• Sunrise At: 4:54 AM
  • Sunset At: 6:59 PM

Sermon Details

4 أبريل 2014

ما آدب المسلم فى معاملة الإيتام؟

ABOUT SERMON:

شارك الموضوع لمن تحب

سؤال: ما أدب المسلم في معاملة الأيتام؟

———————-

أدب المسلم في معاملة الأيتام أن يشعرهم بالأبوة والحنان إن كان رجلاً كبيراً، وبالأخوة إن كان مساوياً لهم. مشى رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم العيد ليتفقد صبيان المسلمين، فوجد الأطفال يمرحون ويلعبون، ووجد طفلاً منزوياً يبكي، فلما رأى الطفل رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه يبكي، واسمع له يروي القصة بنفسه فيما بعد قال: (قتل أبي عقربة يوم أحد، فأتيت رسول الله أبكي، فقال: ما اسمك؟ قلت: عقربة. قال: بل أنت بشير، أما ترضىى أن أكون أباك، وعائشة أمك؟ فسكت)[1]. فأخذه واحتضنه وذهب به إلى بيته وأكرمه وجعله ينسىى اليُتم، ويحسُّ بحنان الأبوة، ويحسُّ بعطف الأخوة، ويحسُّ ببر الأمومة من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته.

ولذلك فإن النبيَّ صلى الله عليه وسلم حثَّ على وضع اليد على رأس اليتيم، وهذا من ضمن المراعاة لمشاعره وتطييب خاطره، وجعل وضع اليد علىى رأس اليتيم يُكسب العبد أموراً كثيرة: شكا رجلٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسوة قلبه، فقال صلى الله عليه وسلم: (إن أردت أن يلين قلبك، فأطعم المسكين، وامسح برأس اليتيم)[2]. فهذا أول علاج لقسوة القلب؛ وهو وضع اليد على رأس اليتيم علىى سبيل الحنان والعطف، والشفقة والرعاية، وغير ذلك من المعاني الكريمة. وقال صلى الله عليه وسلم في مَنْ يكفل اليتيم: {(أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين)، وأشار بأصبعيه، يعني: السبابة والوسطى}[3]. أي: سيكون مع الرسول صلى الله عليه وسلم في درجة واحدة في الجنة نتيجة رعايته لليتيم، وتنمية مشاعره وإحاطته به!!، ولذلك كان المسلمون الأولون يحرص كلُّ رجلٍ منهم على أن يكون معه يتيمٌ يرعاه.

كفالة اليتيم بالمعنى الذي ينتشر الآن – كأن يمنح اليتيم قسطاً من المال كل شهر، أو كل عام – ليست هي الكفالة التي عناها الإسلام، لكن الكفالة التي عناها الإسلام: أن يجعله كبنيه ليشعر بحنان الأبوة وكمال الرعاية، فليست الرعاية مالاً فقط. ربَّما يكون اليتيم غنياً من جهة المال، لكنه يفتقر إلى العطف والحنان والرعاية، وهذه هي الجوانب التي ركز عليها الإسلام – في تعاليم القرآن وأحاديث المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام – في مراعاة اليتيم.

ومن أبسط المباديء في معاملة اليتيم أن لا تعايره بيتمه، لأن النبيَّ صلى الله عليه وسلم بذاته كان يتيماً، فقد وُلد يتيم الأب، وتيتم من جهة أمه بعد ست سنوات، فأصبح يتيم الأبوين. ويجب ألا نشعره بأنه وحيدٌ، بل المسلمون جميعاً أهله وأحبابه وإخوانه، ويحثون على رعايته والعناية به. أمورٌ كثيرة، نسأل الله عزَّ وجلَّ أن يعيننا على ذلك، وأن يجعلنا من أهل ذلك إن شاء الله ربُّ العالمين.   

[1] أخرجه ابن منده وأبو نعيم عن عقبة بن عبد الله بن بشير رضي الله عنه، ولابن عساكر عن بشير بن عقربة قال: (لما قتل أبي يوم أحد أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي، فقال: يا حبيب، ما يبكيك؟ أما ترضى أن أكون أنا أبوك وعائشة أمك، فمسح على رأسي فكان أثر يده من رأسي أسود وسائره أبيض، وكانت بي رتة، فتفل فيها وقال لي: ما اسمك؟ قلت: بحير، قال: بل أنت بشير).

[2] رواه أحمد والبيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه.

[3] رواه البخارى والترمذي عن سهل بن سعد رضي الله عنه.

1            فتاوى فورية جـ 4 – الحلقة الستون – المعادى – القاهرة – 4 جمادى الآخر 1435هـ 4/4/2014م 

Fawzyabuzeid - Copyright 2023. Designed by Fawzyabuzeid