَدَلُّوهُ عَلَى قَبْرِهَا، فَصَلَّى عَلَيْهَا ثُمَّ قَالَ: (إِنَّ هَذِهِ الْقُبُورَ مَمْلُوءَةٌ ظُلْمَةً عَلَى أَهْلِهَا، وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُنَوِّرُ عَلَيْهِمْ فِيهَا بِصَلاتِي عَلَيْهِمْ)}.
[4] روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى اله عليه وسلم قال: (لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء).
5 الجمعة 15/1/2016 الموافق 5 ربيع آخر 1437ه – كفر المنشي ـ غربية ـ بعد الصلاة في المنزل