Sermon Details

17 أكتوبر 2018م
سيدى أحمد البدوى فوائد (وعبر من حياة الصالحين )
فضيلة الشيخ/ فوزي محمد أبوزيد
سيدنا أحمد البدوي رضي الله عنه وأرضاه
————————————
بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ – الحمد لله على نعمائه، والشكر لله على جميل آلائه، والصلاة والسلام على خاتم رسله وأنبيائه، باب السعادة لأوليائه، وسرُّ الشفاعة العُظمى يوم لقائه؛ سيدنا محمد وآله وصحبه والناهجين على هديه إلى يوم الدين، واجعلنا منهم ومعهم في الفضل الإلهي العظيم، والنظر إلى جمال الله في يوم التكريم .. آمين آمين يا رب العالمين.
سيدي أحمد البدوي رضي الله عنه وأرضاه، هذا الرجل العظيم الذي نال كل التكريم والتبجيل والتعظيم من حضرة النبي صلى الله عليه وسلَّم الرءوف الرحيم، ومن مولانا سبحانه وتعالى المعطي الكريم.
العبرة في قصص الصالحين
وحياة الصالحين كقصص الأنبياء والمرسلين في كتاب رب العالمين، يجمعها قول الله تعالى في قرآنه: ” لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُولِي الأَلْبَابِ “ (111يوسف).
والصالحون أُسوة لنا أجمعين، لأن الأنبياء والمرسلين لهم خصوصيات عند ربهم، ولهم اصطفاء من قبل القبل، ولهم عناية ربانية، ولهم عصمة حتى من هفوات النفس وخواطرها الردية، ووساوس إبليس وشياطينه لعنة الله عليهم أجمعين.
فلا يستطيع الإنسان أن يسوق نفسه إلى الله إذا خصَّ بالتأسي رُسل الله وأنبياء الله، لأن النفس تدخل له بسيل طويل من الأعذار، فتقول له: ما شأنك وشأن الأنبياء؟ وما شأنك والمرسلين؟ هؤلاء مجتبين ومصطفين ومعصومين، والقرآن يؤيدهم: ” إِنَّ الله اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33) ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ “ (34) (آل عمران) اصطفاهم من قبل القبل.
ومعهم العصمة الإلهية، فلا تخطر الذنوب ولا المعاصي ولا الغفلة على قلوبهم قط، لأن الله رباهم على عينه.
لكن الذي يسوق النفوس إلى حضرة المليك القدوس سوقاً حثيثاً إذا استحضرت رجالاً أمثالنا أقبلوا على الله، وأقبل عليهم الله، وأحبوا بالكلية سيدنا ومولانا رسول الله، فوالاهم صلى الله عليه وسلَّم بما يُزيل عنهم الحجب بالكلية، ويجعلهم يتمتعون بأعين القلوب بالنظر إلى الغيوب، والنظر إلى ما لا نستطيع وصفه من جمال حضرة علام الغيوب سبحانه وتعالى.
فهذا الذي يقيم الحجة على النفس، لماذا؟ لأنهم مثلنا، ولكن عندهم العزيمة، وقوة الشكيمة، وصلابة الإرادة، وصدق النية، وصفاء الطوية، والإخلاص لله سبحانه وتعالى بالكلية، كل ما في الأمر أن يدخل الإنسان في هذه الأوصاف الربانية حتى ينال ما نالوا:
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالرجال فلاح