• Sunrise At: 4:54 AM
  • Sunset At: 6:58 PM

Sermon Details

6 ديسمبر 2012 م

كثرة التيارات الإسلامية

.

شارك الموضوع لمن تحب

****************************************

يسأل بعض الأحبة:

لماذا كثرت مشاكل المسلمين وخرجت منها جماعات كثيرة أثارت قلاقل في كل أنحاء العالم؟

———————————————————–

رأينا منذ بداية الثمانينات من القرن العشرين ظهور فرق إسلامية كثيرة، أحدثت قلاقل في العالم كله، لأنها كانت تلجأ للقتل والتدمير والترويع، وقامت بعمل أحداث جسام، إن كان في مصر أو في أميركا أو في أفغانستان أو في نيجيريا أو في أماكن متعددة من العالم!! ما سبب ذلك مع أننا نعرف أن الإسلام دينُ يُسْرٍ وسلام، ودينٌ يدعو إلى المحبَّة والوئام؟

الحقيقة أنه لما كان الأزهر الشريف قائد مسيرة العلم الديني الإسلامي في العالم، كان العالم كلُّه يشعر بجمال الإسلام، وحلاوة الإيمان، ولم تكن هناك أيٌّ مشكلة بين المسلمين وغيرهم، ففي مصر مثلاً كان بيننا وبين الأقباط وئام وصداقات وصلات ومودات، ولم يكن هناك أي مشاكل بيننا وبينهم، وكان ذلك عندما كان الزمان لرجال الأزهر. والأزهر سُمَّي الأزهر لأن الفاطميين – وهم شيعة – عندما دخلوا مصر فاتحين من بلاد المغرب بنوا هذا المسجد وسموه باسم السيدة فاطمة الزهراء، وبنوه ليكون معهداً لدراسة الفكر الشيعي الذي ينتسبون إليه.

ولكن كما قيل: (أرادوا أمراً وأراد الله عزَّ وجلَّ أمراً!!)، لأن الله اختار مصر لنُصرة شريعته !! فكان أن جاء صلاح الدين الأيوبي وطرد الفاطميين، واستولى على مصر، وجعل الأزهر منبراً للوسطية الإسلامية، وجعل فيه كراسي للمذاهب الأربعة، المالكي والحنفي والحنبلي والشافعي، وكل مذهب له إمام وله قاضي، وجعل التعليم في الأزهر لكل من يأتي إليه من أي مكان في العالم مجانياً، يأتي الطالب فيسكن ويأكل ويُحصِّل العلم، ويأخذ الكتب والأقلام ومصروف جيب، كل ذلك مجانياً ابتغاء وجه الله عزَّ وجلَّ، ولم يكن في الجزيرة العربية ولا في بلاد العراق أي معهد آخر ينافس الأزهر في هذا المجال، فحمل الأزهر بفضل الله وبتيسير الله لواء الدعوة الإسلامية الوسطية إلى العالم كله.

*****************************

الوهابية

إلى أن ظهر في الجزيرة العربية – في نجد –  وكانت الدولة تنقسم إلى قسمين: نجد، وبلاد الحجاز التي بها المدينة المنورة ومكة المكرمة وجدة – ظهر في نجد رجلٌ ينتسب إلى العلم و هو الشيخ/ محمد بن عبد الوهاب. وأهل البادية والصحراء يميلوا دائماً إلى الشدة والغلظة والجفاء – غير أهل المدن يسمونهم: أو أهل الحضر، فيميلون إلى الليونة والسلاسة والسهولة – ولذلك قالوا: (من بدا جفا) لماذا؟ كأن الكون يؤثر فيمن يعيش فيه، الجبال والصحاري، والكثبان الرملية والرياح والجمال، كل ذلك يؤثر في شخصية الإنسان.

ولذلك أذكر أن الشيخ/ محمد الغزالي السقا رحمة الله عزَّ وجلَّ عليه، وكان رجلاً من كبار العلماء، كان يناظر علماء نجد ويقول لهم: أنتم أهل غلظة وشدة ،وفقهكم صحراوي غليظ شديد مثلكم. لأن الفقه يتغير على حسب ظروف كل بلد، فالإمام الشافعي كان في العراق ووضع مذهبه – مذهب الشافعي – القديم، وعندما جاء إلى مصر وجد أحوال أهل مصر وأحوال مصر تختلف عن العراق، فوضع مذهباً جديداً من كتاب الله، ومن سُنة رسول الله يوافق أهل مصر.

صادف مع ظهور محمد بن عبد الوهاب – وهذا بحث تاريخي أقوله منزهاً على بساط البحث العلمي السديد، لا نميل إلى هذا ولا غيره، ولكن نقول الحق – صادف مع هذا آل سعود وكان لهم إمارة في منطقة نجد، وأرادوا أن يتوسعوا، وأغراهم الأمر أن يتوسعوا فيسيطروا على بلاد الحجاز (الحرمين الاثنين) وأهل الحجاز كانوا يميلون إلى أهل بيت النَّبِيّ، وكان الذي يحكمهم الأشراف، وعاصمتهم كانت مكة، فكان الأشراف الذين يسكنون مكة يحكمون إقليم الحجاز، وهم يعلمون أن أهل الحجاز يميلون إلى الأشراف، فاتفقوا معه …

*****************************

السياسة والدين

وهناك قاعدة يجب أن نعلمها: (إذا دخلت السياسة في الدين أفسدته، وإذا دخل الدين في السياسة يحتاج إلى كَيَاسة)، لأن الدين عكس السياسة، فالسياسة في العالم كله – منذ عصر ميكافيلي – ماذا تعني؟ معناها: الخداع والمؤامرات، والكذب والنصب والاحتيال والدهاء، ولا تقوم السياسة إلا بمثل هذه الأمور! أشهر الساسة في العالم كلنا نعلم أنهم الإنجليز، لماذا؟ عندهم دهاء ومكر، ثم أصبح بعد ذلك اليهود، فالذي يمشي في مجال السياسة لابدَّ له من هذا، أما الدين فقِيَمٌ مثل الصدق والأمانة والمروءة والوفاء بالوعد.هل هذا يصلح في مجال السياسة؟! لا، إلا مع الكياسة، واحد صاحب كياسة حتى يسير بالدين في السياسة.

واتفق آل سعود مع محمد بن عبد الوهاب على أن يأتي لهم من الدين – والدين فيه كل شيء – بما يجعل أهل الحجاز ينطفئ هواهم مع أهل البيت، ويتخلون عنهم، فأخذ يبحث من هنا وهناك حتى جاء بقواعد المذهب الوهابي، ووجد أميل الفقهاء إلى أن يأخذ منه ابن تيمية، وابن تيمية كان على المذهب الحنبلي، لكن محمد بن عبد الوهاب وجد بعض الآراء عند ابن تيمية لا توافق ما يريده، فأخذ من ابن تيمية ما يوافقه وترك ما لا يوافقه.

 

مثلاً ابن تيمية كان يُثني في فتاويه على الصالحين وخاصة الإمام الجُنَيْد والشيخ عبد القادر الجيلاني، وتكلم كلاماً في الفناء لم يتكلم به حتى الصوفية – لأن الفناء أعلى مقام عند الصوفية – وهذا الكلام ذكرناه في كُتبنا. لكن محمد بن عبد الوهاب سدَّ الباب أمام كل ذلك، واعتبر أن الصوفية مشركين بالله عزَّ وجلَّ، ومن جُمْلتهم مَنْ يحبون أهل البيت، وأن هذه القبور التي أقاموها إنما هي آلهة يعبدونها من دون الله، وهي أوثان وشرك ولا بد من هدمها وتكسيرها، وغير ذلك.

واتفق آل سعود مع محمد بن عبد الوهاب نظير ذلك أن تكون الفتوى في ولده وأولاد ولده وذريته على الدوام، ولذلك لا يتولى الفتوى في السعودية حتى الآن إلا أولاد الشيخ – والمقصود بالشيخ هو محمد بن عبد الوهاب – والأمر هناك صريح في ذلك، فلا يتولى الفتوى إلا رجل من آل الشيخ، ولجنة الإفتاء لا بد أن تكون من أهل نجد، وإمامة الحرمين لابدَّ أن تكون من أهل نجد، ولا يُصرح بإلقاء درس في أحد الحرمين إلا لأهل نجد – قرارات صريحة في هذا الأمر – فسيطروا على بلاد الحجاز وحولوها إلى المملكة العربية السعودية.

 وطمحت أنظارهم – ما دام عندنا الحرمين – إلى إعادة الخلافة الإسلامية مرة أخرى فتكون عاصمة الخلافة في موطن أحد الحرمين – في مكة أو في المدينة – وعاونهم على ذلك ظهور البترول، وما أعقبه من الثراء المادي الواسع، فنشروا أفكارهم في الجزيرة العربية كلِّها، في قطر، في الكويت، في البحرين، ولم يستطيعوا دخول عمان. واستقطبوا شباباً من هنا وهناك وأغروهم بالمال، وأخذوهم وأعاشوهم سنين عندهم، ودرَّسوا لهم المذهب الوهابي ليكونوا دعاة لهذا المذهب عندما يرجعون إلى بلادهم، وأغدقوا عليهم المال حتى بعد رجوعهم، وكلفوهم بالدعوة لهم ..، وقاموا بإمدادهم بالأموال اللازمة لإنشاء مساجد، أو دور كفالة أيتام وغير ذلك .. كل هذا في سبيل الدعوة.

وأي إنسان ضعيف أمام المادة، وخاصة إذا كان الدين يُدَرَّس من خلال القشور، ولا يصل إلى القلوب، فالذي جعل الصوفية يتخلون عن الدنيا ولا يتنافسون فيها أنهم ركَّزوا على تهذيب النفوس وعلى صفاء القلوب، لكن هؤلاء ركزوا على المظاهر والشعائر الظاهرة.

*****************************

الجماعات الإسلامية

فظهر هؤلاء الشباب، وفُتنوا بالعلم الإسلامي الظاهر – وهؤلاء عندهم غِيرة دينية – فاستغل بعض المشهورين منهم البسطاء وجمعهم حوله رغبة في الوصول إلى أمر. ما معنى ذلك؟ أول ما ظهر منهم الجماعة الإسلامية، ظهرت في أسيوط، وظهرت في القاهرة. ماذا كانوا يريدون؟ كانوا يريدون إقامة الخلافة الإسلامية، وأفهموهم أن الحُكَّامَ كافرون، وأن كل من يعارض مبادئهم خارجون عن تعاليم الدين، ولذلك لا حُرمة في قتله، ولا حُرمة في نَهْبِهِ والاستيلاء على مَالِه، وهذا ما كان يحدث – من الأحداث الكبرى – في ذلك الوقت!!!

وكلما يأتي واحد منهم يبغي الزعامة تحت هذا الفكر يجمع حوله مجموعة، فاختلف أفراد الجماعة الإسلامية مع بعضهم من أجل الزعامة، فقام فريق منهم بعمل جماعة وسموها الجهاد، وهكذا كثرت الجماعات – فرق لا تعد ولا تحصى – ويُعطون لأنفسهم ألقاب، هذا أمير، وهذا مجلس شورى، وغير ذلك، فيفرحون بهذه الألقاب، وتُغدق عليهم الأموال، وهذا ما شجعهم على ذلك، كانت هذه الأموال تأتيهم من دول الخليج وإيران والسودان، ولذلك كان هناك خلاف في الفترة الماضية بيننا وبين السودان لأن المخابرات السودانية كان لها دور في تدعيم الجماعات الإسلامية، فالترابي أراد أن يقيم دولة الإخوان المسلمين في السودان لكنه اختلف مع البشير مع أنه تابع له، فأخبره بأن له أتباع في الجيش، فقام البشير بإخراجهم من الجيش.

والعمليات التي كانت تقوم بها هذه الجماعات كانت من أجل المال، لأنهم لو لم يقوموا بهذه العمليات فإن هذه الإمدادات ستتوقف، ولذلك نجحت الدولة في أيام مبارك بالقضاء عليهم عندما منعوا عنهم الإمدادات المالية، فتوقفت الجماعات!!.

هذه الجماعات قامت بعمل مراجعات وهم في السجون، هذه المراجعات مطبوعة ومنشورة، واعترفوا كلهم بخطئهم، وأنهم أساءوا إلى الإسلام، ورجعوا عن هذا الأمر، وبدؤوا بالسير في الحياة السياسية المدنية، وبعدوا عن تيار العنف. والذين أصروا على فكرهم ذهبوا إلى أفغانستان، وظلوا وراء أسامة بن لادن حتى أسسوا ما يُسمى بتنظيم القاعدة، وقاموا بتفجير مبنى التجارة في أميركا، وكان هذا سبب النكسة لأفغانستان والعراق وكل البلاد الإسلامية، وكانت السبب في دخول أميركا لأفغانستان والعراق، وسبب تشويه الإسلام بين الأوربيين كلِّهم وغيرهم، لأن الإسلام عندهم أصبح اسمه إرهاب، وكل ذلك بسبب هذه القلة القليلة.

هذه الجماعات في مصر الآن تقريباً شبه انتهت، لأنهم اعترفوا بخطئهم ولهم كتاب اسمه (المراجعات) يتكلمون فيه عن القتل وحرمته في الإسلام، وكيف كانوا يقتلون الناس؟ وحرمة تكفير المسلم وآراء العلماء في ذلك، والقتال ومتى يتم، وآداب ودستور القتال في الإسلام وغير ذلك من الأمور.

***********************

الإخوان المسلمون

أما الإخوان المسلمون، فأصلهم حسن البنا، وحسن البنا كان صوفياً، وتربَّى في الطريقة الحُصَافيَّة، وله أوراد صباحية ومسائية، وكانت الكُتب المعتمدة في بداية الإخوان المسلمين هي كتب التصوف، كإحياء علوم الدين، وحِكَم ابن عطاء الله السكندري.

ولما حدث الخلاف بينهم وبين جمال عبد الناصر هرب منهم كثير إلى السعودية وقطر وغيرها من هذه البلاد، هؤلاء تشبعوا بالفكر الوهابي، وهم الذين نراهم الآن غير الفكر الذي كان عليه حس البنا، تركوا الصوفية ومشوا على الفكر الوهابي، كذلك السلفية، لا نقول عليهم سلفيون، لأننا نحن السلفيون، ولكن نقول عنهم المتشددون أو الوهابية. عن عبد الله ابنِ عُمَرَ  أَنَّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: {اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا، اللهُمَّ بَارِكْ لَنَا في يَمَنِنَا قالُوا وَفِي نَجْدِنَا، قَالَ اللهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا وَبَارِكْ لَنَا في يَمَنِنَا، قَالُوا وَفي نَجْدِنَا فَقَالَ اللهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا وَبَارِكْ لَنَا فِي يَمَنِنَا قَالُوا وَفِي نَجْدِنَا قالَ هُنَالِكَ الزَّلاَزِلُ وَالْفِتَنُ وبهَا، أَوْ قالَ: مِنْهَا يَخْرُجُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ} (البخاري وسنن الترمذي ومسند الإمام أحمد). وهذا سبب فرقة المسلمين الآن.

***************************

سرُّ فرقة المسلمين

ما الذي فرَّق أهل الصومال؟ ما الذي فرَّق أهل غزة وفلسطين؟ ما الذي يفرق مصر الآن؟ هؤلاء المنتسبون إلى الوهابية، لأنهم متعصبون للرأي، ولا يميلون إلى المحاجة ولا يعترف أحدهم بالرأي الآخر، بل رأيه هو الصواب ورأى غيره الخطأ بدون نقاش ولا مناظرة أو غير ذلك، ولا يسمحون لأنفسهم بقراءة فكر آخر، أو الإطلاع على فكر آخر. إذاً آثار المذهب الوهابي هي السبب الرئيسي في كل المعاناة التي يجدها المسلمون شرقاً وغرباً الآن.

الإخوان المسلمون أيام حسن البنا، كان يُربيهم  تربية إسلامية على المنهج الصوفي أو المنهج النبوي، أما الآن فقد دخل عليهم السلفية يريدون أن يمشوا في السياسة، وكذلك الجماعات الإسلامية، والجمعية الشرعية !! لا بأس في ذلك، لكن يجب أولاً الحصول على دورات سياسية، لأن السياسة غير التدين. أنت رجل دين!! هل رجل الدين يستطيع أن يقود معركة حربية ويُخطط؟!! هل رجل دين يستطيع مع أنه درس الشريعة أن يحكم بين متقاضيين في محكمة؟!! لا، لأنه لا بد أن يدرس القانون مع الشريعة، هل رجل دين يستطيع أن يمشي في التجارة بدون الحصول على دورات في التجارة؟!! وهذه هي المشكلة والمعضلة التي تواجهها مصر الآن.

هؤلاء عندهم تُقى، وعندهم دين وورع، لا بأس .. لكن ينقصهم الخبرة السياسية!! أنت تستطيع أن تصنع جماعة دينية، لكن الحزب السياسي يحتاج إلى تغيير المنهج أولاً، أو تجد طريقة تكون بها متديناً ولا تغير منهجك، لأن السياسة كما قلنا كذب وخداع ومؤامرات وذلك يتنافى مع الدين، وتحتاج السياسة لاتساع الرؤية، لأن السياسي ينظر من بعيد جداً، لكن رجل الدين نظرته قريبة.

*****************************

سبيل الإصلاح

فالمعضلة الأساسية التي نحن فيها أن هذه جماعات دينية لديها فكر ديني، لكن ليس عندهم الخبرة السياسية، وكان مقتضى الأمر – في الوقت الراهن – أن يستعينوا بخبرة المدنيين السياسية، فيجتمع التُقى والدين والخبرة السياسية، فتسير البلد كما ينبغي إن شاء الله رب العالمين …

ففي السابق كانت الخبرة السياسية ولم يكن هناك رقابة دينية فكان الفساد، لكن إذا وجدت الخبرة السياسية، ووجدت معها الرقابة الدينية التي تراقب الله فيصلح أمر العباد ويصلح أمر البلاد.

لكن للأسف ما يحدث الآن هو استقطاب لكل المناصب، حتى وإن لم يكونوا أكفاء!! كيف يدير أي عمل رجل غير كفء؟!! كيف لطبيب أمراض نساء أو طبيب قلب أن يكون محافظاً بدون دورات إدارية؟!! إذاً سياسة الاستقطاب الحادة في عدم وجود الكوادر الـمُدربة هي سبب المشكلة.

الإحباط الذي أصاب الشعب كله هو أننا كلنا كنا نؤيد الإخوان المسلمين – عن كلامهم – فكانوا يتكلمون عن مشروع النهضة، وعن أموال دعم موجودة بالفعل، وعن الكفاءات الإدارية، وفوجئنا بغير ذلك تماماً، ما القرار الذي صدر في مصلحة الإنسان الفقير؟!! لا يوجد، هل تغيرت الظروف الاقتصادية إلى الأفضل أم إلى الأسوأ؟ إلى الأسوأ، أين الكفاءات؟ فوجئنا بعدم وجود كفاءات سياسية وإدارية.

إذاً كل ما نحتاجه هو عدم الاستقطاب، ونُعاون بعضاً، ونُساعد بعضاً، ونختار الكفاءات – لا نقول كما يزعمون: قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار، هل أنت ذاهب تقاتل في أُحد؟!! ومن ينادى: واإسلاماه. هل أنت ستقاتل المغول؟!! – فإذا وصلنا إلى ذلك واخترنا الكفاءات، فإن كل المشاكل ستُحل. ويجب مع الكفاءة أن يكون رجلاً وطنياً حريصاً على وطنه، ورجلاً ورعاً يرعى الله ولا يسرق ولا ينهب.

وهذه شروط كلنا متفقون عليها، فلو كان طبيباً ماهراً وعالمياً لكنه غير إداري فلا يصلح للوزارة، ولكن الذي يقود الوزارة لازم يكون طبيباً إدارياً. ووزارة الدفاع لا يصلح لها من ليس إدارياً – وإن كان مقاتلاً له مثيل في رسم الخطط العسكرية، لكنها تحتاج إلى إداري!! وتسير الأمور بهذه الشاكلة. والمحافظات الحل الأمثل لها كما تصنع الناس في كل الجهات عمل انتخابات، ويختار أهل كل محافظة محافظاً لها من أهلها، وتستريح الناس من هذه المشاكل.

ندعو الله عزَّ وجلَّ أن يرد الأمور إلى نصابها، ويرشِّد القائمين على هذا الأمر ويعلهم تتوحد نواياهم على نفع هذا البلد، وعلى الخروج من هذه الفتنة، ونسأل الله عزَّ وجلَّ أن يُعجِّل لنا ذلك في القريب العاجل إن شاء الله

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(المعادي –الخميس 22 من المحرم 1434هـ الموافق 6/12/2012م)

Fawzyabuzeid - Copyright 2023. Designed by Fawzyabuzeid