ليلة الزفاف لها آدابها التي نستشفها من أحاديث الحبيب صلى الله عليه وسلمهي:
أولاً:
1- ينبغي أن لا يُدار في هذه الليلة سواءٌ في الشارع أو في القاعات شيءٌ يغضب الله عزَّ وجلَّ.
2- ولا ينبغي أن يرقص العريس مع عروسه والكل ينظر إليه، فلو أراد أن يرقص فيكون هذا مع الرجال، وهى تكون مع النساء ولا يراها الرجال، ولكن إذا كنا مجتمعين في مكان واحد.
3- ولا يجوز أبداً أن يقوم الحاضرون بالرقص أو سماع الأغاني المثيرة للغرائز أو الأغاني الخادشة للحياء بألفاظها، ولكن يجب أن نختار الأغاني المعتدلة التي تُناسب طباعنا وديننا وعرفنا.
4- ولا يجوز التبذير في هذه الليلة كما نرى الآن في عصرنا الحالي في نفقات حفل الزفاف.
الأساس في هذا كله هو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما جاءه عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهوقد تزوَّج، فقال له: {مَا سُقْتَ إِلَيْهَا، قَالَ: نَوَاةً مِنْ ذَهَبٍ، أَوْ وَزْنَ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ، قَالَ: أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ} (البخاري ومسلم وسنن الترمذي عن أنس رضي الله عنه). فتكون أول سنة هنا هي الوليمة، ونرى الآن كثيراً من الناس ترك الوليمة شغلاً بالقاعة!!! والوليمة تكون للأهل والأقارب والأصدقاء، لكن لا بد وأن يكون فيها نصيبٌ للفقراء لقوله صلى الله عليه وسلم: {شَرُّ الطَّعَامِ طَعَامُ الْوَلِيمَةِ، يُدْعَى لَهَا الأَغْنِيَاءُ وَيُتْرَكُ الْفُقَرَاءُ} (البخاري ومسلم وسنن ابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه).
الأساس في الوليمة أولاً هو إطعام الفقير والمسكين، ولا ينبغي للمرء أن يستدين ليحجز قاعة ويدفع نفقاتها فإن هذا ليس من شرع الله ولا من دين الله عزَّ وجلَّ لأن الله قال للمؤمنين: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا﴾.[67الفرقان].
إذاً من السنن الوليمة، والحفل لا يخرج عن الشريعة طرفة عين ولا أقلّ ولا يكون دَيْناً .. فإذا لم يكن معي مال، فلا داعي للحفل، ونصنع كما كنا في السابق، فكان يأخذ الرجل عروسه من بيتها إلى بيته وانتهى الأمر.
ثانياً:إذا دخل العريس منزله مع عروسه عليهما أن يتوضئا إن لم يكونا متوضئين، ويصليا معاً في بيت الزوجية في حجرة النوم ركعتين لله عزَّ وجلَّإن كانا قد أديا الفرائض، وإن كانا فاتهما صلاة العشاء فيُصليان العشاء معاً جماعة قبل الركعتين، وبعد الصلاة يضع يده على ناصيتها ويقول: (اللهم ارزقني خيرها وخير ما جبلتها عليه) يعنى اللهم أعطني خيرها وخير الطباع التي أنشأتها عليها.
ثالثاً:العروس تكون قد تغرّبت عن بيتها – وربما لأول مرة – فتحتاج أولاً إلى أن يؤانسها ويلاطفها ويحادثها، ويأكل معها طعاماً لدوام المؤانسة والمجالسة، ولا ينكب عليها كالوحش المفترس فإن هذا يُسبب صدمة لا تفوق منها مع الدهر، فيبدأ أولاً بالمؤانسة والملاطفة، وأمر الجماع يكون بالمؤانسة بالقبلات وبالأحضان حتى يأتي الجماع فجأة وحتى لا تشعر به، ولا يكون هناك دفاع منها عن هذا الأمر، وإذا كان سيقوم بهذا الأمر فيقول وهي تقول: (بسم الله اللهم جنّبنا الشيطان وجنّب الشيطان ما رزقتنا). ويعلم وتعلم آداب الغُسل، ويعلم أنه لا بد أن يغتسلا فوراً أو بعد حين بعد كل جنابة، ولا يلجأ مرة أخرى إلى الجماع إلا بعد أن يغتسل أو يتوضأ على الأقل – كما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم. لماذا؟ لأن الوضوء والغسل يدلِّك الأعضاء ويعيد تنشيط الدورة الدموية للإنسان، فيُعيد الإنسان شيئاً من صحته وشيئاً من عافيته.
وهناك بعض الملاحظات الهامة للشباب:
1- الأمر الذي أحذّر منه بشدة هو أن كثيرٌ من شبابنا الآن يُجهّز نفسه بالمنشطات الجنسية، وكيف هذا وأنت في بداية حياتك؟! المنشطات الجنسية لمن بلغ سن الستين وأصبح غير قادر على هذه الشهوة، وقد تكون زوجته ما زالت صغيرة ولها حقٌ فيأتي بالمنشطات بكيفية طبية، بمعنى أنه لا بد وأن يذهب لطبيب أولاً ليكشف عن القلب فيعرف منه ما ظروف القلب، وبعد ذلك يعرف منه نوع المنشط الذي سيستخدمه والمرات التي يتعاطاه فيها، وكم مرة في الشهر؟ لأن الفترة الماضية شهدت موت كثير من الشباب في مقتبل العمر في مختلف محافظات مصر بعد العملية الجنسية .. لماذا ؟ لأنه يُسرف في تعاطي المُنشطات والموتور الذي جعله الله لإدارة هذا الجسم وهو القلب لا يتحمّل .. والآفة التي اكتشفها العلماء الآن أن ( الفياجرا) أول ما أنتجت أُنْتِجَتْ في أميركا، وقالوا: ليس لها أضرار، ليُكثفوا من انتشارها ويكسبوا من بيعها، وفى آخر هذه الأيام قالوا: إن الفياجرا من يستخدمها وعنده ضعفٌ في القلب إذا أخذ الحبة تحت اللسان للعلاج تؤدّى إلى إصابة القلب بالفشل فوراً فلا يستطيعون إسعافه ويموت فوراً!!!
ولذلك لابد أولاً من الكشف على القلب ونستخدم هذه المنشطات لمن تجاوز سن الستين، لكن الشباب يسيرون كما كان يسير آباؤنا وأجدادنا في المأكولات والمشروبات فيكثرون من أكل الفواكه وغيرها، وهى أفضل شيء لهذا الأمر، ليتعوّد على الأشياء الطبيعية التي تعطينا القوة والتي خلقها لنا رب البرية عزَّ وجلَّ.
2- بعض الناس في عموم بلادنا يخدعون العريس ويقولون له : شرب المكيفات المسكرة تساعد على القوة الجنسية، ولذلك من المسالب السيئة أن في حفل الزواج نجد أن صاحب العرس يقوم بتجهيز أماكن لتعاطي المسكرات والمخدرات كالبانجو، وبعضهم يُلح على العريس ليتعاطى هذه الأشياء بحجة أنها تقويه جنسيًّا!! والعلم قال لنا: إن هذه المخدرات تصنع وهماً في ذهن الإنسان وليس حقيقة، فيتخيَّل أن عنده قوة وهو في الحقيقة ليس عنده شيء نهائياً!! ويتخيّل أنه نشيط وهو في الحقيقة يعيش في دائرة الوهم.
فيجب على الشباب أن يحرص على الحياة الطبيعية الإسلامية التي علَّمها لنا الله وبيَّنها لنا رسول الله، ويمتنع عن المحرمات بالكلية – إن كانت خمراً، أو بيرة، أو حشيشاً، أو هرموناً أو غيره – فلا يلجأ إلاَّ إلى الحلال الذي أحلّه الله حتى تكون معيشته طيبة داخلاً في قول الله: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ﴾[97النحل].
3- هناك نصيحة طبية في هذا الباب وهي: أنه لا يجوز للرجل أن يستخدم مروحة كهربائية أثناء ممارسته الجنس مع زوجته لأنها تُعجِّل بالأوجاع والآلام في كل أرجاء الجسد.
رابعاً:لم يجعل الدين رخصة لأي رجلٍ أو امرأة في ترك الصلاة مطلقاً أوترك صيام رمضان، من الذي أعطاه هذه الرخصة؟ لابد أن يحافظ على أداء الصلاة في وقتها، فكثيرٌ من الشباب يدخل يوم الخميس، ولا يخرج لصلاة الجمعة! لم؟! يجب أن تخرج للصلاة، فالجمعة قال فيها صلى الله عليه وسلم: {مَنْ تَرَكَ الجُمُعَةَ ثلاثاً متوالياتِ من غيرِ ضَرُوْرَةٍ، طَبَعَ الله عَزَّ وَجَلَّ على قَلْبِهِ} (سنن الكبرى للبيهقي عن جابرِ بنِ عبدِ الله). فليس معه رخصة بأن يترك الصلاة، فلا بد وأن يحافظ على الصلاة حتى يعمل بقوله صلى الله عليه وسلم: {احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ} (سنن الترمذي ومسند الإمام أحمد والمستدرك عن ابن عباس). يحافظ على طاعة الله وعلى شرع الله وعلى أوامر الله فيحفظه الله عَزَّ وَجَلََّ.