Sermon Details
*************************
كل مسلم فى هذه الأيام المباركة ( المولد النبوي) يكثر من الصلاة والتسليم على رسول الله ﷺ لأن الله عز وجل طلب منا أن نشكره على كل نعمه، وجعل الزيادة من عنده سببه الشكر:
( لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ )،
فالزيادة والفضل الإلهى والنعيم الرباني لا تكون إلا بشكر الله على نعمته العظيمة ببعثة رسول الله ﷺ، الزيادة من الله فى أبواب الخيرات للإنفاق منها فى المبرات، من يخرج زكاة ماله يزيده الله فى هذا المال، والذي ينفع بجاهه إخوانه المسلمين الفقراء والمساكين سيزيد الله هذا الجاه، هذه النعمة الإيمانية من التقوى والهدى والثقة فى الله، والخوف من الله والرجاء فى الله وغيرها سببها كلها هو سيدنا رسول الله ﷺ، فهو أصل كل نعمة روحانية وسببها الذي أوصلها إلينا وفضل وبركة الله عزوجل ، كيف نشكر الله على هذه النعمة؟
علمنا الله وقال عزوجل: ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) ، فأمرنا الله أن تكثر من الصلاة والتسليم عليه وهذا أبواب شكر الله على نعمة رسول الله، وليس هو كل الشكر، ولا الغاية العظمى من الشكر، لأن حقيقة الشكر هو المتابعة لرسول الله ﷺ ، حقيقة شكرنا لله هو متابعته فى كل ماجاءنا به من عند الله عزوجل ، لكن من أبواب الشكر أن نصلى عليه، والصلاة على رسول الله ﷺ فريضة على كل مسلم وليست سنة بل فريضة،
لكن الصلوات على رسول الله التى هى فى التشهد، لو ترك الإنسان الصلاة على رسول الله ﷺ فى التشهد بطلت صلاته لأنها فريضة من فرائض الصلاة لكن نحن نكثر فى هذه الأيام من الصلاة على رسول الله ﷺ خارج الصلاة وخاصة فى ليالى الصفاء واستحسن الأئمة الأعلام أن المرء فى هذه الليالى والأيام يقطع الوقت قبل المنام بالصلاة على رسول الله ﷺ، يجعل له ورد كل ليلة قبل النوم يصلى فيه على رسول الله ﷺ ولا يقل عن مائة مرة فى الصلاة على رسول الله حتى يرق قلبه ويفتح غواش وحواش جوانحه ويشرق النور المحمدي على سريرته، وهذه الصلاة لا تكون فى غفلة، مع هذه الصلاة يستحضر الاماكن المقدسة وأنه فى الروضة الشريفة ويصلي عليه ﷺ فى روضته ويستحضر أنه حي أمامه ويسمع كلامه ويرد عليه السلام أو يستحضر بعض صفاته المعنوية وبعض صفاته الروحانية الموجودة فى الكتب، الأوصاف والشمائل المحمدية ومنها كتاب حديث الحقائق فى الصلاة على خير الخلائق ﷺ ويستحضر أن رسول الله أمامه وأن يسمع الصلاة معه ﷺ، لا ياتى إنسان على هذه الكيفية بعد طهارة القلب وصفاء الصدر والإكثار من الصلاة على حبيب الله ومصطفاه، وقال فى هذا الإمام أبوطالب المكي فى كتابه “قوت القلوب”رضى الله عنه “استحسن الأئمة ألا يقل مريد الله عزوجل عن ثلاثمائة مرة كل ليلة فى الصلاة على رسول الله ﷺ ”
ولأجل ظروف العصر قلنا لا يقل عن مائة، لو صلى الواحد منا مائة مرة بشرط قبل النوم وبعد الصلاة ينام بعد صفاء القلب وتطهير السر، سيكرمه الله بوعد الله الذي قال فيه لرسول الله ﷺ : ( وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا ) ، ويأتيه ﷺ مبشراً، ومن رأى رسول الله ﷺ فى المنام فقد رآه حقاً فإن الشيطان لا يتمثل به وهذا علامة على أن هذا العبد إكتمل إيمانه، وأصبح فى أمان، لأنه أخذ الأمان من رسول الله ﷺ وهذا الذي جعل الناس تحرص على رؤية رسول الله ﷺ ليفوز بالأمان، ويضمن فى الآخرة أن يكون : ( مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ ) (69) سورة النساء، فهذا يا بشراه لأنه رأى رسول الله ﷺ ، ولذلك قال ﷺ فى الحديث الآخر الذي رواه الإمام البخارى رضى الله عنه : {من رآنى فى المنام سيراني فى اليقظة}، قال الأئمة فى ذلك سيراه فى اليقظة عند خروج روحه من الدنيا، يثبته ويبشره ويهنئه بسلامة الوصول من الدنيا وبلقاء الله وبالفوز بمنصبه فى جوار الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، المؤمن لا بد لينال هذا الأمان ويأخذ البشرى من سيدنا رسول الله ﷺ، وقد سئل الإمام أبو العزائم رضى الله عنه من أحد الإخوان السابقين وقال: يا سيدي أريد صيغة أصلى بها على رسول الله ﷺ لأراه فقال رضى الله عنه : قل “اللهم صلّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وسلم حبيب قلبي ونور عيني وأنيس روحي واجمعني عليه ﷺ روحاً وجسماً يقظة ومناماً، حِلاً وترحالاً، دنيا وآخرة يا رب العالمين”.
**********************************