• Sunrise At: 6:06 AM
  • Sunset At: 6:03 PM

Sermon Details

25 يونيو 1999

شكر النعمه بكثرة الصلاة على النبى

إقرأ الموضوع

شارك الموضوع لمن تحب

……………………………………………………………….

كل مسلم فى هذه الأيام المباركة – المولد النبوي- يكثر من الصلاة والتسليم على رسول الله (صلي الله عليه وسلم) لأن الله (عزوجل) طلب منا ان نشكره على كل نعمه، وجعل الزيادة من عنده سببه الشكر: } ولئن شكرتم لأزيدنكم، ولئن كفرتم إن عذابي لشديد { [الآية، فالزيادة والفضل الإلهى والنعيم الرباني لا تكون إلا بشكر الله على نعمته العظيمة ببعثة رسول الله e، الزيادة من الله فى أبواب الخيرات للإنفاق منها فى المبرات، من يخرج زكاة ماله يزيده الله فى هذا المال، والذي ينفع بجاهه إخوانه المسلمين الفقراء والمساكين سيزيد الله هذا الجاه، هذه النعمة الإيمانية من التقوى والهدى والثقة فى الله، والخوف من الله والرجاء فى الله وغيرها سببها كلها هو سيدنا رسول الله (صلي الله عليه وسلم)، فهو أصل كل نعمة روحانية وسببها الذي أوصلها إلينا وفضل وبركة الله (عزوجل)، كيف نشكر الله على هذه النعمة؟ علمنا الله وقال (عزوجل)( إن الله وملائكته يصلون على النبي، يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )، فأمرنا الله أن تكثر من الصلاة والتسليم عليه وهذا أبواب شكر الله على نعمة رسول الله، وليس هو كل الشكر، ولا الغاية العظمى من الشكر، لأن حقيقة الشكر هو المتابعة لرسول الله (صلي الله عليه وسلم)، حقيقة شكرنا لله هو متابعته فى كل ماجاءنا به من عند الله (عزوجل)، لكن من أبواب الشكر أن نصلى عليه، والصلاة على رسول الله (صلي الله عليه وسلم) فريضة على كل مسلم وليست سنة بل فريضة، لكن الصلوات على رسول الله التى هى فى التشهد، لو ترك الإنسان الصلاة على رسول الله e فى التشهد بطلت صلاته لأنها فريضة من فرائض الصلاة لكن نحن نكثر فى هذه الأيام من الصلاة على رسول الله (صلي الله عليه وسلم) خارج الصلاة وخاصة فى ليالى الصفاء واستحسن الأئمة الأعلام أن المرء فى هذه الليالى والأيام يقطع الوقت قبل المنام بالصلاة على رسول الله (صلي الله عليه وسلم)، يجعل له ورد كل ليلة قبل النوم يصلى فيه على رسول الله e ولا يقل عن مائة مرة فى الصلاة على رسول الله حتى يرق قلبه ويفتح غواش وحواش جوانحه ويشرق النور المحمدي على سريرته، وهذه الصلاة لا تكون فى غفلة، مع هذه الصلاة يستحضر الاماكن المقدسة وأنه فى الروضة الشريفة ويصلي عليه e فى روضته ويستحضر أنه حي أمامه ويسمع كلامه ويرد عليه السلام أو يستحضر بعض صفاته المعنوية وبعض صفاته الروحانية الموجودة فى الكتب، الأوصاف والشمائل المحمدية ومنها كتاب حديث الحقائق فى الصلاة على خير الخلائق (صلي الله عليه وسلم) ويستحضر أن رسول الله أمامه وأن يسمع الصلاة معه e، لا ياتى إنسان على هذه الكيفية بعد طهارة القلب وصفاء الصدر والإكثار من الصلاة على حبيب الله ومصطفاه، وقال فى هذا الإمام أبوطالب المكي فى كتابه “قوت القلوب” (رضي الله عنه ): “استحسن الأئمة ألا يقل مريد الله U عن ثلاثمائة مرة كل ليلة فى الصلاة على رسول الله (صلي الله عليه وسلم)” ولإجل ظروف العصر قلنا لا يقل عن مائة، لو صلى الواحد منا مائة مرة بشرط قبل النوم وبعد الصلاة ينام بعد صفاء القلب وتطهير السر، سيكرمه الله بوعد الله الذي قال فيه لرسول الله (صلي الله عليه وسلم): }(وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلاً كبيراً )  ويأتيه (صلي الله عليه وسلم) مبشراً، ومن رأى رسول الله e فى المنام فقد رآه حقاً فإن الشيطان لا يتمثل به وهذا علامة على أن هذا العبد إكتمل إيمانه، وأصبح فى أمان، لأنه أخذ الأمان من رسول الله e وهذا الذي جعل الناس تحرص على رؤية رسول الله e ليفوز بالأمان، ويضمن فى الآخرة أن يكون : ( مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ )(69) سورة النساء، فهذا يا بشراه لأنه رأى رسول الله (صلي الله عليه وسلم)، ولذلك قال (صلي الله عليه وسلم) فى الحديث الآخر الذي رواه الإمام البخارى (رضي الله عنه): {من رآنى فى المنام سيراني فى اليقظة}، قال الأئمة فى ذلك سيراه فى اليقظة عند خروج روحه من الدنيا، يثبته ويبشره ويهنئه بسلامة الوصول من الدنيا وبلقاء الله وبالفوز بمنصبه فى جوار الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، المؤمن لا بد لينال هذا الأمان ويأخذ البشرى من سيدنا رسول الله (صلي الله عليه وسلم)، وقد سئل الإمام أبو العزائم t من أحد الإخوان السابقين وقال: يا سيدي أريد صيغة أصلى بها على رسول الله (صلي الله عليه وسلم) لأراه فقال (رضي الله عنه): قل “اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وسلم حبيب قلبي ونور عيني وانيس روحي واجمعني عليه (صلي الله عليه وسلم) روحاً وجسماً يقظة ومناماً، حلاً وترحالاً، دنيا وآخرة يا رب العالمين”.

……………………………………………………………….

المولد النبوى بمسجد الأنوار القدسية بالمهندسين 25/6/1999

Fawzyabuzeid - Copyright 2023. Designed by Fawzyabuzeid