• Sunrise At: 6:06 AM
  • Sunset At: 6:03 PM

Sermon Details

24 يونيو 1999

فضل رسول الله على المؤمنين

إقرأ الموضوع

شارك الموضوع لمن تحب

…………………………………………………………………………..

خصائص رسول الله صلى الله عليه وسلم

الحمد لله الذي أنار قلوبنا في البدء بنور حضرة الله، وزاد في أنوارنا بعد إشراق شمس الحقِّ المشرقة بنور هداه، وزادنا أنساً وصفاءً وقرباً بعد اتصال قلوبنا بنور حبيب الله ومصطفاه، ونسأله عزَّ وجلَّ أن يزيد وصلنا، ويقوِّي بواعث الشوق ولواعج الغرام في أفئدتنا، حتى نكون معه صلى الله عليه وسلم بقلوبنا أينما توجهنا، وكيف ما كنا، وعلى أي حال صرنا، نحن وإخواننا أجمعين.

والصلاة والسلام على سيدنا محمد بن عَبْدِ الله، سرّ سعادتنا، وباب هدايتنا، وكنز علومنا وأسرارنا، وبهجة قلوبنا وأرواحنا. صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه، وكل من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين آمين. أما بعد …

فيا إخواني ويا أحبابي: بارك الله فيكم أجمعين

في الحقيقة الفتَّاح يفتح كنوزه، ويأخذ منها أرزاقكم ويوزعها عليكم، وأنا لست إلا خادماً في الحضرة، أوصل الأمانات من السدرة إلى قلوب أهل التوجهات، فأما الأرزاق فهي من كنوز الرَّزاق، وأما التوفيق فهو من الموفق عزَّ وجلَّ على التحقيق، ونحن كما يقول القائل:

أَنَا قَلَمٌ وَالاقْتِدَارُ أَصَابِعُ                أَنَا آلَةٌ واللهُ جَلَّ الفَاعِلُ

وأريد أن أبيِّن لنفسي ولإخواني – من كنوز كتاب الله – بعض ما خصَّ به الله سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن كتاب الله لم يترك خُلُقاً كريماً، أو حالاً عظيماً، إلاَّ وخلعه على هذا الرءوف الرحيم صلى الله عليه وسلم، لماذا مدحه الله؟ حتى يحبَّه ويُقْبِلَ عليه صلى الله عليه وسلم خَلْقُ الله، لأنه محبوب العناية، وكنز أهل الولاية، وقد حفَّته القدرة الإلهية بأمواج الرعاية والولاية. فكل من اندرج في أنواره حصل على قبس من أسراره، وحفته العناية برقيق من عليِّ مقداره، يرى بعينٍ في الفؤاد ما خصَّه به المولى عزَّ وجلَّ من أنوار القُرْبِ والوداد.

فالله عزَّ وجلَّ يطلب منا أن نُحِبَّ حضرة النبيِّ، فوصفه لنا وبيَّنه لنا، ولم يصفه الله عزَّ وجلَّ في القرآن بالأوصاف الحسية، ولكن وصفه بالكمالات المعنوية، والفضائل الروحانية، لأن عشق البشرية عشق شهواني لا يليق بسيِّد البريِّة صلوات الله وسلامه عليه، ومن أجل ذلك عندما نسمع المداحين يمدحونه ويقولون: يا كحيل العين، يا أسيل الخدين، فليس لنا شأن بهذا الكلام، لأنا نريد: يا مطلوب العين، يا ناظراً بالعينين، يا جامعاً بين الشريعة والحقيقة.

فالأوصاف المعنوية هي التي تقبل عليها النفوس الطاهرة النقية الذكية، وهي التي ملأ بها الله الآيات القرآنية، والتي يذكرنا بها ويقول لنا في شأنها: ﴿لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ [164آل عمران]. ربُّنا مَنَّ على المؤمنين، ولا يوجد شىءٌ أبداً مِنْ نِعَمِ الله – الظاهرة والباطنة في كتاب الله – منَّ الله بها على المؤمنين، إلاَّ نعمة الإسلام والإيمان ونعمة النَّبِيِّ العدنان صلى الله عليه وسلم: ﴿يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ [17الحجرات]. والحظْ بسرِّك أسرار هذه الآية، فإن الله عزَّ وجلَّ لم يقل: بل الله مَنَّ عليكم، بل قال: (يَمُنُ) بصيغة المضارع، لأن الإيمان هنا في الدنيا، لكن مَنَّ عليكم مِنْ قبل بِمَنْ؟ بسبب الإيمان، ورسول الهداية الذي أرسله الديان، سيِّد ولد عدنان صلى الله عليه وسلم: ﴿لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ [164آل عمران].

 

 

 

النعمة العظمى

إذن كل الذي نحن فيه من نور الهداية، ومن العناية، ومن زكاء ومن صفاء السرِّ، ومن طهارة القلب، ومن منازل الأنس، ومن مقاعد الصدق، كل هذا سبَبُهُ المنَّة العظمى والرحمة الكبرى لجميع المؤمنين، سيِّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولذلك فأهل الأدب في هذا المقام من كُمَّلْ الصالحين ،وأهل الكمال من الموحدين والعلماء العاملين، كلُّ فضل، وكلُّ مدد، وكلُّ فتح، وكلُّ رضوان، وكلُّ هناء وسرور عمَّهم من الله، يعترفون في كل آناتهم بأن سبَبَهُ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومولانا الإمام أبو العزائم رضي الله عنه وأرضاه عبَّر عن هذه الحقيقة فقال:

وَمِنْ قَبْلُ كُنَّا ظَلاماً وَجَهْلاً     فَصِرْنَا بِطَهَ رِجَالاً فُحُولاً

والآية التي تقول: ﴿لَقَدْ مَنَّ اللّهُ﴾ عَيْنُ أهل العناية عليها باستمرار، حتى لا يحجبوا عن الأنوار في لحظة أو أقل من ليل أو نهار، فينسبون كل فضل لرسول الله، ورسول الله ينسب كلَّ فضل لحضرة الله: ﴿وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا [113النساء]. ولماذا لا ننسب الفضل لله مباشرة؟ لأنه هو الذي علمنا عزَّ وجلَّ في حديثه القدسي حيث يقول: {عبدي لم تشكرني ما لم تشكر من أجريت لك النعمة على يديه} (البيهقي وابن عساكر عن عائشة رضي الله عنها).

أي لابد لك أن تشكر السبب، فإذا كان سبب الوجود الظاهر الجسماني الفاني جعله في المرتبة بعد توحيده عزَّ وجلَّ وقال لنا: ﴿أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ [14لقمان]. فطلب منك أن تشكر الوالدين لأنهما السبب في وجودك الظاهر، فما بالك بسبب الهداية والعناية، والتوفيق والصلاح، والنجاح والجنة والأرباح من الكريم الفتاح، سيِّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!! إذن لابد لنا أن نعمل بما أشار إليه الإمام البوصيري رضي الله عنه حيث يقول:

وَانْسِبْ إِلَى ذَاتِهِ مَا شِئتَ مِنْ شَرَفٍ     ………………….

لأن كل شرف ينالك، وكل فضل أتى لك، فبسببه وبواسطته أفيض من الله عزَّ وجلَّ عليك – صلوات الله وسلامه عليه – وهذا السِّرُّ هو الذي حفظ لأهل المنازل العالية أحوالهم، لأنهم يرون أنهم لا يوجد معهم شيء، والمَخَازِنُ الظاهرة والباطنة فارغةٌ إلاَّ إذا أمدَّها بمدده، والأَنْوَارُ مَكْسُوفَةٌ إلا إذا أوصلها بنور حضرته، واللسانُ والبيانُ عاجزٌ إلا إذا أنطقها بحكمته:

كُلُّ الذِي أَنَا فِيهِ فَضْلُ مُحَمَّدٍ           مِنْهُ بَدا وَإِلَيْهِ كَانَ وُصُولِيَ

وحقيقة ما نحن فيه يشير إليها هذا المثل: فالذي يجلس على البحر ويرمي شبكته، هل ضمن كم كيلو من الأسماك يأتيه؟ وكم من الأنواع والأصناف تجمعها شبكته؟ كذلك العارفون يلقون بشباك قلوبهم، التي صنعوا حبالها بمحبة حبيبهم، ووثَّقوها بمودة إخوانهم، في بحر الجود الإلهي والكمال الربَّاني، وتعود محمَّلة بالأصناف الروحانية، واللآليء النورانية القرآنية، فيفضونها ويعطونها للمحبين، وهم واثقون وعالمون وموقنون بأنه فضل الله ساقه لعباد الله عزَّ وجلَّ. هل الصياد هو الذي زرع السمك أو غذَّاه أو ربَّاه؟!! كلاَّ، وإنما هو وسيلة جاء به من عند الله لعباد الله. وهكذا يا إخواني أهل معرفة الله في كل زمان ومكان.

 

 

 

مواهب العارفين

فالأرزاق الروحانية من العلوم الوهبية، ومن الأسرار القرآنية، فتح من الله ورزق من الله لعباد الله، وليس لنا شأن فيه ظاهراً أو باطناً، وإنما هو فضل الله عزَّ وجلَّ، فمن أراد أن يحظى بهذا الفضل، ويحيا في هذا الجود، فليقف دائماً على ساحل بحر الجود، ولا حول له ولا علم معه ولا طول له، وإنما يتبرأ من كل ما حصَّله، وينتظر فضل الله وعطاء الله، فتمطره سحائب الرحمة الإلهية من عين الحضرة المحمدية، بما لا عين رأت في كتاب، أو سمعت من لسان عالم، ولا خطر على قلب بشر، من الإلهامات ومن العلوم الوهبية التي يفيضها المصطفى صلى الله عليه وسلم لأهل الخصوصية.

ولذلك فإن سيدي أبا الحسن الشاذلي رضي الله عنه لما بحث عن شيخ يوصله إلى حضرة الله، وقطع بلاد المغرب والمشرق من تونس إلى مصر، يبحث عن وَلِيِّ الله في الأرض الذي معه النيابة عن حضرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، فالأولياء كثيرون لكنه يريد الذي معه التوكيل، فقالوا: القطب ليس عندنا، فذهب إلى بلاد الشام، ثم ذهب إلى بلاد العراق، فقابل أحد الأفراد هناك – وهو سيدي أبو الفتح الواسطي رضي الله عنه وأرضاه – فقال له: جئت تبحث عن القطب عندنا، والقطب عندكم في بلاد المغرب!! قال له: أين؟ قال له: في بلد بالقرب من شاذلة في تونس، فذهب إلى القطب سيدي عبد السلام بن بشيش رضي الله عنه وأرضاه، ولم يكن يوجد حوله صولجان ولا سكرتارية ولا ديوان، فقد كان مقيماً في الجبل مع الله، لأن القطب لأهل الخصوصية، وأهل الخصوصية يفتحون قلوبهم وألسنتهم وعطاءهم لجميع أهل المعية المحمدية.

فصعد إليه فقال: جئت يا خليفة الزمان!! أنت عليُّ بن عبد الجبار بن  كذا بن كذا حتى أوصل نسبه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم – دون سابق معرفة – وهذه هي العلامة أو كلمة السرِّ التي عرف بها أنه هو القطب الذي اختاره الله، وجعله عيناً لسيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في عصره وأوانه.

فكان الشيخ على قمة الجبل، وفي أسفل الجبل عين ماء، فقال: يا عليّ، انزل اغتسل ثم أرقى إلينا، فنزل فاغتسل بالماء ورجع. فقال له ثانية: يا عليّ، انزل اغتسل ثم ارجع إلي، فنزل فاغتسل ثانية ورجع. فقال: يا عليّ، انزل فاغتسل ثم ارجع إليَّ، قال: ففهمت أنه يريد أن أغسل قلبي من المعارف والعلوم التي حصلتها، ليفيض عليَّ من علوم أهل الوراثة المحمدية، فتجرَّدت من علمي ومن تحصيلي، وصعدت إليه على لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

تَبَرَّأتُ مِنْ عِلْمِي وَكُلَّ جَوَارِحِي         أَنَبْتُ إِلَى رَبِّي بِإِخْلاصِ وَاثِقِ

لأن الإنسان الذي معه أجندة ومكتوب فيها؛ هل أحد يستطيع أن يكتب على الكتابة؟ لا، لأن الكتابة الأولى لا تظهر، ولا الكتابة الثانية تقرأ، فلا بد أن نمسح الكتابة من أجل أن يكتب عليها. كذلك الذي يريد العلوم الوهبية من الحضرة المحمدية، لابد أن يمسح بحاله وبهمته وبعزيمته كُلَّ ما حصَّله من أجل أن يكتبوا له: ﴿بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ [49العنكبوت].

آيات بينات واضحات، بشرط أن تكتب في الصدور للقلوب المملوءة بالنور، والتي تطهَّرت من قاذورات العلم المنشور، وإنما تبغي العلم المستور، والعلم المسطور الذي يستطره الحقُّ عزَّ وجلَّ، إن شئت قلت: بأحرف من نور، لأنها ليست أحرف كأحرفنا، وإنما هو تسطير من الله لا يدري كنهه أو حقيقته إلا عبدٌ اصطنعه وأخذه إلى حضرته الله عزَّ وجلَّ.

لكن الذي يذهب إلى الله ومعه كتابين حصلهم، ومسألتين حفظهم، فهو كالكوب الذي مليء وجئت لي أصب لك فيه، فماذا أصب فيها؟!!! لابد أن تفرغها أولاً لأصب لك فيه. هل يجوز أن نملأ الكوب وهو مليء؟ فلابد أن تطهر الإناء الذي تقول فيه آيات بينات كتاب الله وفيها الشفاء: ﴿عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا [6الإنسان].

لم يقل يشربوا فيها أو منها، ولكنه قال: ﴿عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا، وهذه هي التي تشرب بها شراب الوصل، وشراب الفهم، وشراب العلم، وشراب الأنوار، وشراب التجليات، وشراب الأنس، وشراب النفحات!!! وأين تصب؟ ﴿إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ [89الشعراء]. فلم يقل إلا بعلم عظيم، لأنه لا ينفع علم مع العليم، وكذلك ليس الأمر بالمال الكثير، لأن ربَّنا هو الذي يعطي المال.

طريق الفتح

إذن كيف يحصل للمرء فتح الله؟ بالقلب السليم! فيطهر هذا القلب ويقف على ساحل سيِّد الوجود، ويستمطر من الله الفضل والكرم والجود، فيناوله الله عزَّ وجلَّ من علم الله المشهود:

عِلْمُ غَيْبٍ عَنْ شُــــــــهُودٍ             لا بِعِــلْمِي أَوْ بِعَمَــلِي

بَلْ بِفَضْــــــــــــــــلِ اللهِ رَبِّـــي            وَبِطَـــــهَ خَــــيْرِ رُسُــــــلِ

وَأَنَا عَبْـــــــــــــدٌ ظَلُــــــــــــــــــــومٌ                   أَعْلَمُونِي بَعْدَ جَهْلِي

كَشَفُوا لِي الحُجْبَ حَتَّى             أَشْهَدُونِي نُـورَ أَصْلِي

هذا مفتاح الفتح، ليس بالعلم ولا بالأمل، ولا بالمال ولا بالعمل، لأن العمل لو وضع على ميزان الصدق والإخلاص لكان كلُّه زلل!! فأي عمل يعمله أيُّ عبدٍ صالح لو وزن بميزان الصدق والإخلاص سنقول جميعاً كما قال الخواص: (إخلاصنا يحتاج إلى إخلاص!!). من الذي يصل للغاية من الإخلاص لله عزَّ وجلَّ؟ إذن ما المفتاح لفَتْحِ الكريم الفتَّاح؟ هو الوقوف على باب الحضرة المحمدية، والإنسان يقول لكل أرجاء عوالمه الظاهرة والخفيَّة: أنه عَبْدٌ فقيرٌ إلى الله العليِّ القدير، ويقول له: ﴿رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ [24القصص].

صاحب هذه الكلمة سيدنا موسى عليه السلام، وهذا أمر هام لكل من أراد أن ينال هذا المرام، من الفتح والكشف والإلهام، (سقى لهما) – سقا للبنتين بدون أن يُطلب منه، ثم تولى إلى الظلِّ، وأحسَّ أنه جوعان وطلب من الله عزَّ وجلَّ: ﴿فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ﴾. وإذا بالفتاتين تأتيان وتقولان: ﴿إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا﴾[25القصص]. ليعطيك أجرتك، قال: لا، نحن آل بيت لا نأخذ أجراً على عملٍ عملناه لله، مع أنه فقير ومحتاج إلى رغيف عيش!! لكن العمل الذي عمله لله حرص أن لا يأخذ عليه حتى كلمة شكر، لأنه يرجو فيه الفتح من الله عزَّ وجلَّ، فأئمة أهل الفتح مبدأهم: ﴿إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا [9الإنسان]، لا يريدون جزاءً ولا حتى كلمة شكر.

وقد سار على هذا المنهاج حتى حصيفات النساء مثل الذين قال فيهم سيد الأنبياء صلى الله عليه وسلم: {كَمُلَ من الرجال كثير، ولم يَكْمُل من النساء إلا أربع: فاطمة بنت محمد، وخديجة بنت خويلد، ومريم ابنة عمران، وآسية بنت مزاحم} (رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما والإمام أحمد والترمذي وابن حبان والنسائي وابن ماجة عن أبي موسى الأشعري بلفظ: كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون، ومريم ابنة عمران، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ). يعرفنا أن الكمال في النساء قليل، فأهل الكمال منهم السيدة فاطمة، وعلى أثرها السيدة عائشة ،كانت إحداهن إذا تصدقت بصدقة تقول للخادم: أعطها لفلان ثم أحفظ ما يقول من الدعاء، وعندما يرجع تسأله بم دعا؟ فيقول: بكذا وكذا، فتدعو له بمثل ما دعا، فسئلن لم تفعلن ذلك؟ فقلن: دعاء بدعاء حتى تسلم لنا صدقاتنا عند الله. فقد خفن أن تكون الدعوة هي الأجرة. فالذي يريد أن يستكثر ماذا يفعل؟ ﴿وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ﴾[6المدثر].

لا يمُنُّ على أحد، بأن يقول له عملت لك كذا، ولا أحضرت لك كذا، ولا علَّمتك كذا، ولا وهبتك كذا، ولا صنعت معك كذا. هل أنت عملت هذا له أم الله؟ لا يجوز أن يكون للإثنين، إما لهذا وإما لذلك، إذا كان لهذا العبد الضعيف تكون قد أخذت أجرتك منه، فلا تنتظر أجراً أو ثواباً، أو رفعة أو مقاماً عند الله عزَّ وجلَّ. أما إذا كنت تريد الأجر من الله: ﴿يَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي﴾ [51هود].

وهذا مَحَكٌّ جوهريّ يقع فيه معظم الناس إلا الصالحين، حتى الأب مع أولاده بعد ما كبرت الأولاد وتعلمت واشتغلت بالعمل، ربما حدث له مع أحد أولاده أمر فيقول له: أنا علمتك وصرفت عليك كذا، وربيتك بكذا، وفعلت معك كذا وكذا، فيضيع ثوابه عند الله عزَّ وجلَّ!! هل أنت تعلمه لتريد منه شيئًا؟ هل تزوِّجه لتريد منه حاجة؟ كلاَّ، بل أنت لا تريد إلا من الله عزَّ وجلَّ، قال في ذلك الأمر صلى الله عليه وسلم: {إن العبد ليعمل العمل بينه وبين الله، فلا يزال الشيطان به حتى يحدث به فيحبط أجره} (أبو نعيم في الحلية عن سفيان الثوري بقوله رضي الله عنه بلغني:). فيجعله يحدِّث به ولو بعد خمسين عاماً!! فقد يعمل عملاً من أعمال البرِّ والخير ويكتمه، وبعد حين من الدهر يجلس مع جماعة فيخدعه الشيطان ويقول له: وأما بنعمة ربِّك فحدث، ولم يلحظ الإشارة العظيمة في الآية.

فقد قال: وأما بنعمة الربوبية فحدث، كالأكل والشرب والخير واللطف والفضل الذي أعطاه لك الله حدث به عباد الله عزَّ وجلَّ، لكن الذي عملته لم يقل حدِّث به، الذي عمله معك ربنا حدث به الناس، ليعرفوا الله ويقبلوا على الله، لكن الذي عملته أنت هل تحدث به. (وأما بنعمة ربك – التي أجراها عليك والتي صنعها معك – فحدث)، لكن لم يقل حدِّث بالذي عملته أو صنعته أو فعلته، وإنما قال: ﴿وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ﴾[10فاطر]. لا يضعه أمام عينيه من أجل أن ينظر إليه على الدوام ويظل مشغولاً به، ويريد أن يحدث به، لكن يرفعه إلى الله وينساه وينسى ماذا عمل: ﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا﴾[64مريم]. فيعلم بأن الله لا ينساه، وكذلك لا يضيع شيئاً من ثوابه: ﴿إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا[30الكهف]، فطالما أنه لا يضيع العمل الصالح لماذا تقل لفلان أو علان؟!!

فهذا محك من المحكات التي يزن أهل الكمال أنفسهم بها ليقفوا على بحر النفحات والجود والهبات. هل يليق برجل من الصالحين أن يَمُنَّ على رجل بعد أن أعطاه الله الفتح على يديه والكشف على يديه، ويقول أنا الذي ربَّيتك وربُّنا فتح عليك بسببي، أو أنت صرت من أهل الكشف لأجل خاطري، أسمعتم على أمر مثل هذا من الصالحين؟ لا، لأنهم يرون أنهم ليس معهم شيء، وليس هذا كلاماً فقط ولكنه إحساس وشعور داخلي، فيشعرون أنهم بنور الله وبتوفيق الله قائمين، ولو تخلت عنهم عنايته عزَّ وجلَّ طرفة عين أو أقل لصاروا أقل من الهواء، لأن الله عزَّ وجلَّ بفضله وكرمه وجوده وإتحافه وإنعامه هو الذي يواليهم بكل ذلك.

الرجل الذي يشتغل في محل من المحلات العظيمة، وفيه من كل خيرات الدنيا، ماذا يملك في هذا المحل؟ لا يملك شيئًا. ونحن كذلك نعمل في معرض سيدنا رسول الله، فنعرض بيانه، ونعرض حكمه، ونعرض أفعاله، ونعرض أنواره، لكنها ليست لنا أو منا، بل منه صلى الله عليه وسلم إلى أهلها المستحقين لها من المؤمنين والمخلصين والصادقين في طلبهم لله عزَّ وجلَّ في كل وقت وحين.

كمال أخلاقه

ورسول الله صلى الله عليه وسلم هو المِنَّة الكبرى، وربُّنا يَمُنُّ علينا بها، ويعطينا مؤشر بسيط أختم به حديثي – وأرجو أن تسامحوني في الإطالة فهذا هو الذي أقصده من الحديث من البداية – بم خصَّه الله على أنبياء الله ورسل الله صلى الله عليه وسلم؟ الأنبياء والمرسلون أعطاهم الله أخلاق الكمال، وصلى الله على حبيبه الأوحد ورسولنا الأمجد الذي زاده الله كمالاً على أهل الكمال، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: {إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق} (مسند البزار عن أبي هريرة رضي الله عنه). لم يقل (إنما بعثت بمكارم الأخلاق)، لأن هذا بُعث به كلُّ النبيِّين، وإنما عليه أن يتمم هذه المكارم ويعلوا بهذه الفضائل والسجايا، ولذلك قال له الله: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾[4القلم].

لم يقل (وإنك لذو خلق عظيم)، فإن كل رسول من السابقين ذو خلق عظيم، لكنه صلى الله عليه وسلم أعلى من الخلق العظيم كمال، ومن بعد الكمال مزيد، فإذا كان الخُلُقُ العظيم في كظم الغيظ، فإن الكمال الأعظم في الإحسان إلى من أساء إليك، وهذا لمن؟ لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وإذا كان الخُلُقُ العظيم أن تصل من وصلك، فإن الخلق الأعظم أن تصل من قطعك. وإذا كان الخُلُقُ العظيم أن تردَّ الهدية والعطاء على من أهداك أو أعطاك، فإن الكمال الأعظم أن تُعطي من حرمك ومنعك: (أَصِلَ مَنْ قَطَعَنِي، وَأَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَنِي، وَأُعْطِي مَنْ حَرَمَنِي) (رواه سفيان بن عيينة عن الشعبي – تفسير القرطبي). هذه الأخلاق العظيمة التي خصَّه بها الله عزَّ وجلَّ.

إذا كان مدح الله عزَّ وجلَّ النبيين ببعض الأخلاق، فقد جمع له كلَّ مكارم الأخلاق، وزاده عليها نصيباً في وسعة الأخلاق، لم يصل إليه أحدٌ على الإطلاق. فمدح الله عزَّ وجلَّ داود، ومدح الله موسى، ومدح الله عيسى، ومدح الله إسماعيل، ومدح الله أيوب، لكن انظر إلى مدائحهم ومدح الله لحبيبه ومصطفاه، تجد فرقاً شاسعاً، وبوناً كبيراً بين الكمالين، كمال النبيِّين والكمال الأعلى لسيِّد النبييِّن صلى الله عليه وسلم!!

يقول الله عزَّ وجلَّ في شأن أيوب عليه السلام: ﴿إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ﴾ [44ص]. فمدحه بالصبر؛ لكن حبيب الله عزَّ وجلَّ ومصطفاه صلى الله عليه وسلم لما وصفه الله بالصبر، ليس في موطن واحد وإنما في مواطن متعددة، ولكل واحد منها مددٌ فريد من الحميد المجيد لهذا النبيِّ صلى الله عليه وسلم: ﴿فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ [35الأحقاف]. فهاهنا قال له: أنت صبرك مثل صبر أولي العزم مجتمعين!! فلو جمع صبرهم لكان صبر الحبيب صلى الله عليه وسلم أعلى من جميع صبرهم!! لماذا؟ لأنهم يتصبرون، أما هو: ﴿وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ [127النحل].

وكذلك فالكريم الذي يَجُودُ بما عنده، لكن هل هناك كريم يكلِّف نفسه أن يجود بما ليس عنده؟!! لا يكون هذا المقام إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

يُمْنَاكَ تَهْمِي بِالعَطَا وَتَجُودُ       وَسَمَا بِنِسْبَتِهِ إِلَيْكَ الجُودُ

فقد ذهب إليه رجل وقال: يا رسول الله أعطني مما أعطاك الله، فقال اذهب إلى بلال – فهو خازن بيت المال – فقال: يا رسول الله ليس عندنا شيء، فقال للرجل: اذهب إلى فلان – صاحب تجارة – وابتع عنده ما شئت عليَّ – وأنا أقوم بالسداد، فقال سيدنا عمر: يا رسول الله، إن الله لم يكلفك بهذا. فتغيَّر وجهه صلوات الله وسلامه عليه، فقال سيدنا بلال: أنفق يا رسول الله، ولا تخش من ذ العرش إقلالا. فتبسم وجهه وقال: بهذا أمرت – أي أن الله أمره أن يتكل على الله وينفق فوق طاقته، لأنه زاد في الكرم على جميع الكرماء بما أتاه الله عزَّ وجلَّ من نعمه التي لا تُعَدُّ ولا تُحْصَى صلوات الله وسلامه عليه، فالكريم قد يجود بيمناه، لكن مَنْ الذي يهون عليه حتى منكم أن يجود بأخراه؟!! أو بعمل صالح قدَّمه إلى الله؟!! من الذي يهون عليه؟

لكنه يقول: أمتي .. أمتي، فيقول الله عزَّ وجلَّ: ﴿وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى﴾ [5الضحى]. لا يقول: نفسي نفسي، ولكن يقول: أمتي أمتي، فيطلب الخير لنا، والبِرَّ بنا، وينسى نفسه إيثاراً لنا صلوات الله وسلامه عليه، لأنه هو المثل الأعلى في الإيثار.

ضرب الله بإسماعيل المثل الأعلى في صدق الوعد: ﴿إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا﴾ [54مريم]. ورسولنا صادق الوعد في كل ما وعد به، وليس في هذه الحياة فقط، لكن في الدنيا والآخرة، فمن رآه في المنام – إلى يوم الزحام – فقد رآه حقًّا، فإن الشيطان لا يتمثل به، ومن بشَّره ببشرى لابد أن يفي له بها. ذهب إليه سراقة بن مالك وقال له: أريد بشرى، فقال له: كيف بك إذا لبست سوار كسرى ملك الفرس؟!! ولابد من تحقيق الوعد، وقد تحقق وعده في عصر عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وفتش في سيرته، ما وعد أحداً بشيء في دنياه أو في أخراه إلا ووفَّى به صلى الله عليه وسلم، لأن له كل ما وعد به تصديقاً من الله عزَّ وجلَّ له صلوات الله وسلامه عليه.

فرسول الله صلى الله عليه وسلم أعلى هِمَّة، وأعلى عزيمة، ولم يرض لنا أن نرضي بالأخلاق الكريمة، بل طلب منا أن نعلو على الأخلاق الكريمة، ونتخلق بأخلاقه العظيمة صلوات الله وسلامه عليه.

كنز فضل الله

ومن هنا فالذي يريد أن يكتمل له باب فضل الله، عليه أن يتخلق بأخلاق رسول الله، فلا يعامل الناس بمعاملاتهم، وإنما يعامل الناس بمعاملة رسول الله للناس، فيصل من قطعه، ويعطي من حرمه ويعفو عمن ظلمه. لا ينطق عن الهوى، ولا يفعل شيئاَ رغبة في رضاء نفسه، لأنه لا يغضب لنفسه وإنما يغضب إذا انتهكت حرمات الله. لا يغضب بأن هذا تحدث عنه بحديث لا يليق فيحرمه من نعمة من النعم، أو نوعاً من الجود والكرم، وإنما يفعل ما يليق به، لأنه يريد وصال حضرة الرسول الأعظم صلوات الله وسلامه عليه.

فالكمال لأهل الكمال الذين تحلوا بشريف الخصال خلف النَّبِيِّ المصطفى صلى الله عليه وسلم، في كل حال. وديوان الصالحين وسير المتقين من أهل الفتح في كل وقت وحين كلُّها على هذه الأحوال، كيف يعاملون أعداءهم؟ وكيف يكرمون خصومهم؟ وكيف يعفون عمن ظلمهم؟ وكيف يحسنون إلى من أساء إليهم؟ بهذا بلغوا، وبهذا ارتفعوا، وبهذا قعدوا على بحر الفضل الأعظم واغترفوا منه صلوا الله وسلامه عليه.

أما الذي ما زالت نفسه حيَّة ويريد أن يقول: ﴿فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ﴾ [194البقرة]، مثلما يعاملني فلان فسأعامله. هذا لا ينفع يا إخواني في ديوان الصالحين، ولا يكون من أهل الفتح المبين، لأن هذا هو طريق: ﴿مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ[29الفتح]. اختاروا الطريق وجعلوا أنفسهم أئمة أهل التحقيق، وعلموا علم اليقين أنه لا يستطيع أن يدنوا منهم في أخلاقهم وتعاملهم رفيق، فأراحوا أنفسهم من هذا الضيق، لأنهم ساروا على منهاج صاحب الكمال الأعظم صلى الله عليه وسلم.

ومن هنا قيل عن أهل الطريق: أهل السماح، أهل العفو، أهل الصفح، أهل الفضل. إذا ذكر أهل الطريق فهذه صفاتهم، وهذه خلالهم، وهذه علاماتهم. لكن أهل الطريق الآن فلان لم يزرني فلا أزوره!! ما له ومال الطريق!! هذا لم يشم رائحة!! فلان لم يعطف عليَّ فإذا وسَّع الله علىَّ فلن أعطف عليه!! مال هذا وأهل الطريق!! يكون من الناس أهل الدنيا على التحقيق، فهذا بيَّاع وتاجر، وليس تاجراً رابحاً، لأن التجارة الرابحة في هذه الطريقة الناجحة، طريقة المصطفى صلى الله عليه وسلم.

هَيِ الأخْلاقُ أَسْرَارُ المَعَالِي      تُفَاضُ عَلَى ذَوِي الهِمَمِ العَوَالِي

تَرَى الإِنْسَانَ إِنْسَاناً يَقِينـــــــاً     وَتَفْتَحُ لَهُ كُنُـــــــــــــــــــــوزَ المَجَـــــــــالِي

هذا هو النسب السريع لفضل الله من رسول الله صلى الله عليه وسلم. نسأل الله عزَّ وجلَّ أن يمنَّ علينا بالأخلاق المحمدية، والصفات النورانية القرآنية، وأن ينقِّي نفوسنا من شوائبها النفسية، ومن كدوراتها وهواجسها ونزغاتها الإبليسية، وأن يجعل قلوبنا بيضاء تقية ونقية، وأن يواجهنا بالحضرة المحمدية في غدوِّنا ورواحنا، وفي أمسياتنا وصباحاتنا، وفي حياتنا وبعد انتقالنا إلى حضرة ربِّنا، ويجعله صلى الله عليه وسلم إماماً لنا على التحقيق، ويجعلنا على قدمه في كل أنملة ويجعلنا من أهل التوفيق.

اللهم عمَّنا بعطاياك، ووالينا بفضلك وهباتك، وخلصنا من جميع الأغيار، واجعل بيوتنا وقلوبنا بيوتاً للأسرار والأنوار، ووفِّقنا في غدواتنا وروحاتنا لإحياء نهج النبيِّ المختار.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

……………………………………………………………………………..

 الخميس 11 من ربيع الأول 1420 هـ الموافق 25/6/1999 م مسجد الأنوار القدسية بالمهندسين بالقاهرة في ذكرى المولد النبوي الشريف

Fawzyabuzeid - Copyright 2023. Designed by Fawzyabuzeid