• Sunrise At: 6:06 AM
  • Sunset At: 6:03 PM

Sermon Details

30 نوفمبر 2012م

عصمة الأنبياء وعصمة رسول الله؟

.

شارك الموضوع لمن تحب

********************************

العِصْمَةُ وَمَعْصِيَةُ آدَم

سؤال: كيف يكون الأنبياء معصومين! والله عزَّ وجلَّ يقول: ﴿وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى﴾ [121طه].

=========================

عصمة الأنبياء واجبة ولا بد أن نُقّر بها ونشهد بها لجميع أنبياء الله ورسله. لكن هناك فريقان:

  • فريقٌ يقول: إن العصمة بعد النبوة، أي بعد اختيار الله لهذا النبي ونزول الوحي عليه.

  • وفريقٌ يقول: إن العصمة قبل النبوة وبعدها.

        ونحن من الذين يقول بالعصمة قبل النبوة وبعدها؛ بذلك، لأن الله عَصَمَ رسوله حتى من اللهو، فعندما ترك رعى الغنم واستأذن زميله مرتين لمشاهدة عُرسٍ في مكة، كان الله يُلقي عليه النوم حتى تمسُّه حرارة الشمس فلا يشهد هذا العُرس. وعندما أراد كشف فخذه وهو يحمل الأحجار لبناء الكعبة قيّض الله له ملكاً أمره أن يُنزل ثوبه ولا يكشف فخذه.

أما قول الله تعالى: ﴿وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى [121طه].  فإن الله قال في الآية الأخرى مُفسراً كيف تم هذا العصيان؟ فقال عزَّ وجلَّ: ﴿فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا [115طه]. فوقع في المعصية، وإذا كان النسيان مرفوعاً عنا، فإنه بالنسبة للأنبياء يُؤاخذون به لأنهم أولى برعاية الله عزَّ وجلَّ، فنحن رفع الله عنا كما قال صلى الله عليه وسلم: {إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأَ، وَالنِّسْيَانَ، وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ} (سنن ابن ماجة وصحيح ابن حبان والمستدرك عن ابن عباس). لكن الأنبياء يؤاخذون بذلك، فآخذه الله عزَّ وجلَّ، لكن لأنه كان نسيان فإن الله الذي أعطاه الكيفية التي يتوب بها إلى الله: ﴿فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ [37البقرة]. وكان في هذا العصيان سرٌ فيه أمران:

الأمر الأول: أن الله عزَّ وجلَّ أمر آدم أن يهبط إلى الأرض، ولا يهبط من الجنة إلا بذنب، فأنساه الله ليقع في الذنب فيهبط إلى الأرض، والله عزَّ وجلَّ لم يكتب له الدوام في الجنة بل قال له: ﴿اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ [35البقرة]. والسكن يعنى لمدة محددة وليست مدّة دائمة، فأعلمنا الله عزَّ وجلَّ أن آدم أنزل من الجنة بذنب حتى لا ندخلها مع كثرة الذنوب ومخافة علام الغيوب.

الأمر الثاني: لأن الله يحبنا أوقعه في الذنب نسياناً ليدُلّه ويفتح له باب التوبة، حتى إذا وقع أحدنا في الذنب علم الطريق الذي يرجع به إلى الله فيتوب عليه، وإلا من وقع في الذنب فكيف كان سيتوب؟!! ففتح الله باب التوبة عندما وقع آدم في الذنب نسياناً، وبعد ذاك شرح له الله تلقّى كلمات التوبة فتاب الله عليه حتى نتوب إلى الله من كل أمرٍ نخالف فيه الله فيتوب علينا الله وندخل في قول الله: ﴿وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [31النور].

وقد قال الشيخ أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه: (إن الله عزَّ وجلَّ قد قضى على آدم بالذنب نسياناً منذ قال للملائكة إني جاعلٌ في الأرض خليفة، لم يقل في الجنة وإنما قال في الأرض)، فالخلافة في الأرض، ولا بد أن يهبط من الجنة إلى الأرض ليقيم فيها خلافة الله، ولا يهبط من الجنة إلا بذنب، ولا يدخلها أحدٌ بذنب، فكان هذا هو السبيل مع النسيان.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلمّ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحلقة السابعة من برنامج أسئلة جائرة وإجابات شافية لفتاوى فورية: الزقازيق – قرية كفر العلماء – مركز فاقوس – أبو كبير 16من محرم 1434هـ 30/11/2012م

Fawzyabuzeid - Copyright 2023. Designed by Fawzyabuzeid