Sermon Details

6 مارس 2020
ما الفرق بين العلم و و العلم الوهبى؟
ما الفرق بين العلم و و العلم الوهبى؟
السؤال الأول: ما الفرق بين العلم والعلم الوهبي؟ وكيف نتحصَّل عليه؟
العلم الوهبي يكون فهماً جديداً لم يرد في الكتب، أو في السماع عن العلماء السابقين في آيات الله أو في أحاديث رسول الله، فلم يرد هذا الفهم في كتب التفاسير المعتمدة، أو في كتب شرح الأحاديث، أو عن العلماء السابقين، وشرطه أن لا يخالف شريعة الله.
فمتى يكون علم وهبي صحيح؟ إذا لم يخالف شريعة الله، لكن إذا خالف شريعة الله نضرب به عرض الحائط، وهذا لا يكون علماً وهبياً، ولكنه علمٌ شيطاني والعياذ بالله تبارك وتعالى.
كلنا يقرأ القرآن، ولكن كل واحد منا يأتيه من فضل الله بيان في آيات القرآن، فإذا كان هذا البيان بيان طيب ولم يسبق به فهذا إلهام من الله تبارك وتعالى له: ” آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا ” (65الكهف) فهذا العلم الوهبي.
السؤال الثاني: ما الفرق بين الولي، والولي المرشد؟
الولي الذي والى الله، وجعل الله له شأناً عنده، ولم يأمره أن يبلِّغ غيره، يعني نفسه وفقط.
لكن الولي المرشد الذي أمره الله سبحانه وتعالى أن يهدي غيره إلى الله، وهذا شرطه أن يكون معه البيان والحكمة والوراثة النبوية الكاملة، وأولها العلم الوهبي.
لكن الولي عليه بنفسه فقط، وليس له شأنٌ بغيره، ولذلك من الذي نتوجه إليه، ونعرف أن الله خصَّنا بعنايته؟ الولي المرشد، والولي المرشد يعني مأذون من الله ورسوله لإرشاد الخلق والأخذ بأيديهم إلى طريق الحق سبحانه وتعالى.
ولذلك الناس الطيبين كثيرين في الدنيا، ولكنه طيب لنفسه، لكن إذا قلت له وجهني أو ارشدني يقول لك: لا أعرف، لأنها ليست وظيفته، فمن الذي أذهب إليه؟ الذي مُنح الإرشاد، ومعه من الله تعالى الإمداد، ومن الحبيب صلى الله عليه وسلَّم نظرات القرب والوداد، فهذ الذي يقوم بالرسالة كما ينبغي، لأن الله كلَّفه بذلك.
سيدي أبو الحسن الشاذلي تجلى عليه الله وقال له: انزل اهد الناس إلينا، وهكذا.
سيدي أحمد البدوي جاءه الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وقال له: اذهب إلى طنطدا في مصر فإن لك بها حالاً، وستربي بها أربعين رجلاً، فلان وفلان وفلان.
وهكذا، كلهم مشوا على هذا النسق، لأنهم جاءهم إذن من رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: ” وَدَاعِيًا إِلَى الله بِإِذْنِهِ ” (46الأحزاب) لا بد أن يكون معه إذن من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلَّم.
السؤال الثالث: ما صحة حديث: من زار قبر الحسين بعد مماتي.
من أين أتوا بهذا الحديث؟! لا يوجد حديث بهذا النص، فسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يخبر أين سيكون قبر الحسين، وهل قبر الحسين الذي في كربلاء؟ أم الذي في دمشق؟ أم الذي في القاهرة؟ فعندنا ثلاث أضرحة للحسين، واحد في كربلاء وواحد في دمشق وواحد في القاهرة، وربما غيرهم.
فكل هذه الأحاديث موضوعة، لأن الشيعة وضعوا أحاديث كثيرة في سيدنا الحسين، وسيدنا الإمام علي، والسيدة فاطمة، لأنهم يتشيَّعوا لهم.
فهم لم يضعوا أحاديث في الحسن، وتمسكوا بأحاديث للحسين فقط، لأن الموضوع أصلاً سياسي، وليس تدين ولا غيره.
السؤال الرابع: ما دلائل معرفة الله عز وجل؟
معرفة الله يعني معرفة أسمائه وصفاته، لكن معرفة ذاته كما قال عمر رضي الله عنه: (كل الناس حمقى في ذات الله) فالله لا يُكَيَّف ولا يُحيز:
بلا كم ولا كيفٍ ولكن |
بأنوار تعالت معنوية |