Sermon Details

****************************
الرقية الشرعية
سؤال: ما كيفية الرقية الشرعية، وهل الرقية الشرعية للحسد تختلف عن الرقية للسحر؟
=================================================
الرقية الشرعية إما آيات قرآنية فيها سر الشفاء، وهذه اسمها آيات الشفاء، وهي ست آيات في القرآن، إذا قرأها الإنسان على مريض، وكان أثناء قراءتها في حضور وفي إخلاص مع الله حقق الله بهذه الآيات الشفاء، وهذه الآيات هي:
﴿ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ﴾ [80الشعراء].
﴿ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء﴾ [44فصلت].
﴿وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ﴾ [57يونس].
﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ﴾ [82الإسراء].
﴿ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ﴾ [14التوبة].
﴿ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ﴾ [69النحل].
آيات الشفاء هذه لو قرأناها على مريض بوضوء وبإخلاص لله، فإن الله عزَّ وجلَّ إذا كان الداء حسداً أو كسلاً أو حقداً أصابه يُشفي في الحال، وإذا كان الداء مرضاً جسمانياً يُخفف عنه لأنه لا بد له من استعمال الدواء.
ومعها الأدعية التي ورد أن رسول صلى الله عليه وسلم كان يُرقي بها أصحابه وأهله وذووه، وقد ورد في هذا الكثير مثل: {اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ، أَذْهِبْ الْبَاسَ اشْفِهِ وَأَنْتَ الشَّافِي، لا شِفَاءَ إِلا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا} (البخاري ومسلم وسنن الترمذي عن عائشة رضي الله عنها).
وهذا دعاء آخر: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أُعِيذُكَ بِالأَحَدِ الصَّمَدِ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ، مِنْ شَرِّ مَا تَجِدُ} (المطالب العالية لابن حجر عن عثمان بن عفان رضي الله عنه)
وأيضاً: {أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لامَّةٍ} (صحيح البخاري وسنن الترمذي وأبي داود عن ابن عباس رضي الله عنهما).
وهذه كانت رقية الحبيب للأطفال الصغار، وكان النبيُّ يُعلمهم أن يُرقي الإنسان نفسه، فعن عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ الثَّقَفِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: { قَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَبِي وَجَعٌ قَدْ كَادَ يُبْطِلُنِي، فَقَالَ لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: اجْعَلْ يَدَكَ الْيُمْنَى عَلَيْهِ، وَقُلْ: بِسْمِ اللَّهِ، أَعُوذُ بِعِزَّةِ اللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ “، سَبْعَ مَرَّاتٍ فَقُلْتُ ذَلِكَ: فَشَفَانِيَ اللَّهُ} (صحيح مسلم وسنن الترمذي وأبي داود).
وإذا كان الذي عندنا نعلم أنه أصيب بداء العين وهو الحسد، فيجب أن نداويه بالآيات القرآنية: (قل هو الله أحد) (قل أعوذ برب الفلق) (قل أعوذ برب الناس) لأنها وقاية من الحسد إن شاء الله، وقد ورد في المعوذتين في الترمذي عن أبى سعيد أنه: {كانَ رَسُولُ الله يَتَعَوَّذُ من الْجَانِّ وَعَيْنِ الإِنْسَانِ حَتَّى نَزَلَتْ المُعَوِّذَتَانِ، فَلَمّا نَزَلَتْ أَخَذَ بِهِمَا وَتَرَكَ ما سِوَاهُمَا}.
أي ناحية من هذه النواحي أخذناها لا بأس بها، لكن المهم الإخلاص والصدق، فقد ورد في الأثر أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه مرض وجاءه أبو بكر رضي الله عنه عائداً وقرأ عليه الفاتحة فشُفي رضي الله عنه بإذن الله، فلم توفي أبو بكر رضي الله عنه ، وتولى عمر الخلافة مرض ذات يوم واشتد مرضه، فذكره إخوانه بما فعله أبو بكر رضي الله عنه يومها، فقال لهم عمر رضي الله عنهم أجمعين :
{هذه الفاتحة فأين أبو بكر!!! }
المهم الذي يخرج منه القرآن، كلنا نقرأ القرآن في الصلاة، لكن منا من يقرأ وكلماته تصعد إلى السماء السابعة إلى اللوح المحفوظ، ومنا من كلامه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم يوصد أمامه أبواب السماء ويُلقى بها في وجهه، ولا يُقبل منه، لأن الأساس في حضور القلب، والخشوع والخضوع والخوف من الله عزَّ وجلَّ.
****************************
الحلقة الثالثة: الزقازيق 3 من ذي الحجة 1433هـ 19/10/2012م