Sermon Details

المخرج من الفتن
سؤال: ما المخرج من الفتن التي نحن فيها في مصر؟
=========================
الفتن التي نحن فيها الآن لا مخرج منها إلا بالرجوع للعمل بشرع الله، ونُنحِّى جانباً الزعامات وطلب المناصب وطلب المكاسب التي حرمّها الله عزَّ وجلَّ علينا!! الناس في حاجة إلى معرفة بدين الله. الزعامات التي تتقاتل هنا وهناك – من أجل الدنيا – الإسلام ليس فيه زعامات، بل المسلمون كانوا يتحاشون المناصب ويبتعدون عنها، وكان صلى الله عليه وسلم يقول في ذلك: {إِنَّا لا نَسْتَعْمِلُ عَلَى عَمَلِنَا مَنْ طَلَبَهُ} (البخاري ومسلم وسنن أبي داود عن أبي موسى رضي الله عنه). أي: من يريده فلا نولّيه، والمفروض أن يزهدوا في هذا الأمر، وإذا تولاه يتولاه حرصاً على مصلحة المسلمين، فإذا أراد المسلمون عزله يرحب بذلك ولا يحدث عنده غضب ولا نفور.
انظر إلى خالد بن الوليد رضي الله عنه، لم يأت التاريخ بقائد على مدى الزمان خاض أكثر من مائة معركة حربية انتصر فيها جميعاً، وفى لحظة جاءه خطاب العزل، والعزل ما معناه؟ تجريده من كل المناصب والألقاب التي حصّلها!! بعدما كان قائداً عاماً للقوات المسلحة، رجع مرة أخرى جندياً!!
فجاء له رجلٌ وقال له: يا خالد أترضى بهذا؟ قال: بلى، قال: إني رسولٌ إليك، وخلفي مائة ألف سيف يريدون أن ينتصروا لك ولا ترضى بهذا الأمر. قال: بئس ما قلت يا أخي، إني أقاتل لله عزَّ وجلَّ سواء كنت قائداً أو جندياً. هؤلاء هم العظماء الذين ربَّاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على حُبِّ المنفعة والخدمة للإسلام والمسلمين، بغض النظر عن المناصب الرفيعة، والمكاسب الكثيرة التي يسعى إليها الآخرون.
من مثل هذا على الساحة الآن؟!! كلُّه يطالب بالمناصب والمكاسب، ولذلك دائماً وأبداً يحاول أن يتنمّص لأخيه، ويتلمّس له الأوزار، وينسب له العيوب، ويريد أن يزيحه ليحتلَّ مكانه، وهذا كل ما في الأمر، وهذا الأمر ليس من الإسلام، وإنما هو توظيفٌ للإسلام للحصول على الدنيا، الإسلام ليس بهذه الكيفية ولا بهذه الهيئة.
أهل البلطجة الذين رتعوا في كل البلاد والعباد، منهم أصحاب أحكام، كانت أحكام زاجرة وكانوا في السجون، وعجَّل ولاة الأمر بإخراجهم، فكانت هذه الموجة الإرهابية، مع أنهم كان ينبغي التوقف حتى يتبيَّنوا توبتهم وأوبتهم ولا يروّعوا المسلمين، والتفَّ حولهم بعض النفوس الضعيفة. وهؤلاء يحتاجون إلى طريقين:
-
الأمن الشديد. – والوعظ بالتي هي أحسن.