الموضوع كله تدريب، ولذلك البعض يقول: الصلاة عادة، إذا تعوَّد المرء منذ الصغر على الصلاة في وقتها فضميره لن يطاوعه ذات يومٍ على ترك الصلاة أو التخلى عنها. ولذلك أمرنا حضرة النبي صلى الله عليه وسلم أن نبدأ الصلاة مع الأولاد من سن سبع سنين، لماذا؟ حتى يتعوَّد عليها ولا يتهاون في هذا الأمر، فنتخذ كل الوسائل بحيث أن الولد أو البنت في سن سبع سنين لابد وأن يؤدِّي الصلاة.
إذا تركناه إلى أن وصل لسن خمسة عشر سنة فمن الذي يستطيع أن يُعوِّده على الصلاة؟ لا أحد، فقد انتهى الأمر وأفلت الزمام من أيدينا، لكن في سن سبع سنين نبدأ تعويده، فيعتاد على تأدية الفريضة في وقتها، فسيواظب على ذلك بإذن الله عزَّ وجلَّ.
إذا اعتادت البنت أو المرأة أن تصلي الصلاة في وقتها ولا تجمع فرضين معاً، ستستنكف في يوم من الأيام أن يفوتها الظهر حتى يحين وقت العصر، لأنها تعوَّدت أن تصلي حاضراً. أما إذا كانت من البداية إلتمست العُذر لنفسها وشرَّعت لنفسها وقالت: أنا ورائي ظروفٌ كثيرة وأعمال كثيرة، فأنا أصلي الظهر مع العصر، والمغرب مع العشاء وقد تعودت على ذلك، فصعب أن ترجع مرةً ثانية لتحافظ على الفرائض في وقتها. فالإنسان على ما عوَّد نفسه تعتاد، ويحتاج إلى قليل من الجهاد في البداية حتى تتعود النفس على أداء فرائض الله عزَّ وجلَّ في وقتها، وبعد ذلك تمشي هي بنفسها في طاعة ربها عزَّ وجلَّ.
جـ2 ـ نادي الزراعيين ـ الأقصر الجمعة 7/11/2015م الموافق 25 المحرم 1437هـ