• Sunrise At: 4:54 AM
  • Sunset At: 6:58 PM

Sermon Details

30 نوفمبر 2012م

ما المخرج من الفتن التى تمر بها البلاد الأن؟

.

شارك الموضوع لمن تحب

المخرج من الفتن

سؤال: ما المخرج من الفتن التي نحن فيها في مصر؟

=========================

الفتن التي نحن فيها الآن لا مخرج منها إلا بالرجوع للعمل بشرع الله، ونُنحِّى جانباً الزعامات وطلب المناصب وطلب المكاسب التي حرمّها الله عزَّ وجلَّ علينا!! الناس في حاجة إلى معرفة بدين الله. الزعامات التي تتقاتل هنا وهناك – من أجل الدنيا – الإسلام ليس فيه زعامات، بل المسلمون كانوا يتحاشون المناصب ويبتعدون عنها، وكان صلى الله عليه وسلم يقول في ذلك: {إِنَّا لا نَسْتَعْمِلُ عَلَى عَمَلِنَا مَنْ طَلَبَهُ} (البخاري ومسلم وسنن أبي داود عن أبي موسى رضي الله عنه). أي: من يريده فلا نولّيه، والمفروض أن يزهدوا في هذا الأمر، وإذا تولاه يتولاه حرصاً على مصلحة المسلمين، فإذا أراد المسلمون عزله يرحب بذلك ولا يحدث عنده غضب ولا نفور.

انظر إلى خالد بن الوليد رضي الله عنه، لم يأت التاريخ بقائد على مدى الزمان خاض أكثر من مائة معركة حربية انتصر فيها جميعاً، وفى لحظة جاءه خطاب العزل، والعزل ما معناه؟ تجريده من كل المناصب والألقاب التي حصّلها!! بعدما كان قائداً عاماً للقوات المسلحة، رجع مرة أخرى جندياً!!

فجاء له رجلٌ وقال له: يا خالد أترضى بهذا؟ قال: بلى، قال: إني رسولٌ إليك، وخلفي مائة ألف سيف يريدون أن ينتصروا لك ولا ترضى بهذا الأمر. قال: بئس ما قلت يا أخي، إني أقاتل لله عزَّ وجلَّ سواء كنت قائداً أو جندياً. هؤلاء هم العظماء الذين ربَّاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على حُبِّ المنفعة والخدمة للإسلام والمسلمين، بغض النظر عن المناصب الرفيعة، والمكاسب الكثيرة التي يسعى إليها الآخرون.

من مثل هذا على الساحة الآن؟!! كلُّه يطالب بالمناصب والمكاسب، ولذلك دائماً وأبداً يحاول أن يتنمّص لأخيه، ويتلمّس له الأوزار، وينسب له العيوب، ويريد أن يزيحه ليحتلَّ مكانه، وهذا كل ما في الأمر، وهذا الأمر ليس من الإسلام، وإنما هو توظيفٌ للإسلام للحصول على الدنيا، الإسلام ليس بهذه الكيفية ولا بهذه الهيئة.

أهل البلطجة الذين رتعوا في كل البلاد والعباد، منهم أصحاب أحكام، كانت أحكام زاجرة وكانوا في السجون، وعجَّل ولاة الأمر بإخراجهم، فكانت هذه الموجة الإرهابية، مع أنهم كان ينبغي التوقف حتى يتبيَّنوا توبتهم وأوبتهم ولا يروّعوا المسلمين، والتفَّ حولهم بعض النفوس الضعيفة. وهؤلاء يحتاجون إلى طريقين:

  • الأمن الشديد. – والوعظ بالتي هي أحسن.

        وإذا لم ينفع التذكير بالوعظ والإرشاد يتم سلوك الطريق الآخر، قال سيدنا عثمان رضي الله عنه: (إِنَّ اللَّهُ يَزَعُ بِالسُّلْطَانِ مَا لا يَزَعُ بِالْقُرْآنِ) (الجد الحثيث في بيان ما ليس بحديث – أحمد بن عبد الكريم الغزي).

لنبدأ أولاً بالقرآن وأحكام القرآن، فمن لا يخاف الله ولا يعمل بأحكام القرآن فتكون هنا عصا السلطان. إما أحكام القرآن، وإما عصا السلطان الشديدة التي لا تخاف في الله لومة لائم، وهذه هي الأمور التي نجدها الآن ونعانى منها! وتحتاج أننا نكفُّ عن الخلافات، وعن المناصب والمتاهات، ومجلس الشعب ومجلس الشورى، وننتبه أولاً إلى مصالح العباد والبلاد، رغيف الخبز والبوتاجاز والبنزين والسولار !! وطلبات الناس من العلاج، والطرق ومصالح الناس وحاجات الناس هي الأولى الآن بالنظر إليها، حتى يُصلح الله عزَّ وجلَّ شأن هذه الأمة .

لكننا الآن نعيد ما كان أيام المماليك، والمماليك كانوا يتقاتلون مع بعضهم، والشعب لا يجد ما يأكله، حتى أنهم كانوا يأكلون الكلاب من شدة المجاعة، وهم لا يلتفتون لهم لأنهم مشغولون بالمناصب، وهذا لا يجوز أبداً. ينبغي على كل الطوائف الآن أن تتوقف عن المطالب الشخصية، والمناصب والمكاسب، وينتبهوا أولاً للمطالب الشعبية، إذا حققنا لقمة العيش لجميع الناس، والعلاج الميسر لجميع الناس، والتعليم المخفف لجميع الناس، وأصلحنا الطرق، وجهزنا للناس ما يحتاجون، فبعد ذلك نبحث عن الزعامات وعن مثل هذه الأمور.

الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه يقول – في شأن الديمقراطية التي يتشدقون بِها الآن: (لا تشاور من ليس في بيته دقيق). الرجل الذي ليس في بيته دقيقٌ كيف تشاوره؟ هل تقول له: من يكون رئيساً للجمهورية؟ ومن يكون عضو مجلس الشعب؟ ومن يكون عُضواً في مجلس الشورى؟ ما له وما لهذه الأمور؟!! اغْنِ النَّاسَ أولاً بحاجاتهم  … وهم بعد ذلك يختارون الأصلح لهم ولوطنهم إن شاء الله ربُّ العالمين.


الحلقة السابعة من برنامج أسئلة جائرة وإجابات شافية لفتاوى فورية: الزقازيق – قرية كفر العلماء – مركز فاقوس – أبو كبير 16من محرم 1434هـ 30/11/2012م

Fawzyabuzeid - Copyright 2023. Designed by Fawzyabuzeid