Sermon Details

4 سبتمبر 2015
ما الفرق بين قراءة الورد القرآنى بإذن وبدون إذن من الشيخ؟وما الأساس فى طريق الصالحين قديما وحديثاً؟
إقرأ الموضوع
الإذن للورد والرابطة الروحانية
سؤال: ما الفرق بين قراءة الوِرد القرآني بإذن من الشيخ، والقراءة بدون إذن؟
———————–
كل المسلمين في قراءة القرآن مأذونين فيه من الله: (فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ) (20المزمل)، لكن الشيخ إذا كان سيخص إنساناً بآيات مخصوصة فهو لعلة يراها تزول بهذه التلاوة، لكن غير ذلك كلنا مأذونون بالتلاوة ولكن مع التدبر.
وهناك كثير من المريدين يشكون من عدم الفتح، وذلك لأنهم يجهلون الطريقة التي بها الفتح، لكن الطريقة التي علَّمها لنا مشايخنا والتي بها نجد الفتح في كتاب الله عزَّ وجلَّ وفي الأوراد، وهي لابد أن يكون هناك رابطة روحانية بينك وبين خير البرية صلَّى الله عليه وسلَّم. فكل محطات البث التليفزيونية موجودة في كل مكان لكنها متى تظهر على الشاشة؟ إذا كان هناك جهاز استقبال، لأنه يربط بين الشاشة والإرسال.
كذلك هناك محطة استقبال يُجهزها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلَّم ويعطيها تصريح بالبث من حضرته إلى قلوب الأحبة الذين زاد شوقهم، والذين نما غرامهم، والذين دام هيامهم، حتى يتمتعوا بالعطاءات الآتية في روحانية المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم السلام
ماذا أفعل من أجل ذلك؟ هذا الذي تعلمناه – وهذا لا نقوله للعوام – فعلى الإنسان أن يستحضر صورة شيخه عند عمل وِرده، أو عند تلاوة كتاب الله، ويستحضر أن شيخه هو الذي يقرأ وهو يسمع القرآن من شيخه، وهذا الذي مشينا عليه، وكان الواحد منا عندما يقرأ بهذه الكيفية يحس بأن بحار من المعاني الإلهية تتفجر في القلب، لم يقرأها في كتاب، ولم يسمعها من عالم، وكلما أعاد التلاوة يجد بحار أخرى من المعاني تتنزل.
ماذا تفعل صورة المرشد؟ تسد الحواس الظاهرة، فيُخلص الإنسان، وتمنع واردات الحواس كالعين والأذن واليد وغيرهم، وتفتح الحواس الباطنة، فتأتي العطاءات الباطنة.
لكن لو قرأت ولا يوجد استحضار، فإن الحواس الظاهرة مفتوحة، فأنا أقرأ لكني أسمع فلاناً يتكلم في كذا وكذا، هل هذه القراءة بصفاء أم مشوشة؟! أو أنا أقرأ وعيني تنظر هنا وهناك، فما شكل هذه القراءة؟! مشوشة لأن الحواس الظاهرة مفتوحة، قال في ذلك الإمام أبو العزائم رضِي الله عنه وأرضاه: ((صورة المرشد تمنع واردات الحواس عن القلب، فتكون الحواس تحت سلطان القلب، والقلب يتلقى من الرب عزَّ وجلَّ))، وهذه هي البدايات الأصلية في سلوك أهل المعرفة الروحانية.
وغير ذلك من قراءة الأوراد ليل نهار فهو عابد، والحاضر فيه له عليه درجات، وغير الحاضر فيه لا يكتبوه، والدرجات حسنات في الدار الآخرة، لكن ليس له علاقة بالمِنح. يقرأ القرآن، ويقوم الليل، كل هذا عابد، ولا مانع سيعطيك الله ما تريد وزيادة، والحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، لكن الفتح الإلهي ليس له طريق غير ما ذكرنا.
ما الذي منع يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام من الفاحشة بعدما تزينت له زُليخة وكانت أجمل أهل زمانها؟ (وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ) (23يوسف)، وفي قراءة أخرى: (هُيِّئْت لَكَ)، ما الذي منعه؟ برهان ربِّه: (لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ) (24يوسف) وما برهان ربِّه؟ قالوا: صورة أبيه .. مرشده سيدنا يعقوب عليه السلام. عندما همَّ بها وجد صورة المرشد أمامه، فمنعه، سواء إن كان همَّ بقتلها أو غير ذلك، لأنه لو قتلها فستكون مصيبة بالنسبة له، لأنه في هذه الحالة سيقولون قتلها لأنه كان يريدها فامتنعت. فالذي منعه من هذا الأمر صورة المرشد، وهو الأساس في هذا الأمر قديماً وحديثاً.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم
*********************