سؤال: ما نراه الآن من تكفير بعض المسلمين لبعضهم، وكل واحد يعتقد أنه لا يوجد مسلم غيره
أو من كان على شاكلته، وهو الأخ بالنسبة له، فهل هذه هي الأخوة؟
=====================================
وهل هناك أغلى من الأخوّة؟ قال الله تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾.[10الحجرات]. وهذا ما نريده الآن: لأننا كلنا أخوة، ولذلك يجب التوقف عن كل دعوات التكفير، كما يقولون: كل من ليس معنا فهو كافر، كيف هذا؟
إنسان يقول: (لا إله إلا الله محمدٌ رسول الله)، ويقوم بفرائض الله، هل يستطيع أحدٌ أن يصدر قراراً بأنه كافرٌ ؟!! حتى ولو أخذ فكراً معيناً!! لكن مادام هو قال: (لا إله إلا الله) من يستطع أن يصفه بالكفر؟! ومن في الأرض أعطاه الله السلطة أن يحكم على فلان بأنه كافر؟! هل في الأرض من يستطع أن يضمن لنفسه الإيمان عند خروج روحه؟!! إذا كنت لا أملك ولا أضمن لنفسي أن يتوفاني الله على الإيمان إلا إذا تفضّل على الرحمن عزَّ وجلَّ، فكيف أحكم على غيري بهذا؟!! قد يترك فرائض الله – ولكن حتى لو ترك فرائض الله فنسميه مؤمن عاصي، ولكن لا أقول غير مؤمن ولا أقول كافراً. ومتى أقول كافراً؟ إذا أنكر فرائض الله ولم يعترف بها وجحدها، لكن لا يوجد أحدٌ من هؤلاء على هذه الشاكلة.
فالمفروض أن نترك لغة التكفير، ولا ندّعى أننا وحدنا المؤمنون!! فإن التقوى هاهنا ومحلها القلب، ومادام التقوى محلها القلب فكيف يحكم مؤمن على غيره بأنه أقّل منه بالتقوى؟!! أو هو أكثر في التقوى؟!! هذا أمرٌ لا يعلمه إلا عالم الغيب عزَّ وجلَّ.
إذا تغاضينا عن ذلك، واعتبرنا أن كل الناس في هذا الوطن إما إخوة في الإيمان، وإما إخوة في الوطن، وقمنا لأُخوة الإيمان بواجبنا نحو الأُخوة في الإيمان، ونحو إخوة الوطن بواجبنا لمن يشاركنا السكن من أهل ذمتنا، فنُجدد ثانيةً الأحوال التي كانت عليها بلادنا في عصر الخلفاء الراشدين، وعصر أجدادنا الفاتحين من المسلمين الأولين إن شاء الله رب العالمين.
إذن يجب التوقف عن السبِّ والشتم واللعن، والهجوم على أي من المؤمنين بسبب رأي ارتآه، أو فِكرٍ يدور في خلده، أو يدور في عقله، لأن الله عزَّ وجلَّ كَفَلَ حرية الرأي والفكر للناس أجمعين وقال الله تعالى: ﴿لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ﴾[256البقرة].