سؤال: يُخطئ كثير من الشباب والفتيات في الاغتسال من الجنابة، فما كيفية الغسل، وما الذي يستوجب الغسل؟ وما الذي لا يستوجب؟
===================
أجبنا عن معظم هذه الحقائق في كتابنا: (الحب والجنس في الإسلام) واستوفينا فيه كل ما يحتاجه الشاب أو الزوج، أو الشابة أو الزوجة، سواء في مقتبل الحياة، أو سواء في إتمام مسيرة الحياة – كل ما يحتاجان إليه بناء على الإسلام، ومراعاة للعلم الحديث الذي لا يخرج عن تعاليم الإسلام طرفة عين ولا أقل.
الغسل باختصار شديد: هو تعميم كل جسد الإنسان بالماء، بما في ذلك الشعر، فلو نزل الإنسان في البحر وغطس ثم خرج فقد اغتسل – وكان آباؤنا يجعلون في كل مسجد مغطس، يغطسون فيه ويخرجون، فيكونون قد اغتسلوا وتوضأوا – أو نزل الإنسان تحت الحمام، أو نزل الإنسان في البانيو، فإذا نوى الإنسان بقلبه الاغتسال، وعمَّم جسمه كلَّه بالماء فقد أدى الغسل.
إذا أراد أن يتبع – وفي الإتباع خير – النهج الشرعي الوارد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيبدأ أولاً: بالتبول في غير مكان غسله، ويستنجي، ثم بعد ذاك يتوضأ ما عدا القدمين، ثم يعمُّ الرأس بالماء مرة أو ثلاث، ثم يغسل الجانب الأيمن من الجسم، ثم الجانب الأيسر من الجسم، ثم يغسل القدمين، وبذا يكون قد اغتسل وتوضأ على هَدْى وسُنَّة خير الرسل والأنبياء صلى الله عليه وسلم.
مم يكون الغسل؟
الغسل قد يكون غسلاً شرعيًّا لابد منه، والغسل الشرعي يكون من جماع الزوج لزوجته ولو لم يُنزل، أو إذا أنزل الإنسان يقظة أو مناماً، إذا نظر الإنسان – كما ينظر بعض الشباب – للجنس وتأثر وأمنى فإنه يغتسل، أو إذا أنزل في منامه، وهو ما يُسمى بالاحتلام أو الإستنوام.
الاحتلام يستيقظ في آخره على أنه يمارس الجنس مع أحد، ويشعر بهذه اللذة، وهذا لا يكون للأنبياء، قال صلى الله عليه وسلم: {ما احتَلمَ نبيٌّ قَطُّ}(رواه الطبراني في الكبير والاوسط عن ابنِ عبّاسٍ )
والإستنوام: أن يقوم الإنسان من نومه فيجد موضع الماء، إن كان بللاً أو يابساً لكنه لم يشعر به عند نزوله، ويكون ذلك أحياناً إذا نام في برد شديد وليس له غطاء، أو نام وقد شرب كثيراً من الماء، أو نام على ظهره ولم يتقلب يميناً أو شمالاً، وله أسباب كثيرة وعلل كثيرة، كل هذا يوجب الغسل، ولا ينبغي له أن يُصلي إلا إذا قام بهذا الغسل.
وهناك ماء غير المني ينزل من الإنسان إذا فكر في الجنس أو نظر للجنس الآخر، ولكنه ينزل بغير شهوة، وهذا يُسمى المذي، وهذا لا يوجب الاغتسال مع أنه نجس، لكن نغسل ما أصاب الثوب منه ونتوضأ منه، أما المني فهو طاهر مع أننا لابد أن نغتسل منه، وهذه حكمة الله عزَّ وجلَّ.
وهناك بعض الناس بعد تبوله ينزل منه نقاط بيضاء تُسمى الودى، وهذه أيضاً كالمذي لا توجب الاغتسال، ولكن توجب الوضوء فقط.
إذاً باختصار الغسل لا يكون إلا من المني، والمني شرطه الموجب للغسل أنه ينزل في حالة الشهوة فقط.